أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
1238 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الأشرطة المفرغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2015, 01:44 AM
عبدالله التيمي عبدالله التيمي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 15
افتراضي مسامحة المعسر أوانظاره للشيخ فالح جبر الظفيري

مسامحة المعسر أو انظاره
قال الله تعالى:{وَإِن كَانَ ذو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }(1)
إن في التجاوز عن المعسرين أجراً عظيماً ,وكذلك إمهالهم وإعطائهم فسحة كافية يسددون ما عليهم من دَيْن ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " كان رجل يُداين الناس ؛ فكان يقول لفتاه :( إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا ). فلقي الله فتجاوز عنه "(2)
وقال صلى الله عليه وسلم :" حوسب رجل ممن كان قبلكم, فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً ، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر ، قال : قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه ، تجاوزوا عنه"(3).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم:" من نفّس عن غريمه ، أو محا عنه ، كان في ظل العرش يوم القيامة)(4).
وقال صلى الله عليه وسلم:" من أنظر معسراً فله كل يوم صدقة قبل أن يحل الدين ، فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك, فله كل يوم مثليه صدقة " (5)
فانظروا الأجر العظيم الذي غفل عنه كثير من الناس ، فتجد البعض ممن أغناهم الله قد أهملوا هذا الثواب ، وربما لم يسجل في صحيفتهم يوماً تجاوزاً عن معسر !
قال الشيخ ابن عثيمين :" إذا كنت تطلب شخصاً معسراً ،فإنه يجب عليك أن تيسر عليه, وجوباً لقوله تعالى: { وَإِن كَانَ ذو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ }(6) وقد قال العلماء – رحمهم الله- من كان له غريم معسر, فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين ، أو أن يطالبه به ، أو أن يرفع أمره إلى الحاكم ، بل يجب عليه إنظاره .
ويوجد بعض الناس – والعياذ بالله – من لا يخافون الله ، ولا يرحمون عباد الله ، يطالبون المعسرين ، ويضيقون عليهم ، ويرفعون أمرهم إلى الجهات المسئولة فيحبسون ويؤذون ويمنعون من أهلهم ومن ديارهم ، كل هذا بسبب الظلم ، وإن كان الواجب على القاضي إذا ثبت عنده إعسار الشخص ، فواجب عليه أن يرفع الظلم عنه وأن يقول لغرمائه : ليس لكم شيء .
والمهم أن عليكم إذا رأيتم شخصاً يطالب معسراً أن تبينوا له أنه آثم ، وإن ذلك حرام عليه ، وأنه يجب عليه,وإنه يجب عليه إنظاره , لقوله تعالى :{ وَإِن كَانَ ذو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ }(1) وأنه إذا ضيق على أخيه المسلم ، فإنه يوشك أن يضيق عليه في الدنيا أو في الآخرة ، أو في الدنيا والآخرة معاً ، ويوشك أن يعجل له بالعقوبة ، ومن العقوبة أن يستمر في مطالبة هذا المعسر وهو معسر ، لأنه كلما طالبه ازداد إثماً ...)(2)
لماذا لا يتجاوز صاحب العقار عن الإيجار لهذا المحتاج الذي يسكن في ملكه ، هذا الذي يكدح على أسرة تثقل كاهله بالمتطلبات والحاجيات .
إن هذا المحتاج ( المستأجر) في شقاء وتعب مدة شهر كامل من أجل أن يسدد أجرة سكنه, فلا يبقى معه ما يكفي لحاجات أسرته وأطفاله ، فتجده يقصر في الإنفاق عليهم في جانب الطعام أو الكساء أو العلاج ، ويحاول أن يوفر ساعة أو ساعتين من الكهرباء ، فيغلق ( المكيف) على أولاده في هذا الحر الشديد من أجل أن يعطي صاحب السكن أجرته !!
فلماذا يا (صاحب العقار) لا تستغني عن الإيجار عدة أشهر في السنة أو شهرٍ أو شهرين ؟ ولماذا لا تتجاوز عن أخيك في أيام عسرته ؟ لماذا لا تخفف عنه قيمة السكن ليتنفس الصعداء قليلاً ، ويبارك لك الله في مالك ويدعو لك أخوك المسلم وأبناؤه؟
هل أنت في غنى عن فضل الله عز وجل ؟ هل أنت في غنى عن النجاة من كربات يوم القيامة؟ هل أنت مستغن عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من سره أن ينجيه الله من كُرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه "(3)
هل أنت مستغن عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من أنظر معسراً أو وضع عنه ، أظله الله في ظله "(1).
ألم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده !لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ـ أو قال لأخيه ـ ما يحب لنفسه [من الخير] " (2)؟
تصور لو أنك مكان هذا الشخص المستأجر عندك ، ألا تحب أن يسامحك صاحب العقار في بعض الأشهر ويخفف عنك في قيمته ؟ كم تكون فرحتك لو جئته بالإيجار ثم قال لك : أنت في حل هذا الشهر ؟
أيها الأخ إن " صفو العيش لا يدوم ، وإن متاعب الحياة وأرزاءها ليست حكراً على قوم دون قوم ، وإن حساب الآخرة لعسير, وخذلان المسلم شيء عظيم ... إن بعض غلاظ الأكباد وقساة القلوب ينظرون إلى الضعيف والمحتاج , وكأنه قذى في العين ، يُزلِقُونَه بأبصارهم في نظرات كلها اشمئزاز واحتقار ، ألا يعتبر هؤلاء بأقوام دار عليهم الزمان وعدت عليهم العوادي, واجتاحتهم صروف الليالي ، فاستدار عزهم ذلاً ، وغناهم فقراً ونعيمهم جحيماً "(3).
كان السلف يسامحون أصحابهم الأغنياء في القرض وليس فقط المحتاجين ، فلعثمان بن عفان رضي الله عنه على طلحة بن عبيدالله خمسون ألفاً رضي الله عنهما، فخرج عثمان إلى المسجد, فقال له طلحة : قد تهيأ مالك فاقبضه . قال : هو لك يا أبا محمد معونة لك على مُرُوءتك !

من كتاب فضل البذل والعطاء 70-74 للشيخ فالح جبر الظفيري

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.