أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98874 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-23-2009, 10:59 AM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي سألت شيخنا مشهورا -حفظه الله- : هل كان الشيخ مشهور إخوانيا؟ فأجاب ... .

سألت شيخنا مشهورا –حفظه الله- في مكتبته العامرة بتاريخ 20\6\2009 السؤال التالي :

هل كان الشيخ مشهور إخوانيا ؟.
فأجاب :-

[الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه والتابعين , وبعد] :

نشأت –بفضل الله- في بيئة متدينة وكنت متعلقا بالمسجد منذ صغري ؛ منذ أن نشأت في الابتدائي كنت في المساجد ؛ وكان الذين يرتادون المساجد في مثل سننا في تلك المرحلة عدد قليل ؛ حتى أننا كنا –في السبعينات- نطرد من المسجد طردا ونضرب –لصغر سننا- ولكن من فضل الله كنّا متعلقين بالمسجد وتربينا في المسجد , ونشأت أدرس على من درسّنا في المدارس وكان فيهم مجموعة من الناس الطيبين ممن كان لهم صلة بشيخنا الألباني وكانوا معظمين له –رحمه الله- , مع توجهي –بفضل الله- للمطالعة والقراءة , وجلست في مجالس مذاكرة جماعة ممن كانوا أكبر مني سنا واستفدت من مجالسهم .

وفي فترة الثانوي في منتصف وأواخر السبعينات كان للإخوان نشاط قوي في المخيمات خاصة -وازداد بعد ثورة الخميني في إيران- حيث أخذوا فيها الأخضر واليابس , وكان مخيم الوحدات الذي أسكن فيه يعج بالإخوان ؛ فكان كل من يدخل فيه يعد محسوبا على الإخوان المسلمين , وكان التميز بين الدعوات في تلك الفترة غير واضح بحيث أن شيخنا الألباني –رحمه الله- في سورية -قبل الذي جرى في حماة- كان يدرس في دور الإخوان , وكذلك كان شيخنا أول مجيئه إلى الأردن يدرس في دار الإخوان المسلمين في الزرقاء , ويحضر دروسه فيها السلفيون .
والشيخ –رحمه الله- كانت الأمور عنده متضحة –على خلاف غيره الكثير ممن لم تتميز عندهم- لكنه كان يلين مع الإخوان لجملة أسباب منها : ( غربته , وقلة مجيئه إلى الأردن , ولم يكن الإخوان حينها يظهرون له ولدعوته العداء , كما أنه كان قد وضع في بعض إخوان سورية عرق سلفي –ولا زال عندهم هذا العرق-) .
الشاهد : أننا نشأنا -السلفيون والإخوان المسلمون في تلك المرحلة- في نفس المساجد , ونفس دور القرآن , والمكتبة لنا ولهم ؛ فما كنّا نفرق حالنا عنهم , ولا هم يفرقون حالهم عنّا ؛ فما كانت الأمور واضحة , وكنا في تلك الفترة نظن في الإخوان أنهم يريدون الخير ... إلخ .
ونحن نشأنا مع بدايات الدعوة السلفية في الأردن , فأول زيارة للشيخ الألباني إلى عمّان لم التق به في حينها , وكان قد جاء لمناصحة فرقة تسمى الطليعة كانوا يكفرون الناس بدأ معهم الشيخ من العشاء حتى الفجر فتاب أكثرهم إلا واحدا أبى الرجوع وبقي على الطليعة وهو اليوم شيوعي ملحد تارك لدينه يعلن أنه لا يوجد إله –نعوذ بالله- .
وأنا أول ما تعرفت على الشيخ –رحمه الله- كان قبل أن يسكن الأردن ؛ التقينا معه في مكتبة رجل اسمه (محمود عطية) , وكان ذلك في أواخر السبعينات , وحرصت على اللقاء والاتصال به –رحمه الله- منذ ذلك الوقت ؛ فكنّا نبحث أين يذهب الشيخ؟ فنأتي إليه ونجلس في مجلسه .
وكنت على علاقة قوية مع أخينا (الشيخ علي) ومع بعض الأخوة –أيضا- , وأنا محسوب على الإخوان وأنا لا أدري بحكم : صغر السن , وقلة التجربة , والنشأة في بيئة لا تَمَيُّز فيها بين الدعوات .
وأنا على صغري في تلك السنة (1978) -على غالب الظن- استدعاني واحد عرفت فيما بعد أنه أمير الإخوان المسلمين في الأردن لقسم الطلاب اسمه (أحمد خريسات –أبو عصام-) استدعاني ليقول لي : لم تذهب عند الألباني ؟ , اترك الذهاب إليه ... , وكلام آخر من هذا القبيل ؛ وأنا شاب صغير وهو قيادي كبير جدا .
فالإخوان أرادوا من السماح للشيخ الألباني بأن يلقي الدروس في شعبهم أن يكسبوا ؛ فوجدوا أن الشيخ بدأ يأخذ منهم ؛ فاتخذ الإخوان بعدها قرارا بمحاربة الشيخ الألباني , وكان القرار يشتمل على ثلاثة أمور :
الأولى : الهجوم على الشيخ الألباني , ومنعهم إياه من الوصول إلى دور الإخوان ؛ فصار بينه وبينهم مفاصلة قوية وتزعم هذا الأمر : رؤوس الإخوان آنذاك .
الثاني : من كان يسافر إلى الشيخ في سورية , ومتحمس للشيخ كثيرا , ودائما مع الشيخ هؤلاء كتبت شعبهم لهم كتب فصل من الإخوان ؛ ففصلوهم من الإخوان وعلى رأسهم أخونا (أحمد زرزر) وهو الان رجل كبير مسن وكتاب الفصل عنده إلى الآن –يحتفظ به- ويقول : هذا تاج على رأسي....
الثالث : أما من كان صغيرا في السن أو ما شابه ممن لم يعرف بعدالأمور حاولوا أن يغسلوا لهم أدمغتهم عبر اللقاءات ... إلخ .
فالأمور تبلورت فيما بعد , لكنها تبلورت –في الأردن- على مراحل وليس على مرحلة واحدة ؛ وأنا -بفضل الله تعالى- أينما ذهبت كنت في المكتبة , فمكتبة مسجد المدارس أنا كنت ممن نماها , وممن عمل على قراءتها –أيضا- ؛ قرأت المكتبة قراءة شبه كاملة , وكانت متسعة تحوي آلاف المجلدات.
أنا أذكر أن عندي دوسيات عملتها للشباب وأنا في الثانوي –ولو أبحث عنها أجدها- ؛ وعملنا دورة في فقه الصلاة ؛ كتابي (القول المبين في أخطاء المصلين) هو كتاب بدأ من تلك الدورة وأنا في التوجيهي بدأت أدرسه في دورة , وعملنا دورة أربع أو خمس مرات , عملنا دورة في شرح صحيح مسلم للأخوة قرأنا معهم شرح صحيح مسلم للنووي أظن سنة (1982-1983) , فأنا ما ملأت عقلي , وما ملأت اهتماماتي , وما ملأت وقتي بغير الحق وتعظيم منهج شيخ الإسلام وابن القيم ومنهج السلف ... إلخ ؛ لكن لم تكن رؤية الأمور عندنا في تلك الفترة واضحة الوضوح الجيد ؛ بسبب الجهل , وبسبب البيئة , وبسبب بدايات الطلب , ولكون الأمور لا زالت معماة ؛ مع أني لم أبايع الإخوان -يوما- , ولم انتمِ إلى صفوفهم –مطلقا- , بل كنت ميالا للانعزال عاكفا على القراءة وكان الأخوة يسألوني ويستفتوني وأنا في الثانوي ؛ فتميزت –بفضل الله في تلك المرحلة على الكثير من أقراني- , وفي وسط هذه الملابسات نشأنا –بفضل الله تعالى- .

وأخذت الأمور-بعد ذلك- تتضح شيئا فشيئا شأنها شأن سنة الله في الأشياء تنمو ببطئ شيئا فشيئا , وأكثر من اتضحت عندهم الأمور من دَرَسَ في جامعات الإخوان ؛ فالذي يدرس في جامعات الإخوان يعلم تمام العلم أثر الحزبية المقيت والسيء , خصوصا الفترة التي درست أنا فيها كان عدد كبير ممن يخص الأساتذة من رؤوس الإخوان (أشقاء أو أولاد أو زوجات) يَدرُسون ؛ فكنا نرى فرقا متميزا , وكنا نرى قلة الدين , وبعض المدرسين الإخوان كانوا يتعمدون وضع درجات متدنية لنا بسبب منهجنا السلفي , ولطلبنا الأدلة على المسائل , أو ذكرنا ضعف بعض الأحاديث التي يحتجون بها ... إلخ .
ومن فضل الله جل في علاه : لما بدأت الأمور تتضح صار لي أثر كبير جدا على وقف مد الإخوان في الكثير من المناطق , وفي كثير من المناطق يئس الإخوان تماما , وفي معاقل الإخوان –مثل الوحدات- أنشأنا وجودا سلفيا قويا , وترك –بدون مبالغة- المئات من الشباب دعوة الإخوان المسلمين , وهذا الكلام قبل ما يزيد على العشرين عاما .
ولقد سألت شيخنا مرارا : هل أفاصل الإخوان ؟ فكان يقول لي –رحمه الله- : (مثلك لا يخاف عليه فأنت تؤثر فيهم , وهم لا يؤثرون فيك) .
حتى أني رتبت –في أحدى المرات- لقاء لأحد القيادات الهامة –جدا- للإخوان المسلمين مع الشيخ الألباني في تلك الفترة , وصدَّرت المجلس بإلقاء كلمة بين يدي الشيخ الألباني تكلمت فيها بشدة عن الإخوان -منفعلا بعنفوان الشباب ورغبتي في مهاجمتهم- ؛ فعقب شيخنا على كلمتي بالإقرار والتأييد وتكلم بهدوئه المعروف , وقد كان ذلك اللقاء –مع شيخنا- سببا في ترك هذا الشخص لدعوة الإخوان المسلمين –بفضل الله- .
والله جاء بيتي في الوحدات وفي القويسمة –بدون مبالغة- ما لا يقل عن ألف شخص يسألني : عن الإخوان ؛ وأحذرهم من الإخوان , حتى أن الإخوان كان حديثهم ليل نهار : فلان كذا , فلان ارتد على عقبيه , فلان كان إخوانيا وترك الإخوان , فاعتبروها ظاهرة جديدة : ظاهرة الخلاص من الإخوان , والكلام على الإخوان اعتبروها ظاهرة عجيبة جدا , حتى أن أحدهم أخذ مرة يقرأ وأنا –والله- كنت جالس بعد الفجر في المسجد وهو أمامي يروح ويجيء يقرأ وينظر الي [إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ] {محمد:25} .

ولقد عانينا شديدا من الإخوان , ولقد تعبنا معهم تعبا شديدا , وحقيقة استنزفنا وقتا , لكني -بفضل الله- عرف عني : الهدوء , والمحاربة على نفس بعيد , وأني لا أُثوَّر فأقول ما عندي ثم تبدأ عليّ الهجمات ؛ فأنا أتكلم في الإخوان بكلام هاديء بعيد المرامي ؛ فأخذ شباب الإخوان العقلاء يقبلون كلامي , وكثير من الإخوان المسلمين –حتى الساعة- كلامي مقبول عندهم ولم يعد لهم كبير كلام فيَّ ؛ فأنا إن تكلمت : تكلمت في الأصول : الحزبية , التقليد , التعصب , .... إلخ .

فالذي يريد أن يتكلم في أي مسألة لا بد له من معرفة ظروفها ؛ فمن يقول : أن فلانا كان في تلك الفترة من الإخوان المسلمين ؛ فهو لا يفهم ما معنى الإخوان المسلمين , ولا طبيعة المرحلة , حاله كحال من ينتقد بعض الدعاة السلفيين الذين هم في مرحلة غربة , وينتقدهم بأشياء كانت هي الشائعة وهي الذائعة , بينما الذي ينبغي هو تقدير الظرف والزمن الذي لا يحسن تقديره إلا الموفق .

[وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا]

__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.