أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
101621 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2016, 07:20 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb شذا العبير من فوائد المحقق النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير (متجدّد)


شذا العبير من فوائد المحقق النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير
(متجدّد)


جمع وترتيب
أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، فتعود معرفتي للشيخ الفاضل إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله لفترة تزيد على سبع سنين، قرأتُ فيها أكثر كتبه ومقالاته، وهي غنية بالفوائد والنوادر العلمية، فأحببتُ أن أجتهد في جمعها ليتيسّر الانتفاع بها، وسأبدأ بما أودعته في ((كُنّاشتي)) – ما طُبِع منها وما هو تحت الطبع -، ومن أراد ترجمة الشريف إبراهيم فليرجع إلى مقالي:
القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184823

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=10283


1 – لبس الخرقة لا أصل له في الكتاب والسنة، وهو أمر أحدثه الصوفية المتأخرون
قال الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير في مقدمة تحقيقه لـ (( السيف المجزم لقتال من انتهك حرمة الحَرَم المحرّم )): لبس الخرقة لا أصل له في الكتاب والسنة، وهو أمر أحدثه الصوفية المتأخرون –سامحهم الله-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ): (( وقد كتبت أسانيد الخرقة، لأنه كان لنا فيها أسانيد، فبينتها ليعرف الحق من الباطل... وقد عُقل بالنقل المتواتر أن الصحابة لم يكونوا يلبسون مريديهم خرقة ولا يقصون شعورهم ولا التابعون، ولكن فعله بعض مشايخ المشرق من المتأخرين)).
• (( منهاج السنة )) (4/156)، وانظر (( الفتاوى الكبرى )) (5/354)، و (( مجموع الفتاوى )) (11/88-99)، و (( منهاج السنة )) وفيه ذكر أسانيد الخرقة وفيه كلام نفيس (4/156 فما بعدها).
وقال الفقيه مبارك الميلي الجزائري (ت 1364هـ): (( اتخذ الصوفية شعارهم لباس الخرقة وإلباسها، وقالوا: إن الحسن البصري لبسها من علي رضي الله عنه، وتخصيص عليٍّ بشيء في الدين هو من بدع الرافضة، قال في (( تمييز الطيب من الخبيث )) : (( حديث لبس الخرقة الصوفية وكون الحسن البصري لبسها من علي؛ قال ابن دحية وابن الصلاح: إنها باطل، ولذا قال ابن حجر: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلّم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحداً من أصحابه بفعل ذلك، وكل ما روي في ذلك صريحًاً؛ فباطل )).
قال: (( ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن عليًّا ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من عليٍّ سماعاً فضلاً عن أن يلبسه الخرقة )).
وقد حاول السيوطي في (( الحاوي )) إثبات سماع الحسن من علي، وليس ذلك بأولى من إنكار أئمة الحديث له، ثم هو لا يثبت الدعوى الخاصة التي هي لباس الخرقة. وما زال الصوفية يتفننون في وضع الإِسناد ليربطوا طرقهم بعظماء الزهاد، وإن اشتملت على ضروب من الضلال والفساد، حتى جاء أخيراً أحمد بن سالم التيجاني، فاختصر الإِسناد، وادعى أنه تلقى طريقته من خاتم الأنبياء من غير واسطة. (( رسالة الشرك ومظاهره )) (ص422-423).

2 - الصدق في الرافضة نادر
ذكر الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) ( ترجمة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب / ت 120 أو 122 ) عبّاد بن يعقوب فقال: هو رافضي ضال، لكنه صادق، وهذا نادر!
أفادنيها الشريف إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله من (( مجموعٍ )) له في كلام الذهبي في الرافضة.

3 - الفرق بين التصحيف والتحريف في الألفاظ والأسماء
التصحيف: هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها، هكذا عرَّفه الحافظ السخاوي والصنعاني؛ وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع ما سمّاه السلف من المحدِّثين تصحيفاً.
انظر: (( التصحيف وأثره في الحديث )) ( ص 40 ).
والتحريف: هو ما وقعت المخالفة فيه بتغيير الشكل في الكلمة مع بقاء صورة الخط فيها.
انظر: (( تحقيق الرغبة في توضيح النخبة )) ( ص 149 ).
وبعض العلماء المتقدّمين يفرّقون بين مدلولي الكلمتين كالعسكري ( ت 382 هـ ) والحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ )، وكثير منهم لا يفرّقون بين التحريف والتصحيف، فيجعلونهما مترادفَين، كالأئمة الشافعي ( ت 204 هـ ) وأحمد ( ت 241 هـ ) ومسلم ( ت 261 هـ ) والحافظ أبي زرعة الرازي ( ت 264 هـ ) ... وغيرهم.
نقلتها من كتابه (( أنموذج من عناية علماء الإسلام المتقدمين بتصحيح الكتب وضبط نصوصها )) ( ص 25 / ط . الريان ) .

4 - اختصاص الأشراف الحسنيين والحسينيين بلبس العمامة الخضراء ليس له أصل في الكتاب والسنة
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في تحقيقه لكتاب (( الدر النفيس في بيان نسب إمام الأئمة محمد بن إدريس )) لأحمد بن محمد الحموي ( ت 1098 هـ ) ( ص 55 ): العمامة الخضراء، كانت في القرون المتأخرة يلبسها الأشراف من أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما، وليس لها أصل في الكتاب والسنة، وإنما استُحدِث لباسها سنة 773 هـ في عهد سلطان مصر الأشرف شعبان ابن السلطان حسين بن محمد بن قلاوون المتوفى سنة 778 هـ لئلاّ يظلمهم أحد أو يقصِّر في حقِّهم من لا يعرفهم، قال السيوطي ( ت 911 هـ ): إن هذه العلامة ليس لها أصل في الشرع ولا في السنة ولا كانت في الزمن القديم، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين. ( الحاوي للفتاوي 2 / 85 ).
وقال أحمد بن أحمد القليوبي المالكي ( ت 1069 هـ ): وكل أولاد علي لا يُمنَعون من لبس العمامة الخضراء، بل ولا غيرهم من سائر الناس، إذ ليس لها أصل في الشرع، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين. ( حاشيتان للقليوبي وعميرة 3 / 170 ).

5 - الإمام الألباني يعطي إجابة لسائل لمدة نصف ساعة ( كأن بين يديه كتاب يقرأ منه )!
ذكر إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه (( من جهود العلاّمة الألباني في نصح جماعة التكفير )) ( ص 12/ مؤسسة الريان / ط. 1432 هـ ) لقاءه الأول بالإمام الألباني في محاضرة له بأحد مساجد جدة سنة 1409 هـ، وقال: لقد أسَرَني العلاّمة الألباني في هذا اللقاء وغيره بعلمه الغزير وقوة حجّته، وبراعة استدلاله بكتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم والآثار السلفيّة في كل مسألة يجيب عليها، وكأن بين يديه ديوانٌ حوى الكتاب والسنة وأقوال السلف، يأخذ منه ما شاء.
وعلى ذكر ( كأن بين يديه ديوان )، زُرتُ العلاّمة الألباني سنة 1414 هـ في منزله بعمان الأردن، وكان بحضرته في ذاك اليوم جمعٌ من طلبته وبعض الإخوة من الكويت، فسأله أحدهم عن مسألة تتعلّق بالمنهج الدعوي والعمل السياسي، فنظر إلى شيءٍ على طاولة مكتبه، وأجابه الشيخ مرتجلاً إجابة عالم راسخ فقيه عارف، وبطلاقة وقوة دون تردد أو تلعثم، كأنه يقرأ من كتاب، واستغرق هذا الجواب قرابة ثلاثين دقيقة لم يرفع فيه رأسه أو ينقطع عن الجواب، فقُمتُ من مكاني لأنظر هل هناك كتابٌ على طاولته يقرأ منه، فلم أرَ كتاباً!! فسبحان الله الذي وهبه سعة العلم والفهم، وسرعة البديهة، وقوة الحافظة، وحسن الجواب على كبر سنه.

6 - تخضيب اللحية يُعد شعاراً للمتمسكين بالسُّنّة
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه (( أخبار المحدِّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن )) ( ص 194 ): دليل ذلك أن الإمام أحمد أفرد في كتابه (( العلل )) ( 1 / 521 ) باباً فيمن خضب من المحدِّثين، وذكر عدداً كبيراً من أئمة الإسلام المعاصرين له ... وقد سُئلَ العلاّمة الألباني رحمه الله عن سبب عناية أصحاب كتب الرجال بذكر المخضبين من المحدِّثين؛ هل كان هذا من باب التفريق بين أهل السُّنّة وغيرهم؟ فأجاب: لا، هم أرادوا أن يُفَرِّقوا بين من يتمسّك بالسُّنّة وبين من لا يتمسّك بها.
(( الدرر في مسائل المصطلح والأثر )) ( ص 226 / ط. دار الخراز ).

7 - إخراج البخاري لخبرٍ ما في (( تاريخه )) لا يفيد الخبر شيئاً، بل يضرّه!
اشترط الإمام البخاري الصحَّة في (( جامعه الصحيح )) فقال : لم أخرج في هذا الكتاب – أي في جامعه الصحيح – إلا صحيحاً . ( مقدمة (( فتح الباري )) / ص 7 ).
أما في (( تاريخه الكبير )) فالمتأمل فيه يجد آثاراً كثيرة ليست صحيحة لأنه لم يشترط الصحة في (( تاريخه ))، بل قال العلّامة المعلّمي ( ت 1386 هـ ): ( إخراج البخاري في (( التاريخ )) لا يفيد الخبر شيئاً بل يضرّه، فإنّ من شأن البخاري أنْ لا يخرج الخبر في التاريخ إلّا ليدل على وهن راويه ).
انظر: (( الفوائد المجموعة )) ( ص 180 / حاشية 2 )، و (( تاريخ البخاري )) للزرقي ( ص 65 ).
استفدته من كتابه (( عناية العرب بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 61 ) .

8 - العالم قد يكون علّامة في فنٍّ ويُضَعَّف في غيره
قال العلّامة الشيخ عبد الكريم الخضير في (( شرحه على ألفية العراقي )) ( الدرس الصوتي 48 ) – بعد ذكره لثناء الحافظ العراقي وذمّه لمحمد بن السائب الكلبي والد هشام - : علّامة في الأنساب، لكنه متفق على ضعفه، بل ضعفه شديد، حتى اتُّهِم، يعني يُمكِن أن يُوصَف الإنسان في باب من الأبواب بأنه علّامة، لكن في أبواب أخرى يُضَعَّف، ما في ما يمنع، لأنه اهتم في هذا الباب حتى بلغ فيه الغاية فاستحق الوصف بالمبالغة، لكن لا يمنع أن يكون في أبواب أخرى مضعَّف، وهنا أئمة يُقتَدى بهم ومع ذلك ضُعِّفوا في بعض الأبواب، محمد بن إسحاق إمام في المغازي ومُضَعَّف في الرواية على خلاف بين أهلم العلم في ذلك، أبو حنيفة إمام في الفقه والاستنباط والرأي ومع ذلك في حفظه شيء، عاصم بن أبي النجود القارئ المعروف إمام في القراءة ومع ذلك في حفظه شيء بالنسبة للسنة.
* (( عناية العرب سلالة الأنبياء بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 136 / حاشية ).

9 - متى توفي عدنان جدّ العرب العدنانيين؟
ذكر الشيخُ النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير قاعدةَ ابن خلدون المشهورة لمعرفة الأنساب الصحيحة؛ وهي: ( إذا شككنا في نسب حسبنا كَمْ بين مَن في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مئة سنة ثلاثة أنفس، فإنها مطّردة عادة، وإنْ أخرمت فبالزيادة ).
( القاعدة ذكرها ابن حجر عنه كما نقلها السيوطي في (( نظم العقيان )) ( ص 138 ) ).
ثم قال: تسلسل نسب المؤرخ النسابة الشريف محمد بن منصور آل زيد الحسني والدكتور الشريف نايف الدعيس البركاتي الحسني والباحث التاريخي الشريف فهد العرجاني العبدلي الحسني يبلغ واحداً وأربعين رجلاً إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن أبي طالب عمّ النبي صلى الله عليه وسلّم إلى عدنان واحداً وعشرين رجلاً، فأصبح عدنان بهذا الربط العددي هو الجدَّ الثاني والستين لكل العرب العدنانيين تقريباً.
وبهذا التقدير العددي تكون وفاة عدنان جَدَّ العرب العدنانيين قبل ألفين ومئة سنة تقريباً، أي قبل ولادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بمئة سنة تقريباً.
ثم وقفتُ عقب تحريري لسنة وفاة عدنان جَدَّ العرب العدنانيين على نص يشهد لِما رجّحناه في سنة وفاتهما، قال العلّامة النسّابة ابن الكلبي هشام ( ت 204 هـ ): (( سمعت من يقول: كان معد بن عدنان على عهد عيسى ابن مريم )) (( الطبقات الكبير )) ( 1 / 39 ).
* (( عناية العرب سلالة الأنبياء بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 19 ) .

10 - تعريف (( الكتابات الصفوية )):
الكتابات الصفوية نسبة إلى جبل الصفا جنوب شرقي دمشق، وهي نصوص تركها لنا عرب ما قبل الإسلام في الفترة الواقعة تقديراً بين القرنين الأول قبل الميلاد والرابع الميلادي في مناطق البادية والحرات الأردنية وجنوب سوريا امتداداً على طول وادي السرحان مختلطة بالنقوش الثمودية في منطقة شمالي الحجاز.
وهي من الكتابات الحجرية القديمة التي ساهمت في حفظ أنساب العرب، حيث عُثِرَ على أسماء عشرة أجداد للعرب الجاهليين في بعض كتاباتها، وهذا إنْ دَلَّ فإنما يدلُّ على عناية العرب الفائقة بأنسابهم.
* (( عناية العرب بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 37 / ط. 1435 هـ – 2014م ) .

11 - من فوائد الردود أنها تُعمل فيها عقلك وتحرِّره من الجمود!
((ألا تنزعج - يا إبراهيم - ويضيق صدرك من الردود عليك بحق وبغير حق؟))
أشفَق عليَّ أحد الأبناء الباحثين النجباء عندما رأى عشرات الردود عليَّ من أدعياء النسب والمتسلّقين على هذا العلم ومن دب في قلبه الحسد والغل؛ فسألني هذا السؤال.
فقلت له: اليوم لا. أما عندما كنت فتى فنَعم، انزعجتُ وتألمتُ لضيق صدري برأي المخالف والمؤالف.
أما اليوم فوالله أتلذذ بالرد على من تعقَّبني بهوى سواء كان من الصرحاء أو الأدعياء، فالردود -يا ابني- تُعمل فيها عقلك وتحرره من الجمود؛ لاستحضار الحجج على دفع تلك الشبه والفهم السقيم، وتظل تفكر ليل نهار؛ لتستنبط قاعدة من هدْي علماء التاريخ والأنساب، وتجهز على أخرى؛ لأن علم النسب لم تُفرد قواعده في مؤلف كقواعد علم الحديث أو أصول الفقه، وأذكر أنني كنت أقوم من نومي؛ لتدوين الجواب على جزئية من شبهة المخالف، بل تحسب لجوابك ألف حساب؛ لئلا يُجهز عليك المخالف. ومن ولج هذا الباب وافقني ولم يخالفني، بل الردود تمكّن الباحث وترتقي به لمصاف العلماء كما قال الحافظ الذهبي: ((ومن الردود يتفقه العلماء)).
أما التأليف فلا يحتاج منك هذا العناء فجُلّه اليوم وللأسف: ((خذ من هنا وضع ها هنا وقل مؤلّفه أنا)).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* كتبه الشيخ حفظه الله في 15 شعبان 1436 هـ.

12 - بطلان ظاهرة ادعاء الشرف من جهة الأم:
هذه بلوى عظيمة، وقول حادث، شاع في القرون المتأخرة، وأشهر ذيوعه كان في القرن السابع الهجري في المغرب العربي، ثم شاع في الشام في القرن الحادي عشر فما بعده، وصنَّف بعض علماء تلك البلاد مصنفات مفردة في إبطاله.
وقد حذر العلامة خير الدين أحمد الرملي الفلسطيني الحنفي (ت ١٠٨١ هـ) من ظاهرة ادعاء الشرف من جهة الأم في الشام، واعتبرها من الظواهر الفاحشة في زمانه، وأن الناس تركت أنسابها الحقيقية الأصيلة إلى أنساب علوية من طريق الأم، لأجل المكاسب المادية التي تخصِّصها الدولة العثمانية للأشراف، ورفع الغرامات عنه لسيادته وشرفه كما تقدم بيانه، قال رحمه الله في كتابه ((الفوز والغنم في مسألة الشرف بالأم)) (ص 10): ((وقد كثر في زماننا وفحش في كل البلاد ولزم اختلاط الأطراف بالأشراف، حتى رأينا في بلدتنا كثير، فمن يضع العلامة بسبب تزوج أبيه قرشيَّة لكثرة ماله أو جاهه عند الحكّام، فلا يفرق بينه وبين من كان متأصلاً عريقًا في النسب، فترفع عنه بسبب ذلك التكاليف العرفية والغرامات السلطانية، وتطرح على غيره زيادة على ما عليه، لئلا تنقص عما هو المطلوب، فاشتد اجتهاد الناس في تحصيل ذلك بصرف الأموال فيه والاجتهاد في تحصيله من كل أحد لما ينتج من المعافات والراحات، وطرح غراماته على أهل بلده وجيرانه ومساويه من إخوانه، فغرم ضعف الغارمين وسلامته من كان في جملة المكلفين، ووقع الضرر والضرار، وتأذى بذلك الأخ المسلم والغريب والجار)).
* أفادني بها شيخي حفظه الله.

13 – فائدة نفيسة للإمام الذهبي في أحد ضوابط الحكم على الحافظ المبتدع بالزندقة
قال الإمام الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) في ترجمة الحافظ الرافضي ابن خراش ( ت 283 هـ ) الذي ألّف جزءاً في (( مثالب الشيخين )): جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم، فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إنْ صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور؟! فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومئتين. اهـ.
علّق الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير في (( المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً )) ( 1 / 332 / حاشية 1 ) قائلاً: وفي كلام الذهبي هذا فائدة قيمة بأن جَعَلَ من ضوابط الحكم على الرجل المبتدع بالزندقة – سعة الاطلاع ومعرفة الحديث والرجال - لقيام الحجة وظهور المحجة له، وممّا يؤيّد هذا أنه قال في ترجمة الحافظ ابن عقدة: (( قلت: قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه - وهو عن علي مرفوعاً (( يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين ))، وقول سفيان الثوري (( لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال )) - يدل على عدم غلوّه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غلّ للسابقين الاولين، فهو معاند أو زنديق، والله أعلم.

14 -

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-23-2016, 02:48 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



14 - ما أعقل تصرف هذا الملك حينما سمع دعوى حادثة في نسبه.
ذكر العلامة ابن خلدون (ت٨٠٨هـ) موقفًا رائعًا لملك عاقل من ملوك زناتة حينما بلغه أن أحد أبناء جلدته تنصل من نسبه البربري وادعى النسب الإدريسي العلوي، فقال: (ولقد بلغني عن يغمراسن بن زيان مؤثل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره، وقال بلغته الزناتية ما معناه:
أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب، وأما نفعهما في الآخرة فمردود إلى الله، وأعرض عن التقرب إليهما بذلك).
وأخبرني أستاذنا العلامة النسابة الثبت الشريف محمد بن منصور آل زيد بقصة مماثلة لعقل هذا الملك، فقد زاره يومًا شيخ لقبيلة عريقة مع أبنائه وعرض عليه وثائق لآبائه وأجداده تصفهم بالسيادة والشرف، وقال له: من أي الأشراف نحن؟
فقال أستاذنا: اترك الأوراق؛ لأدرسها وأفتيك بعد ذلك.
وبعد أسابيع؛ زاره شيخ القبيلة العاقل وقال لأستاذنا: من أي الأشراف نحن؟
فأجاب: لقد نظرت في كتب تواريخ الأشراف وأنسابها ومشجراتها؛ فلم أستطع ربطكم بقبيلة من قبائل الأشراف. فهل تريد نصيحتي؟
قال: نعم، وأكن لك من الشاكرين.
قال: اليوم أنت رأس في قبيلتك تسوس الآلاف من أفرادها، وأخشى إن أعلنت أنك من الأشراف؛ تنبذك هذه القبيلة، فتصبح لا إلى قبيلتك منسوبًا ولا إلى الأشراف.
فقال: لقد نصحت وقبلت، ثم أخذ أوراقه ورحل؛ فلم يجاهر بنسبته للأشراف.
قلت: واليوم بأدنى شبهة نسب ينهار العاقل، بل والعالم، فيتنصل من نسبه ويقع في المحرم؛ ليقال له: جاء الشريف.
كتبها الشيخ في ١٦ رمضان ١٤٣٧هـ

15 – سلطان البرّين والبحرين
سلطان البرين هو لقب مركب من ثلاث كلمات، سلطان وهي معلومة لا تحتاج إلى تعريف، والبرّين: يقصد بهما آسيا وأوروبا، والبحرين: يُراد بهما البحر الأسود وبحر الروم، وتفيد الدراسات أن هذا اللقب ظهر في القرن السابع الهجري، وأول من تلقب به سلاطين دولة السلاجقة. نقلها الشيخ من مقال للدكتور ناصر الحارثي ((مجلة جامعة أم القرى، ميزاب الكعبة المشرفة المؤرخ سنة 1273هـ)).

16 – عدم صحة دعوى كثير من الهنود انتسابهم إلى أبي بكر الصديق:
كثيرٌ من إخواننا الهنود ادعوا الانتساب إلى الخليفة أبي بكر الصديق القرشي رضي الله عنه بشبهة أن جدًا من أجدادهم اسمه صديق أو لقبه الصديقي، ولقد نبه على ذلك جمع من العلماء، ومنهم: المؤرخ جعفر لبني المكي( ت 1342هـ )، القائل: (( وكثير من الهنود الفتن ( قرية من أعمال كنباية من الهند ) ينتحلون هذه النسبة؛ لأن من يُسَمَّى عندهم بصديق كثير )).
وأشار المؤرخ أحمد تيمور باشا ( ت 1348 هـ ) إلى معنى الصديقي بالهند، وأنه لا علاقة له بالنسب القرشي، فقال في ((التذكرة التيمورية)) (ص 37): الصديقي: يلقبون به في الهند كل من دخل الإسلام جديدًا )).

17 - باعلوي، وباعشن، وباريان، وغيرها من الأسر الحضرمية العريقة التي يبتدي نسبها (با) هي في الأصل بني علوي، وبني عشن، وبني ريان.
وقفت على هذه اللطيفة في كتاب (خلاصة الأثر) (١: ٧٤) للمؤرخ المحبي(ت١١١١هـ)، وهذا نصه: ( آل باعلوي: منسوبون إلى علوي، وهذه النسبة وإن لم تكن من وضع العربية لكنها معروفة لأهل الديار الحضرموتية، فإنهم يلزمون الكنية الألف بكل حال على لغة القصر، فيقولون لبني علوي: باعلوي، ولبني حسن: باحسن، ولبني حسين: باحسين).
كتبها الشيخ في ١٤ شعبان ١٤٣٧ هـ.

18 – الزمخشري صاحب الكشاف داعية الاعتزال - والعياذ بالله - بذيء اللسان
الزمخشري صاحب الكشاف داعية الاعتزال - والعياذ بالله - بذيء اللسان تلاحق النبي صلى الله عليه وسلم (أي غض من فضائله )، وأطلق لسانه في أهل السنة والجماعة فوصفهم بالحمير:
قال العلامة ابن عَلَّان المكي(ت1057هـ): «والكشاف لا ينظر إليه إلا في فنون الإعجاز، وإلا فهو بذئ اللسان، أطلقه في الجناب الرفيع ﷺ بما أفتى لأجله بعض المحققين بحرمة مطالعته، وسماه: «الإنكفاف عن مطالعة الكشاف»، وفي أهل السنة والجماعة وتسميتهم تسمية الحمير، ومن هذا شأنه لا ينظر للفظه، وفيما قدمه قبله وبعده من كلام السادة الأئمة القادرة تميز عنه».
قلت: وقد حذر من كشافه جمع كبير من العلماء، منهم الحافظ الذهبي القائل: (الزمخشري، داعية إلى الاعتزال. أجارنا الله. فكن حذراً من «كشافه).

19 - قصة محزنة ومؤلمة في تلف المئات إن لم تكن الآلاف من مؤلفات علماء مكة الكبار
كنتُ أقرأ كتب الأعلام التي بين دفتيها قمم وهمم وعبر، ومواقف تهذب النفوس وتكسرها، وأحداث، ومن هذه الأحداث: قصة مؤلمة ومحزنة في تلف المئات إن لم تكن الآلاف من مؤلفات علماء مكة الكبار لقلة عنايتهم بها والبخل، فحينما آلت ملكية هذه المؤلفات لأحفاد هؤلاء العلماء وبعض الأسر شحت في إعارتها لأهل العلم والإذن بنسخهأ، فتلفت مع مرور الزمن لعوامل البيئة وتقادمها، فواحسرتاه.
هذه الوقائع يا كرام مشاهدة قديمًا وحديثًا للأسف، وكتب التاريخ حافلة بمثل هذه الوقائع المحزنة، ومنها هذه الواقعة، فقد ترجم المؤرخ عبدالله ميرداد المكي (ت1343هـ) للعلامة أبو بكر بن عبدالوهاب زرعة المكي (ت1262هـ) ، وقال: «وكان المترجم أبو بكر كغيره من آهالي البيوت القديمة بمكة، قد حازوا الكتب الكثيرة المعتبرة، لا سيما تآليف أهل مكة، كتآليف بيت الطبري، وبيت الحطاب، ووالمفتي الشيخ محمد جارالله ابن ظهيرة، وابنه المفتي الشيخ علي، والملا علي القاري، والقطبي، وبيت عَلَّان، والشيخ عبدالرحمن المرشدي، وابنه الشيخ حنيف الدين، والعفيف الكازروني، وبيت فروخ، وبيت عتاقي زاده، والبيري، وبيت العجيمي، وبيت الريس، وبيت القلعي، وبيت سنبل، وبيت الميرغني، والشيخ عبدالرحمن الفتني، وكانت رائجة في زمانهم، ولا يضنون بها على أهلها، وأما الآن فقد دثرت ولم يبق منها إلا نزر من جمّ لحصول التصاريف فيها، وذلك بسبب بخل ذريتهم من عدم إعارتها لأهلها لأجل القراءة فيها، أو نسخها، حتى تصير منها نسخ متعددة.
أما بيت المفتي فقد أكلت الأرض كتبهم.
وأما بيت الميرغني، وبيت شمس، وبيت ميرداد فقد أحرقت النار كتبهم بسبب حريق حصل عندهم.
وأما بيت الريس وبيت الزرعة فقد باعوا كتبهم على أهل الهند وأشباههم.
وكان يختلج في خاطري أنهم آثمون بسبب البخل المذكور، ثم إنى رأيت العلامة الشيخ محمد الحفني في (حاشيته على الجامع الصغير) عند حديث (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار) تعرض لذلك، حيث قال: ويدخل في كتمه منع إعارة الكتب). (نشر النور والزهر) (ق173).
كتبها الشيخ في 16 ربيع الأول 1437هـ.

20 - العثمانيون يقبضون على العلامة محمود شكري الألوسي الأثري لترويجه للسلفية سنة ١٣٢٣هـ وينفونه:
سنة ١٣٢٣هـ أصدرت الدولة العثمانية أمرًا بالقبض على العلامة محمود شكري الألوسي (ت 1342 هـ) بحجة الترويج للدعوة السلفية باسم مستعار (عبدالله) وأن عنوان كتابه: (الدين الخالص) و (فتح المنان)، فنفته للموصل، فقدَّم ترحّـمًا فأُعيد لبغداد.
قال الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير: وهذه من مثالب الدولة العثمانية، حين حاربت الدعوة السلفية بكل الوسائل .
نقل الشيخ الفائدة من كتاب:
(مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الارشيف العثماني) (ص٣٨٧).

21 –
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-23-2016, 09:30 AM
عبدالله المقدسي عبدالله المقدسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القدس
المشاركات: 544
افتراضي

واصل، وصلك الله برحمته.
__________________
[COLOR="Purple"][FONT="ae_Cortoba"][CENTER]كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أفرس بالخيل منك فقال عيينة وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وكيف ذاك قال خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت [COLOR="Red"]بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام و عاملة[/COLOR][/CENTER][/FONT][/COLOR]
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-30-2016, 06:45 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر

- التواتر
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (10/١٧1): «وليس من شرط التواتر أن‏ يصل إلى كل الأمة،‏ فعند القراء أشياء متواترة دون‏ غيرهم،‏ وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا‏ يدريها القراء،‏ وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا‏ يكون سمعها الفقهاء،‏ أو أفادتهم ظناً‏ فقط،‏ وعند النحاة مسائل قطعية‏«.
((نفي‏ التواتر ما هو وما حده))
قال الحافظ الذهبي في‏»ذيل التاريخ» (ص‏397): «قلت: نفي‏ التواتر ماهو؟ وما حده؟ فالتواتر: ما حصل العلم فرب إخبار واحد‏ يحصل لك علماً‏ لا‏ يندفع أبداً،‏ ورب خبر جماعة لا‏ يفيدك‏ غير الظن،‏ ولا‏ يلزم من خبر ذلك الواحد الذي‏ جزمت به أن‏ يفيد العلم لغيرك،‏ والناس في‏ سماع الأخبار متفاوتون تفاوتاً‏ كثيراً،‏ كل منهم معذور والله أعلم‏«.

1 - تواتر القرآن:
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (10/١٧١): «أما القرآن العظيم،‏ سوره وآياته فمتواتر،‏ ولله الحمد،‏ محفوظ من الله تعالى،‏ لا‏ يستطيع أحد أن‏ يبدله ولا‏ يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة،‏ ولو فعل ذلك أحدٌ عمداً‏ لانسلخ من الدين،‏ قال الله تعالى‏: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}».


2 - التواتر في‏ القراءات
قال الحافظ الذهبي في‏»القراء»(١/177): »قلت: اختلفوا في‏ قراءة أبي‏ جعفر‏ -رحمه الله‏-،‏ فبعض العلماء عدها من قبيل الشاذ وبعضهم عدها من المتواتر‏«.
وقال في‏»القراء» (٢/217): «وللأعمش قراءة منقولة في‏ «كامل» الهذلي‏ وفي «المبهج‏« لأبي‏ محمد سبط الخياط،‏ معدودة في‏ الشاذ عند الجمهور،‏ لأنها لم تتواتر عنه».

3 - التواتر في‏ الجرح والتعديل
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (10/537) في‏ ثنايا ترجمة‏ يحىى بن عبدالحميد الحماني: »قلت: قد تواتر توثيقه عن‏ يحيى بن معين،‏ كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد‏«.

4 - التواتر في‏ الحكايات
قال الحافظ الذهبي في‏»العبر» (٣/271): «سنة أربع وخمسين وست مئة،‏ كان ظهور النار بظاهر المدينة النبوية. وكانت آية من آيات ربنا الكبرى.
لم‏ يكن لها حرٌّ‏ على عظمها وشدّة ضوئها، وهي‏ التي‏ أضاءت لها أعناق الإبل ببُصرى،‏ وبقيت أياماً،‏ وظن أهل المدينة أنها القيامة،‏ وضجوا إلى الله بالدعاء،‏ وتواتر أمر هذه الآية‏«.


5 - الأحاديث التي حكم الحافظ الذهبي بتواترها


أ - تواتر حديث‏ تقتل عمار بن‏ ياسر الفئة الباغية‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (١/421) عقب حديث «تقتلك الفئة الباغية»: «وفي‏ الباب عن عدة من الصحابة،‏ فهو متواتر‏«.
وقال في‏»التاريخ» (٢/328): «ويروى الحديث عن ابن عباس،‏ وابن مسعود،‏ وحذيفة،‏ وأبي‏ رافع،‏ وابن أبي‏ أوفى،‏ وجابر بن سمرة،‏ وأبي‏ اليسر السلمي،‏ وكعب بن مالك،‏ وأنس،‏ وجابر،‏ وغيرهم،‏ وهو متواتر عن النبي‏ ^،‏ قال أحمد بن حنبل: في‏ هذا‏ غير حديث صحيح عن النبي ^،‏ وقد قتلته الفئة الباغية‏«.

ب - تواتر حديث‏ رؤية الله عيانًا في‏ الآخرة‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (٢/٧٦١): «وأما رؤية الله عياناً‏ في‏ الآخرة،‏ فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني‏ والبيهقي‏ وغيرهما‏«.
وقال في‏»السير» (10/113): «بلى نعنف ونبدع من أنكر الرؤية في‏ الآخرة،‏ إذا رؤية الله في‏ الآخرة ثبتت بنصوص متوافرة‏«.
وقال في‏»السير» (10/455) عقب إنكار أهل البدع لأحاديث الرؤية: »ياسبحان الله أحاديث رؤية الله في‏ الآخرة متواترة،‏ والقرآن مُصدق لها،‏ فأين الإنصاف‏«.

ت - تواتر حديث‏ نكاح النبي‏ صلى الله عليه وسلم لميمونة وهو محرم‏:
قال في‏»السير» (٢/241) عقب حديث عطاء: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم‏: «فهذا متواتر عنه‏«.
تواتر حديث‏ من كنت مولاه فعلي‏ مولاه‏:
قال في‏»السير» (٨/335) عقب حديث «من كنت مولاه فعلي‏ مولاه»: »متنه متواتر‏«.
وقال في‏»التاريخ» (٢/358): «قال شعبة،‏ عن سلمة بن كهيل،‏ قال: سمعت أبا الطفيل‏ يحدث عن أبي‏ سريحة -أو زيد بن أرقم،‏ شك شعبة- عن النبي‏ صلى الله عليه وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي‏ مولاه». حسنه الترمذي،‏ ولم‏ يصححه لأن شعبة رواه عن ميمون أبي‏ عبدالله،‏ عن زيد بن أرقم نحوه،‏ والظاهر أنه عند شعبة من طريقيقن،‏ والأول رواه بندار،‏ عن‏ غندر،‏ عنه‏.
وقال كامل أبو العلاء،‏ عن حبيب بن أبي‏ ثابت،‏ عن‏ يحيى بن جعدة،‏ عن زيد بن أرقم،‏ أن رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم قال لعلي‏ يوم‏ غدير خم: «من كنت مولاه فعلي‏ مولاه‏«.
وروي‏ نحوه‏ يزيد بن أبي‏ زياد،‏ عن عبدالرحمن بن أبي‏ ليلى،‏ أنه سمع عليًّا‏ ينشد الناس في‏ الرحبة. وروى نحوه عبدالله بن أحمد في‏ مسند أبيه،‏ من حديث سماك بن عبيد،‏ عن ابن أبي‏ ليلى. وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في‏ ترجمة علي‏ يصدق بعضها بعضًا‏«.
وقال في‏»التاريخ» (٥/169): «تواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم : «من كنت مولاه فعلي‏ مولاه‏«.

ث - تواتر حديث‏ المرء مع من أحب‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (١١/362): «وقد تواتر قوله عليه السلام: «المرء مع من أحب‏«.

ج - تواتر حديث‏ الشفاعة‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»السير» (٩/436): «أحاديث الشفاعة متواترة‏«.

ح - تواتر حديث‏ علو الله عز وجل‏:
قال الحافظ الذهبي في ‏»العلو» (ص‏14): «فمن الأحاديث المتواترة الواردة في‏ العلو حديث معاوية بن الحكم السلمي‏ قال: «كانت لي‏ غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي،‏ فاطلعتها ذات‏ يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني‏ آدم فأسفت فصككتها،‏ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له،‏ فعظم ذلك علي؛ فقلت: يارسول الله أفلا أعتقها؟ قال‏ :ادعها فدعوتها،‏ فقال لها: اين الله؟ قالت في‏ السماء،‏ قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،‏ قال: أعتقها فإنها مؤمنة‏«.
وقال في‏»العلو» (ص‏45) عقب حديث‏ غريب جداً: «وهذا الحديث إنما سقناه لما فيه مما تواتر من علو الله تعالى فوق عرشه مما‏ يوافق آيات الكتاب‏«.
وقال في‏»العرش» (٢/21): «وأما الأحاديث المتواترة المتوافرة عن رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تستوعب،‏ فمنها: حديث معاوية بن الحكم السلمي‏ قال: «كانت لي‏ غنم‏.«

خ - تواتر حديث‏ ظل العرش‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏84): «وقد بلغ‏ في‏ ظل العرش أحاديث تبلغ‏ التواتر‏«.

د - تواتر حديث‏ اهتزاز عرش الرحمن لسعد بن معاذ‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏89): «فهذا متواتر أشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله‏«.

ذ - تواتر حديث‏ نزول الباري‏ تعالى إلى سماء الدنيا‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏91): «وأحاديث نزول الباري‏ متواترة قد سقت طرقها وتكلمت عليه بما أسأل عنه‏ يوم القيامة،‏ فلا قوة إلا بالله العلي‏ العظيم‏«.
وقال في‏»العلو»(ص‏100): «وقد ألفت أحاديث النزول في‏ جزء،‏ وذلك متواتر أقطع به‏«.

ر - تواتر أثر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»التاريخ» (٢/68): «قال علي رضي الله عنه: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر،‏ وعمر‏.
هذا والله قاله عليٌ‏ وهو متواتر عنه،‏ لأنه قاله على منبر الكوفة،‏ فلعن الله الرافضة ما أجهلهم‏«.
وقال في‏»التاريخ» (٢/144): «قال علي‏ رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في‏ ملأ من الناس أيام خلافته: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر،‏ وخيرها بعد أبي‏ بكر عمر،‏ ولو شئت أن أسمي‏ الثالث لسميته‏«،‏ هذا متواتر عن علي رضي الله عنه، فقبح الله الرافضة‏«.

ز - تواتر أثر القرآن كلام الله وليس بمخلوق عن ابن عيينة‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏156) عقب كلام ابن عيينة بأن القرآن كلام الله: »وقد تواتر هذا عن ابن عيينة‏«.

س - تواتر أثر ذم الكلام وأهله‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏166): «قلت: تواتر عن الشافعي‏ ذم الكلام وأهله‏«.

ش - تواتر أثر تكفير من قال بأن القرآن مخلوق‏ عن الإمام أحمد:
قال الحافظ الذهبي في‏»العلو» (ص‏176): «قد تواتر عنه -أي‏ أحمد بن حنبل- تكفير من قال بخلق القرآن العظيم جل مُنزله‏«.

ص - تواتر أثر عدم رغبة سفيان الثوري بسماع الحديث وراويته‏:
قال الحافظ الذهبي في‏»التاريخ» (٤/388): «وقال سفيان: وددت أني‏ أنفلت لا علي‏ ولا لي. وهذا متواتر عنه‏«.


__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-06-2016, 06:16 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


رأينا في نفي وإثبات الحمض النووي للأنساب


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أما بعد: فقد وردت إلينا رسائل كثيرة من الخاصة والعامة عن رأينا في إثبات ونفي الحمض النووي للأنساب.


فأقول وبالله التوفيق: هذا الحمض النووي الذي يلجأ إليه كثير من الشاكة في أصولها والمضطربة فيها،

ضلال وأي ضلال، وكأن القائل بصحته يقول نبينا ﷺ القائل: (تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ)، وفي رواية: (اعْرِفُوا أَنْسَابَكُمْ)، لم يعلمنا كيف نحفظ ونصون أنسابنا، وهو الذي علمنا بأبي وأمي صغائر الأمور كدخول الحمام والجلوس فيه والخروج منه وآدابه.


لقد جاء القرآن بالمحافظة على النسب بأقوم الطرق وأعدلها؛ ولذلك حرم الزنا وأوجب فيه الحد الرادع، كما أوجب العدة على النساء عند المفارقة بطلاق أو موت؛ لئلا يختلط ماء رجل بماء آخر في رحم امرأة محافظة على الأنساب؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾».


ومن القواعد التي قررها علماء الإسلام في كتبهم لاثبات الأنساب ونفيها وأجمعوا عليها: أن الأنساب تثبت بالشهرة والاستفاضة الصحيحة؛ لذلك فهي الأصل والمعول عليه في إثبات الأنساب ونفيها.


وصاحب النسب الثابت المشهور لا حاجة له بالحمض النووي، لأن نسبه ثابت ومشهور، إلا إذا علم أن نسبه غير ثابت وحط من قدره ووضع نفسه في محل مجهول الأصل!! ولا أظن عاقل يضع نسبه في دائرة ( مجهول الأصل ) ؛ فديننا صان الأنساب ورفع قدرها، والأنساب الصحيحة المشهورة - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨هـ) - أمرها ظاهر متدارك مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه. وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه وله هذه الشهرة لم يمكنه ذلك، فإن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي لنقله، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلماء.


والشهرة والاستفاضة أو السماع هي إحدى الطرق الشرعية لثبوت اتصال النسب، وقد اتفقت كلمة أئمة المذاهب الأربعة عليها، بل لا نعرف مخالفة أحد لهم في ذلك سواء كان من أهل السُّنَّة والجماعة أو من غيرهم. فالإمام أبو حنيفة يعمل بالاستفاضة في خمسة أشياء؛ منها: النسب. والإمام مالك في تسعة عشر؛ منها: النسب. والإمام الشافعي في ثمانية؛ منها: النسب. والإمام أحمد بن حنبل في تسعة؛ منها: النسب. فهو متفق عليه عند جميعهم.


قيل للإمام الفقيه عبدالرحمن بن القاسم المالكي(ت191هـ) (أيشهد أنك ابن القاسم من لا يعرف أباك ولا يعرف أنك ابنه إلا بالسماع؟ قال: نعم يقطع بها ويثبت بها النسب).

وقال أبو عبد الرحمن محمد بن محمد العتقي: (الشهادة على النسب المشهور بالسماع جائزة عند جميع الفقهاء، وما أعلم أحدًا ممن يحفظ عنه من أهل العلم منع من ذلك).

وقال الفقيه برهان الدين ابن مازة الحنفي(ت616هـ): (الشهادة في الأنساب تحل بالشهرة والتسامع في النسب).

وقال الفقيه النَّسَّابة ابن قدامة الحنبلي(ت620هـ): (أجمع أهل العلم على صحة الشهادة بالاستفاضة في النسب).


ثم إن الشهرة والاستفاضة بالنسب تثبت بطريقتين: إحداهما حقيقية، والأخرى حكمية.


فالحقيقية: أن يشتهر ويسمع من قوم كثير لا يتصور تواطؤهم على الكذب. ولا يُشترط في هذا العدالة بل يُشترط التواتر بتشايع الأخبار وتشتهر بأن فلان بن فلان الهاشمي أو الخزاعي أو التميمي أو الهذلي أو الجهني أو الحميري.


والحكمية: أن يشهد عنده عدلان من الرجال أو رجل وامرأتان بلفظ الشهادة، والقضاء المقصود منه، قال العلامة ابن المنذر عن الشهادة بالنسب: (لا أعلم أحدًا من أهل العلم منع منه، ولو منع ذلك لاستحالت معرفته؛ إذ لا سبيل إلى معرفته قطعًا بغيره، ولا تمكن المشاهدة فيه، ولو اعتبرت لما عرف أحد أباه ولا أمه ولا أحدًا من أقاربه، وقد قال الله تعالى ﴿يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾).


قلت: ولا يخرم هذه الشهرة والاستفاضة إلا الجرح القادح المفسر ممن يُعتد برأيه وأمانته، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ): (إن النسب مما يثبت بالاستفاضة إلا أن يثبت ما يخالفه).


ثم يأتي بعد الشهرة والاستفاضة في ثبوت النسب، المصادر الموثوقة لعلماء النسب والتاريخ الثقات بالقيد الذي ذكرناه آنفًا.


ولذلك عدّ العلماء مسألة إثبات الأنساب من المسائل العظيمة كإقامة الحدود. ويجب على العالم أو القاضي أن يكون معها نبيهًا يقظًا محتاطًا؛ لئلا تختلط الأرحام ويصبح فساد عظيم. قال الفقيه السبكي (ت756هـ): (التمسك في إثبات الحدود كالتمسك في إثبات الشرف)، وقال الفقيه الهيتمي(ت974هـ): (النسب يحتاط له بخلاف المال).


ليست مسألة الشهرة والاستفاضة لمعرفة لاثبات الأنساب ونفيها الوحيدة التي قررها علماء الإسلام في إثبات الأنساب ونفيها، بل هناك مسائل كثيرة حررها علماء الإسلام في كتب الفقه لصاينة الأنساب وحفظها، ولو جمعت هذه المسائل لوقعت في مجلدات.


لم تترك الشريعة يا كرام شيئًا في حياتنا إلا وعلمتنا إياه؛ أفتترك الأنساب التي منها النسل والأرحام مهملة مختطلة؟!

لا والله، بل صانت شريعتنا أنسابنا وحفظتها.


وفي الختام أقول لهذا المغتر بالحمض النووي: الاعتماد على هذا الحمض النووي في تحديد أصول الأنساب ومن ينتمي إليها من العبث المعاصر بعلم الأنساب؛ فلا تجافي شريعتك العظيمة التي ضبطت هذا العلم وخدمته عبر مئات القرون أخي وتركن لعلم حادث، يحتمل الصحة في هذا الباب من عدمه، ولدينا الأصول العلمية الشرعية في ضبط الأنساب ومعرفتها إثباتاً ونفياً، سيما وقد يتلاعب بذلكم الحمض النووي بالزور لخلط الأنساب وتزويرها!


ثم إن كان لهذا الحمض فائدة في الأنساب؛ فإنها لن تكون إلا في جزئية ضيقة، وهي معرفة الابن لأبيه فقط حين الإنكار، ومع هذا؛ فإن القضاة في هذه الجزئية لا يعدونه دليلاً بل قرينة.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


وكتبه:

أبو هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

٢ ذو القعدة ١٤٣٧هـ

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-07-2016, 09:33 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

جزاك الله خيرا و نفع بك..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-22-2016, 06:25 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


بارك الله فيك أخي عمر .

21 - كتاب نفيس: (من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث).
حقًّا نفيس، عرض فيه المؤلف وثائق اوائل القرن الثالث عشر الهجري عن شؤون الحجاز وإدارتها ووثائق الأشراف والعربان في مجلدين.
وعرض في مجلدين وثائق الدولة السعودية الأولى في عصر محمد علي ووثائق إقليم نجد.
وكذا وثائق عسير واليمن والخليج في مجلدين، استخرجها المؤلف من الأرشيف المصري، ويقع هذا المؤلف في سبع مجلدات ضخام .
وللفائدة: الأرشيف المصري يُعد من أنفس وأعرق الأراشيف في العالم إذ يحتوي على وثائق الدولة العبيدية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، يشمل أخبار مصر والشام والحجاز.
وللأسف لم تهتم مصر بهذا الأرشيف العظيم وتستثمره كما فعلت تركيا التي فتحت ارشيفها للباحثين وحققت دخلاً قوميًا هائلا، ولو فعلت مصر ذلك لنشرت كنزًا علميًا، وحققت عائدًا ماليًا ضخمًا.
كتبها في الثلاثاء ٢٠ جمادى الآخرة ١٤٣٧هـ.

22 - صورت ١٦٠٠ نسخة مخطوطة نفيسة من صحيح الإمام البخاري:
يقول علامة المخطوط الرحالة الشيخ عبدالعاطي الشرقاوي في محاضرته (الدليل إلى انفس مكتبات المخطوط في العالم) :
سافرت لاغلب مكتبات العالم، وصورت منها ١٦٠٠ نسخة نفيسة من صحيح الإمام البخاري.
تبارك الله همة وأي همة.

23 - أخطأ من قال أن الشاعر المتنبي من آل النبي ﷺ.
أرجو أن يتنبه الفضلاء إلى خطأ نسبة الشاعر الأعجوبة المتنبي لآل النبي ﷺ ، إذ لا يصح ذلك، فقد ذكر الحافظ ابن عساكر الدمشقي(ت٥٧١هـ): أن المتنبي لما خرج إلى قبيلة كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني، ثم ادعى بعد ذلك النبوة، ثم عاد يدعي أنه علوي، إلى أن أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعوتين، وحبس دهرًا طويلاً وأشرف على القتل، ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق.
كتبها في ١٢ شوال ١٤٣٧هـ


24 - لم يؤلف في سيرة عالم ولا عظيم من الأديان في الدنيا مثلما ألف في شأن نبينا ﷺ وأقواله وأحواله.
حق لنا أن نفخر بنبينا ﷺ ونتباهى، فقد أشار العلامة الكتاني (ت١٣٨٢هـ) إلى هذه اللطيفة فقال: ( لا جرم كثرت في شأن النبي ﷺ وأصوله وفروعه وأقواله وأحواله من التصانيف ما لو جمع في القرن العاشر أسماء المؤلفات المفردة له لكان في عشرين مجلدًا فأكثر، كما قاله الحافظ السخاوي في كتابه (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ).
ولا شك أنه صنف من التاسع إلى الآن ما يربو على ذلك ويزيد، ومن تتبع ذلك تحقق بأنه لم يتفق لعظيم في الدنيا من بني البشر ما اتفق له عليه السلام من هذه الناحية، بل من جميع نواحيه.
فهل اتفق لرجل دين من الأديان أو لرئيس شعبة من شعب العالم أن وُضع في سيرته عشر معشار هذا العدد من المصنفات؟!
نقلها في ١٧ شوال ١٤٣٧هـ

25 - من الصعوبة بمكان حصر مؤلفات العالم في عدد معين.
نعم من الصعوبة بمكان حصرها والقطع بعددها وأنهم لم يؤلفوا بعدها أو غيرها حتى لو نص العالم بأن عدد مؤلفاته سبعون مثلاً، وهذا الأمر يلمسه الباحثون جليًا في دراساتهم المفردة عن العلماء وآثارهم.
وخذ مثلاً على ما أسلفنا: العلامة ابن علان المكي (ت١٠٥٧هـ) نص في إجازة له حُررت سنة ١٠٣٧هـ أن مؤلفاته بلغت سبعين مؤلفًا. وقد عاش ابن علان بعد هذا التاريخ عشرين سنة، وفيها ألّف أكثر من مئة مؤلف.
وكذا اختلف العلماء في عدد مؤلفات ابن علان؛ فمنهم من قال بأنها أكثر من ستين، ومنهم من قال إنها تجاوزت الثمانين، ومنهم من قال إنها أكثر من أربعمئة مؤلف.
ولذلك من الصعوبة بمكان حصر مؤلفات العالم في عدد معين والقطع بها.
كتبها في ٢٣ شوال ١٤٣٧هـ.

26 - هذا الكتاب تتبع فيه مؤلفه السنوات التي وافق فيها يوم عرفة يوم الجمعة من سنة حجة وداع نبينا ﷺ إلى سنة ١٠٥٠هـ.

ألف العلامة المؤرخ ابن علان المكي (ت١٠٥٧هـ) كتابًا لطيفًا سماه: (الفضائل المجتمعة في فضل يوم الجمعة) لشرح حديث: (أفضل الأيام يوم عرفة، إن وافق الجمعة؛ فهو أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة). وهو حديث باطل لا أصل له كما نص العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي وشيخنا العلامة الألباني وغيرهم.
وفي آخر الكتاب تتبع العلامة ابن علان السنوات التي وافق فيها يوم عرفة يوم الجمعة من سنة حجة وداع نبينا ﷺ إلى سنة ١٠٥٠هـ، والكتاب لطيف وما زال مخطوطًا.
كتبها في ٢٣ شوال ١٤٣٧هـ.

27 - إذا أردت هلاك الخوارج وتمزيقهم، فدب بينهم الخلاف:
قال الداهية المهلب بن أبي صفرة الأزدي (ت٨٢هـ) : (الاختلاف أشد على الخوارج وأسرع في هلاكهم، فلا تشغلوهم بالقتال عن الجدل).
وصدق والله فهم قوم اعتقادهم قام على الشبه.

28 - تهم لا تثبت
الإمام الحافظ: أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض وهو من أبعد الناس عن ذلك، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي وقد أشار إلى ذلك الإمام الذهبي.

29 - ليت من يعيبنا في تحرينا وتشددنا في إثبات الأنساب ونفيها، يتأمل فيما قاله العلامة السبكي(ت756هـ): (التمسك في إثبات الحدود كالتمسك في إثبات الشرف)، فيدعو لنا ، أو يكف لسانه.

30 - قاعدة العلامة ابن خلدون (ت808ھ) الشهيرة في التحقق من صحة عمود النسب أو بطلانه:
قال العلامة ابن خلدون: "يجري على ألسنة الناس في المشهور أن عمر الدولة مئة سنة، وهذا معناه فاعتبر، واتخذ منه قانونًا يصحح لك عدد الآباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية، إذا كنت قد استربت في عددهم، وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك، فعد لكل مئة من السنين ثلاثة من الآباء، فإن نفدت على هذا القياس مع نفود عددهم؛ فهو صحيح، وإن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب، وإن زادت بمثله فقد سقط واحد، وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلا لديك، فتأمله تجده في الغالب صحيحًا". (تاريخ ابن خلدون) (1/303).
وفي رواية لابن خلدون: "إذا شككنا في نسب حسبنا كم بين من في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مئة سنة ثلاثة أنفس فإنها مطردة عادة، وإن أخرمت فبالزيادة". (نظم العقيان) (ص138).
قلت: ولقد طبق الحافظ النسابة ابن حجر العسقلاني (ت852ھ) قاعدة العلامة ابن خلدون في أنساب الأسر والاعيان فصحت عنده أنساب وبطلت أخرى، قال الحافظ ابن حجر: " ولقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحت، وأنساب كثير ممن يتكلم في أنسابهم فانخرمت". (نظم العقيان) (ص138).

31 -
================
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-23-2016, 01:45 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

بارك الله فيكم أستاذ مازن
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-23-2016, 02:27 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

ما شاء الله درر ونفائس ، نسأل الله أن يبارك في جهودكم ..
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-25-2017, 08:17 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


بارك الله فيكما أخواي عمر وطارق.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.