ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا🔸كتبه عبدالله بن صالح العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [هود:117].
وفيها من العلم يعني وفيهم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أي لم يكن ليهلكهم وهم يتواصون بالحق فيما بينهم وإن كان فيهم فاسقون ، وأقسام الناس في هذا أربعة:

الأول : الواقع في المنكر
الثاني : الراضي بالمنكر
الثالث : المنكر للمنكر بلسانه
الرابع ؛ الكاره للمنكر

فالقسمان الأولان معاقبون، والقسمان الأخيران ناجون، قال تعالى :{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [الأعراف:165].
وقال ﷺ: " فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا " رواه مسلم.

قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" الرابع : ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم ، بل يقال لمن اعتدى عليهم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة:8].

وقال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة:190]. وقال تعالى:{ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ } [البقرة:193].

فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود الله إما بجهل وإما بظلم وهذا باب يجب التثبت فيه وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين " (مجموع الفتاوى ١٤/٤٨١).

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
٤-١-١٤٣٩هـ