أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
75029 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 04-03-2014, 01:00 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [12] حول حديث " لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه " مع الترجمة.

[12]

حول حديث " لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه "

Scroll down for the translation

( السؤال ) :

" . . وبعد ، قرأنا في باب " إن لبدنك عليك حقاً " ص 816 من المجلد الخامس من مجلتنا العزيزة " المسلمون " في الإجابة على السؤال عن الزوائد في الجلد وطريقة شفائها.
ومما ذكر قول : " لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه "، فأرجوكم إجابتنا على صفحات " المسلمون " هل هذا قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أو حكمة من حكم العرب أو غير ذلك " ؟.

وقد قرأت في مجلة ( الهدي النبوي ) العدد 2 -7 ، 1376 ، ص 99 أن هذا الحديث من وضع المشركين عباد الأوثان .

أرجوكم عرض ذلك على الشيخ ناصر الدين الألباني لإفادتنا مشكورين.

خالد محمد حون
سلمية

( الجواب )

لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى - :


[ الحديث المذكور ، قال ابن تيمية : إنه كذب.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني : إنه لا أصل له، وأقرهما الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة " (195-160).
ولا يمكن أن يكون حكمة من حكم العرب، إلا أن يكون للعرب المشركين لما فيه من تأييد ظاهر لوثنيتهم المعروفة التي إنما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتحطيمها، وإنقاذ أصحابها منها إلى نور التوحيد الخالص من أوضارها {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}].


محمد ناصر الدين الألباني
دمشق
مجلة المسلمون (6/ 293 – 294).



__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 04-03-2014, 01:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي If one of you believed in a stone, it will be of benefit to him


[12]

About the hadith: "If one of you believed in a stone, it will be of benefit to him"

The question

"...And after we've read in chapter (And your body has rights) p.816 from the fifth volume of our beloved magazine "Al-Muslimon (The Muslims)" in the answer to the question about the appendages in the skin and method of healing it, And from what was mentioned "If one of you believed in a stone, it will be of benefit to him", so please answer us on the pages of "The Muslims" if that was a saying of the holy prophet -peace be upon him- or an old wisdom of the Arabs or something else?. And I've read before in "Al-Hady An-Nabawi (the prophetic guidance) magazine" Issue 2-7, 1376, p.99 that this hadith is from the fabrication of the polytheist and the worshippers of idols

Please present this to Shaykh Nasir Ad-Deen Al-Albani to benifit us with his reply." Thank you

Khaled Muhammad Hoon
Salmiyah

The answer :

"The previously mentioned hadith, Ibn Taymiyyah said about it: It's a lie, and Al-Hafiz Ibn Hajar said: it has no origin, And Al-Hafiz As-Sakhawi agreed with them on that in "Al-Makased Al-Hasanah fee Al-Ahadith Al-Moshtaheerah 'ala Al-Alsenah (the good intentions in the famous ahaidth said by people)" (195-160) and it can never be a wisdom of the Arab, unless that it be to the polytheists among them, and that's because of what it includes from clear supporting to their known worship to idols and the prophet -peace be upon him- was sent to detroy this, and save the people from the ordure of worshipping it, to the light of pure monotheism."
{And they worship besides Allah things that hurt them not, nor profit them, and they say: "These are our intercessors with Allah." Say: "Do you inform Allah of that which He knows not in the heavens and on the earth?" Glorified and Exalted be He above all that which they associate as partners with Him!}. [Yunus 10:18

Muhammad Nasir Ad-Deen Al-Albani
Damascus

The Muslims Magazine) 6/ 293 - 294)


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 04-03-2014, 02:10 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول حديث ( يوم صومكم يوم نحركم). مع الترجمة

[13]

حول حديث (يوم صومكم يوم نحركم)

السؤال:

سأل سائل من أفاضل المشتركين في هذه المجلة الكريمة عن الحديث المتداول على الألسنة : ” يوم صومكم يوم نحركم ” هل هو من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟.

والجواب :

إن هذا الحديث لا أصل له باتفاق علماء الحديث وقد صرح بذلك الإمام أحمد وغيره كالزركشي والسيوطي كما في ” كشف الخفاء ” للشيخ إسماعيل العجلوني (2/ 398 رقم 3263) وقوله : ” أغفله السخاوي ” سهو منه أو هو بالنسبة للنسخة التي وقعت إليه من ” المقاصد الحسنة ” وإلا فهو قد أورده فيه (ص 480 رقم 1355 الخانجي) وقال فيه :

” لا أصل له كما قال أحمد وغيره ” .

وممن جزم بأن الحديث لا أصل له ، الحافظ العراقي في ” شرح علوم الحديث ” (ص 224) ونقل عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم -ثقة فقيه من أصحاب مالك- أنه قال :
” هذا من حديث الكذابين ” .

ونقله أيضاً الزركشي في ” اللآلي المنثورة ” (ص 7 من مخطوطتي) عن خط ابن الصلاح عن ابن عبد الحكم وأقره.

وسلامي إلى السائل الكريم ورحمة الله وبركاته .



محمد ناصر الدين الألباني
دمشق
المصدر: مجلة المسلمون (6 / 490 – 491).



__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 04-03-2014, 02:19 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي About the Hadith : The day of your fast is the day of your slaughter

[13]


About the Hadith : The day of your fast is the day of your slaughter


The question

A person from the virtues people who are subscribed in this honorable magazine asked about a hadith that is commonly said: “the day of your fast is the day of your slaughter”, is it a saying of the prophet -peace be upon him- ?

The answer

This hadith has no base according to the consensus of the hadith scholars, and Imam Ahmad declared that and others did too; like Az-Zrkshy and As-Soyoty as in “Kashf Al - Khafa’“ for shaykh Isma’il Al - ’ajlony (2/ 398 no. 3263) and as for his saying: “it was overlooked by As-Sakhawy” because he forgot it, or it is in accordance to the version he received from “Al-Makased Al-Hasanah”, because he (As-Sakhawy) did mention it in this book (page 480 no. 1355 Al - Khangy) where he said: “It has no origin, as Imam Ahmad and others said.”
And Among those who asserted that this hadith has no orgin; Al - Hafiz Ibn Hajar in “Sharh ‘eloom Al-Hadith” (page 224) and he quoted from Muhammad bin Abdulallah bin ‘Abdul Hakam –Trustworthy Jurist from the companions of Malik- that he said: “It’s from the talk of liars.” Az - Zrkshy also narrated it in “Al - La’ale’ Al-Manthorah” (page 7 from my two scripts) from the handwriting of Ibn As-Salaah from Ibn Abd Al-Hakam and he approved it.
And my greetings to the questioner, and the mercy and blessings of Allah,

Muhammad Nasser Al-Deen Al-Albani
Damascus
Source: Journal of the Muslims. 6 / 490 - 491


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04-05-2014, 09:40 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [ 14 ] حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر.

[ 14 ]

حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. (1)

بقلم فضيلة الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله – تعالى -.

قرأت في باب " الفتاوى " من مجلتكم الزاهرة (ص 354 مجلد 20) ما نصه : سئلنا عن السفر الذي يبيح الفطر في رمضان ؟!.

وخلاصة الجواب : إن جمهور العلماء حددوه بالسفر الذي تقصر فيه الصلاة قياساً عليه ، وهو الذي تكون مسافته مدة ثلاثة أيام ولياليها بسير الإبل ومشي الأقدام - أي سير عشرين ساعة تقريباً- وتقدر هذه المسافة بواحد وثمانين كيلو متراً تقريباً . . . .
وعلى المسافر أن يبيت الصوم ليلة سفره، وله أن يفطر منذ الفجر إذا أنشأ سفره قبله، خلافاً لما يفعله كثير من المسافرين جهلاً منهم.

أقول : لا يهمني الآن البحث في السفر الذي يقصر فيه الصلاة ويحل فيه الإفطار، وهل يحد بمسيرة أيام أو كيلو مترات، أم هو مطلق في كل سفر طويل أو قصير لا يقيد بشيء من القيود المذكورة مادام يطلق عليه اسم السفر شرعاً ولغة، كما هو مذهب كثير من العلماء المحققين، لا أريد الآن البحث فيه، فإن له مناسبة أخرى - إن شاء الله تعالى -، وإنما توجهت النية إلى الكلام على ما جاء في آخر هذه الفتوى من قوله : " وله أن يفطر منذ الفجر إذا أنشأ ..".

فأقول : لقد عظم علي هذا القول جداً ، لأمرين أحدهما أهم من الآخر:

الأول : أن السنة الصحيحة تجيز صراحة ما نسبه صاحب الإفتاء إلى فعل الجهال ، وفيه أحاديث كثيرة أجتزيء الآن بواحد منها لقوة سنده ووضوح دلالته ، ألا وهو حديث أنس -رضي الله عنه -.

قال محمد بن كعب - رضي الله عنه - : " أتيت أنس بن مالك في رمضان، وهو يريد السفر، وقد رحلت دابته، ولبس ثياب السفر، وقد تقارب غروب الشمس، فدعا بطعام ، فأكل منه، ثم ركب، فقلت له : سنة ؟ فقال : نعم ". أخرجه الترمذي وحسنه ، والبيهقي والسياق له ، وإسنادهما صحيح على شرط الشيخين (2)، وترجم البيهقي بـ " باب من قال : يفطر وإن خرج بعد طلوع الفجر " .

والحدث صريح في هذا، بل هو يدل على أكثر من ذلك، وهو جواز الإفطار قبل الخروج بعد التأهب، ولذلك قال ابن العربي المالكي : " وأما حديث أنس فصحيح يقتضي جواز الفطر مع أهبة السفر، حتى ذكر أن قوله : " من السنة " لا بد من أن يرجع إلى التوقيف، والخلاف فى ذلك معروف فى الأصول ".

قال الشوكاني في " نيل الأوطار " : " والحق أن قول الصحابي " من السنة " ينصرف إلى سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد صرح هذا الصحابي بأن الإفطار للمسافر قبل مجاوزة البيوت من السنة ".

الأمر الآخر : إنه قد قال بجواز ذلك جماعة من السلف والأئمة ، فمنهم الإمام أحمد كما في " مسائل أبي داود عنه " (ص 95) ، ومنهم الشعبي والحسن البصري كما في (البداية) لابن رشد (1/ 204) ، ومنهم عمرو بن شرحبيل -وهو تابعي مخضرم- رواه البيهقي بسند صحيح عنه ، ومذهب الحنابلة على هذا كما في كتب المذهب ، مثل " كشاف القناع " وغيره ، واستظهره الإمام الصنعاني .

فلعل كاتب الفتوى لم يستحضر حين الكتابة هذا الذي أوردناه من السنة ، وأقوال الأئمة ، ولذلك رأيت أنه لابد من أن أنبه إليه وأذكر به، (فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، والله سبحانه ولي المتقين. والحمد لله رب العالمين .

خادم السنة
محمد ناصر الدين الألباني
دمشق
21 رمضان / سنة 73 13هـ.

__________

(1)المصدر : مجلة التمدن الإسلامي (20 / 501 – 502) - (20 / 607 –631، و 678 - 688، و 783 – 789).
(2) تنبيه : وقع للشوكاني هنا وهم فاحش، حيث ضعف الحديث بضعف أحد رواته، مع أنه عند البيهقي، وروايته من طريق غيره، وتبعه على هذا الوهم سيد سابق في كتابه " فقه السنة " وقد فصلت القول فيه في تعليقي عليه، وقد انتهيت من التعليق على الجزء الأول والثاني والثالث منه، وأسأله تعالى التوفيق لإتمامه.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 04-05-2014, 09:42 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمــــّــــة : تعقيب المجلة.

[ 14 ]

حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر.

تعقيب المجلة :

سبق أن علق الأستاذ الشيخ ناصر الدين الألباني بكلمة على فتوى في هذه المجلة، حول هذا الموضوع، فبين أن من السنة أن يفطر الصائم في بيته قبل مبارحته.

وقد وردتنا من الأستاذ الشيخ عبد الله بن محمد الهرري – بواسطة الأستاذ الشيخ حمدي الجويجاني – كلمةً ذكر فيها أن بعض القراء (3) عرض عليه تلك الكلمة فرآها مستندة إلى حديث ضعيف، وأطلعنا الأستاذ الألباني على كلمة الأستاذ الهرري، فأيّد ما ذهب إليه من قبل بكلمة جديدة، فننشر الكلمتين فيما يلي :

قال الأستاذ الهرري : (في جامع الترمذي : باب فيمن أكل ثم خرج سفراً : حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن جعفر عن زيد بن أسلم عن محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب قال : أتيت أنس بن مالك في رمضان و هو يريد سفراً و قد رحلت راحلته و لبس ثياب السفر فدعا بطعام فأكل، فقلت : سنّة ، قال : سنّة ، ثم ركب).

حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر حدثني زيد بن أسلم حدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب قال : أتيت أنس بن مالك في رمضان فذكر نحوه .
قال أبو عيسى : هذا حديث (حسن) و محمد بن جعفر هو ابن أبي كثير مدني ثقة و هو أخو إسماعيل بن جعفر .

و عبد الله بن جعفر هو ابن أبي نجيح والد علي بن المديني وكان يحيى بن معين يضعفه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقال : للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية. وهو قول إسحق .

فهذا التحسين من الترمذي مردود، فقد ضعف هذا الحديث حافظان أحدهما من المتقدمين و الآخر من المتأخرين :

الأول : هو الحافظ الناقد أبو حاتم الرازي، قال ابنه الحافظ عبد الرحمن في (العلل) (ص 240) ما نصه : (سألت أبي عن حديث رواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن محمد بن كعب أنه أتى أنس بن مالك في رمضان و هو يريد سفراً فوجده قد رحلت راحلته، و لبس ثياب السفر، فدعا بطعامٍ فأكل، فقلنا : سنّة ، قال : ليس بسنّة .ورواه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن ابن المنكدر عن محمد بن كعب أنه أتى أنس بن مالك فذكر الحديث، قال : فقلت : سنّة ، قال : سنّة ، قال أبي حديث الدراوردي أصح) أهـ .

فهذا هو كما هو ظاهر صريح في أن رواية الترمذي مرجوحة وأن الراجح رواية النفي .
والثاني : فهو الحافظ العراقي زين الدين عبد الرحيم شيخ الحافظ ابن حجر قال في شرحه على الترمذي (يوجد في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة نسخة خطية برقم 168).

حديث أنس هذا انفرد بإخراجه الترمذي و حسنه لمتابعة محمد بن جعفر لعبد الله بن جعفر وإلا فعبد الله ضعيف كما حكى المصنف تضعيفه عن ابن معين فإنه قال فيه : ليس بشيء.

وقال فيه أبو حاتم الرازي : منكر الحديث جداً، وقال في النسائي : متروك الحديث، وقال الفلاّس : ضعيف الحديث، وقال فيه الدارقطني : كثير المناكير.
وقال أبو حاتم : كان يهم في الأخبار فيأتي بـها مقلوبة ويخطئ في الآثار حتى كأنـها مقلوبة.
وقال ابن عدي : عامة أحاديثه لا يتابعه عليه أحد وهو مع ضعفه ممن يكتب حديثه، قال صاحب الميزان : وهو متفق على ضعفه. أهـ .


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
_______

(3) قلت : و من يكون هذا البعض إلا الشيخ حمدي نفسه ؟!.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 04-05-2014, 09:46 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمــــّــــة : تعقيب المجلة.

[ 14 ]

حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر.

تعقيب المجلة :

3. قال :
وإن الترمذي إنما حسن الحديث لكون عبد الله بن جعفر لم ينفرد به بل تابعه عليه محمد بن جعفر بن أبي كثير المدني و هو ثقة كما قال الترمذي.

إذا تقرر هذا فهنا أمر يجب التنبيه عليه فمحل الحجة من الحديث كون أنس قال فيه إنه سنة وحكم الصحابي على (أمر) (4) بأنه سنة يكون حكمه حكم الحديث المرفوع على ما هو مقرر في علوم الحديث و الأصول وهذه اللفظة إنما رواها على الجزم عبد الله بن جعفر وهو متفق على ضعفه كما تقدم .

و أما طريق محمد بن جعفر فلم يسق الترمذي لفظها وإنما قال فذكر نحوه، وهذا لا يقتضي أنه بلفظه كما هو مقرر في علوم الحديث، ثم فتشنا عن لفظ رواية محمد بن جعفر بن أبي كثير فوجدناه لم يجزم بـهذه اللفظة كما جزم بـها عبد الله بن جعفر، رواه كذلك إسماعيل بن إسحق القاضي في كتاب (الصيام).

قال : حدثنا عيسى بن مينا قال : حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن ابن المنكدر عن محمد بن كعب قال : أتيت أنس بن مالك في رمضان و هو يريد سفراً فأكل فقلت : سنّة ؟ ، فلا أحسبه إلا قال : نعم .
فهذا لفظ رواية محمد بن جعفر وقد شك بعض رواته في هذه اللفظة و هو عمدة الاحتجاج ولكن قد رواها الدارقطني في سننه عن أبي بكر النيسابوري عن إسماعيل بن إسحق بن سهل عن ابن أبي مريم عن محمد بن جعفر فذكره، ولم يشك في هذه اللفظة بل قال : فقلت : سنّة ، قال : نعم .

قال ابن العربي : حديث أنس صحيح لم يقل به إلا أحمد بن حنبل .

قلت : اختلف فيه على سعيد بن أبي مريم فقال إسماعيل بن إسحق عنه ما تقدم و خالف يحيى بن أيوب العلاف فجعل القصة في الإفطار يوم الشك لا إرادة السفر .
كذلك رواه الطبراني في المعجم الأوسط قال : حدثنا يحيى بن أيوب العلاف قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب قال : دخلت على أنس بن مالك عند العصر يوم يشكون وأنا أريد أن أسلم عليه فدعا بطعام فأكل فقلت : هذا الذي صنعت سنّة ؟ قال : نعم .
و قد تابع سعيد بن أبي مريم على روايته على هذا الوجه خالد بن نزار، رواه الطبراني أيضاً في الأوسط ، قال : حدثنا المقدام هو ابن داود نا خالد بن نزار حدثنا محمد بن جعفر فالحديث إذاً اضطرب ليس بصحيح.
ثم فتشنا هل نجد أحداً تابع عبد الله بن جعفر و محمد بن جعفر على رواية هذا الحديث عن زيد بن أسلم ليقوى به أحد الروايتين ، فوجدنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي و هو أحد رجال الصحيح قد رواه عن زيد بن أسلم عكس رواية عبد الله بن جعفر رواه كذلك أيضاً إسماعيل القاضي قال : نا علي بن المديني و إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن زيد بن أسلم بإسناده، وقال فيه فقلت له : سنة ؟ فقال : لا، ثم ركب.
وهذه الطريق أقوى من طريق عبد الله بن جعفر فوجدنا الطريقين صحيحين أحدهما فيه الشك في اللفظة والأخرى عكسها وفي الطبراني حمل الحديث على معنى غير الفطر للسفر فتبين ضعف رواية إثبات كونـها سنة، و الله أعلم.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
________

(4) قال راقمه على الحاسوب : ما بين القوسين ساقط من الأصل و لعله الصواب ..
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 04-05-2014, 10:14 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمــــّــــة : تعقيب المجلة.

[ 14 ]

حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمــــّــــة :

تعقيب المجلة.

وهذه المسألة قد اختلف العلماء فيها على أقوال :

أحدها : و هو قول أكثر أهل العلم أن من أصبح صائماً ثم سافر فليس له أن يفطر ذلك اليوم البتة لا قبل الشروع في السفر و لا بعده و هو قول إبراهيم النخعي و الزهري و يحيى بن سعيد الأنصاري و الأوزاعي و أبي حنيفة و أصحابه و مالك و الشافعي و أبي ثور .

و الثاني : أنه له الفطر إذا خرج وبرز عن البيوت وهو قول أحمد بن حنبل، وروى عن عبد الله بن عمر والشعبي واحتج بعضهم على جواز الفطر بالحديث الصحيح في خروجه صلى الله عليه و سلم في رمضان إلى مكة وأنه صام حتى بلغ الكديد ثم أفطر . وفي رواية حتى بلغ كراع الغميم .

فتوهم من استدل بـهذا أن الكديد و الكراع بقرب المدينة و أن النبي صلى الله عليه و سلم أصبح بالمدينة صائماً ثم بلغهما في بقية يومه فأفطر فالاستدلال بـهذا الحديث على ذلك باطل .

الثالث : إن له الفطر إذا وضع رجله في الرحل وبه قال داود و حكاه ابن عبد البر عن إسحق و هو مخالف لما حكاه الترمذي عنه من أن له الفطر في بيته قبل أن يخرج إلا أن يحمل على أنه وضع رجله في الرحل وهو في بيته ثم أكل قبل أن يخرج وحديث أنس مخالف له في أنه دعا بطعامه فأكل ثم ركب والله أعلم.

والرابع : أن له الفطر في بيته يوم يريد أن يخرج، وهو قول أنس و الحسن البصري فيما روى عنه وقد حكاه المصنف عن ابن راهويه كما تقدم .

قال ابن عبد البر : (واتفقوا في الذي يريد السفر في رمضان أنه لا يجوز له أن يبيت الفطر لأن المسافر لا يكون مسافراً بالنية إنما يكون مسافراً بالنهوض في سفره). انتهى كلام العراقي .

وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : خرج النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف من المسلمين يصوم و يصومون حتى بلغ الكديد، فأفطر و أفطروا .

قال الحافظ ابن حجر : لو نوى الصوم وهو مقيم ثم سافر في أثناء النهار فهل له أن يفطر في ذلك النهار ؟، منعه الجمهور، قال أحمد وإسحق بالجواز واختاره المزني محتجاً بـهذا الحديث فقيل له، قال كذلك ظناً منه أنه صلى الله عليه و سلم أفطر في اليوم الذي خرج فيه من المدينة. أهـ.

وليس كذلك فإن بين المدينة والكديد عدة أيام، و كذلك لا حجة للمخالف في حديث أبي بصرة الغفاري الذي رواه أحمد و أبو داود من طريق عبيد بن جبير قال: ركبت مع أبي بصرة الغفاري في سفينة بالفسطاط في رمضان، فدفع ثم قرب غداءه ثم قال : اقترب فقلت ألست ترى البيوت ؟، فقال : أرغبت عن سنة رسول الله. صلى الله عليه و سلم، فأكل. لأمرين :

الأول : أنه لا يكفي على المعتمد في صحة الحديث سكوت أبي داود على ما يرويه في سننه بل لابد من النظر فيه و ذلك من وظيفة الحافظ لما تقرر في علوم الحديث من اشتراط الحفظ في إدراك الصحيح و السقيم من الحديث كما صرح به الحاكم في معرفة علوم الحديث ، و أما دعوى هذا المخالف لأهلية ذلك لنفسه فليست إلا دعوى فارغة .

الثاني : لو صح لم يكن فيه حجة لأنه ليس فيه أنه خرج بعد الصبح فركب ثم أكل، فيحتمل أنه خرج من بيته قبل الفجر و ركب السفينة فجاز له الأكل كما هو مذهب الجمهور أن من خرج قبل الفجر جاز له الأكل في نفس ذلك النهار بخلاف من خرج بعد الفجر فإنه ليس له أن يفطر في ذلك النهار إلا فيما بعده، و يقرب ما وجهنا به حديثه هذا قول الراوي ثم قرب غداءه والغداء في اللغة ما يؤكل أول النهار بخلاف ما تعورف اليوم في اللغة العامية من إطلاق الغداء على ما يؤكل وسط النهار قبيل الظهر أو بعده، فإن هذا عرف حادث ففي (القاموس) : الغداء طعام الغدوة و تغدى أكل أول النهار، وفيه : الغدوة : البكرة أو ما بين صلاة الفجر و طلوع الشمس. والله أعلم).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 04-05-2014, 10:41 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمـــّـــة : رد فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله.

[ 14 ]

رد فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله - تعالى - :

يقول محمد ناصر الدين : مستعيناً بالله وحده رب العالمين :

ينحصر كلام الشيخ في أربعة أمور :

الأول : تضعيف حديث أنس .
الثاني : فقه الحديث و من قال به .
الثالث : تضعيف حديث أبي بصرة الغفاري .
الرابع : عدم دلالته عنده على ما دل عليه حديث أنس.

و سأتكلم فيما يأتي على هذه الأمور واحدة بعد أخرى على الترتيب المذكور، سائلاً المولى سبحانه و تعالى أن يلهمني الصواب في ذلك كله ، و أن يوفق المخلصين إلى تقبله، و العمل بما فيه من الفقه ، إنه سميع مجيب .

1. تأكيد صحة حديث أنس - رضي الله عنه -.
أما حديث أنس، فقد تأملت كلام الشيخ عليه، فلم أجد فيه إلا ما زادني بصيرة في صحته، ويقيناً بضعف كلامه، ووهاء ما تشبث به في تضعيفه، فإنه لم يأت على ما يدل عليه بما يصلح أن يعتبر شبهة في صحته، فضلاً عن أن يكون حجة على ضعفه، إذا ما عرض ذلك على قواعد علم الحديث وأصوله، وشهادات العلماء بثبوته، وإليك التفصيل :

لقد تجرأ الشيخ – على خلاف ما علمناه منه في بعض رسائله – فجزم بخطأ الترمذي في تحسينه للحديث، ولم يبال البتة بتصحيح الإمام ابن العربي إياه و غيره ممن سنذكره، و تشبث في ذلك بأمور يمكن أن نلخصها في أربعة :

الأول : ترجيح أبي حاتم لرواية الدراوردي بلفظ : (ليس بسنة)، على الرواية الأخرى : (قال : نعم سنّة)، وسنعبر عنها بـ (رواية الإثبات).

الثاني : تضعيف الحافظ العراقي للرواية الأخرى .

الثالث : عدم جزم بعض الرواة بـها.

الرابع : الاختلاف في متنه على سعيد بن أبي مريم ، فذكر بعضهم عنه : أن الفطر إنما كان من أجل السفر، و بعضهم أنه كان من أجل يوم الشك.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 04-05-2014, 10:54 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر. تتمـــّـــة : رد فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله.

[ 14 ]

رد فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله - تعالى - :

الجواب عن الأمر الأول :

إذا تبين ذلك فنقول في الإجابة عن الأمر الأول :

أولاً : إن فهم قول أبي حاتم : (إن حديث الدراوردي أصح من حديث ابن مجبر) على أنه يدل أن رواية الترمذي مرجوحة ضعيفة، وأن الراجح رواية النفي يدل – مع الأسف – على الجهل البالغ بأساليب المحدثين في الترجيح، و سوء فهم لمقاصدهم من ذلك، إذ أن ترجيح أبي حاتم إنما هو محصور بين روايتين ليس منهما رواية الترمذي ! ثم هو ترجيح صحيح ، لأن الدراوردي ثقة على ضعف يسير في حفظه كما يأتي، بخلاف المخالف له : ابن مجبر فإنه ضعيف اتفاقاً، و قد قال فيه أبو حاتم نفسه : (ليس بالقوي).
وقال صاحبه أبو زرعه : (واهي الحديث) (5) و لكن أي عالم بل أي عاقل عنده قليل من الفهم بالأسلوب العربي يفهم من ذلك ترجيح رواية الدراوردي هذه على رواية الترمذي وهي لم يرد لها ذكر في كلام أبي حاتم لا تصريحاً ولا تلويحاً، بل لعله لم يقف عليها أصلاً، ثم هي أقوى و أرجح من رواية الدراوردي كما سأبينه في الوجه الآتي بعد هذا، فسقط بذلك قول الشيخ عقب كلام أبي حاتم : (هو صريح في أن رواية الترمذي مرجوحة، وأن الراجح رواية النفي) ! .

ثانياً : إن قول الدراوردي في روايته (ليس بسنّة)، منكر أو على الأقل شاذ لسببين :

1. مخالفته لمن هو أوثق منه، ألا وهو محمد بن جعفر بن أبي كثير و هو ثقة كما قال الترمذي ونقله عنه الشيخ نفسه، و لا خلاف فيه عند الأئمة النقاد، بل احتج به الشيخان و جميع أصحاب السنن و غيرهم، فروايته هي الراجحة عند التعارض على رواية الدراوردي لأنه مختلف فيه، وقد وصفه أبو زرعة و غيره بأنه (سيئ الحفظ) فلا جرم أن البخاري لم يحتج به بينما احتجا جميعاً بمخالفه، فثبت أن روايته هي أحق بالترجيح من رواية الدراوردي، ولا يشك في هذا منصف شم رائحة مصطلح الحديث.

2. أن رواية الدراوردي لا متابع لها ولا شاهد خلافاً لرواية محمد بن جعفر، فإن لها متابعاً و شاهداً :

أما المتابع فهو عبد الله بن جعفر عند الترمذي، وهو وإن كان ضعيفاً فإنه يكتب حديثه كما قال ابن عدي، فهو لا بأس به في المتابعات و الشواهد.

و أما الشاهد، فهو حديث ابن المجبر الذي نقله الشيخ عن ابن أبي حاتم، و لا يضر ضعفه لأنه في الشواهد كما لا يخفى، و لا أظن أن الشيخ يخالف في ذلك لأنه ذكر نحو هذا في رسالته) التعقب الحثيث) (ص 5).

فسقط بـهذا التحقيق تعلق الشيخ بكلام أبي حاتم ، و تبين أن الصواب رواية الإثبات ، و أن رواية الدراوردي في النفي خطأ لا يعول عليه .


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

__________

(5) (الجرح و التعديل) لابن أبي حاتم ( 3/ 2/ 320).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.