"تحفة الوارد بترجمة الوالد"،وهي ترجمة والدي العميد الركن عبد الرحمن البحصلي رحمه الله

[أبو معاوية البيروتي]

أسرعوا بجنازة أبي محمد! فتلك هي السُّنَّة!!

بعد صلاة الجمعة حملنا جنازة أخينا أبي محمد حسين شعبان رحمه الله على أعناقنا وأسرعنا بها نحو مقابر الخاشقجي، فبدأ بعض الناس يصرخون ((لا تعجلوا بالجنازة! لماذا العجلة؟! انتظروا حتى يتجمّع الناس!)) فلم يكترث أبناؤه وأصهاره وغيرهم مـمّن حمل الجنازة وأكملوا مسرعين جزاهم الله خيراً، وقلت لهم: ((لا تنتظروا أحداً فالإسراع هو السُّنَّة))، وسبحان الله! في ثلاث دقائق وصلنا إلى القبر، وتجمّع حوله عائلته ومحبّوه بكثرة حتى تكاد لا تجد موطئ قدم، ودفنّاه في أولِ منزلٍ من منازل الآخرة! رحمه الله وجعل الجنة مثواه.

والسُّنَّة الإسراع بالجنازة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ)) (رواه البخاري ومسلم)، ورأى أبو بكرة نُفَيع رضي الله عنه أناساً يمشون في جنازة ببطء، فأهوى إليهم بالسوط وقال: ((خلّوا! فوالذي أكرم وجه أبي القاسم صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا لنكاد نرمل بها رملاً!)) فأسرع القوم. (رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح).

كان أخي أبو محمد حسين شعبان (1957 – 2016 م) رحمه الله من الإخوة الطيبين السَّاعين لنشر الخير بين الناس، وكان – رغم أنه ضرير – من المحافظين على صلاة الجماعة متى وجد قائداً يقوده للمسجد، وكان حريصاً على التفقه في دينه ونشر العلم والخير بين عائلته وجميع مَن حوله، وكنت أزوره كثيراً عندما كانت الأوضاع مستقرة، وقد أكرمني الله بمرافقته وعائلته أثناء أدائهم لمناسك العمرة (في 26 / 6 / 2009 م).

وأدعُ الله الكريم أن يجعل ما أُصِيب به من أمراض وعمى – والحادث الذي أدى لوفاته – كفارة لذنوبه، وأن يسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون!
* وكتبه أبو معاوية البيروتي.
==============