أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
20640 | 88813 |
#1
|
|||
|
|||
الصحابة كلهم عدول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فهذا مبحث لطيف في بيان عدالة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تَعْرِيفُ الصَّحَابِيِّ: قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر (ت:852هـ): [وَأَصَحّ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِك أَنَّ الصَّحَابِيّ: مَنْ لَقيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - مُؤْمِنَاً بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الإسْلامِ. فَيَدْخُل فِيمَنْ لَقِيَهُ: مَنْ طَالَتْ مُجَالَسَتُهُ لَهُ أَوْ قَصُرَتْ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ وَمَنْ لَمْ يَرْو، وَمَنْ غَزَا مَعَهُ أَوْ لَمْ يَغْز، ومَنْ رَآهُ رُؤْيَةً وَلَوْ لَمْ يُجَالِسهُ، وَمَنْ لَمْ يَرَهُ لِعَارِضٍ كَالْعَمَى]([1]). تَعْرِيفُ الْعَدْلِ: قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: [والْمُرَادُ بِالْعَدْلِ: مَنْ لَهُ مَلَكَةٌ تَحْمِلُهُ عَلَى مُلازَمَةِ التَّقوى والْمُرُوءةِ. والْمُرَادُ بِالتَّقوى: اجْتِنَابُ الأعمالِ السّيئة مِنْ شِركٍ أَوْ فِسقٍ أوْ بِدعةٍ]([2]). الإجْمَاعُ عَلَى عَدَالَةِ الصَّحَابَةِ: قَالَ الإمَامُ ابنُ عبد البَر (ت:463هـ): [وَنَحْنُ وَإنْ كَانَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - قَدْ كُفِينَا الْبَحْث عَنْ أَحْوَالِهِم؛ لإجْمَاعِ أهْلِ الْحَقِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وَهُم أهْلُ السُّنَّةِ والْجَمَاعَة - عَلَى أنَّهُم كُلّهم عُدُول ...]([3]). وَقَالَ الإمامُ ابْنُ الصَّلاح([4]) (ت:643هـ): [إنَّ الأُمَّةَ مُجْمِعَةٌ عَلَى تَعْدِيلِ جَمِيعِ الصَّحَابَةِِ، وَمَنْ لابَسَ الْفِتَنَ مِنْهُم فكذلك بِإجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ الّذينَ يُعْتَدُّ بِهِم فِي الإجْمَاعِ، إحْسَانَاً للظَّنِّ بِهِم، وَنَظَرَاً إِلَى مَا تَمَهَّدَ لَهُم مِنَ الْمآثِرِ، وَكَأنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَتَاحَ الإجْماعَ عَلَى ذَلِكَ لِكَونِهِمْ نَقَلَةَ الشَّرِيعَةِ، واللهُ أَعْلَمُ]([5]). قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: [اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أنَّ الْجَمِيعَ عُدُولٌ، وَلَمْ يُخَالِف فِي ذَلِك إلا شُذُوذٌ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ]([6]). فائدة: قالَ الإمامُ الأَبْيَارِيُّ([7]) (ت:616هـ): [وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِعَدَالَتِهِمْ ثُبُوتُ الْعِصْمَةِ لهم وَاسْتِحَالَةُ الْمَعْصِيَةِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ قَبُولُ رِوَايَاتِهِمْ من غَيْرِ تَكَلُّفِ بَحْثٍ عن أَسْبَابِ الْعَدَالَةِ وَطَلَبِ التَّزْكِيَةِ، إلا من يَثْبُتُ عليه ارْتِكَابُ قَادِحٍ، ولم يَثْبُتْ ذلك وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَنَحْنُ على اسْتِصْحَابِ ما كَانُوا عليه في زَمَنِ رسول اللَّهِ حتى يَثْبُتَ خِلافُهُ، وَلا الْتِفَاتَ إلَى ما يَذْكُرُهُ أَهْلُ السِّيَرِ؛ فإنه لا يَصِحُّ. وما صَحَّ فَلَهُ تَأْوِيلٌ صَحِيحٌ]([8]). ـــــ حاشية ـــــ ([1]) الإصابة في تمييز الصحابة (1/4-دار الكتب العلمية). ([2]) نُزْهَة النَّظَر في توضيح نُخْبَة الفِكَر (ص58). ([3]) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (ص23-ط.دار الأعلام). ([4]) قال عنه الإمام الذهبي في "السير" (23/140): [الإمام، الحافظ، العلاّمة، شيخ الإسلام]. ([5]) "معرفة أنواع علم الحديث" (ص398-ط.دار الكتب العلمية). ([6]) "الإصابة في تمييز الصحابة" (1/6). ([7]) قال الحافظ أبو المظفر منصور بن سليم - كما في "الديباج المذهب" (ص306-ط.دار الكتب العلمية) -: [كان الأبياري من العلماء الأعلام، وأئمة الإسلام، بارعاً في علوم شتى ...]. ([8]) "البحر المحيط" للزركشي (4/300). |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك خيراً على هذا الموضوع، و رضي الله عن الصحابة أجمعين و جمعنا معهم في الجنة.
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#3
|
|||
|
|||
روى مسلمٌ في صحيحِه عن الحسنِ أنّ عائِذَ بنَ عمرٍو - وكان من أَصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دخل على عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زيادٍ, فقال:
أَي بُنَىَّ, إِنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( إنَّ شرَّ الرِّعاءِ الْحُطَمَةُ؛ فإيَّاكَ أَن تكونَ منهم ). فقال له: اجلسْ؛ فإنَّما أنت من نُخالَةِ* أَصحابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-. فقال: وهل كانت لهم نُخَالَةٌ؟! إنَّما كانتِ النُّخالةُ بعدهم وفي غيرِهم. ---------------- *قال النووي: يعني لست من فُضلائِهم وعلمائهم وأَهل المراتب منهم، بل من سَقطِهم. والنُّخالة هنا استِعارةٌ من نُخالَةِ الدَّقيقِ، وهي قُشُورُه، والنُّخالَة والحُقالة والحُثالةُ بِمعنًى واحِد . |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك و جزاك عنا كا خير
سبحان الله ذكرتني بجلسات تعلّم علم الحديث و ما جاء فيه من تعريف العدل و عدالة الرواة و تعريف الصحابي |
|
|