أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
60210 | 85811 |
#1
|
|||
|
|||
طلبة العلم والمشيخة الكاذبة...!!
طلبة العلم والمشيخة الكاذبة...!! يختلف سَيرُ طلبة العلم باختلاف مقاصدهم، وتنوّع طرائقهم؛ فمنهم مَنْ يكتَفي بالطلب لنفسه ويعمل بما تعلّم، وَمنهم من يوسّع الدائرة لتشمل عامّة النّاس، ومنهم من سبيله حشد الأتْبَاع. وهَذا الصّنف الأخير ليس جميعهم على نفس الشاكلة من حيث الصدق والكذب؛ لذلك قلتُ في حقّه (ومنهم من سبيله...) ولم أقل غرضه؛ لأنَّ فيهم الكَاذب وفيهم الصّادق المخطئ، ولكن جميعهم تواضَعُوا على نتيجة واحدة؛ وهي لبس تاج المشيخة! والذي يهمنا في هذا المقام النّظر في الصنف الذي نحسبه صادقا لكنه أخطأ جادة أهل العلم العاملين. كيف ذلك؟ ومَن المسؤول عن كلّ ذلك؟ في بداية الأمر تجد الواحد منهم يسير خلفَ أستاذِه سير الولد خلف أمه؛ لا يعصيه ما يأمره ويفعل ما يُؤمر به، سواء أخطأ الأستاذ أَمْ أصاب. فيكسب هذا الطالب ودّ شيخه مقابل الأمان الذي أدخله إلى قلبه، ومثل هذه المعادلات تتحقق بكثرة في هذا الزمان بسبب ما تعانيه الدعوة من قلةَ أمن وأمان! فهذا الشعورُ يحمِلُ الأستاذَ على تقديم تلميذه للمجالس العامة، وإبرازه في المحافل الهامّة من غير رقيب ولا حسيب، وسرعان ما يتصدّق عليه المتتبعون بألقابٍ علمية -كانت عزيزة جدا-، تتطور -مع الأيام- بتطوّر الإعلام؛ فيُصدِّق هذا الطالب (الصادق المخطئ) هذه الألقاب، فيتخذها سيفًا يسلّه في وجه مَن يريد تخطئته تخطئة شرعية، أويروم محاورته محاورة علمية؛ لا يعترف بخطأ ولا يذعن لحق، بل تراه يصادر رأي مخالفيه مِنْ إخوانه بأسلوبٍ يكاد يكون جوابا على سؤال: من أنتَ حتى تحاورني وتخطئني؟!! أو: مَنْ أنتَ حتى تحشرَ أنفك في مثل هذه المسائل؟! فمعَ أنّ الاعتراف بالخطإ من أجمل الفضائل إلا أن نَفْسَه استحالت عدوانية، وصارت تنظر إلى مثل هذه الخلال على أنّها منقصة مِنْ قدْره، وغضّ من منزلته؛ فليس يجمل به أن يعترف بحقّ غيره، وهو فضيلة الشيخ الذي صار يلقي الدّروسَ الكثيرة أمام الجموع الغفيرة، ويفتي الناس صباح مساء بأجوبة مثيرةٍ!! ماذا نتج عن ذَلك؟ تناحر بين الأحباب، وتدابر بين الأصحاب، وذهابٌ لهيبة العلم وأهله !! فبهكذا شعور...يجني الأستاذ على نفسه وتلميذه؟! وبهكذا أسلوب...يجني التلميذ على نفسه وإخوانه؟! فلو كان همُّ أستاذ هذا الصّنف التربيةَ من غير تمييز، واحتساب أجرِ تبعات هذا العمل لَمَا حدثَ الذي حدثَ! ولو كان همّ هذا التلميذ تربية نفسه قبل تربية غيرهِ لمَا حدث الذي حدثَ!! ولا أخطئ إن قلتُ: بأنّ مِثل هذا الصّنف من الأساتذة ومثل هذا الصنف من التلاميذ هم المسؤولون عن جلّ المهازل التي نعايِنُها في السّاحة العلمية، وتعاني منها مجتمعاتنا! وَأنّ لغة المكابرة التي يتجمّلون بها ليستْ سوى تاجٍ لمشيخة كاذبة غالبًا مَا يَنْجلي غبارها مع سكون أنفاس أصحابها!! فهذه صورة التقطتها مِن واقعنا الأليم، لا يحسن بمَن ينهل من ميراث النبوّة أن يغفل آثارها، ولا أن يُهمل علاجها! وفق الله الجميع! |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
إن كثيرا ممن ذكرت نشأو على أيدي مشايخ من جنسهم، متصدرين من غير أدب، وليس يستقيم ظل عود أعوج. أشكرك كثيرا شيخ ياسين على ما كتبت. |
#3
|
|||
|
|||
=ياسين نزال
طلبة العلم والمشيخة الكاذبة...!! فهذا الشعورُ يحمِلُ الأستاذَ على تقديم تلميذه للمجالس العامة، وإبرازه في المحافل الهامّة من غير رقيب ولا حسيب، وسرعان ما يتصدّق عليه المتتبعون بألقابٍ علمية -كانت عزيزة جدا-، تتطور -مع الأيام- بتطوّر الإعلام؛ فيُصدِّق هذا الطالب (الصادق المخطئ) هذه الألقاب، فيتخذها سيفًا يسلّه في وجه مَن يريد تخطئته تخطئة شرعية، أويروم محاورته محاورة علمية؛ لا يعترف بخطأ ولا يذعن لحق، بل تراه يصادر رأي مخالفيه مِنْ إخوانه بأسلوبٍ يكاد يكون جوابا على سؤال: من أنتَ حتى تحاورني وتخطئني؟!! أو: مَنْ أنتَ حتى تحشرَ أنفك في مثل هذه المسائل؟! ماذا نتج عن ذَلك؟ تناحر بين الأحباب، وتدابر بين الأصحاب، وذهابٌ لهيبة العلم وأهله !! صدقت أخي وبارك الله فيك .. ويوجد أمثله في واقعنا الحاضر .
__________________
قال ابن القيم – رحمه الله-: إذا اسْتغنَى النَّاس بالدُّنيا ؛ فاستغنِ أنت بالله ..... وإذا فَرِحُوا بالدُّنيا ؛ فافرح أنت بالله ..... وإذا أنسِوا بأحبابهم ؛ فاجعل أُنسَك بالله ..... وإذا تعرَّفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقرَّبوا إليهم لينالوا بهم العزَّة والرِّفعة ؛ فتعرَّف أنت إلى الله ؛ وتودَّد إليه تَنل بذلك غاية العزّ والرِّفعة". كتاب الفوائد [ا / 118] |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أبا أسامة
|
#5
|
|||
|
|||
وكنَّا نَسْتَطِبُّ إذا مرِضْنا*** فصار سَقامُنا بيَدِ الطّبيبِ
فكيف نُجيزُ غُصَّتَنا بشيء*** ونَحْنُ نَغَصُّ بالماء الشَّريب صدقت وبوركت أيها الناصح الصادق الأمين.. تالله لقد قرأت مقالك بدمع منهمر.. إذا كنتَ تأتي المرء تُعظِّمُ حقَّه ***ويجهل منك الحقّ فالهجر أوسع وفي النّاس أبدال وفي الهجر راحة *** وفي النّاس عمّن لا يواتيك مقنع وإنّ امْرُأ يرضى الهوان لنفسه *** حريّ بجدع الأنف والأنف أشنع والله وبالله وتالله؛ إنا لنشفق عليهم.. ووالله وبالله وتالله إنا لندعو لهم في السجود وفي السحر.. ولن نفتر بإذن الله -عن ذلك- ولن نُسيء مهما حصل.. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
__________________
" ... فهل يحسن بنا وقد أنضينا قرائحنا في تعلم هذه السنة المطهرة، وبذلنا في العمل بها جهد المستطيع، وركبنا المخاطرَ في الدعوة إليها؛ هل يحسن بنا بعد هذا كله أن نسكت لهؤلاء عن هذه الدعوى الباطلة، ونوليهم منّا ما تولّوا ونبلعهم ريقهم، وهل يحسن بنا أن لا يكون لنا في الدفاع عنها ما كان منّا في الدعوة إليها؟ إنّا إذن لمقصرون!..."
[ الإمام الإبراهيمي الجزائري ] |
#6
|
|||
|
|||
دام ظلك مولانا ياسين على هذا الموضوع الطيب .
ولا يسلم أحد من الفتنة إلا من روّض نفسه وتابعها فترة وفترة . شكرا جزيلا لك . |
#7
|
|||
|
|||
صدقت أستاذ ياسين
فواقعنا مليئ - للأسف - بنماذجَ ممّن ذكرت. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين |
#8
|
|||
|
|||
و
إذا أرت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره |
#9
|
|||
|
|||
اقتباس:
قال عبد الملك بن مروان لرجل كان يستشيره ويصدر عن رأيه إذا ضاق به الأمر: ما رأيك في الذي كان مني؟ قال: أمر قد فات دركه! قال: لتقولنّ! قال: حزمٌ لو قتلتَه وحييتَ. قال: أوَ لستُ بحيّ؟ فقال: ليس بحيّ من أوقف نفسه موقفا لا يوثق له بعهد ولا بعقد. قال عبد الملك: كلام لو سبق سماعه فعلي لأمسكت.اهـ وأمرُنا يا شيخ ياسين؛ لمْ ولن يفوت دركه بإذن الحليم الرحيم.. فقط لِينتبهِ الواقف!.. ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
__________________
" ... فهل يحسن بنا وقد أنضينا قرائحنا في تعلم هذه السنة المطهرة، وبذلنا في العمل بها جهد المستطيع، وركبنا المخاطرَ في الدعوة إليها؛ هل يحسن بنا بعد هذا كله أن نسكت لهؤلاء عن هذه الدعوى الباطلة، ونوليهم منّا ما تولّوا ونبلعهم ريقهم، وهل يحسن بنا أن لا يكون لنا في الدفاع عنها ما كان منّا في الدعوة إليها؟ إنّا إذن لمقصرون!..."
[ الإمام الإبراهيمي الجزائري ] |
#10
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً أبا أسامة .....ونفع بك.
__________________
(كَمالُ الإنسانِ بهمةٍ ترقيه، وعلمٌ يُبصرُهُ وَيَهْديه). (ابن قيم الجوزية) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطلب، كبر، مشيخة |
|
|