أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
85421 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2012, 02:31 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي (سوريّة).. بين الآلام..و..الآمال -كلمة حق ، وأَنّة صدق-... - لشيخنا علي الحلبي

(سوريّة)..
بين الآلام..و..الآمال
-كلمة حق ، وأَنّة صدق-...

لفضيلة الشيخ علي الحلبي
-حفظه الله-

الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على نبيّه وعبده ، وعلى آله وصحبه وجنده.
أما بعد:
فأقول بادئ بدء-:
« دمشقُ خيرُ منازل المسلمين » -في حين من الأحيان-كما صحّ عن رسول الإسلام-عليه الصلاة والسلام-...
فهي في القلب ، لم تغادرْه ، ولن تغادرَه...
وما يجري فيها-وحولها، وما إليها–منذ نحو عام-وعلى مدار أكثر الليالي والأيام!-مما لا يقرّه عقلٌ ولا شرع لا في أصل ولا في فرْع -مِن أحداث جِسام ، وأحوال عظام-من القتل ، والاعتقال ، والتعذيب-وغيرِ ذلك- :ممّا منه الرؤوسُ تَشيب!-..
ولقد كثُر-بسبب ذا- القيلُ والقالُ تبعاً لهذا البلاء الجاري-من قِبَلِ كثير من الناس ، في كثير من البلدان ، في كثير من الوقائع-وبشتى الاتجاهات والدوافع-:
فمِن متكلم-عاطفياً حماسياً-!
ومِن مناقش إعلامياً سياسياً-!
ومِن خائض بالزور ، ورُويبضة مأجور!
ومِن مُعرض بالكلّية من غير أدنى نظر ولا أقلّ رويّة-!
ومِن متعجّلٍ بإعلان عموم الجهاد بلا شروط ، ولا أسس،ولا استعداد-!
وإن مما لا يشكُّ فيه أحدٌ له قلبٌ نابضٌشرقاً وغرباً- أن هذه الأحداثَ الجاريةَ- « وإن كانت مُؤلمةً للقلوب- فما هي -إن شاء الله- إلاّ كالدواء الذي يُسقَاه المريضُ ليحصل له الشِفاءُ والقوة.
وقد كان في النفوس من الكِبْر والجهل والظلم ما لو حَصل معه ما تشتهيه من العِزّ لأعقَبها ذلك بلاءً عظيما.
فرحمَ الله عبادَه برحمتِه التي هو أرحمُ بها من الوالدة بولدها».
وإننا لنحمدُ الله-تعالى-أنه-بسبب هذا الجاري-قد « انكشف لعامة المسلمين -شَرْقًا وغَرْبًا- حقيقةُ حالِ هؤلاء المفسدين ، الخارجين عن شريعة الإسلام -وإن تكلّموا بالشهادتين!-، وعَلِمَ مَن لم يكن يعلمُ : ما هم عليه من الجهل والظلم والنفاق والتلبيس والبُعد عن شرائعِ الإسلامٍ ومناهجِه»[ما بين « الأقواس » من كلام شيخ الإسلام ابن تيمّية-رحمه الله- في رسالتهِ للملك الناصر-قبل نحو سبع مئة سنةٍ-].
وعليه :
...فإن كلامي ها هنا-أَوّلَ ما يكونُ-إنما هو مُوجّهٌ إلى خاصّة إخوانِنا الصالحين ؛ الذين هم بنا واثقون ، وبمنهجِنا مطمئنّون..ثم إلى عموم المسلمين نصيحةً في الدين- ؛ تحذيراً لهم مما هم عنه غافلون ، وتنبيهاً لهم عمّا هم به جاهلون مما كان .. أو سيكون-..
إخواني:
أرجو أن نكون واقعيّين في أنفسِنا وأحوالِنا ؛ سواءٌ في مواقفِنا أو نقاشاتِنا!
وإنّ مِن نافلة القول التذكيرَ بأنّ رأيَنا الفقهيَّ العلميَّ في المظاهرات ، والثورات،و.. و.. و ..-منعاً ورفضاً- معروفٌ -من قبل ومن بعد-لا نتحاشى من ذِكره! ولا نستحيي من الجهر به ، والدفاع عنه!!
ولكنْ؛من الناحية الواقعية -فيما نحن بصدده-:
هل هذا الرأيُ الفقهيُّ -كائناً مَن كان مطلقُه -اليوم-ولو كان(الأزهر!)،و(لجنة الإفتاء)،و(القرويين!)،و(الزيتونة!)-إضافة إلينا!-!!-جمعاً أو تفريقاً!-: سيجد استجابة لهـ(ـم) من أهل حمص، ودرعا، وريف دمشق ،و..و..-جمعاً أو تفريقاً!-إجماعاً أو خلافاً-أيضاً- ؟!
فهم-أصلاً وأساساً!-وفّقهم الله-لمّا (بدؤوا) بما هم فيه الآن!- لم يستشيروا أحداً من هؤلاء! ولم يستأذنوا أيَّ أحدٍ منهم!
ولكنّ هذا الواقع-الذي ما له من دافع -كيفما كان الأمرُ فيه-لا يمنع (بل أقول : يُوجِبُ على) مَن كان ذا استطاعةٍ في نصحهم : أن ينصحَهم ، ومَن كان ذا استطاعةٍ في توجيههم وتعليمهم: أن يوجّههم ويعلّمهم ..
فـ -مثلاً- : تلكم الأهازيجُ ، والأغاني - المرافقة للطبول-أحياناً- ؛ ما أعظمَ أن تُستبدل بعبارات الذل لله -تعالى-، ونداءات الاستعانة والاستغاثة به -سبحانه-، فالمقام جَلَلٌ كبير ، والوضع خطيرٌ خطير..
وتوحيدُ الله عز شأنه- ، والإخلاصُ له : أعظمُ ما ينبغي أن يلهجَ به -وأن يُذكّر به- مَن كان قريباً من الموت ، أو من كان الموتُ منه قريباً..
فالواجبُ الحتمُ اللازمُ دائماً وأبداً-على كل مسلم رضي بالله رباً ،وبالإسلام ديناً،وبحمد-صلى الله عليه وسلم-نبياً ورسولاً : التقرّبُ إلى الله-عز وجل- في سائر حالاته، وفي جُلّ مقاماته .
وهذا الواجبُ الضروريُّ يتأكّد- أكثرَ وأكثرَ-علماً ،وعملاً،واعتقاداً-بحق مَن كان واقعاً في بلاء ، أو مواقعاً لابتلاء..
فلْنكن-يا إخواني المسلمين- إيجابيّين -واقعيّين- في مواقفنا،ومناقشاتنا، وكتاباتنا-بل في مشاعرِنا وأحاسيسِنا-بدلاً من أن نكتب أو نتكلم-ولو أحياناً!-لمجرّد الخوض في الكتابة!أو الكلام! -!
فلا نريد أن نكون-ولو بدون قصد منا-مع الظالم ضد المظلوم ، مع القاتل ضد المقتول ، مع القوي ضد الضعيف...
نعم ؛ قد يكون للمظلوم-أو المقتول ! أو القوي!- يدٌ أو بعضُ سببٍ- فيما يجري له ، أو وقع معه -بطريقة-ما-! ولكنّ هذا لا يسوّغ بأي حالٍ من الأحوال-التسويةَ-بل المقارَبة- بين الجلاد والضحيّة-وبخاصة إذا كانت أشدُّ دوافع ظلمه - أو قتله- محضَ طائفية-...
إخواني:
أرجو أن نتذكّر-جميعاً-القاعدة الفقهية الجليلة - التي ما فتئنا نذكُرُها ونُذكّرُ بها-، ونكرّرها-في كثير من المواقف الواقعية-ولْنتأمّلها جيداً-: ( ليس المنهيّ عنه شرعاً كالمعدوم حِسّاً)!!
....وقد طالت مناقشاتُ الناس وعلى كافة المستويات!- ،وتنوّعت آراؤهُم-من هنا وهناك وهنالك-وباتجاهات متشعّبة متعددة!-مع الإشارة-ولا بد- إلى أن بعضَها مفيدٌ نافعٌ-ولو خالفَنَا وخالفْناه-..
إخواني المسلمين:
أكاد أجزم أنكم لو صرفتم-بارك الله فيكم- أكثرَ جهودكم -بَدَلَ جُلّ ذلك النقاش، والبحث، والخوض!-في دعاء ربنا العظيم سبحانه وتعالى- أن يُوفّق إخواننا المقهورين في (سوريّة) للقيامِ بحقّ الله-تعالى- ، ونيلِ ما فيه خيرُهم -مما يحبه الله لهم- ، والتضرّع إليه-عز وجل-أن يخذل حاكمَهم البعثيَّ النصيريَّ الكافرَ-بل غير المسلم-أصلاً!-لا (بشّره!) الله=بخير ، ولا(حفظه!ّ) ، وكذا زمرتَه المجرمةَ المعينةَ له على عتوّه ، وطغيانه ، وجبروته-: لكان أجدى لكم -بيقين- ، وأنفعَ لإخوانكم المظلومين-تاللهِ ربِّ العالمَين-..
إخواني:
لو لم يكن مِن نتائجَ إيجابيةٍ -عاجلة غيرِ آجلة-فيما جرى ويجري!- إلا صيانة العقيدة والتوحيد؛ من خلال ما فَضَحَ الله-تعالى-وله المِنّةُ والفضلُ-أمرَ الدعوة إلى الشيعة والتشيّع -والتي انتشرت في (سوريّة)-في السنوات الأخيرة-جداً-سواء بالدعم المالي الإيراني -الطاغي- ، أو بمدَد الحزب الشيعي الشيطاني الذي يقودُه اللبنانيُّ الخبيثُ (حسن نصر= الشرك!)-فضلاً عن بعض رؤوس الضلالة الذين لم تنكشف حقيقتُهم لأكثر الناس( مع انكشافها لنا-من قبل-عقائدياً-!) إلا من خلال هذا الواقع-كالبوطيِّ المأفون! ومفتيهم(!) الحسّون غير المصُون!-وأشياعهما ممن لربهم لا يتقون-، و.. و- : لَكفى...

والمأمولُ مِن الله -تعالى-ما هو أعظمُ من ذلك ، وأجلّ ؛ مما فيه الخيرُ لنشر الدعوة الحقة إلى دين رب العالمين ، والسعادةُ والتوفيقُ دنيا وأخرى- لعموم المسلمين ..
وأخيراً:
همسةٌ لآبائنا ، وأبنائنا (مِن أخوالنا) وكذا إخواننا- في (دمشق)-المسلمة-وما حولها وإليها-:
لقد غبتُ عنكم مضطراً -رغماً عني!- بسبب جَوْر هؤلاء النصيريّين ، وبغيهم المجرم اللعين-ثُلُثَ قرن من السنين...
فلعل اللقاء قريبٌ..قريبٌ...
وموعدُنا بمنّة الله-تعالى-وتوفيقه-:
* إما على سفح أو قمّة- (قاسيون) العلم والتاريخ والحضارة-حيث علّم المقادسةُ-وابن تيميّة، وابن كثير، وابن القيّم ،و و و..-..
* وإما «عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق»-كما (بشّرَنا)نبيُّنا الكريم-عليه صلوات الله وسلامه-..
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) ؛ لتختلطَ -ساعتئذٍ- دموعُ الشوق ، بدموع الفرَح ، بدموع اللقاء من غير دمع الألم والضنْك-...


...هذه كلماتُ محبّ ، مُتابع ، متأنّ ، مكلوم ، متأمّل ، مؤمِّل...


وأُردّدُ ثمّةَ مع الشاعر المبدِع المتغنّي تحناناً بدمشق-وما أدراك ما دمشقُ!-:
العينُ بعد فِراقها الوطَنا *** لا ساكنًا أَلِفتْ ولا سَكَنا
رَيّانةٌ بالدمع أَقْلَقَها *** أنْ لا تُحِسَّ كَرًى ولا وَسَنا
يا موطنًا عَبَثَ (العُداةُ) به *** مَن ذا الذي (أوفى) بك (الوهَنا)
عطَفوا عليك فأوسَعُوك أذًى *** وهمُ يُسَمُّون الأَذَى مِنَنا
وحَنَّوا عليك فجرّدوا قُضُبًا *** مَسْنونةً وتقدّموا بِقَنا
زِدْني وَهِجْ ما شِئتَ مِن شَجَني *** إنْ كنتَ مِثلي تعرفُ الشجَنا
أَذْكَرْتَني ما لستُ ناسِيَه *** ولَرُبّ ذِكرى جدّدتْ حَزَنا
أَذْكَرْتَني بَرَدَى ووادِيَه *** والطيرَ آحادًا به وثُنَى
وأَحِبّةً أَسْرَرْتُ مِن كَلَفي *** وهَوايَ فيهم لاعِجًا كَمَنا
كم ذا أُغالِبُه ويَغْلِبُني *** دَمْعٌ إذا كَفْكَفْتُه هَتَنا
لي ذِكرياتٌ في رُبوعِهمُ *** هُنَّ الحياةُ تألُّقًا و سَنَا
ليتَ الذين أُحِبُّهم علِموا *** وهُمُ هنالك ما لقيتُ هُنا

.... فتقبّلوا كلماتي بصدقِِ محبّة-أيها الإخوةُ الأفاضلُ الأحبّة -حفظكم الله-.


* * * * *


__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-20-2012, 12:42 PM
أم أُنَيْسة الأثرية أم أُنَيْسة الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 288
افتراضي

اللهم الطف بهم وانصرهم على من عادهم و اكشف كربهم وفرج همهم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-12-2012, 11:00 PM
الغريبة الغريبة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: جزائر التوحيد
المشاركات: 18
افتراضي

اللهم انا نستودعك اخوتنا الموحدين في سوريا ، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم وانصرهم على عدوك و عدوهم .
__________________
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والاخرة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-14-2012, 08:41 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

جواب فضيلة الشيخ علي الحلبي عن سؤال حول الوضع الراهن في سوريا 17-2-2012
مــــن هنــــا

وهذا تفريغ السؤال والجواب:
شيخَنا العزيز الشَّيخ (عليا الحلبي) -حفظك اللهُ ورعاك-: نحن - الشَّباب (السَّلفيّين) لدينا سؤالٌ مُلِحٌّ يتعلَّق بما يجري في بلادِنا، وهذا السُّؤال بحاجةٍ إلى جوابٍ شافٍ كافٍ بعيدٍ عن الإجمال؛ وذلك لِما نحن فيه من الخِلاف والاختلاف.
شيخَنا العزيز: حالُنا لا يخفى عليكم مِما يفعله هذا النِّظامُ بشَعبِه مِن الحربِ العلنية للإسلامِ والمسلمين، ولكنَّا كُنَّا نعارضُ هذا الخروجَ -مِن أوَّله-، ولَسنا مع المظاهَرات؛ لِما نعلمُ ما فيها مِن المفاسد، وما ستجُرُّه علينا من الوَيلات.
ولكنَّ الحالَ أصبح -كما ذكرتُم في كلمةٍ لكم- أنَّ الأمرَ أصبحَ أكبرَ مِن موضوعِ مُظاهرةٍ يُنكرها عالِمٌ أو طالبُ علم، فأصبح لدينا بِما يُسمَّى (الجيش الحُرِّ)، يقوم بعمليَّات ضدَّ جيشِ وقُوات النِّظام، ونحن نعلم أنَّهم مُنشقُّون، انشقُّوا مُضطرِّين لِما شاهدوا من مُحاربة الجيش لشَعبِه، وقتلِه الكبارَ والصِّغار، ولكنَّ هذا الجيشَ -وهو الجيشُ الحُرُّ- يُعلنُ -في غالبيَّته- أنه يُريدُ طردَ النِّظام وإحلالَ نظامٍ ديمقراطيٍّ علمانيٍّ، لا يُفرِّق بين كافرٍ ومسلم، وهو -مع ذلك- عبارة عن مَجموعاتٍ صغيرة أو متوسِّطة، تقوم بعمليَّاتِ كَرٍّ وفَرٍّ، وصرَّحوا بأنَّهم يُحاربون النظامَ حربَ عصاباتٍ؛ وذلك لأنَّهم -أوَّلًا- ليس لديهم السِّلاح الكافي والمُكافِئ، وثانيًا ليس لَهم أرضٌ مُعيَّنة ينطلقون منها، وأحيانًا تُصبح عمليةٌ ما سببًا لمقتل الكثير من النَّاس من قِبل هذا النظام.
أما القيادةُ السياسيَّةُ فما تدعو له لا يَخفى عليكم، وحالُها عندنا بين مُشكِّكٍ ومُنكِرٍ ومؤيِّد.
والسُّؤال -شيخَنا العزيز-: نحن ما موقفنا -ونحن الشَّباب السَّلفي- مِن -أوَّلًا- المشاركةِ والانضمام والتطوُّع في صفوف الجيشِ الحرِّ -في حالته الراهنة-؟
ثانيًا: التطوُّع ضمن الجيشِ الحرِّ في حال حصل عندنا -كما في ليبيا - مع نيَّةِ الدِّفاع عن بلاد المسلمين؟
ثالثًا: دعم الجيش الحرِّ بالمال والسِّلاح، ودعم المجلس الوطنِي؟
وبارك الله فيكم وشكر الله لكم.
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاةُ والسَّلام على رسول الله، وعلى آلهِ وصحبِه ومَن والاه، واتَّبع هُداه.. أما بعد:
فأوَّلًا: أدعو الله - سُبحانهُ وتَعالى- أن يُفرِّج كربَكم، وأن يُهيِّئ لكم مِن أمرِكم رشدًا، وأن يخذل عدوَّكم، وأن يكبتَ خصومَكم.
ثم أقول: جزاكُم اللهُ خيرًا، وزادكم حرصا على ما أنتم فيه مِما بيَّنتُموه وذكرتُموه في دقائق وحقائق.
أقول - جوابًا على ما تفضلتُم به مِن سؤال-: لا أزالُ في ضمن هذه الوقائعِ الحاليَّة..
وجاء مِن خلال سؤالِكم قولُكم: (في الوقتِ الرَّاهن)، وأنا أكرِّر ما قُلتم؛ فأقول:
في ضوء الوقائع الحاليَّةِ، والظُّروفِ الرَّاهنة؛ لا يزالُ كلامي - الذي سألني به عددٌ من الإخوةِ السَّلفيِّين في سورية - مَبنيًّا على توجيهٍ ثُلاثيٍّ:
الأمر الأوَّل: الدُّعاءُ والتَّضرُّع الذي يُغفله أو يتغافلُ عنه كثيرٌ من النَّاس، والنَّبي - عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: "العبادةُ في الهَرجِ كهِجرةٍ إلَيَّ".
أمَّا الأمرُ الثَّاني: فهو التَّوجيهُ والإرشاد [في الفتوى]، هؤلاء النَّاس الذين يخرجون مُظاهرات أو.. أو.. إلخ؛ يعني أنا أقول: هُم -الآن- في أعظم فُرصةٍ لِيزيدوا ارتباطَهم باللهِ، وليُذَكَّروا بأمر الله، وليكثروا من ذِكر الله، بدلًا مِن هذه الأغاني والأهازيج، وأحيانًا الطُّبول، وأحيانًا الأغاني -حتى- الحماسيَّة.
الآن هُم بِحاجةٍ إلى مزيد مِن الصِّلةِ بالله، ولن يكونَ لأحدٍ دَور في ذلك أكثرَ مِن دَوركم أنتُم - يا مَن تُعظِّمون الكتاب والسُّنَّة -.
القضيَّة الثَّالثة: الدَّعم بِما تستطيعونه للأهالي -أوَّلًا- فهُم الضُّعفاء المُشرَّدون المُبتَلَون، ولِمَن تَرون أنَّ الفائدةَ تكونُ كبيرةً في دَعمِه، أو في مُتابعته في الدَّعم -مثل الجيش الحُرِّ-ولو بأضيق نطاق- في الظُّروف الحاليَّةِ الرَّاهنة -أُكرِّر-.
أما إذا توسَّع الأمرُ في المستقبل ليكونَ غيرَ ذلك، وأوسعَ مِما هو عندكم، وأصبحت القضيَّة قضية مواجَهة، والآن يوجَد يعني مَشروع أُممي للدَّعم المالِي والعسكري للجيشِ الحرِّ والمعارضةِ -عمومًا-؛ فالقضيَّة -حينئذٍ- قد تنتقلُ ليكونَ لَها حكمٌ آخر.
لكنْ - في ظل هذه الظُّروف-؛ أنا نصيحتي -بالذَّات- لكم - أيُّها السَّلفيُّون-: أن تتجاوبُوا مع هذه النَّصيحةِ الثُّلاثيَّة، وأن لا يكونَ منكم اشتراكٌ مُباشرٌ في المظاهراتِ - فضلًا عن القتالِ -، حتى يُهيِّئ اللهُ -تعالَى- الأسبابَ الشَّرعيَّةَ التي تكونُ فيها نواياكم موافقةً لأفعالكم وقُدُراتكم.
بارك الله فيكم.
وأُعلمكم -إخواني- أنِّي أُشهدُ اللهَ أنِّي أدعو لكم في كلِّ صلاةٍ في سجودي، وأدعو على أعدائِكم في كلِّ صلاةٍ في سجودي، سائلًا ربي أن يتقبَّل مني ومنكم.
السائل: جزاك الله (خيرا) وبارك فيك –شيخنا شكرا جزيلا
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السائل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من هنـا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-15-2012, 11:27 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي افتراء بعض المواقع الألكترونية الإخباريةعليّ-منذ أيام-حول موضوع (سورية)-وأحداثها-


افتراء بعض المواقع الألكترونية الإخبارية عليّ -منذ أيام!-
حول موضوع (سورية)-وأحداثها-....

لفضيلة الشيخ علي الحلبي
-حفظه الله-


...وردتني -ضحى هذا اليوم-عبر البريد الألكتروني-رسالة يستفسر منّي فيها مرسلها عن فتوى منسوبة إليّ -نقلتها بعض المواقع الألكترونية الإخبارية-؛ حكايةً على لساني ؛ ذاكرةً ما لم أقل به حول (أحداث سورية)،و(بشار الأسد)،ووو!
والأعجب في الموضوع دسّ أمور عن (الصوفية)،و(الوهابية)ليست ذات صلة -ألبتة-في أصل المسألة!!!
بل ذُكرت-في السياق نفسه!- فتاوى (!) منسوبة إلى بعض الأشخاص ممن لم أسمع بأسمائهم -مطلقاً-!!!
ولم أُسأل (إعلامياً) -من قبل-عن هذا الموضوع!
بل إن كلامي في دروسي ومجالسي -المتكرر-منذ شهور عدة -حول (سورية)-وما يجري فيها-واضح جداً بما ينقض -تماماً-هذه الفتوى المنسوبة -بالكذب والبهتان-إليّ!!
وهاكم سؤالاً -وجوابه-قام بتفريغه بعض طلبة العلم-وهو جوابٌ مشهور ومتداول- وردني-من ضمن ما يردني من أسئلة ؛ سواء في المجالس العلمية ، أو عبر الهاتف-
:

قال السائل:
شيخَنا العزيز الشَّيخ (عليا الحلبي) -حفظك اللهُ ورعاك-: نحن - الشَّباب (السَّلفيّين) لدينا سؤالٌ مُلِحٌّ يتعلَّق بما يجري في بلادِنا، وهذا السُّؤال بحاجةٍ إلى جوابٍ شافٍ كافٍ بعيدٍ عن الإجمال؛ وذلك لِما نحن فيه من الخِلاف والاختلاف.

شيخَنا العزيز: حالُنا لا يخفى عليكم مِما يفعله هذا النِّظامُ بشَعبِه مِن الحربِ العلنية للإسلامِ والمسلمين، ولكنَّا كُنَّا نعارضُ هذا الخروجَ -مِن أوَّله-، ولَسنا مع المظاهَرات؛ لِما نعلمُ ما فيها مِن المفاسد، وما ستجُرُّه علينا من الوَيلات.
ولكنَّ الحالَ أصبح -كما ذكرتُم في كلمةٍ لكم- أنَّ الأمرَ أصبحَ أكبرَ مِن موضوعِ مُظاهرةٍ يُنكرها عالِمٌ أو طالبُ علم، فأصبح لدينا بِما يُسمَّى (الجيش الحُرِّ)، يقوم بعمليَّات ضدَّ جيشِ وقُوات النِّظام، ونحن نعلم أنَّهم مُنشقُّون، انشقُّوا مُضطرِّين لِما شاهدوا من مُحاربة الجيش لشَعبِه، وقتلِه الكبارَ والصِّغار، ولكنَّ هذا الجيشَ -وهو الجيشُ الحُرُّ- يُعلنُ -في غالبيَّته- أنه يُريدُ طردَ النِّظام وإحلالَ نظامٍ ديمقراطيٍّ علمانيٍّ، لا يُفرِّق بين كافرٍ ومسلم، وهو -مع ذلك- عبارة عن مَجموعاتٍ صغيرة أو متوسِّطة، تقوم بعمليَّاتِ كَرٍّ وفَرٍّ، وصرَّحوا بأنَّهم يُحاربون النظامَ حربَ عصاباتٍ؛ وذلك لأنَّهم -أوَّلًا- ليس لديهم السِّلاح الكافي والمُكافِئ، وثانيًا ليس لَهم أرضٌ مُعيَّنة ينطلقون منها، وأحيانًا تُصبح عمليةٌ ما سببًا لمقتل الكثير من النَّاس من قِبل هذا النظام.
أما القيادةُ السياسيَّةُ فما تدعو له لا يَخفى عليكم، وحالُها عندنا بين مُشكِّكٍ ومُنكِرٍ ومؤيِّد.
والسُّؤال -شيخَنا العزيز-: نحن ما موقفنا -ونحن الشَّباب السَّلفي- مِن -أوَّلًا- المشاركةِ والانضمام والتطوُّع في صفوف الجيشِ الحرِّ -في حالته الراهنة-؟
ثانيًا: التطوُّع ضمن الجيشِ الحرِّ في حال حصل عندنا -كما في ليبيا - مع نيَّةِ الدِّفاع عن بلاد المسلمين؟
ثالثًا: دعم الجيش الحرِّ بالمال والسِّلاح، ودعم المجلس الوطنِي؟
وبارك الله فيكم وشكر الله لكم.
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاةُ والسَّلام على رسول الله، وعلى آلهِ وصحبِه ومَن والاه، واتَّبع هُداه.
أما بعد:
فأوَّلًا: أدعو الله - سُبحانهُ وتَعالى- أن يُفرِّج كربَكم، وأن يُهيِّئ لكم مِن أمرِكم رشدًا، وأن يخذل عدوَّكم، وأن يكبتَ خصومَكم.
ثم أقول: جزاكُم اللهُ خيرًا، وزادكم حرصا على ما أنتم فيه مِما بيَّنتُموه وذكرتُموه في دقائق وحقائق.
أقول - جوابًا على ما تفضلتُم به مِن سؤال-: لا أزالُ في ضمن هذه الوقائعِ الحاليَّة..
وجاء مِن خلال سؤالِكم قولُكم: (في الوقتِ الرَّاهن)، وأنا أكرِّر ما قُلتم؛ فأقول:
في ضوء الوقائع الحاليَّةِ، والظُّروفِ الرَّاهنة؛ لا يزالُ كلامي - الذي سألني به عددٌ من الإخوةِ السَّلفيِّين في سورية - مَبنيًّا على توجيهٍ ثُلاثيٍّ:
الأمر الأوَّل: الدُّعاءُ والتَّضرُّع الذي يُغفله أو يتغافلُ عنه كثيرٌ من النَّاس، والنَّبي - عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: "العبادةُ في الهَرجِ كهِجرةٍ إلَيَّ".
أمَّا الأمرُ الثَّاني: فهو التَّوجيهُ والإرشاد [في الفتوى]، هؤلاء النَّاس الذين يخرجون مُظاهرات أو.. أو.. إلخ؛ يعني أنا أقول: هُم -الآن- في أعظم فُرصةٍ لِيزيدوا ارتباطَهم باللهِ، وليُذَكَّروا بأمر الله، وليكثروا من ذِكر الله، بدلًا مِن هذه الأغاني والأهازيج، وأحيانًا الطُّبول، وأحيانًا الأغاني -حتى- الحماسيَّة.
الآن هُم بِحاجةٍ إلى مزيد مِن الصِّلةِ بالله، ولن يكونَ لأحدٍ دَور في ذلك أكثرَ مِن دَوركم أنتُم - يا مَن تُعظِّمون الكتاب والسُّنَّة -.
القضيَّة الثَّالثة: الدَّعم بِما تستطيعونه للأهالي -أوَّلًا- فهُم الضُّعفاء المُشرَّدون المُبتَلَون، ولِمَن تَرون أنَّ الفائدةَ تكونُ كبيرةً في دَعمِه، أو في مُتابعته في الدَّعم -مثل الجيش الحُرِّ-ولو بأضيق نطاق- في الظُّروف الحاليَّةِ الرَّاهنة -أُكرِّر-.
أما إذا توسَّع الأمرُ في المستقبل ليكونَ غيرَ ذلك، وأوسعَ مِما هو عندكم، وأصبحت القضيَّة قضية مواجَهة، والآن يوجَد يعني مَشروع أُممي للدَّعم المالِي والعسكري للجيشِ الحرِّ والمعارضةِ -عمومًا-؛ فالقضيَّة -حينئذٍ- قد تنتقلُ ليكونَ لَها حكمٌ آخر.
لكنْ - في ظل هذه الظُّروف-؛ أنا نصيحتي -بالذَّات- لكم - أيُّها السَّلفيُّون-: أن تتجاوبُوا مع هذه النَّصيحةِ الثُّلاثيَّة، وأن لا يكونَ منكم اشتراكٌ مُباشرٌ في المظاهراتِ - فضلًا عن القتالِ -، حتى يُهيِّئ اللهُ -تعالَى- الأسبابَ الشَّرعيَّةَ التي تكونُ فيها نواياكم موافقةً لأفعالكم وقُدُراتكم.
بارك الله فيكم.
وأُعلمكم -إخواني- أنِّي أُشهدُ اللهَ أنِّي أدعو لكم في كلِّ صلاةٍ في سجودي، وأدعو على أعدائِكم في كلِّ صلاةٍ في سجودي، سائلًا ربي أن يتقبَّل مني ومنكم.

السائل:


جزاك الله (خيرا) وبارك فيك –شيخنا شكرا جزيلا
..



وأقول -أخيراً-:
{إن ربك لبالمرصاد}..


من هنــا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-15-2012, 11:49 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

اقدم للإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك هذه الكلمة التي القاها فضيلة الشيخ

علي الحلبي حفظه الله
عن احداث سوريا وعن قتل احد طلبة العلم في حمص

القيت هذه الكلمة في مسجد روحي القدومي يوم الاربعاء 14-3-2012


من هنا التحميل والمشاهدة

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-17-2012, 05:29 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين



اقدم للإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك هذه الكلمة التي القاها فضيلة الشيخ

علي الحلبي حفظه الله
عن احداث سوريا وعن قتل احد طلبة العلم في حمص

القيت هذه الكلمة في مسجد روحي القدومي يوم الاربعاء 14-3-2012


من هنا التحميل والمشاهدة


[ومن هنا للتحميل و(السماع)]
[ومن هنــا (مفرَّغة)]
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-17-2012, 05:32 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

كلمـة
فضيلة الشيخ علي الحلبي
-حفظه الله-
حول حادثة قتل أحد الطلبة السلفيين
في (حمص)

[ألقيت في مسجد روحي القدومي يوم الأربعاء 21ربيع الآخر1433هـ -14/3/2012م]
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالنَّا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أما بعد:
فما أعظم -في هذا المقامِ- قولَ الشَّاعر:

لِمثلِ هذا يَموتُ القلبُ مِن كمدٍ .. إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

فقبلَ سُويعاتٍ يسيرةٍ وردنِي خبرٌ أزعجَ قلبي وأرَّق عقلي -على كثرةِ الأخبارِ المُزعجةِ للقلبِ والمُؤرِّقةِ للعقلِ هذِهِ الأيام؛ لكن بعضُها قد يكونُ أكبرَ مِن بعضٍ، وبعضُها قد يكونُ أشدَّ إيلامًا من بعضٍ-.
فالكلُّ يعلمُ ويَدري ما هُو جارٍ -اليومَ-على بُعدِ عشرات الكيلومترات مِن بلدنا الطيِّب هذا في الجارة سُوريَّة- مِن تقتيلٍ، وتشريدٍ، واعتقالٍ، وذبحٍ، وتَهجيرٍ، وغير هذا وذاك.
وتأتينا الأخبارُ -كلَّ يومٍ- بِقتلِ خَمسين أو سبعين أو مائة مِمَّا قد تكون نفوسُنا -وللأسفِ الشَّديد!- تعوَّدت على هذِهِ الأرقام، واعتادت أن تسمعَها فلا تتأثر بِها!
وهذِهِ -بِحدِّ ذاتِها مصيبة -وأيُّ مصيبة!-!
لكنْ: قد يكونُ مِن الناسِ مَن هو مُتميِّز؛ فيكونُ التَّأثُّر بخبرِ موتِه، أو قتلِه، أو -حتَّى- اعتقالِه، أو تَهجيرِه أشدَّ أثرًا في النفسِ، وأعظم إيلامًا في القلبِ والعقل!
وهذا هُو بيتُ القصيد مِمَّا سمعتُه -قُبيل سُويعات- فلم تُطاوعْني نفسي أن أتكلَّم فيما نحنُ بصددِه من مسائلِ العلمِ في هذا اليوم؛ لقُرب الأثر، وشدَّة التَّأثير!
ولا حولَ ولا قُوَّة إلا بالله.
فقد قُتل أحدُ إخوانِنا مِن أهل السُّنَّةِ وطُلاب العلم في حِمص، ليس هُو وحده؛ بل هُو وزوجتُه وأولادُه وأختُه وزوجُها، وكان قتلُهم ذبحًا بالسَّكاكين!! مِما يَجعل الصُّورةَ جليَّةً، والأمرَ واضحًا في أنَّ الجاري اليوم في سوريَّة ليس مُجرَّد مُطالباتٍ سياسيَّة، أو مُناكفاتٍ اقتصاديَّة، ولكن الأمرَ يكادُ يُصبح وجودًا أو لا وجود!
وجود النُّصَيريَّة ومَن لفَّ لفَّهم، وسار مَسيرَهم، ووجود أهلِ السُّنَّةِ..
وأنا أعلم -يقينًا- أن في سوريَّة غير أهل السُّنَّةِ مِن أهل المذاهبِ والملل؛ لكنَّ العيونَ -كلَّها-، والسَّكاكينَ -جميعَها- إنَّما تُوجَّه على البلدات والمُدُن التي تزخُر بأهلِ السُّنَّةِ مِمَّا يجعلُ القضيَّةَ أشبه ما تكونُ -كما أشرتُ- إلى ما يُشبه التَّطهيرَ العِرقيَّ أو الطَّائفيَّ!
نسأل اللهَ العافية..
وفي هذا إشارةٌ أخرى إلى أمرٍ تواتر عِندَنا بالأخبار الصَّادقةِ: أنَّ هنالك عشراتٍ -بل مئات!- من الشيعة -القادِمين من المناطق الحدوديَّة مع سوريَّة من العراق- يدخلون بغير ختم حدوديٍّ، ولا جواز دَولي؛ ليقوموا بالقتل والتَّقتيل؛ لِما يَحملونه من حقدٍ دفين.
نسأل اللهَ العافية..
ولقد سألني سائلٌ -قبل فترة مِن الزَّمن-أعني: فترةً قليلة-، قال: هنالكَ في الجيش السُّوريِّ النِّظامي أهلُ سُنَّة، ناس من عامَّة المسلمين، مِن أهل السُّنَّةِ، قد لا يكونون أصحابَ دِينٍ؛ لكنْ هُم مِن أهل الإسلام، وليسوا نُصَيريِّين، وليسوا دُروزًا، ولا شيعة، إلى غير ذلك..
قال: ما حُكم مَن يُقتل مِن هؤلاء؟ هل حُكمُه أنَّه شهيد؟
فأنا قلتُ وبيَّنتُ: أنَّ أصلَ وجودِهم إلى هذِهِ السَّاعة -مع هذا الجيش الظَّالم المُجرم بهذِهِ القيادة الكافرةِ الفاجرة- أنه لا يجوز.
ولكن: لو أنَّ أحدًا منهم قُتل -كما يُقتل الآن بعضٌ من أمثالِهم- مِمَّن يُسمَّون بالمنشقِّين؛ يَنشَقُّون لِما يرون من الدماء لما يَرون من المذابح لِما يرون من الطُّغيان؛ فإذا بهم يُقتَلون لهذا السَّبب، ومِن أجل هذا الصنيع؛ فأحتبسهم عِندَ الله شهداء، ولا أزكِّيهم على الله.
وسأل -أيضًا- قائلًا: هؤلاء مضطرُّون، لا يستطيعون إلا أن يكونوا مع الجيش؟
فأنا أقول -أيُّها الإخوة-: قتلُ الآخَرين ليس فيه اضطرار؛ يعني: إذا لم تقتلْ فُلانًا؛ قتلتك.
هذا -باتِّفاقِ أهلِ العلم-: ليس فيه اضطرار، لماذا؟ لأنَّ رُوحَ فلانٍ ليست بأقلَّ من رُوحك، وروحَك ليست أكبرَ مِن رُوح فلان، فحتَّى تنجوَ بِنفسك؛ تقتل غيرَك؟! هذا لا يجوز.
فلا اضطرار في قتل الآخرين، والله -تَعالى- يقول: {ومَن يتَّق اللهَ يجل له مَخرجًا}.
فلئن قُتلتَ؛ فأنت تُقتل دفاعًا عن دينِك وعقيدتِك وبقائِك ووُجودِك، أمَّا بِدَعوى أن تُحافظَ على نفسِك؛ أن تَقتلَ الآخَرين؟! فهذا لا يجوز، هذا مِن أكبر الكبائر، النَّبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: «لَزوالُ الدُّنيا أهونُ عِندَ الله مِن قتلِ رجلٍ مُسلمٍ»، فكيف بِهذا الوضع المأساويِّ الأليم، الذي لم تَكدْ تُنكأ جراحُه! نسأل الله العافية.
وللأسف؛ أنَّنا نرى أكثرَ الدُّول -إلى هذِهِ السَّاعة-وها هي ذي سَنَة كاملة قد مرَّت، سَنة كاملة.. ما جرى في سوريَّة مِما تفاقم وكَبُر وعَظُم واشتدَّ وتحوَّل حتَّى صار على ما عليه اليومَ؛ مضى عليه اثنا عشر شهرًا كاملة وزيادة-، ولا تزال أكثرُ الدُّول العربيَّة، فضلًا عن الإسلامية فضلا عما يُسمى بالمجتمع الدولي، ويراهنون،وكأنها خطة يُراد من ورائها تأديب كل من يخالف هؤلاء أو يكون على مثل هذا الوضع.
أنا أقول هذا -وقد كررتُ مرارًا وتكرارًا- أنَّنا -مِن النَّاحية الفِقهيَّة المَحضةِ الصِّرفة- لا نُؤيِّد المظاهرات، ولا نؤيِّدُ الثَّوارت؛ لكنَّ الذي يجري -الآنَ- في سوريَّة أكبر من ذلك، وأعظمُ مِما هنالك، وهو أمرٌ واقعٌ ما له مِن دافع.
والواجبُ على المسلم -كما قال ابن القيِّم في «الطُّرق الحُكميَّة»، وفي «إعلامِ الموقِّعين»-: الواجبُ على الفقيهِ والمُفتي أن ينظرَ إلى المسألة بإحاطةٍ لفِقهِ واقعِها، وهذا ما قاله أهلُ العلمِ -من قبلُ ومِن بعد- فيما يُسمُّونه، أو يُؤصِّلون له بقاعدة: (الحُكم على الشَّيءِ فَرعٌ عن تصوُّرِه)، وكذلك القاعدة الأُخرى: (ليس المَنهيُّ عنه شَرعًا كالمعدومِ حِسًّا)؛ فكَونُنا نُخالفُ هذه الصُّورةَ لا يعني أنَّنا نُلغيها عن الوُجود، ولا يعني أنَّنا نعاملها كالمفقود ليس دِينًا، وليس فقهًا، وليس علمًا!
الدِّينُ يأمرُنا ويحضُّنا، والفقهُ يُرشدُنا ويُسدِّدنا، والعلم يَدفعُنا ويَحثُّنا على أن نتعامل مع الأمور تعاملًا واقعيًّا -ضمن ضوابطِ الشَّرع-، أمَّا أن نُسوِّي بين الظَّالم والمظلوم، أو بين الجلَّاد والضَّحيَّة، أو بين القاتِل والمقتولِ؟ بين القاتلِ للمَقتول لكونِه مسلمًا، وبين هذا المقتول الذي يريد أن يُدافعَ عن إسلامِه وعن دينهِ وعن أرضِه وعن عِرضه..؛ فالأمرُ خطيرٌ جدًّا!!
فواجبٌ شرعيٌّ على كلِّ مَن يستطيع أن يُقدِّمَ شيئًا ينفعُ إخوانَه المسلمين؛ مِن قُنوت في المسجد، أو دعاءٍ في جوفِ اللَّيل، أو تضرُّعٍ إلى اللهِ في السُّجود، فضلًا عن مدِّ يدِ العون لإخوانِنا لا أقول: المهجَّرين؛ ولكن أقول: المهاجِرين الذين هاجَروا مِن بلادِهم وأوطانِهم إمَّا حفاظًا على دِينهم، أو مُحافظة على أنفسِهم، وكل هذا من مقاصد الشَّرع العظيمة..
المُحافظة على النَّفس والدِّين مِن مقاصد الشَّرع الكُبرى التي قام عليها الدِّينُ -كلُّه-؛ فلا يجوزُ أن نتهاونَ بها، أو أن نُسهِّل مِن شأنِها، أو أن نُقلِّلَ مِن قَدرِها.
والنَّبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقولُ: «لا يُؤمِنُ أحَدُكُم حتَّى يُحِبَّ لِأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِه».
الأمرُ -أيُّها الإخوةُ- مؤلِمٌ جدًّا، وجليلٌ جدًّا!
و{لَيسَ لَها مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ}..
فالأمرُ لا نُريد أن يتعدَّى طورَه، أو أن يتجاوزَ قَدرَه، ونحن نَرى ونسمعُ ما يَجري؛ لكنْ -مِن حيث الواقع- الكثيرون قد لا يَستطيعون المباشرةَ بأنفسِهم فيما نحنُ فيه؛ لأسبابٍ شتَّى؛ لكنْ: لا أقلَّ مِن أن تَدعوَ لَهم، أن تَمُدَّهم، أن تُناصرَهم، أن تُعينَهم.. والنَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقولُ: «العِبادةُ في الهرجِ كَهِجرةٍ إِلَيَّ».
ومِمَّا لا بُد مِن بيانِه:
أنَّ هذا الأخَ -الذي نَحسبُه-عند اللهِ-شهيدًا-الذي ذُبح هُو وأسرتُه -كلُّها-..
نسألُ الله العافيةَ لنا ولكُم وللمُسلمين أجمعين، ونَسألُ اللهَ -تعالى- أن يَجمَعَنا وإيَّاكم وإيَّاهُ في جنَّات النَّعيم..
أقولُ:
هذا الأخ ليس عِندَه أيُّ مُشاركاتٍ بِالمظاهراتِ، أو حتَّى مع الجيشِ الحُر، أو ما أشبه ذلك.
لكنَّه طالب علمٍ، يُعلِّم النَّاسَ الدِّينَ، ويُرشدُهم إلى ما فيه توحيدُ ربِّ العالَمين، ويُعلِّمهم السُّنَّة؛ مِمَّا يدلُّ أنَّ الأمرَ الذي وقعَ معه -مِن قِبل هؤلاء-؛ إنَّما هُو انتقامٌ، وغَيظٌ، وحَنَقٌ، وحِقدٌ دفين -نحو كلِّ أهلِ هذا الدِّين-! ليس -فقط- مَن يُناوِئُهم بالسِّياسةِ، أو الحربِ، أو المُواجهة؛ حتَّى مَن كان في قريةٍ بعيدةٍ -كهذا الأخِ-، حتَّى مَن كان لا يُواجِهُهم، ولا يُجابِهُهم-لأنَّه لا يَقدر-!
النَّاسُ قدرات -أيها الإخوة-، ليس النَّاس -جميعًا- على صورةٍ واحدة، وعلى نسقٍ واحد، وعلى قُدرةٍ واحدة؛ قد تستطيع ما لا أستطيع، وقد يستطيعُ ما لا تستطيعُ، و{لا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسْعَها}، {لا يُكلِّف الله نفسًا إلا ما آتاها}..
.. حتَّى هذا الذي قد لا يكون عِندَه القُدرة -بِسببِ الظُّروف، والحيثيَّات المُحيطة- على المواجهةِ والصَّدِّ بالنَّفسِ والبدن؛ فإنَّه لَم يسلمْ من ضَلالِهم، لَم يَسلم مِن كُفرِهم، لَم يَسلمْ مِن قَتلِهم -بِصورةٍ بَشِعةٍ-!
عِندَما يُذبحُ الإنسان المُكرَّم عِندَ الله -تباركَ وتَعالَى- ذبحًا مِن الوريدِ إلى الوريد -كما تُذبحُ الدَّجاجةُ! كما تُذبحُ الشِّياهُ-نسألُ اللهَ العافية-؛ فأيُّ حقدٍ أشدُّ! وأيُّ عقيدةٍ باطلة أنكَى-التي تدفعُ مثلَ هؤلاء النَّاسِ إلى مثلِ هذا الصَّنيع الشَّنيع-!
أسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرش العظيم أن يُعجِّلَ بالظَّفَر والفَرجِ والنَّصرِ لإخوانِنا المُستضعَفين في كلِّ مكانٍ -عُمومًا-، وفي سوريَّة -خُصوصًا-، وأن ينتقمَ اللهُ -تَباركَ وتَعالى- مِن هذا النُّصَيريِّ الكافرِ المُجرم الذي لَم يَرقُب في مسلمٍ إِلاًّ ولا ذِمَّة، مُتبجِّحًا بكلماتٍ يَكذِبُ فيها على الإعلام، ويُدلِّس فيها على النَّاس -بِما يُسمِّيه: إصلاحات، وقوانين، ودستور، وانتخابات!!-مِمَّا لا يُقدِّم، ولا يُؤخِّر -فيما هُو قائمٌ به مِن هذا القَتلِ والتَّقتيل-!
و{لَيسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ}..
ولا حولَ ولا قوة إلا بالله.
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
من هنـا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.