أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
74687 | 50017 |
#1
|
|||
|
|||
ملف خاص بـ (شهر صفر)
بسم الله الرحمن الرحيم شهر صفر * المبحث الأول: الآثار الواردة فيه 1- عن أبي هريرة -رضيَ الله عنهُ- قال: إن رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: " لا عَدْوَى(1)، ولا صَفَر(2)، ولا هامَة(3) "، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إِبِلي تكون في الرَّمل كأنها الظِّباء، فيأتي البعير الأجربُ فيدخل بينها يُجْربها؟ فقال: " فمَنْ أَعْدَى الأوَّل؟ " متفق عليه. 2- عن أبي هريرة -رضيَ الله عنهُ- عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: " لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة(4)، ولا هامَةَ، ولا صَفَر " متفق عليه. وفي رواية لمسلم: قال رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا عَدْوَى، ولا غُولَ(5)، ولا صَفَر ". 3- عن ابن مسعود - رضيَ الله عنهُ - قال: قام فينا رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقال: " لا يُعدِي شيءٌ شَيئًا "، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير أجرَب الحشفةِ(6) نُدْبِنُهُ(7) فيُجرِبُ الإبلَ كلَّها؟ فقال رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:" فمَن أجرَبَ الأوَّل؟ لا عَدوَى، ولا صَفر، خلقَ اللهُ كلَّ نفس فكتب حياتَها ورِزقها ومصائبَها ". 4- عن ابن عباس-رضيَ الله عنهُما- قال: " كانوا يَرَون أن العمرة في أشهر الحج مِن أفجر الفجور في الأرض، ويَجعلون المحرَّم صفر، ويقولون: إذا بَرََأ الدَّبَر(8)، وعفَا الأثَر(9)، وانسلخ صفَر؛ حلَّت العمرة لمن اعتَمَر. قدم النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأصحابه صبيحة رابعة مُهِلِّين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله! أيُّ الحِل؟ قال: " حِلٌّ كُلُّه ". 5- قال أبو داود: قُرئ على الحارث بن مسكين -وأنا شاهد-: أخبركم أشهب، قال سُئل مالك عن قولِه: " لا صَفَر " قال: إن أهل الجاهليَّة كانوا يُحلُّون صَفَر، يُحلونه عامًا ويُحرِّمونه عامًا، فقال النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا صَفَر ". 6- قال البخاري في صحيحه: باب " لا صَفَر "، (وهو داء يأخذ البطن). يتبع -إن شاء الله- ________________
* فصل من كتاب: "البدع الحَوليَّة"، تأليف: عبد الله التويجري، دار ابن حزم، الطبعة الأولى، 1421هـ-2000م، (121-134). نقلتُه من الشبكة، مع مراجعتِه على الكتاب، وتعديل ما فيه من أخطاء، وتكميل ما فيه من نقص، وضبط نصوصه -قدر المستطاع-، وإثبات حواشي المصنِّف في شرح بعض الألفاظ. (1) " لا عَدْوى ": المُراد به نفي ما كانت الجاهليَّة، وتزعمه وتعتقده أنَّ المرضَ والعاهة تُعدي بطبعها لا بِفعل الله -تَعالى-. يُراجَع: شرح النووي على "صحيح مسلم" (14/213). (2) " لا صَفر ": قيل: ا لمُراد تأخير تحريم المحرَّم إلى صفر، وهو النسيء، وقيل: دواب في البطن. يُراجع: شرح صحيح مسلم للنووي (14/214-215)، وقيل: التَّشاؤم بشهر صفر... (3) الهامَة: قيل: طائر معروف من طَير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: إن رُوح الميت تنقلب هامةً تطير. يُراجع: شرح النووي على صحيح مسلم (14/215). (4) الطِّيَرة: نوعٌ من السِّحر، قيل: هو ما تتحبَّب به المرأة إلى زوجها. والتَّطيُّر: التَّشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قولٍ أو فِعل أو مرئي، وكانوا يتطيَّرون بالسَّوانح والبوارح، وفي الحديث: " الطِّيَرة شِرك ". يُراجع شرح صحيح مسلم للنووي (14/218-219). (5) " ولا غُول ": كانت العربُ تزعم أن الغِيلان في الفَلوات، وهي جِنس من الشياطين، فتتراءى وتتغوَّل تغولًا؛ أي: تتلوَّن تلونًا، فتضلهم عن الطَّريق، فتهلكهم. يُراجع: شرح صحيح مسلم للنووي (14/216-217). (6) الحشَفة: ما فوق الختان، وهي رأس الذَّكَر. يُراجع "لسان العرب" (9/47) مادة (حشف). (7) نُدبِنُهُ: الدِّبْن: حظيرة الغنم إذا كانت من القصب. يُراجع "النهاية" لابن الأثير (2/99)، مادة (دبن). والمراد هنا: معاطن الإبل. والمعنى: نُدخل البعير أجرب الحشفة في المعاطن فيُجرب الإبلَ كلها. يُراجع "تحفة الأحوذي" (6/354). (8) الدَّبَر: أي ما كان يحصل بظهور الإبل من الحمْل عليها، ومشقَّة السَّفر، فإنه كان يبرأ بعد انصرافهم من الحج. يُراجع "فتح الباري" (3/426). (9) أي: اندرس أثر الإبل وغيرها في سَيرها، ويحتمل أثر الدَّبَر المذكور. وفي "سُنن أبي داود" (2/503) كتاب المناسك، حديث رقم (1987): " وعفا الوَبَر ": أي كثر وبرُ الإبل الذي حُلق بالرِّحال. يُراجع "فتح الباري" (3/426). |
#2
|
|||
|
|||
المبحث الثاني: بدعة التَّشاؤم بـ(صَفر) ورد في الحديث قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، ولا هامَةَ، ولا صَفَر ". واختلف العلماء في قوله " لا عَدْوَى "، فهل المراد النهي أو النفي؟ قال ابن قيم الجوزية: (هذا يحتمل أن يكون نفيًا، أو يكون نهيًا، أي: لا تتطيَّروا، ولكن: قوله في الحديث: " لا عَدْوَى، ولا صَفَر، ولا هامَةَ " يدل على أن المرادَ النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنَّفي في هذا أبلغ من النَّهي؛ لأن النَّفي يدلُّ على بطلان ذلك، وعدم تأثيرِه، والنَّهي إنما يدل على المنع منه) اهـ. وقال ابن رجب: ( اختلفوا في معنى قوله: " لا عَدْوَى "، وأظهرُ ما قيل في ذلك: أنَّه نفي لما كان يعتقدُه أهل الجاهلية مِن أن هذه الأمراض تُعدي بطبعها، مِن غير اعتقادِ تقدير الله لذلك، ويَدل على هذا قولُه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " فمَنْ أَعْدَى الأوَّل؟ " يُشير إلى أنَّ الأوَّل إنما جَرِب بِقضاء الله وقَدَره، فكذلك الثَّاني وما بعده) اهـ. قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا...}. وأما قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " ولا صَفَر "؛ فاختلف في تفسيرِه: أولًا: قال ابنُ كثيرٍ -مِن المتقدِّمين-: (الصَّفَر) داء في البطن، يقال: أنه دُود فيه كبار كالحيَّات، وهو أعدى مِن الجرب عند العرب، فنفَى ذلك النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وممن قال بهذا من العلماء: ابنُ عيينة، والإمام أحمد، والإمام البخاري، والطبري. وقيل: المراد بالصفَر: الحيَّة، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن مَن أصابه قتَلَه، فردَّ الشارعُ ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل. وقد جاء هذا التَّفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث: " ولا صَفَر ". ثانيًا: وقالت طائفة: بل المراد بصفر هو (شهر صفر). ثم اختلفوا في تفسيره على قولَين: أ- أن المراد نفيُ ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النَّسيء فكانوا يُحِلُّون المحرَّم، ويُحرِّمون صفر مكانَه،وهذا قول الإمام مالك. ب- أن المراد أن أهل الجاهليَّة كانوا يَستشئمون بصَفر ويقولون أنه شهر مَشؤوم؛ فأبطل النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- ذلك. ورجَّح هذا القولَ ابن رجب الحنبلي. ويجوز أن يكون المراد هو الدوابُّ التي في البطن، والتي هي أعدى من الجرَب -بزعمهم-، وأن يكون المراد تأخير المحرَّم إلى صفر وهو ما يسمى بـ(النَّسيء)، وأن الصَّفَرين -جميعًا- باطلان لا أصل لهما، ولا تصريح على واحد منهما. وكذلك يجوز أن يكون المراد هو نفي التَّشاؤم بصفر ؛لأن التَّشاؤم بشهر صَفر مِن الطِّيَرة المنهيِّ عنها ؛ لقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا طِيَرَة "، وقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " الطِّيَرةُ شِركٌ، الطِّيَرةُ شِركٌ ". ويكون قوله: " وَلا صَفَر " مِن باب عطف الخاص على العام، وخصَّه بالذِّكر لاشتهاره. فالنفيُّ- والله أعلم- يشمل جميع المعاني التي فسَّر العلماء بها قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- " لا صَفَر " والتي ذكرتها؛ لأنها -جميعًا- باطلة لا أصل لها، ولا تصريح على واحد منها. فكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السَّفر فيه، وقد قال بعض هؤلاء الجُهَّال: ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كلِّ سنةٍ ثلاثمائة وعشرون ألفًا مِن البليَّات، وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير مِن صَفر، فيكون ذلك اليوم أصعب أيَّام السَّنَة -كلِّها-، فمَن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرَّة، وسورة الكوثر سبع عشرة مرَّة، والإخلاص خمس عشرة مرَّة، والمعوذتين مرَّة، ويدعو بعد السَّلام بهذا الدُّعاء؛ حفظه الله بِكرمِه مِن جميع البليَّات التي تنزل في ذلك اليوم، ولم تَحم حوله بليَّة في تلك السَّنة! وهذا هو الدعاء: ( بعد البسملة... اللهم يا شديد القوة، ويا شديد المحال، يا عزيز، يا من ذلت لعِزتك جميع خلقك، اكفني مِن شر خلقك، يا محسن يا مجمل يا متفضل يا منعم يا متكرم، يا من لا إله إلا أنت، ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه وأمه وبنيه، اكفني شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي المهمات ويا دافع البليات، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين )!(1) وكذلك ما يفعله بعضُ الناس في اجتِماعهم في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشاءين في بعض المساجد، ويتحلَّقون إلى كاتب يَرقُم لهم على أوراقٍ آياتِ السَّلام السَّبعة على الأنبياء؛ كقوله -تَعالى-: {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}، ثم يَضعونها في الأواني، ويَشربون مِن مائها، ويَعتقدون أن سرَّ كتابتها في هذا الوقت، ثم يتهادونها إلى البيوت. ونظير هذا: تشاؤم بعض النَّاس في بعض الأقطار الإسلاميَّة مِن عيادة المريض يوم الأربعاء وتطيُّرهم منه. ولا شكَّ أنَّ التَّشاؤم بصفر أو بيومٍ مِن أيَّامه هو مِن جنس الطِّيرة المنهي عنها: فقد قال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، ولا هامَةَ، ولا صَفَر ". وقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- " لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، ويُعجِبُني الفَأْل "، قالوا: وما الفأل؟ قال: " كَلمةٌ طيِّبة ". وقال -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: " الطِّيَرةُ شِركٌ، الطِّيَرةُ شِركٌ ". وقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن ردَّتهُ الطِّيَرةُ عن حاجتِه؛ فقد أشْرَكَ "، قالوا: فما كفَّارة ذلك؟ قال: " أن تقولَ: اللهمَّ لا خَيرَ إلا خَيرُك، ولا طَيرَ إلا طَيرُكَ، ولا إلهَ غَيرُك " . . إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في النَّهي عن الطِّيَرة. وتخصيص الشُّؤم بزمان دون زمان -كشهر صفر وغيره- غير صحيح؛ لأنَّ الزَّمان -كلَّه- خلق الله -تَعالى-، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكلُّ زمان شغله المؤمن بطاعة الله؛ فهو زمان مُبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية اللهِ؛ فهو مشؤم(2) عليه. فالشُّؤم -في الحقيقة- هو معصية الله -تَعالى-، واقتراف الذُّنوب، فإنَّها تُسخط الله -عزَّ وجلَّ-، فإذا سخط على عبدِه؛ شَقي في الدُّنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده؛ سعد في الدُّنيا والآخرة. فالعاصي مشؤم(2) على نفسِه، وعلى غيره؛ فإنه لا يؤمن أن يَنزل عليه عذاب فيَعمَّ النَّاس، خصوصًا مَن لم يُنكر عليه عمله، فالبُعد عنه مُتعيِّن. أما قوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-:" لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، والشُّؤمُ في ثلاثٍ: المرأةِ، والدَّار، والدَّابَّة ". فقد اختلف العلماء فيه: أ- فرُوِي عن عائشة -رضيَ الله عنهُا- أنها أنكرت هذا الحديثَ أن يكون من كلام النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وقالت: (إنَّما قال: " كان أهل الجاهليَّة يقولون: الطِّيَرة في المرأةِ والدَّار والدَّابة "، ثم قرأت عائشة: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}). وقال معمر: سمعت مَن يُفسر هذا الحديث يقول: (شُؤم المرأة: إذا كانت غيرَ وَلود، وشُؤم الفَرَس: إذا لم يغز عليه في سبيل الله، وشُؤم الدَّار: جارُ السوء). ب- ومنهم من قال: قد روي عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنه قال:" لا شُؤمَ،وقد يكونُ اليُمنُ في الدَّار والمرأةِ والفَرَس ". والتَّحقيق: أن يُقال -في إثبات الشُّؤم في هذه الثَّلاث- ما ورد في النَّهي عن إيراد المريض على الصَّحيح والفرار مِن المجذوم ومِن أرض الطاعون: أن هذه الثلاث أسباب يقدِّر اللهُ -تَعالى- بها الشُّؤم واليُمن ويقرنه. والشُّؤم بهذه الثَّلاثة إنما يَلحق مَن تشاءم بها؛ فسيكون شُؤمُها عليه، ومَن توكَّل على الله ولم يتشاءم ولم يتطيَّر؛ لم تكنْ مشؤومةً عليه، ويدلُّ على ذلك حديث أنس -رضيَ الله عنهُ-: " الطِّيَرةُ على مَن تَطَيَّر ". وقد يجعل الله -سُبحانه وتَعالى- تَطيُّر العبد وتشاؤمه سببًا لِحلول المكروه، كما يجعل الثِّقة به والتوكُّلَ عليه وإفرادَه بِالخوف والرَّجاء مِن أعظم الأسباب التي يدفع بها الشَّر المُتطيَّر به، وسِرُّ هذا: أن الطِّيَرة إنما تتضمَّن الشِّرك بالله -تَعالى-، والخوفَ مِن غيره، وعدم التَّوكُّل عليه والثِّقة به؛ فكان صاحبها غَرضًا لسِهام الشَّرِّ والبلاء؛ فيتسرَّع نفوذها؛ لأنّه لم يتدرَّع بالتوحيد والتَّوكل، والنَّفس لا بد أن تتطيَّر، ولكنَّ المؤمن القوي الإيمان يَدفع موجب تطيُّرِه بالتَّوكل على الله؛ فإنَّ مَن توكَّل على الله وحده كفاه من غيره، قال -تَعالى-: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}. قال ابن قيِّم الجوزية: (فإخبارُه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بالشُّؤم أنَّه يكون في هذه الثَّلاثة، ليس فيه إثباتُ الطِّيرة التي نفاها؛ وإنما غايته أن الله -سُبحانه-، قد يخلق منها أعيانًا [مشؤومة] على مَن قاربَها وسكنها وأعيانًا مُباركة لا يَلحق مَن قاربها منها شُؤم ولا شرٌّ، وهذا كما يعطي -سُبحانَه- الوالدَين ولدًا مباركًا يَرَيان الخير على وجهه، ويُعطي غيرَهما ولدًا، فكذلك الدَّار والمرأة والفرس. والله -سُبحانه- خالق الخير والشَّر، والسُّعود والنُّحوس، فيخلُق بعض هذه الأعيانَ سُعودًا مُباركةً، ويقضي سعادةَ من قارنَها، وحصول اليُمن له والبركة، ويَخلق بعض ذلك نحوسًا يتنحس بها مَن قارنها، وكل ذلك بِقضائه وقدَره، كما خلَق سائرَ الأسباب، وربطها بِمُسبباتها المتضادَّة والمختلفة، فكما خلق المسك وغيره مِن حامل الأرواح الطيِّبة، ولذَّذ بها مَن قارنها من الناس، وخلق ضدَّها وجعلها سببًا لإيذاء مَن قارنها مِن النَّاس، والفرق بين هذين النَّوعَين يُدرَك بالحس، فكذلك في الدِّيار والنِّساء والخيل. فهذا لون، والطِّيَرة الشِّركيَّة لون آخر). ولهذا يُشرع لمن استفاد زوجة، أو أمَة، أو دابَّة: أن يسأل الله -تَعالَى- مِن خيرها، وخير ما جُبِلت عليه، ويستعيذ به من شرِّها وشرِّ ما جبلت عليه -كما ورد ذلك عن النبي-صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وكذلك ينبغي لمن سكن دارًا أن يفعل ذلك، وقد أمر -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قومًا سكنوا دارًا فقلَّ عددُهم، وقلَّ مالُهم أن يَتركوها ذميمة. فتَرْك ما لا يجد الإنسان فيه بركة -مِن دارٍ، أو زوجة، أو دابَّة- منهي عنه، وكذلك مَن اتّجر في شيء فلم يربح فيه؛ لقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " إِذا كان لأحَدِكُم رِزقٌ في شَيء فَلا يَدَعْه حتَّى يَتغَيَّر له أو يتنَكَّر له ". فالتَّطيُّر والتَّشاؤم بوقت، أو شخص، أو دار، أو غير ذلك؛ مِن الشِّرك -كما ثبت ذلك عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-في الأحاديث السابق ذكرها-. والتَّشاؤم مِن الاعتقادات الجاهليَّة التي انتشرت -وللأسف الشَّديد- بين كثير من جهال المسلمين، نتيجة جهلهم بالدِّين -عمومًا-، وضعف عقيدة التَّوحيد فيهم -خصوصًا-، وسبب ذلك: الجهل، ونقص التَّوحيد، وضعف الإيمان، [و]عدم انتشار الوَعي الصَّحيح فيهم، ومُخالطة أهل البِدع والضَّلال، وقلة مَن يُرشدهم ويُبيِّن لهم الطَّريق المستقيم، وما يجب اعتقادُه، وما لا يجوز اعتقاده، وما هو شِرك أكبر يُخرج المسلم عن الملة الإسلامية، وما هو شِرك أصغر، وما هو ذريعة إلى الشِّرك ينافي كمال التَّوحيد ويوصل الفاعل -في النِّهاية- إلى الشِّرك الأكبر الذي لا يَغفر اللهُ لصاحبه إن مات ولم يَتُب، ويكون مخلَّدًا في النار، وتحبط جميع أعماله الصالحة، كما قال -تَعالى-: {... إنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. وقال الله -تَعالى-:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}. ومع ذلك: لا زال كثيرٌ مِن النَّاس يتشاءمون مِن شهر صفر، ومِن السَّفر فيه، فلا يُقيمون فيه مناسبة ولا فرحًا، فإذا جاء في نهاية الشَّهر؛ احتفلوا في الأربعاء الأخير احتفالًا كبيرًا! فأقاموا الولائم والأطعمة المخصوصة والحلوى -خارج القُرى والمدن-، وجعلوا يمشون على الأعشاب للشفاء من الأمراض!! وهذا -لا شكَّ- أنَّه مِن الجهل الموقع في الشِّرك -والعياذُ بالله- ومِن البدع الشِّركية، ويتوقف -بالدَّرجة الأولى- على سلامة العقيدة، فهذه الأمور لا تصدر إلا ممن يشوب اعتقادَه بعضُ الأمور الشِّركيَّة، التي يَجر بعضها بعضًا كالتَّوسُّلات الشِّركية، والتبرُّك بالمخلوقين، والاستغاثة بهم. أما مَن أنعم الله عليه بسلامة العقيدة، وصحَّتها؛ فإنه -دائمًا- متوكِّل على الله، معتمدٌ عليه، موقنٌ بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، وأنَّ التَّشاؤم والطِّيَرة، واعتقاد النفع أو الضر في غير الله، ونحو ذلك كله مِن الشِّرك الذي هو من أشد الظلم، قال -تَعالى-: {... إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. والتَّشاؤم مما ينافي تحقيق التوحيد. وتحقيق التَّوحيد: منه ما يكون واجبًا، ومنه ما يكون مندوبًا. فالواجب: تخليصُه وتصفيته عن شوائب الشِّرك والبدع والمعاصي، فالشِّرك يُنافيه بالكلية، والبدع تنافي كمالَه الواجب، والمعاصي تَقدح فيه وتنقص ثوابه، فلا يكون العبد محقِّقًا التَّوحيد حتى يَسلم من الشِّرك -بنوعَيه-، ويَسلَم مِن البدع والمعاصي. والمندوب: تحقيق المقرَّبين؛ وهو انجذاب الرُّوح إلى الله محبةً وخوفًا، وإنابة وتوكلًا، ودعاءً وإخلاصًا وإجلالًا وهَيبة، وتعظيمًا وعبادةً، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرَّم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وذلك هو حقيقة (لا إله إلا الله). قال الشَّيخ محمد بن عبد الوهاب في "كتاب التَّوحيد" (باب: مَن حقَّق التوحيد دخل الجنَّة بغير حساب)، وذكر فيه حديث ابن عباس -رضيَ الله عنهُما- عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: " عُرضت عليَّ الأمم، فأخذ النَّبي يَمر معه الأمَّة، والنَّبي يمر معه النَّفر، و النبيُّ يَمُر معه العَشرة، و النَّبي يَمُر معه الخمسة، والنَّبي يَمُرُّ وحدَهُ، فنَظرتُ فإذا سَوادٌ كثير، قُلت: يا جِبريلُ! هَؤلاءِ أمَّتي؟ قال: لا، ولكن انظُرْ إِلى الأُفُق، فنَظَرتُ فإذا سَوادٌ كثير، قال: هؤلاء أمَّتك، وهؤلاء سَبعون ألفًا قدَّامهم لا حِسابَ عليهم ولا عَذابَ، قُلتُ: ولِمَ؟ قال: كانُوا لا يَكتَوُون(3)، ولا يَستَرْقُون(4)، ولا يتطيِّرون، وعلى ربِّهم يتوكَّلون... " الحديث. فذَكَر الرسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- من صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب: الذين لا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكَّلون، والتَّوكل على الله هو الأصل الجامع الذي تفرَّعت عنه هذه الأفعال. فخلاصة الكلام: أن التَّشاؤم بصفر وغيره من الأزمنة ونحو ذلك؛ مِن البدع الشِّركية، التي يجب تركُها والابتعاد عنها؛ لما ورد في ذلك مِن التَّرغيب والتَّرهيب. والله أعلم. _____________ (1) قال في الحاشية: ( وهل يتقرَّب إلى الله بهذه الألفاظِ والتَّوسُّلات الشِّركيَّة؟!! وإنما هذا دليلٌ واضحٌ على بِدعيَّة وضلالة هذه الأدعية التي هي مِن وضعِ بعضِ الجُهال من الصُّوفيَّة وأضرابِهم ) اهـ. (2) كذا، ولعلها: شؤم.
(3) أي: لا يسألون غيرَهم أن يكويَهم بالنَّار؛ استسلامًا للقضاء، وتلذذًا بالبلاء، مع أن الكي -في نفسِه- جائز. يُراجع: حاشية ابن القاسم على كتاب التوحيد، (ص45، 86). (4) أي: لا يَطلبون مَن يرقيهم؛ استسلامًا للقضاء، وتلذذًا بالبلاء. والرُّقية: قراءة القرآن على المريض ونحوه. يُراجع: حاشية ابن القاسم على كتاب التوحيد، (ص45، 86). |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خير الجزاء ابنتي الغالية " أم زيد " على ما تثرين به منتدانا الغالي، وبارك الله فيك وفي جهودك، وفي علمك، وزادك الله من فضله، ونفع بك.
وجزى الله الشيخين الفاضلين أبو الحارث " على الحلبي " و عبد الله التويجري" خير الجزاء وبارك فيهما وفي علمهما، وزادهما الله من فضله، ونفع بهما.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96]. قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ. |
#5
|
|||
|
|||
ذكر فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - تعالى - في بدع ما قبل الإسلام : 1 - الإمساك عن السفر في شهر صفر وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والدخول وغيره. وقال : [ وحديث " من بشرني بخروج صفر بشرته بالجنة " موضوع كما في " الفتاوى الهندية " ( 5 / 330 ) وكتب الموضوعات . انظر : [ كتاب حجة النبي – صلى الله عليه وسلم - ص 104 ] و [ كتاب مناسك الحج والعمرة ص 47].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96]. قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ. |
#6
|
|||
|
|||
جاء في "صحيح البخاري" -كتاب الطِّب، باب: (لا صَفَرَ، وهو داءٌ يأخذُ البَطن)-:
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالِح، عن ابنِ شِهابٍ قال: أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبد الرحمن -وغيرُه-: أنَّ أبا هريرةَ -رضي الله عنهُ- قال: إن رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- قال: "لا عَدوَى، ولا صَفَر، ولا هامةَ"، فقال أعرابيٌّ: يا رسول الله! فما بال إِبِلي تكون في الرَّمل كأنَّها الظِّباءُ، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيَدخلُ بينها فيُجرِبُها؟ فقال: "فمَنْ أَعدَى الأوَّلَ؟". قال الحافظ ابن حجر -رحمهُ الله-: ( قولُه : (باب: لا صفَرَ، وهو داءٌ يأخذ البطنَ) كذا جزَم بتفسيرِ الصَّفر، وهو بِفَتحَتَين. وقد نقل أبو عبيدةَ مَعمَرُ بنُ المثنَّى في "غريبِ الحديث" -له- عن يونسَ بنِ عُبيدٍ الجَرميِّ أنَّه سأل رُؤبةَ بنَ العجَّاج، فقال: هي حيَّةٌ تكون في البطنِ تُصيبُ الماشيةَ والنَّاس، وهي أعدى مِن الجَرَب عند العرب. فعلى هذا: فالمرادُ بِنفيِ الصَّفَر ما كانوا يعتقدونه فيه مِن العدوى. ورجَّح عند البخاري هذا القولَ؛ لكونِه قُرِن في الحديث بالعدوى. وكذا رجَّح الطبريُّ هذا القولَ واستشهد له بقول الأعشى: ولا يَعَضُّ على شُرسُوفِهِ الصَّفرُ والشُّرسوف -بضمِّ المُعجمة وسُكون الرَّاء ثم مُهملة ثم فاء-: الضِّلع، والصَّفر دُودٌ يكون في الجَوفِ، فربَّما عضَّ الضلعَ أو الكبدَ فقتلَ صاحبَه. وقيل: المرادُ بالصَّفَر الحيَّةُ؛ لكنَّ المرادَ بالنَّفيِ نفيُ ما كانوا يعتقدونه أنَّ مَن أصابه قتَلَه؛ فردَّ ذلك الشَّارعُ بأنَّ الموتَ لا يكون إلا إذا فرغ الأجلُ. وقد جاء هذا التَّفسير عن جابرٍ -وهو أحد رُواة حديث: "لا صَفرَ"-، قاله الطَّبري. وقيل في الصَّفر قول آخر: وهو أنَّ المراد به شهرُ صفر؛ وذلك أنَّ العرب كانت تُحرِّمُ صفر وتستحلُّ الحُرُم -كما تقدَّم في كتاب الحج-؛ فجاء الإسلامُ بِردِّ ما كانوا يفعلونه مِن ذلك؛ فلذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا صَفَر". قال ابن بطال: وهذا القولُ مَرويٌّ عن مالك، والصَّفر -أيضًا- وجع في البطنِ يأخذُ مِن الجوع ومِن اجتماع الماء الذي يكون منه الاستسقاء، ومِن الأوَّل حديث: "صَفَرةٌ في سبيل الله خيرٌ مِن حُمْر النَّعَم"؛ أي: جَوعة، ويقولون: صَفَر الإناءُ؛ إذا خلا عن الطَّعام، ومِن الثَّاني: ما سبق في الأشربة في حديث ابن مسعودٍ: أنَّ رجلًا أصابه الصَّفَر؛ فنُعتَ له السَّكَرُ؛ أي: حصل له الاستسقاءُ فوُصف له النَّبيذُ، وحَمل الحديث على هذا لا يتَّجه -بخلاف ما سبق- ). |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم «شَهـرُ صَفَـر» محاضَرةٌ (مفرَّغة) لفضيلة الشَّيخ علـيِّ بن حسَـن الحلبـيِّ -حفِظهُ اللهُ- إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالنَّا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. |
|
|