اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد
بل قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
يزور نساءه جميعا كل يوم
كما جاء في الصحيحين عن عائشة:
(كان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن).
|
وهل مرور النّبي -صلى الله عليه وسلم- على أزواجه، يستلزم أن عائشة -رضي الله عنها- تعلم أنه كان مفطرا ؟
الجواب طبعا لا.
قد تعلم وقد لا تعلم، فيبقى علمها بذلك مُحتمَلا، خاصة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمر على نسائه نهارا من غير جماع، ومن دون إطالة إلا عند الضرورة، حتى يبلغ إلى الزوجة صاحبة النوبة لحديث عائشة –رضي الله عنها- قالت:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا، فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا" رواه أبو داود (2135)، وصححه الألباني.
يقول ابن قدامة في المغني:
وَأَمَّا الدُّخُولُ فِي النَّهَارِ إلَى الْمَرْأَةِ فِي يَوْمِ غَيْرِهَا، فَيَجُوزُ لِلْحَاجَةِ، مِنْ دَفْعِ النَّفَقَةِ، أَوْ عِيَادَةٍ، أَوْ سُؤَالٍ عَنْ أَمْرٍ يَحْتَاجُ إلَى مَعْرِفَتِهِ، أَوْ زِيَارَتِهَا لِبُعْدِ عَهْدِهِ بِهَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ لِمَا رَوَتْ عَائِشَةُ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْخُلُ عَلَيَّ فِي يَوْمِ غَيْرِي، فَيَنَالُ مِنِّي كُلَّ شَيْءٍ إلَّا الْجِمَاعَ.» وَإِذَا دَخَلَ إلَيْهَا لَمْ يُجَامِعْهَا، وَلَمْ يُطِلْ عِنْدَهَا 307/7
فقد يخفى على عائشة صومه عليه الصلاة والسلام في تلك العجالة، إذن فهذا الإحتمال الذي تطرّق إلى قول عائشة، وهو أنها أخبرت بما علمت، وقد غاب عنها ما لم يغب عن غيرها من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سبق ذكره، هو احتمال مُعتبَر، لأنه مبني على دليل، وهو حديث إحدى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم في العشر من ذي الحجة، والدليل إذا تطرق إليه الإحتمال -المعتبر- كساه ثوب الإجمال وسقط به الإستدلال.
فترجيحك والحالة هذه، عدمَ استحباب الصوم في هذه العشر، بحديث عائشة مع وجود التعارض، ترجيح من غير مرجِّح، ولا تنس أن الجمع مقدم على الترجيح -في هذه الحالة- والذي من خلاله تُريح وتستريح.
ثم لو سلّمت لك جدلا أن حديث صيام العشر لا يصح أصلا، فما رأيك فيما يلي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العلاء السالمي
ولو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم أيام العشر لاضطراب الحديث الذي رواه أبو داود، فهذا ليس دليلا على عدم مشروعيتها أو استحبابها لأنه عليه الصلاة والسلام، حثّ على صيام تلك الأيام بالقول كما في حديث ابن عباس، ومثال ذلك، صيام داود عليه السلام، صيام يوم وإفطار يوم، حيث دعى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صيامه وأخبر أنه من أفضل الصيام وأحبه إلى الله عز وجل، ومع ذلك لم يكن يصمه.
فيبقى صيام العشر مشروعا والحمد لله ، لعموم حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- «ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه العشر » ولا شك ولا ريب أن الصيام من أفضل الأعمال.
والله أعلم.
|