أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5092 0

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2014, 06:49 PM
لزهر الصادق لزهر الصادق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 31
افتراضي إخواني السلفيين:إياكم والغلو في الكلام على أهل البدع بما لا يستحقون ولا إليه ينتسبون


إلى إخواني السلفيين : إياكم والغلو في الكلام على أهل البدع بما لا يستحقون ولا إليه ينتسبون !

سبب المقال : غلواء بعضهم في الكلام عن الإخوان المسلمين - مع اعترافي : بضلالهم - بما لا يتناسب مع لغة النقد العلمي .

الحمد لله رب العالمين ؛ وبعد :
فإن بعض المتحمسين ممن يغار على دوحة السنة وظلالها قد تقع له تصرفات غير معتبرة في تحقيق الحق ؛ فيقابل الباطل بباطل مثله ، ويرد البدعة بنحوها ، ذلك : لخواء جعبته من العلم الراقي والورع الواقي ، فالمتصدر في الكلام على الناس جرحا وتعديلا لابد من تميزه بالعلم والورع ، فالعلم يميز فيه بين الممتنع والجائز ، والورع يتقي فيه تنزيل الأوصاف على مخالفيه بغير وجهها المعتبر عند أهل النظر ، فالقاعدة المستمرة : ما ذكره الذهبي - رحمه الله - في " ميزان الاعتدال " ( 3 / 46 ) : " والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع " .
فمن فقد شرط المعرفة جرح الناس بما لا يعد جرحا ثم ألزمهم بغير لازم(!) ، فإن زاد الطين بلة : نسب إلى مخالفيه من القضايا المستشنعة والمسائل الغريبة غاية المنافرة عنه ، وهذه سكيكة أهل الأهواء لتنفير الناس عن تحقيق الحق ، بينما أهل السنة كما قال وكيع - فيما أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 1 / 27 ) - : " أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم , وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم " .
وهذا القسطاس المستقيم ، والنهج القويم : (عند كل من يدري ما يقول، ويتقي الله فيما يقول ) كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في " منهاج السنة النبوية " ( 1 / 444 ) .

ومن النماذج : جرح أحدهم بمواقف وأقوال جنسها عند من يعظم من الناس !

قال ابن تيمية - رحمه الله - في " منهاج السنة " ( 5 / 280 - 281 ) : " فإن كثيرا ممن سمع ذم الكلام مجملا، أو سمع ذم الطائفة الفلانية مجملا، وهو لا يعرف تفاصيل الأمور: من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية والعامة ... تجده يذم القول وقائله بعبارة، ويقبله بعبارة ، ويقرأ كتب التفسير والفقه وشروح الحديث، وفيها تلك المقالات التي كان يذمها، فيقبلها من أشخاص أخر يحسن الظن بهم، وقد ذكروها بعبارة أخرى، أو في ضمن تفسير آية أو حديث أو غير ذلك..
حتى أن كثيرا من هؤلاء يعظم أئمة، ويذم أقوالا، قد يلعن قائلها أو يكفره، وقد قالها أولئك الأئمة الذين يعظمهم، ولو علم أنهم قالوها لما لعن القائل ".

فإما أن تكون القاعدة المستمرة مطردة في كل الأحوال من الأقوال والأفعال ، كما تقتضيه الصناعة النقدية في الجرح والتعديل ، أو تكون كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في " اقتضاء الصراط المستقيم " ( 1 / 85 ) : " وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة، أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة، فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل " .
وحينئذ : كما قال في " درء التعارض " ( 3 / 103 ) : " ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده، وهو من البدع المخالفة للسنة، فإنه يلزمه نظير ذلك أو وأعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه " .

ولازم هذا التشيع لأفراد العلماء بكل مقالاتهم ، فتكون حينها : الحزبية بعينها ، فمن فعل شابه الروافض في أئمة مذهبهم حالا لا قولا ، وليس لأحد الانتصار لأي من الناس مطلقا في كل ما قاله ، ولا الموالاة والمعادة عليه دون ما سواه .

والمتعين : حسن الوصف في عبارة النقد - الجرح - .

فالتجرد للحق : يقتضي الانصاف في الأوصاف (!) وإلا فسالك طريق الاعتساف لا يحجمه الورع ولا يحجزه الخوف من إطلاق العبارات ، وجاسي الكلمات في حق مخالفيه (!) فكلما زاد المعيار باتهام الناس بأفعل التفضيل ، وعام المصطلحات تارة كلما تراقص قلبه نشوة ، لضعف حجته ، ومحبة تنفير الأسماع في الأصقاع عن مخالفيه باختراعات وهمية من بنات أفكاره ، وسيء أبكاره ، فالحاجة - كما قيل - أم الاختراع ، والغاية تبرر الوسيلة فتختلط الأوراق ويعجز الراقع المصلح !

ومن تطلب النماذج ؛ فعليه بكتب الجرح والتعديل وأئمته ، ممن اعتدل قولهم في النقد ، وبرز إنصافهم في الرد ، وتبين صدق مقالتهم في الصد ، دون من تجاوز فطرح قوله من المتشددين ، وخذ هذه الياقوتة من العقد الفريد :

ما أسنده الذهبي - رحمه الله - في " المعجم " ( 303 ) عن محمد بن طاهر أنه سأل شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم ، فقال : " إمام في الحديث رافضي خبيث " .
فقال الذهبي - معقبا - : " كلا ما كان الرجل رافضيا بل كان شيعيا ينال من الذين حاربوا عليا رضي الله عنه ونحن نترضى عن الطائفتين ونحب عليا أكثر من خصومه " .
وقال - أيضا - في " ميزان الاعتدال " ( 3 / 608 ) : " قلت : الله يحب الانصاف، ما الرجل برافضى، بل شيعي فقط " .

فأين هذا الورع في صفوف المتصدرين ؟!
بل ؛ تجد من هؤلاء الشباب الأغمار إلحاقك بأهل البدع إن أردت الذب عنهم بوجه حق غال فيه بعض المتحمسين من أهل السنة عند نقدهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !

وغير خاف : أن خير سبيل لهذه المدرسة الوسطية : كتب شيخ الإسلام وعلم الأنام ، الرئيس الهمام ، والحفيد المقدام : ابن تيمية الحراني - قدس الله سره ونور ضريحه - في تعامله مع المخالفين من أبعدهم ضلالة إلى أقربهم مودة ؛ فكم نقدهم بعين البصير ، ودفع عن جماعة من أعيان مخالفيه ما نسب أليهم من باطل المقالات ، ومكذوب الحكايات ، فتجده يدافع عن بعض الملحدين والكافرين كمحمد بن زكريا الرازي ، والحلاج ، والفلاسفة المشائين كأرسطو وجالينوس ، وأعيان الجهمية كابن حزم الظاهري والمعتزلة كعبد الرحمن بن كيسان الأصم والأشعرية كفخر الدين الرازي وأبي حامد الغزالي فيما نسب إليهم مالا يصح ، أو ما لا يليق بمعرفتهم العلمية !

1 - فتارة يقول عن بعض الملحدين : (بل محمد بن زكريا الرازي مع إلحاده في الإلهيات والنبوات، ونصرته لقول ديمقراطيس والحرنانيين ... فالرجل من أعلم الناس بالطب ، حتى قيل له: جالينوس الإسلام، فمن ذكر عنه في الطب قولا يظهر فساده لمبتدئ الأطباء، كان غالطا عليه ) .

2 - وتارة يقول عن بعض الفلاسفة : (فمن حكى عن مثل أرسطو أو جالينوس أو غيرهما قولا في الطبيعيات ظاهر البطلان، علم أنه غلط في النقل عليه، وإن لم يكن تعمد الكذب عليه ) .

3 - وتارة يقول عن بعض المعتزلة : ( لم ينقل قولهم على وجهه، فإن هؤلاء أعقل من أن يقولوا ذلك وعبد الرحمن الأصم وإن كان معتزليا فإنه من فضلاء الناس وعلمائهم، وله تفسير ، وفي الجملة فهؤلاء من أذكياء الناس وأحدهم أذهانا، وإذا ضلوا في مسألة لم يلزم أن يضلوا في الأمور الظاهرة التي لا تخفى على الصبيان ) .

4 - وتارة يقول عن بعض أعيان الصوفية : (ولا ريب أن الشيخ عبد القادر لم يقل هذا، ولا أمر به، ومن يقل مثل ذلك عنه فقد كذب عليه ) .

5 - وتارة يقول عن بعض الأشعرية كأبي حامد لغزالي : (ولم يكن ممن يتعمد الكذب فإنه كان أجل قدرًا من ذلك وكان من أعظم الناس ذكاء وطلبًا للعلم وبحثًا عن الأمور ولما قاله كان من أعظم الناس قصدًا للحق وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة بليغة ) .

6 - وتارة يقول عن الفخر الرازي (وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه .. ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له .. ) .

وهكذا ..

وأختم بما قاله : القرافي - رحمه الله - في " الفروق الفقهية " ( 4 / 362 ) : " أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق ولا يفترى على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة فلا يقال على المبتدع إنه يشرب الخمر ولا أنه يزني ولا غير ذلك مما ليس فيه " .

وكتب : محمود الصرفندي .

مقتبس - باختصار وتصرف - : من رسالتي : ( إنصاف ابن تيمية لمخالفيه ) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-09-2014, 06:05 PM
ابو عبدالله آل حمد ابو عبدالله آل حمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 81
افتراضي

كلام جميل ..بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-10-2014, 11:40 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

جزاكم الله خيرا
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.