أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
27016 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2011, 09:34 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي تفضيل الأمة المحمدية " الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله

تفضيل الأمة المحمدية

من المعلوم أنّ الله عز وجل كان فضّل بحكمته بني إسرائيل على العالمين , كما قال تعالى ( يابني إسرائيل اذكروا نعمتيَ التي أنعمت عليكم وفضلتكم على العالمين )) [ البقرة 47 ] , وجعل منهم أنبياء وملوكا وآتاهم ما لم يؤت غيرهم آنذاك , كما قال تعالى ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين )) [ المائدة 20 ] ولكنهم ازدروا نعمة الله عليهم وغرّهم منزلتهم تلك , فعصوا وطغوا , فجعل الله النبوة في غيرهم وأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه أفضل كتاب يهدي إلى أقوم الطريق , كما قال سبحانه : (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) [ الإسراء 9 ] , وفضل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم , كما قال تعالى ( وربك أعلم بمن في السموات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )) [ الإسراء 55 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة , وأول من ينشق عنه القبر , وأول شافع , وأول مشفّع " رواه مسلم , وقد فضل هذه الأمة المحمّديّة ؛ لأنها لم تخن كما خان من قبلها , فقال : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولوءامن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) [ أل عمران 110 ] , وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" نحن الآخرون السابقون يوم القيامة , بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا , ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه , فهدانا الله , فالناس لنا فيه تبع : اليهود غدا , والنصارى بعد غد " , قال ابن حجر في " الفتح " ( 354/2 ) : والمراد أن هذه الأمة - وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية - فهي سابقة لهم في الآخرة : بأنهم أول من يحاسب ,وأول من يقضى بينهم , وأول من يدخل الجنة , والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" نحن الآخرون من أهل الدنيا , والأولون يوم القيامة , المقضي لهم قبل الخلائق " رواه مسلم ( 856 ) من حديث أبي هريره وحذيفة رضي الله عنهما .
والمقصود باليوم الذي هدى الله إليه المسلمين وضل عنه أهل الكتاب يوم الجمعة ؛ فإن اليهود جعلوه السبت , وجعله النصارى الأحد , وقد ذكر ابن حجر في " الفتح " ( 356/2 ) من فواءد الحديث " أن سلامة الإجماع من الخطأ مخصوص بهذه الأمة , و معناه أن الأمم السابقة أجمعت على الخطأ في اختيار العيد الأسبوعي و بخلاف هذه الأمة , فكما أنها أصابت ذلك اليوم , فلن تجتمع كلمتها على ضلال قط , ومهما وقع من خلاف بين فقهائها فلابد أن يصيب بعضهم الحق , ليبقى حجة على سائر الخلق . فعن عمير بن هانىء قال : سمعت معاوية على المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزال طائفة من أمتي قائمة بـأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " متفق عليه , قال ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة " ( 408/3 ) :" بل جمهورهم لا يأمرون العامي بتقليد شخص معين غير النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يقوله , والله تعالى قد ضمن العصمة للأمة , فمن تمام العصمة أن يجعل عددا من العلماء إن أخطأ الواحد منهم في شيء كان الآخر قد أصاب فيه , حتى لا يضيع الحق , ولهذا لما كان في قول بعضهم من الخطأ مسائل كبعض المسائل التي أوردها , كان الصواب في القول الآخر , فلم يتفق أهل السنة على ضلال أصلا , وأما خطأ بعضهم في الدين , فقد قدمنا غير مرة أن هذا لا يضر , كخطأ بعض المسلمين " والحمد لله على هذا .
وتفضيل هذه الأمة على غيرها ليس مبنيا على عرق أولون أوأرض أو لغة , وإنما التفضيل بالتقوى ,لأن الله قال ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) [ الحجرات 13 ] , فقد كانت هذه الأمة أقوم الأمم بدين الله وأصدقها استقامة عليه أبد الدهر , حتى في عصور الضعف فإنها أفضلها , لأن الأمر نسبي , فما يكون فيها من ضعف فهو عند من سواها أشد , وأكبر دليل على ذلك أن أهل الكتاب حرّفوا كتاب ربهم , وأما القرآن فقد حفظه الله من ذلك , ولا يزال في المسلمين طائفة - مهما قلت - تعمل به , كما مرّ قريبا في حديث معاوية رضي الله عنه , فلذلك حظيت هذه الأمة بذاك التفضيل , فإذا علم المسلم إكرام الله لهذه الأمة وجب عليه أن يكرمها وليتجنب إهانتها , لا سيما إذا كان في إهانتها إعانة لعدوها عليها وشماتة بهم ولم يرض الله عز وجل بالتسوية بين أهل الإيمان وأهل الكفر فقال ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) [ القلم 35 -36 ] وقال ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار [ ص 28 ] وقال ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون )) [ الحشر 20 ] هذا في مجرد التسوية , فكيف بمن يفضل أهل الكفر على أهل الإسلام ؟ وقد نبهنا ربنا عز وجل إلى تفضيل العبيد المؤمنين على الأحرار الكافرين هو الذي يبعث عليه الولاء الصحيح , فقد قال في النساء ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )) وقال في الرجال : (( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون )) [ البقرة 221 ] وذلك لأنه لا يجوز التفضيل بين الناس على أساس الدنيا , فقد روى أحمد ( 157/5) بسند صحيح عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا ذر , انظر أرفع رجل في المسجد , قال فنظرت , فإذا رجل عليه حلة , قال : قلت : هذا , قال : قال لي : انظر أوضع رجل في المسجد , قال فنظرت , فإذا رجل عليه أخلاق (1) قال : قلت : هذا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا " . هذا في التفضيل بين مسلم ومسلم , فكيف في التفضيل بين مسلم وكافر ؟
ويعظم هذا الجانب عند تذكر أصل الولاء والبراء , والله المستعان على بيانه في الفصل الآتي .
(1) : أي ثياب بالية .

من كتاب رفع الذل والصّغارعلى المفتونين بخلق الكفار
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.