يُقال : أزهدُ الناسِ في العالِم أهله وجيرانه !! فلا تحزن ...

[عبد الله زياني]

ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.

أﺧﺒﺮﻧﻲ أﺣﺪ ﺍﻟﺄﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻴﻦ أن إﺑﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ أﺛﻨﺎﺀ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ: أﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻟﺎ ﺗﻔﻬﻤﻮﻥ ﺷﻴﺊﺍ! ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺄﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺧﺘﺼﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﺩ.

[أبو معاوية البيروتي]

بمن تقارن نفسك؟

فهد عامر الأحمدي

قـبل أيام كنت في السوق حين قابلني شاب مؤدب ومثقـف أخبرني أنه معجب بـي.. أسمعني مديحا وكلمات إشادة أصابتني بالدوار ورفعت رأسي فوق السحاب.. وفيما كنا نتحضر لالتقاط سلفي شعرت بصفعة على مؤخرة رقبتي من شخص يقول "كيفك يا ولد لطيفة"..
كان صديقا مزعجا من أيام الحارة يعرفني حق المعرفة ولم يعترف يوما أنني من يكتب في صحيفة الرياض..
أصبحت لدقائق بين رجلين ينظران إلي بطريقة مختلفة؛ الأول يعرفني من بعـيد ورسم لشخصي المتواضع صورة مثالية ونموذجية رائعة (لا أستحقها بدون شك).. والثاني يعرفني منذ الطفولة ويعتبرني مجرد صديق قديم يحتفظ له بمواقف محرجة (وذكريات تفشل) ولا يعنيه كيف أصبحت اليـوم..
هذه المفارقة تفسر لماذا نتهاون ونتطاول على أقرب الناس إلينا؛ فـمعرفتنا له عن قرب تجعلنا نستخف بآرائه وأفكاره وإنجازاته.. لا يعترف عقلنا الباطن بنجاحه وتفوقه علينا لأن اعترافنا يعني تلقائيا تخـلفنا عنه، ونحن الذين انطلقنا معه من خط واحد..
لهذا السبب تلاحظ ــ حتى في قصص الأنبياء ــ أنه "لا كرامة لنبي في وطنه".. ولهذا السبب قال أبو لهب لنبينا الكريم "تـبا لك ألهذا جمعتنا".. ولهذا السبب طرده أهل مكة في شعب بني طالب في حين استقبله أهل المدينة بالأناشيد والأهازيج وقاسموه أرضهم وأموالهم..
تأمل سـير العباقرة والمبدعين تلاحظ أن كثيرا منهم حظي بالتكريم والتقدير في غير مجتمعه الذي ولد فيه (وخذ كمثال ابن سينا والرازي والبخاري ودافنشي الذي غادر ايطاليا وحظي برعاية ملك فرنسا حتى مات)..
طبيعتنا البشرية تجعلنا لا نقارن أنفسنا بمن لا نعرفهم شخصيا (كأثرياء العالم الذين تنشر مجلة فوربس أسماءهم كل عام).. ولكننا نقارن أنفسنا بأصدقائنا وأبناء عمومتنا الذين حققوا ثروة كبيرة أو نجاحا مميزا -ـ في حين لاتزال أنت ثابتا في مكانك.. لا يهمك إن نـال مراهق فرنسي الدكتوراة من جامعة السوربون، أو تحدث طفل صيني عشر لغات، المهم ألا يفعل ذلك قريبك الذي تربيت معه أو صديقك الذي تشيد به والدتك دائما..
وما يبدو لي أن هناك علاقة بين مستوى القرب، واعـترافنا بتفـوق الآخرين.. فكلما ارتفع مستوى قربك من أحدهم كنت ميالا لتجاهل نجاحه وتفوقه، وكلما ابتعد عـنك قدرته بشكل أفضل ورسمت له صورة أجمل!
والحقيقة هي أن هذه الظاهرة ملاحظة حتى بين أفراد العائلة الواحدة..
فقد تجد شيخا أو فقيها أو مفكرا يملك تأثيرا قويا على آلاف الأتباع الذين لا يعرفهم، في حين يعجز عن التأثير على أبنائه الذين يراهم كل يوم (بل وقد يعتبرونه رجلا فاته الزمن).. أنا شخصيا لدي ستة كتب ناجحة ــ لا تكاد تظهر في السوق حتى تختفي بسرعة ــ ومع هذا لم يقرأها أحد من أبنائي.. ابنتي مياس تقـرأ روايات عالمية بثلاث لغات، وابني حسام قرأ كتاب عبدالله الجمعة الرائع (حكايا سعودي في أوروبا) عدة مرات، في حين لم يقرأ أحد منهم كتابي "حول العالم في 80 مقالا" الذي يغطي ربع قرن من الرحلات الموثقة بالصور!!!
... على أي حال؛
لست أفضل من الإمام أبي حنيفة الذي كانت والدته لا تعترف بفتاويه وتذهب مسافة طويلة لأخذ الفتوى من فقـيه يدعى زرعة القاص الذي كان يستمع لها ثم يبتسم في وجهها ويقول لها "القول ما قاله أبو حنيفة"..
.. وما يهمك تذكره من مقال اليوم ثلاث أفكار أساسية:
الأولى: وجود علاقة بين مستوى القرب، ومدى اعـترافنا بتفـوق الآخرين علينا..
والثانية: ضرورة تمتعنا بروح رياضية تجاه أقراننا وارتفاعنا فوق مشاعر الغـيرة منهم..
أما الثالثة... حين تصادف صديقك في السوق، لا تذكر اسم والدته بصوت مرتفع أو تصفع رقبته أثـناء التقاطه سيلفي..

http://www.alriyadh.com/1539962
===============

[أبو معاوية البيروتي]

أنسي عن علم منسي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2275153

.

[أبو معاوية البيروتي]

كان الحافظ ابن حجر يقول:

((قَلَّ أن يجمع الحظ لامرئ في نسله وتصانيفه)).

* الجواهر والدرر ( 285 أ ).
نقلاً عن دراسة شاكر عبد المنعم.

[أبو معاوية البيروتي]

وبالرجوع إلى ((جواهر الدرر)) (3/1222) المطبوع نجد زيادة كلمة في العبارة:

((قَلَّ أن يجمع الحظ لامرئ في نسله وتصانيفه معاً)).

.

[أبو معاوية البيروتي]

قَالَت الْعَرَبُ في أَمْثَالِهَا:

الْعَالِمُ كَالْكَعْبَةِ؛ يَأْتِيهَا الْبُعَدَاءُ، وَيَزْهَدُ فِيهَا الْقُرَبَاءُ .

* ذكره الماوردي في ((أدب الدنيا والدين)).

[أبو معاوية البيروتي]

قال وديع فلسطين في حديثه عن أعلام عصره (1/ 8/ ط. القلم):
إن المشتغلين بالأدب والفكر يموتون في كثير من الأحايين دون أن يشعر بهم المجتمع، أو تأسى على فراقهم دائرة أوسع من نطاق الأسرة،
بل إن كثيرين منهم يقتصر حظهم من الذكر والتنويه على ((نعي الأسرة))؛ يندرج في بضعة أسطر في صفحة الوفيات في جريدة الصباح!

[أبو معاوية البيروتي]

قال الأعمش: كُنْتُ آتِي شَقِيْقَ بنَ سَلَمَةَ، وَبَنُوْ عَمِّه يَلْعَبُوْنَ بِالنَّردِ وَالشَّطرَنْجِ،
فَيَقُوْلُ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ.
وَهُم لاَ يَدرُوْنَ فِيْمَ نَحْنُ!

* سير أعلام النبلاء/ ترجمة الأعمش.

[أبو معاوية البيروتي]

توفي فجر أمس الثلاثاء الأستاذ بسام الجابي رحمه الله،
والذي له جهود كثيرة في نشر التراث منذ زمان،
فأحزنني أني لم أجد له أي ترجمة على النت تعرّف به وبأعماله،
وهذا من القصور؛
وكل الذي وصلني ترجمة نُشِرَت على الفيسبوك:


إنا لله وإنا إليه راجعون .. بلغني اليوم 1438/8/20هـ، وفاة صديقنا الفاضل المحقق المتتبع محب التراث فضيلة الأستاذ بسّام بن عبدالوهاب بن محمد بركات الجابي الدّمشقي الشّافعي المولود عام 1953 م ، وقد دفن اليوم بعد صلاة العصر في مقبرة الباب الصّغير بدمشق بعد أن صُلي عليه بجامع السيد بدر الدين الحسني .. والأستاذ ينحدر من أسرة دمشقيّة شهيرة ، تعرّفت عليه منذ نحو ثلاثين عاماً ، فرأيت فيه الهمّة العالية ، والخلق الكريم ، والجدّ في العمل ، والصدق في المعاملة ، وكانت حياته حافلة بالإنجاز والعطاء. وله مشاريع علمية متميّزة وهو أول من قام بخدمة مؤلفات الشيخ يوسف النبهاني وإخراجها بأبهى حُلة ، وهو صاحب فكرة خدمة المتون العلمية المقررّة في المدارس قديماً ، وأنشأ دار نشر ومجلة علمية اعتنت بنقد الكتب وعرضها والتعريف بها ، وهو صاحب اختصار كتاب العلاّمة الزركلي ( الأعلام ) رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى .

[أبو معاوية البيروتي]

روى حمزة الجرجاني في ((تاريخ جرجان)) عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: كان يقال أزهد الناس في العالم أهله.
وكان يضرب لذلك مثلاً مثل قوم كان بين أظهرهم سراج وكان الناس يقتبسون وقال أهل الدار هو معنا وفينا فلم يفجأهم إلا أن طفئ وبقي في يد غيرهم.

===============