أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
83856 | 79917 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
علي الحلبي : وقفاتٌ مع(بعضِ!)مآخِذِ ومؤاخَذاتِ كِتَابِ «المسلمون والحضارة الغربيّـة»
وقفاتٌ مع(بعضِ!)مآخِذِ ومؤاخَذاتِ
كِتَابِ «المسلمون والحضارة الغربيّـة» -المنسوبِ إلى(د.سَفَر الحَوَالي!)- على أستاذِنا الشيخِ المُحدِّثِ الإمامِ محمّدِ ناصر الدين الألبانيّ-رحمه الله- ************** ...وقفتُ-كما وقف كثيرون غيري!-على الكتابِ المنسوبِ تأليفُه إلى د.سفر بن عبدالرحمن الحوالي-هَداه الله رُشدَه-، المنتشِر-قريباً-تحت عنوان: «المسلمون والحضارة الغربية»-والواقع في أكثرَ مِن ثلاثة آلاف صفحة!-؛ فرأيتُ فيه خَلْطاً كبيراً من جَمْعِ الآراء والأفكار-مِن هنا، وهناك، وهنالك!-ممّا هو قليلٌ صوابُها! كثيرٌ خَطَؤها!-! ولقد فَرِح بهذا الكتابِ وأفكارِه-كثيراً-بِعُجَرِه وبُجَرِه!!-كثيرٌ من الحَرَكيِّين والثوريّين-على اختلاف حَرَكاتِهم! وتنوُّع تحرُّكاتِهم! وتبايُنِ اتّجاهاتِهم!-! بل إنّ أكثرَ هؤلاء(!)انتصر للكتابِ -بقوّة-، ودافع عنه-بحرارةٍ-..حتى مِن قبلِ أن يقرأه-ولا أقولُ: يتمّم قراءتَه!-في مواقفَ متناقِضةٍ-منهم-؛ أكثرُها حزبيٌّ سياسيّ! أو فِكريٌّ حَرَكيّ-لا غير!-! وللتدليلِ على بعضٍ(!)ممّا سبق-فالقليلُ يدلُّ على الكثير-: أَسوقُ مُجْمَلَ كلامٍ للكاتب-غفر الله له- تناوَل فيه (1/446-463) شيخَنا الإمام الألباني-رحمه الله-بالنقد، والغمز، واللمز، والطَّعن..بغير علمٍ ولا رَشَدٍ! وإنما -واأسَفاه-بالتقليد، والتقميش، والتخليط، والتخبيط!-كما ستراهُ-! وقد كان حَرِيّاً بالكاتبِ(!)-هداه مَولاه-أن يُعْرِضَ عمّا لا يُحسن! وأنْ يتجنّبَ الخوضَ فيما لا يُتْقِن..وبِخاصّةٍ في عالِمٍ عَلَمٍ، له حُضورُه العِلميّ، وشُهودُه الدعويّ، ومنهجُه السلَفيّ النقِيّ: كناطحٍ صخرةً يوماً لِيُوْهِنَها**فلم يَضِرْها وأَوْهَى قرنَه الوَعِلُ ...بل إنَّ مجموعَ كلام هذا الكاتب-غفرالله له- صار كالمَجْمَعِ الحاوي لشبهاتِ السابقين واللاحقين(!)-مِن أهل الأهواء والجهالات-ضدَّ شيخِنا الإمام-تغمّده الله برحمته-!! ورَدُّ هذا الهَذْرِ ونقضُه: هو جزءٌ مِن بعضِ حقّ شيخِنا الإمام الألبانيّ-رحمة الله عليه-على الأمةِ، وليس على كاتب هذه السطور-حَسْبُ-. وأنبِّه-ها هنا-إلى ما سبق من د.سفر الحوالي-هداه المولى-سبحانه-وذلك قبل نحو ربع قرنٍ-في كتابه«ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلاميّ»-مِن طعونٍ متعدّدة وجّهها إلى شيخنا الإمام الألباني-رحمه الله-! ولقد رَدَدْناها عليه مُنذ ذلك الحِين-والحمدُ لله ربّ العالَمين-. مع التنبيهِ والتوكيدِ-مِن قبلُ ومِن بعدُ-على أنَّ الواجبَ الحَتْمَ-في هذا البابِ-هو: تتبُّعُ كتابِه-هذا-كلِّه-، وكشفُ ما فيه مِن الخلَلِ والزَّلَل-ممّا هو أشدُّ-اعتقاداً، ومنهجاً، وسياسةً-ممّا سأُوردُه وأنقضُه-هنا-، وهو ما علمتُ أنَّ عدداً من الأفاضلِ يقومُ به-الآنَ-جزاهم الله خيراً-. وما لا يُدرَكُ كلُّه؛ لا يُترَك جُلُّه! وهأنَذَا أسوقُ ما أورده الكاتبُ مِن شبهاتٍ-على نَسَقِ ترتيبِه-، ثم أردُّ عليها-باختصارٍ-مباشَرةً-: أولاً-قال الكاتبُ: (كلام الشيخ الألباني في الأصول مجمَل)! *أقولُ-ابتداءً-: سِياقُ كلامه-هنا-يُفهِمُ أنّ مرادَه بـ (الأصول): «الاعتقاد»، وليس«أصولَ الفقه»-والله أعلم-! وإذ ذلك كذلك؛ فإنّ هذا الزعمَ زعمُ مَن لا يعرف الألبانيَّ ومؤلفاتِه! ولا يدري مجالسَه ومناظراتِه! ويكفي النظرُ في «الموسوعة العقائدية»-لشيخِنا-والتي جَمَعَها الأخ الدكتور شادي نعمان-وفقه الله-والمطبوعة في تسع مجلدات-وتحوي ما يقارب ألفَي مسألة وفائدة عقائدية-في تفاصيل التفاصيل الاعتقادية-: لكشف وهاء ووهَن هذا الاتهام الفاسد! والناظر في عشراتِ الكتب والرسائل، التي ألّفها-أو حقّقها، وعلّق عليها-شيخُنا-رحمه الله-في أبوابِ الاعتقاد-وما إليه-: ينكشفُ له-أكثرَ وأكثرَ-بُطلانُ تلكم التهمةِ الفاشلة! وفي كتاب«الشيخ الألباني ومنهجه في تقرير مسائل الاعتقاد»-وهو -في الأصل- رسالةُ ماجستير مقدَّمة إلى (كلية دار العلوم/ جامعة القاهرة)-وطُبعت في أكثرَ من ثماني مئة صفحة-: ما يوضح الحقَّ على جَلِيَّةِ أمرِه! فماذا يعني(المجمَل!)-ذاك!-في مفهوم هذا الكاتبِ-هداه الله-إذن-!؟ إلا أن يكون(مجمَلَه!) غيرَ(مجمَل!)العلم، وأهلِه! ثانياً-قال الكاتبُ: (وربما نقل الشيخ الألباني-غفر الله لنا وله-كلام بعض المشايخ في الفروع، مع أنه له طَوَامّ كثيرة، وضلالات خطيرة في الأصول؛ كالشعراني صاحب «الميزان»، الذي هو -في الوقت نفسه- صاحبُ «كرامات الصوفية»)! *وهذا تلبيسٌ شديد؛ وبيانُه من جِهتين: الأولى: أن أهل العلم لا يزالون ينقلون صوابَ ما عند بعض المنحرفين –عقائدياً، أو منهجياً-من باب (تعضيد الحقّ المنصور عند أهل السنة)، أو (إقامة الحُجة على الأَتباع!)، أو(كشف تناقضاتهم بالأنواع!)-إضافةً إلى وجوهٍ أخرى-: فها هو شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة-رحمه الله-ينقل في كتابِه«الاستقامة»(1/80)، وفي «الحِسبة»(ص24)-وغيرِهما-، وكذا الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة في كتابه«إعلام الموقّعين»(4/70)، و«الصواعق المرسَلة»(4/1268)-وغيرِهما-عن أبي حامد الغَزَالي-رحمه الله-وغيرِه-! الثانية: أنّ شيخنا الإمام-رحمه الله-نبّه في مواضعَ متعدّدةٍ من كتبه ومؤلفاته-بل في كثيرٍ مِن مجالسِه-على انحرافاتِ (الشعراني)-بالذاتِ!-وضلالاتِه: أ-فقد انتقد في «الردّ المفحم»(ص103)كتابَ «طبقات الشعراني الصوفية»، وحذّر ممّا فيه من(الكفريات والشركيات)-كما هو لفظُه-! ب-وفَعَل قريباً مِن ذلك في كتابِه«حَجة النبي-صلى الله عليه وسلم»(ص53)-رداً على«طبقات الشعراني»-نفسِها-! ج-ردّ في «سلسلة الأحاديث الضعيفة»(1/145)نظريةَ التصحيح الكشفي الصوفي للأحاديث-التي أوردها الشعراني في«ميزانه»-، وكشَف بطلانَها! د-نَقَدَ في«أصل صفة الصلاة»(1/165)كتابَ «كشف الغُمّة»-للشعراني-، وبيّن ما فيه ما الأحاديث المكذوبة والباطلة، و..و.. قلتُ: فأين ادّعاءاتُ الكاتب الجاني، مِن تحقيقات شيخِنا الإمام الألباني؟! والهادي هو الله.. ثالثاً: قال الكاتبُ: (كان الشيخ الألبانيّ متأثّراً بدعوة الشيخ رشيد رضا-رحمهما الله-)! *وهذا تعميمٌ باطلٌ؛ وبيانُه من وجهين: أ-المشهورُ المعلومُ عن شيخنا-رحمه الله-وسمعناه منه مِراراً وتَكراراً-: (تأثُّـرُهُ) بما كان ينقلُه الشيخ رشيد رضا-رحمه الله-عن الحافظ العراقيّ في تخريجه لأحاديث كتابِ «إحياء علوم الدين»-و(منهجه النقدي الحديثي) في ذلك-! وليس (تأثُّـراً)عامّاً بـ(دعوة) الشيخ رشيد رضا-رحمه الله-! والفرقُ بين الأمرين كبيرٌ، بل كبيرٌ-جداً-! وها هو ذا يقول-عن نفسه، وتاريخِه-كما نقَلَه عنه-مباشرةً-الأستاذ الشيخ محمد المجذوب-رحمه الله-في كتابه«علماء ومفكّرون عرفتُهم»(ص291)-وعنه: الشيخ محمد إبراهيم الشيباني في كتابه«حياة الألباني، وآثاره، وثناء العلماء عليه»(1/46)-وغيره-: «أولَ ما وَلِعتُ بمطالعته من الكتب: القصص العربية-كالظاهر، وعنترة، والملك سيف-وما إليها-، ثم القصص البوليسية المترجَمة-كأرسين لوبين-وغيرها-. وذاتَ يوم لاحظتُ بين الكتب المعروضة لدى أحدِ الباعة جزءاً من «مجلة المنار»؛ فاطلعتُ عليه، ووقعتُ فيه على بحثٍ بقلَم السيدِ رشيد رضا يَصِفُ فيه كتاب «الإحياءِ»-للغزَالي-، ويُشير إلى محاسِنه ومآخِذِه.. ولأولِ مرَّةٍ أواجهُ مثلَ هذا النقد العلميّ، فاجتذَبني ذلك إلى مطالعةِ الجزء –كله-، ثم أمضي لأتابعَ موضوعَ (تخريج الحافظ العراقي على «الإحياء»)، ورأيتُني أسعى لاستئجارِه-لأني لا أملك ثمنَه!-! ومِن ثَمَّ أقبلتُ على قراءة الكتب، فاستهواني ذلك التخريجُ الدقيقُ، حتى صمّمتُ على نَسخِه...»-إلخ-. ب-انتقد شيخُنا-رحمه الله-الشيخ رشيد رضا-رحمه الله-حديثيّاً-مع (تأثره)بالتوجيه النقدي الحديثي-منه-، وذلك في مواضعَ من كتبه ومؤلفاته؛ منها: «سلسلة الأحاديث الضعيفة»(1/302)،و (14/31)، و«إرواء الغليل»(1/261)، و«أصل صِفة الصلاة»(1/81)، و«صحيح أبي داودَ»(3/27)-وغيرها-…! بل انتقده في عددٍ مِن مسائلِ الاعتقاد-كذلك-؛ كما في: «سلسلة الأحاديث الصحيحة»(5/278)، و«موسوعة العقيدة»(2/251)، و(8/225)، و(9/272)-وغيرها...-! قلتُ: فأين ذاك (التعميم)الجائر –لهذا الكاتب-، مِن هذا الضبط الفائق؟! إلا أن يكون(تعميمُه!) غيرَ(تعميم!)العلم، وأهلِه! وبعدُ: فهذه أولُ ثلاثة مؤاخَذاتٍ(!)ابتدأها الكاتبُ في كتابه هذا-المنسوبِ تأليفُه لـ(د. سفَر الحَوالي)-غفر الله له-ونقدُها، ونقضُها-! ولولا كثرةُ المشاغلِ لَتفرّغتُ لإبطالِها-واحدةً واحدةً-؛ ذلكم أنّها-كلَّها-على نَسَقٍ واحدٍ مِن التعميمِ والغمز، والتعميةِ واللمز!! مع التوكيد-أولاً وآخِراً-أنّ شأنَ شيخنا العلامة الألبانيّ-رحمه الله-في العلم والدعوة-كشأنِ سائر العلماء الربّانيين في تاريخ الأمة-قبلَه وبَعْدَه-؛ فهو بشرٌ كالبشَر، يصيبُ ويخطئُ، ويَعلَمُ ويَجهلُ، ولا نعتقدُ فيه عِصمةً ولا كمالاً! ونقبلُ أيَّ انتقادٍ-مِن أيِّ أحدٍ-له؛ بِشَرْطَيِ العِلْم-بِسِمَتِهِ-، والحِلْم- بِسَمْتِهِ -بِغَضِّ النظرِ عن صوابِ هذا الانتقادِ، أو خطئِه-! وما أجملَ قولَ الشاعر-أخيراً-: كُلُّ كلامٍ مِنه ذو قَبُولِ***ومِنه مَرْدودٌ سِوى الرَّسولِ ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾.. المصـــــدر |
|
|