أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41148 0

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-24-2014, 08:06 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي 15فائدة وتنبيهاً تتعلق بالأضاحي - د.عمر المقبل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فهذه تنبيهات تتعلق بشعيرة الأضاحي، كتبتها لمناسبتها لمواقع التواصل الاجتماعي، أسأل الله تعالى أن ينفع بها.

قال الله تعالى: {فصل لربك وانحر}.

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ معلقا على هذه الآية : "أمره الله عز وجل أن يجمع بين هاتين العبادتين ،وهما الصلاة والنسك ،الدالتان على القرب والتواضع والافتقار ،وحسن الظن ،وقوة اليقين ،وطمأنينة القلب إلى الله وما أعده ،عكس حال أهل الكبر والنفرة ،وأهل الغنى عن الله ،الذين لا حاجة لهم إلى ربهم ،ولا ينحرون له خوفا من الفقر ،ولهذا جمع بينهما في قوله "قل إن صلاتي ونسكي" ،وما يجتمع للعبد في الصلاة من الخشوع والذل والإقبال لا يجتمع له في غيرها ـ كما يعرفه أهل القلوب الحية ـ وما يجتمع له عند النحر ـ إذا قارنه الإيمان والإخلاص ـ من قوة اليقين ، وحسن الظن أمر عجيب ،فإن إذا سمحت نفسه بالمال لله ـ مع وقعه في النفس ـ ثم أذاق الحيوان الموت ـ مع محبته له ـ صار بذلك أفضل من بذل سائر الأموال ،فدل على أنه عبادة من أفضل العبادات ،وكان
صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير النحر "ا هـ. ·

ولما كانت هذه العبادة بهذه المكانة العظيمة ،صارت من السنن المؤكدة جداً ،بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبها على القادر ،وكان لزاماً على المسلم أن يتعرف على الأحكام المتعلقة بأضحيته ليكون ذبحه موافقاً للسنة ،فإذا ضم إلى ذلك الإخلاصُ قبل العمل . ·
والشروط التي يجب توافرها لتصح الأضحية خمسة:

أولها : أن تكون من بهيمة الأنعام (إبل أو بقر أو غنم ) .

الثاني : أن تبلغ السن المعتبرة شرعاً ،وهي خمسُ سنوات في الإبل ،وسنتان في البقر ،وسنةٌ في المعز ،وستةُ أشهر في الضأن .

الثالث : أن تكون ملكاً للمضحي ،وألا يتعلق بها حق للغير كأن تكون مرهونة مثلاً .

الرابع : أن تذبح في الوقت المحدد شرعاً ،ن بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر .

الخامس : أن يكون الحيوان سالماً من العيوب التي تمنع من التضحية به ،وهي أربع أجمع العلماء على أنها تمنع من التضحية ،وهي الواردة في حديث البراء رضي الله عنه مرفوعاً ،عند مالك في الموطأ وأهل السنن : "العوراء البين عورها ،والمريضة البين مرضها ،والعرجاء البين ضلعها ،والعجفاء التي لا تنقي"
ومعنى العجفاء التي لا تنقي : أي الهزيلة التي ليس في عظامها مخ.

قال أهل العلم : وما كان مثل هذه العيوب أو أشد فهو داخل في النهي ،وهناك عيوب لا تمنع من الاجزاء لكنها مكروهةٌ ،مثل قطع الأذن أو شقها ،وكسر القرن ،ونحو ذلك من العيوب. ·

وثمة أمور متعلقة بهذه العبادة العظيمة تشتد الحاجة إلى بيانها ،فمن ذلك :

1_ ينبغي أن يعلم : أن الأضحية كلما كانت أجود وأحسن في ثمنها ولحمها،كانت أفضل وأعظم أجراً.

2_ يجب الحذر من التباهي والتفاخر : الذي قد يتسرب إلى البعض بسبب قيمة الأضحية أو بكثرة عدد الأضاحي التي ذبحت ،فإن ربنا يقول في كتابه :"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم " أي أن العبرة بالإخلاص والنية الصالحة ،لا فخراً ولا رياءً ،ولا على أنه عادة آباء وأجداد ،بل هي عبادة لرب الأرض والسماوات ،كما قال سبحانه :"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له ،وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" .

3_ درج بعض الناس على مسح ظهر الأضحية عند ذبحها : ظناً منهم أن ذلك من السنة أو أن له فضيلة ،وهذا خطأ ليس بصحيح ،فلم ينقل مثل هذا عن النبي
صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته

4_ يظن البعض : أنه إذا أخذ من ظفره أو شعره شيئاً أن أضحيته لا تصح ،وهذا لا غلط أصل له،إذ لا علاقة بين صحة التضحية والأخذ من الشعر أو الظفر شيئاً ،كما تقدم
5
_ من الظنون الخاطئة : أنه إذا لم ينو الأضحية قبل العشر فلا يصح أن يضحي،وهذا مما لا دليل عليه .

6_ ومن الظنون الخاطئة : أن من أراد أن يضحي منع أهل بيته صغاراً وكباراً من الأخذ من شعورهم أو أظفارهم بدعوى أنه أشركهم في الأجر والثواب ،وهذا وهم ،والواجب في الامتناع فقط هو عمن يريد الأضحية بنفسه، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ضحى عن نفسه وعن أهل بيته ،ولم ينقل أنه نهاهم عن الأخذ من شعرهم أو أظفارهم أو أبشارهم شيئاً .

7_ ومما يقع الجهل به أيضاً : أن بعض النساء اللاتي يردن التضحية يقمن بربط شعورهن طيلة أيام العشر،ويمتنعن عن تسريحه أو مشطه خشية سقوط شيء منه، بل بلغ التنطع ببعضهن أنه إذا سقط منها الشعر جمعته ووضعته بين خصال الشعر من باب الحرص، وهو حرص في غير محله،وتشديد لم يأذن الله تعالى به .

8_ ومن الأخطاء التي يعتقدها بعض الناس : ظنهم أن المرأة لا يجوز لها أن تتولى الذبح بنفسها ،بل ربما تحرج من أكلها ،وهذا جهل ،ومخالفة للنص الشرعي ،فقد ثبت في البخاري من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أن جارية كانت ترعى غنماً بسلع ،فأصيبت شاةٌ فأدركتها فذكتها بحجر ،فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "كلوها" ، وهذا ـ أعني أكل ذبيحة المرأة بل والصبي أيضاً ـ محل إجماع بين العلماء كما يقول ابن المنذر رحمه الله .

9_ ومن الجهل الواقع في موضوع الأضاحي : أن بعض الناس ربما امتنع عن الأضحية خشية أن تلزمه كل سنة ،فيترك الأضحية طيلة حياته ،ويقال لمثل هؤلاء : ما دمت قادراً فضحّ ،وإن كنت عاجزاً فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،والأضحية إنما هي سنة مؤكدة ،فلا إثم في تركها أصلاً.

10_ ومن الأخطاء أيضاً : ظن البعض أن التصدق بثمن الأضحية أفضل من ثمنها ،وهذا غلط بين ،فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بادروا إلى الأضحية ولم يتصدقوا بأثمانها ،ولو كان خيراً لسبقونا إليه،بل قال ابن القيم رحمه الله :
"إن ذبح الأضحية ،أفضل من التصدق بثمنها ولو زادت قيمة الصدقة " .

11_ ومن أخطاء بعض المضحين : أنهم بعد ذبح أضاحيهم يبيعون شيئاً من لحوم أضاحيهم أو جلودها ،وهذا لا يجوز ؛لأنه مال أخرجه لله ،فلا يجوز الرجوع فيه ،بل لا يجوز أن يعطي الجزار منها شيئاً على أنها مقابل قيمة الذبح ،كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه

12_ ومن الأخطاء المنتشرة : أن البعض إذا أراد ذبح الأضحية أوكل من يمسك الذبيح بقوائمها ،ليمنعها من الحركة،وهذا في الواقع نوع تعذيب للذبيحة، وقد ذكر بعض العلماء : أن من فوائد ترك الإمساك بالقوائم :زيادة إنهار الدم بالحركة والاضطراب.

13_ ومن الظنون الخاطئة : اعتقاد البعض أن الذبح ليلا لا يجوز ،أو لا يجوز إلا عند الضرورة ،وهذا قول بلا دليل ،وتحجير لما وسعه الله على المسلمين ،نعم ..الذبح نهاراً موافق لفعله صلى الله عليه وسلم ،لكن فرق بين الأفضل وبين المنع .

14 ـ فيما يتعلق بتوزيعها ،فلم يرد نص معين بذلك ،إلا أن الله عز وجل قال : "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" ،وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : "كلوا وادخروا وتصدقوا " [مختصر مسلم : 1259] ،ومن خلال هذه النصوص قال بعض العلماء بتجزئة الأضحية جزأين ،وبعضهم إلى ثلاثة أجزاء

قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ : "والأمر في ذلك واسع ،فلو تصدق بها كلها أو بأكثرها جاز ،وإن أكلها كلها إلا أوقية تصدق بها جاز ،وقال أصحاب الشافعي ك يجوز أكلها كلها " اهـ .
ويجوز أن يعطي الكافر من لحم الأضحية تأليفا لقلبه ،وإظهاراً لشعائر الدين.

15 ـ بخصوص ذبح الأضاحي خارج البلاد، فمن لم تكن لهم إلا أضحية واحدة، فلا ينبغي لهم أبداً أن يضحوا في الخارج، اللهم إلا إذا عجزوا عن قيمتها هنا، أما إذا وجدت أكثر من ذبيحة، فلا حرج في ذبح بعضها هنا، وبعضها هناك؛ لأن إظهار شعيرة الأضحية يحصل بواحدة. ويرجح إرسال بعض الأضاحي عند تعددها في البيت الواحد، شدة الحاجة في أكثر البلاد الإسلامية، خاصة مع موجة الغلاء العالمية.

هذه جملة من أحكام هذه الشعيرة العظيمة ،وتنبيه على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس ،فطيبوا بها نفساً ،وحققوا الغاية منها بتقوى الله عز وجل، تقبل الله منا ومنكم
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-25-2014, 10:25 PM
ابو عبدالله آل حمد ابو عبدالله آل حمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 81
افتراضي

جزاك الله خيراً.....
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.