أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87448 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2011, 02:13 AM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي سلسلة من الغرائب والعجائب [متجدد]

[الغريبة الأولى:] من غرائب ما رأى الأوزاعي
عن الوليد بن مسلم قال الأوزاعي : أردت بيت المقدس فرافقت يهوديا , فلما صرنا إلى طبرية , نزل فاستخرج ضفدعا , فشد في عنقه خيطا , فصار خنزيرا , فقال : حتى اذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى , فذهب فباعه وجاء بطعام , فركبنا فما سرنا غير بعيد , حتى جاء القوم في الطلب , فقال لي : أحسبه صار في أيديهم ضفدعا ! قال : فحانت منى إلتفاتة , فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية , قال : فوقفت وجاء القوم , فلما نظروا إليه فزعوا من السلطان ورجعوا عنه , قال : تقول لي الرأس رجعوا ؟ قال قلت : نعم ! قال : فالتام الرأس إلى البدن وركبنا وركب , قال : فقلت : لا رافقتك أبدا اذهب عنى . تاريخ بغداد (6/295).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-06-2011, 02:48 AM
أبو مالك إبراهيم الفوكي أبو مالك إبراهيم الفوكي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 172
افتراضي

أحسن الله اليك

واصل موضوع شيق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-06-2011, 03:08 AM
محمد أبو إلياس الأثري محمد أبو إلياس الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 822
افتراضي

جزاك الله خيرا.
وأضيف هذه الغرائب والعجائب للفائدة:

*قال أبو داود:شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجة على بعير بقطعتين وصيرت على مثل عدلين " (السنن رقم :1599).
*محمد بن عجلان مكث في بطن أمه أربع سنوات":"سير أعلام النبلاء"(319/6)، ومثله الإمام مالك مكث هو أيضا في بطن أمه أربع سنوات" كما في السير(55/8).
*الضحاك بن مزاحم ولد وله ثنيتان" أنظر" طبقات الحنابلة"(160/1).
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-06-2011, 07:18 AM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

الغريبه الثانية : قال الشيخ ابن عثيمين كما في كتاب المنتقى من فرائد الفوائد .
وجدت في مجلة(( التمدن الإسلامي)) الصادرة في رمضان سنة 1378هـ تحت عنوان: (( سد يأجوج ومأجوج)) ما نصه:
(( توجد في العقبة الواقعة بين بحر الخزر والبحر الأسود سلسلة جبال توقان، كأنها جدار طبيعي، وقد سد هذا الجدار الجبلي الطريق الموصلة بين الشمال والجنوب إلا طريقاً واحداً بقي مفتوحاً، هو مضيق دار بال، بين ولايتي كيوكز وتفليس؛ حيث يوجد الآن جدار حديدي من قديم الأزمان)) اهـ. وذكر أنه منقول من (( كتاب شخصية ذي القرنين)) من منشورات دار البصري في بغداد.

كتاب فرائد الفوائد للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-06-2011, 07:23 AM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

الغريبة الثالثة :
نقل الشيخ مشهور حفضه الله في كتاب القول المبين في أخطاء المصلين [ ص 252 / طبعة ابن عفان ] عن صاحب فتح الملهم شرح صحيح مسلم [ 2 / 64 ] أنه قال - وهو بصدد شرح حديث: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحوِّلَ اللهُ رأسَه رأسَ حمار )
قال : ( قال ابن حجر عن بعض المحدّثين : أنه رحل إلى دمشق لأخذ الحديث عن شيخٍ مشهورٍ بها ، فقرأ عليه جملة ، لكنه كان يجعل بينه و بينه حجاباً ، ولم ير وجهه ، فلما طالت ملازمتُه له ، ورأى حرصه على الحديث ، كشف له الستر ، فرأى وجهه : وجه حمار ، فقال له : احذر يا بُنيَّ أن تسبق الإمام ، فإني لما مرّ بي في الحديث استبعدتُ وقوعه ، فسبقتُ الإمام ، فصار وجهي كما ترى !! )
قلتُ : أي الشيخ مشهور هذه حكاية منقطعة عمن لا يُدْرى مَنْ هو ؟!! وقد طال تتبعي لها في كتب ابن حجر المطبوعة فلم أقف لها على أثر ؟!! إلا أن عدم صحتها – عندنا – لا يدل على عدم صحتها في نفس الأمر !!
وقد صح عند الجماعة من حديث أبي هريرة مرفوعا: ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ) وقد اختلف العلماء حول هذا التحويل : هل هو حقيقي أو معنوي ؟!! فنقل الحافظ في ( الفتح ) عن ابن بزيزة أنه قال : ( يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا )
قال الحافظ :( وحمله آخرون على ظاهره إذ لا مانع من جواز وقوع ذلك وسيأتي في كتاب الأشربة الدليل على جواز وقوع المسخ في هذه الأمة وهو حديث أبي مالك الأشعري في المغازي فإن فيه ذكر الخسف وفي آخره ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة .....)
قلتُ : وظاهر الحديث هو الظاهر في تلك المسألة ، ويؤيده حديث أبي مالك الأشعري الذي أشار إليه الحافظ آنفا ، من وقوع المسخ في هذه الأمة قبل قيام الساعة .....

فالحاصل : أن جواز أن يوجد رجل ممسوخ ، أو امرأة ممسوخة ، بين الناس في الغابر والحاضر : هو أمر غير منكر ولا مستبعد !! إلا أن أكثر الحكايات في هذا مما لا تقوم على ساق !! ولا تثبت من وجه مبين على تباينها واشتهار بعضها بين الناس !!
بل في تلك الأعصار : شُوهدت
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-06-2011, 04:43 PM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

العجيبة الرابعة:جاء في كتاب آثار البلاد وأخبار العباد للحافظ أبن رجب الحنبلي قوله خراسان
بلاد مشهورة. شرقيها ما وراء النهر، وغربيها قهستان. قصبتها مرو وهراة وبلخ ونيسابور. وهي من أحسن أرض الله وأعمرها وأكثرها خيراً، وأهلها أحسن الناس صورة وأكملهم عقلاً وأقومهم طبعاً، وأكثرهم رغبة في الدين والعلم. أخبرني بعض فقهاء خراسان أن بها موضعاً يقال له سفان به غار، من دخله برأ من مرضه أي مرض كان.
وبها جبل كلستان. حدثني بعض فقهاء خراسان أن في هذا الجبل كهفاً شبه ايوان، وفيه شبه دهليز يمشي فيه الإنسان منحنياً مسافة، ثم يظهر الضوء في آخره ويتبين محوط شبه حظيرة، فيها عين ينبع الماء منها وينعقد حجراً على شبه القضبان. وفي هذه الحظيرة ثقبة يخرج منها ريح شديدة لا يمكن دخولها من شدة الريح.
بها نهر الرزيق بمرو، عليه سقي بساتينهم وزروعهم،وعليه طواحينهم. وانه نهر مبارك تبرك به المسلمون في الوقعة العظيمة التي كانت بين المسلمين والفرس. قتل فيه يزد جرد بن شهر يار آخر الأكاسرة في زمن عمر بن الخطاب. وذاك أن المسلمين كشفوا الفرس كشفاً قبيحاً، فمنعهم النهر عن الهرب ودخل كسرى طاحونة تدور على الرزيق لما فاته الهرب، وكان عليه سلب نفيس طمع الطحان في سلبه فقتله وأخذ سلبه.
بها عين فراوور، وفراوور اسم موضع بخراسان. حدثني بعض فقهاء خراسان قال: من المشهور عندنا أن من اغتسل بماء العين التي بفراوور، أو غاص فيه يزول عنه حمى الربع.
وينسب إليها أبو عبد الرحمن حاتم بن يوسف الأصم، من أكابر مشايخ خراسان، وكان تلميذ شقيق البلخي ، لم يكن أصم لكن تصا مم فسمي بذلك، وسببه أن امرأة حضرت عنده تسأله مسألة، فسبقت منها ريح فقال لها: إني ثقيل السمع ما أسمع كلامك فارفعي صوتك ! وإنما قال ذلك لئلا تخجل المرأة، ففرحت المرأة بذلك.
حكى عن نفسه انه كان في بعض الغزوات، فغلبه رجل تركي وأضجعه يريد ذبحه. قال: ولم يشتغل قلبي به بل انتظر ماذا حكى الله تعالى، قال: فبينا هو يطلب السكين من جفنه إذ أصابه سهم عرب قتله وقمت أنا. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وينب إليها الشيخ حبيب العجمي وكان من الابدال ظاهر الكرامات. حكي أن حسناً البصري دخل عليه وقت صلاة المغرب، فدخل مسجداً ليصلي فيه،وكان حبيب العجمي يصلي فيه فكره أن يصلي خلفه لكونه عجمياً يقع في قراءته لحن، فما صلى خلفه. فرأى في نومه: لو صليت خلفه لغفرنا ما تقدم من ذنبك وما تأخر ! ورئي حبيب في النوم بعد وفاته فقيل له: ما فعل الله بك ؟ فقال: ذهبت العجمة وبقيت النعمة.
وبها الثعلب الطيار. ذكر الأمير أبو المؤيد بن النعمان أن بخراسان شعباً يسمى بحراً، ومن ناحية بروان بها صنف من الثعلب له جناحان يطير بهما، فإذا ابتدأ بالطيران يطير مقدار غلوة سهم أوأكثر، ثم يقع ويطير طيراناً دون الأول، ثم يقع ويطير طيراناً دون الثاني.
وبها فارة المسك. وهو حيوان شبيه بالخشف حين تضعه الظبية، تقطع منه سرته فيصير مسكاً.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-07-2011, 12:39 AM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

العجيبة الخامسة : يقول الشيخ ابن عثيمين :- كما في الشرح الممتع على زاد المستقنع.

مسألة: هل يحل آدمي البحر؟ قد يوجد أسماك تشبه الآدميين، على شكل أجمل الرجال، وأجمل النساء، وقد قرأت قديماً أنه موجود،
وما يستبعد أنه كان موجوداً ثم انقرض، والله أعلم،
فعلى كل حالٍ القاعدة العامة: أن كل حيوانات البحر حلال.


سؤل
الشيخ الفوزان:-

السائل

فضيلة الشيخ وفقكم الله : يذكر بعض المختصين في الأسماك في البحر أن هناك سمكة رأسها كرأس المرأة ولها شعر ووجه كوجه المرأة . فهل يجوز أكلها وهي ما يسمى بالحورية ؟


الجواب :-

العلامة الفوزان حفظه الله :
فيه إنسان البحر
فيه شيء من السمك على شكل إنسان
يسمونه إنسان البحر يؤكل
كل صيد البحر يؤكل ولو كان على شكل رجل أو إمرأة .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-07-2011, 01:54 PM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي سلسلة من الغرائب والعجائب : الغريبة السادسة

الغريبة السادسة :قال شيخ الإسلام في المجلد الثالث عشر ص 92 وهوه يتكلم عن تمثل الجني في الإنسي فقال رحمه الله
كما جرى مثل هذا لي( .أي تمثل الجني في شخصية شيخ الإسلام )قال كنت في مصر في قلعتها وجرى مثل هذا إلي كثير من الترك من ناحية المشرق وقال له ذلك الشخص أنا ابن تيمية فلم يشك ذلك الأمير إني أناهو وأخبر بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولا وكنت في الحبس . فاستعضموا ذلك وأنا لم اخرج من الحبس . ولكن كان هذا جنيا يحبنا فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم . لما جائو إلى دمشق . كنت أدعوهم ألى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر ‘ فعمل معهم مثل ما كنت أعمل ‘ وأراد بذلك أكرامي ليضن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك . قال لي طائفة من الناس .فلم لا يجوز أن يكون ملكا‘ قلت لا . إن الملك لا يكذب ‘ وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك.

مجموع الفتاوى المجلد الثالث عشر(ص 92)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-07-2011, 07:33 PM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي سلسلة من الغرائب والعجائب : العجيبة السابعة

العجيبة السابعة:

جاء رجل الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وكان الرجل معهُ أبنه وليس هناك فرق ما بين الأبن وأبيه فتعجب عمر رضي الله عنه قائلاً : والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجبا - ما أشبه أحداٌ أحداً أنت وأبنك الا كما أشبه الغراب الغراب ( والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه )
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت بأن أمه ولدته وهي ميته !!!!!
فغير عمر من جلسته وبدل من حالته وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار
فقال للرجل : أخبرني ؟
قال يا أمير المؤمنين : كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملاً به فعزمت على السفر فمنعتني فلما وصلت الى الباب الّحت علي أن لا أذهب ( وقالت : كيف تتركني وآنا حامل ) فوضعت يدي على بطنها وقلت ((( اللهم أنني أستودعك غلامي هذا ))) ومضيت - وتأمل أخي القارئ في قدر الله لم يقل الرجل (( وأستودعك أمه )) - وخرجت فمضيت وقضيت في سفري ما شاء الله لي ان أمضي وأقضي ثم عدت فلما عدت وإذا بباب بيتي مقفل وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني أن زوجتي قد ماتت .
فقلت : أنا لله وأنا اليه راجعون فأخذوني ليطعموني عشاءً قد أعدوه لي فبينما أنا على العشاء وإذا بدخان يخرج من المقابر ، فقلت : ما هذا الدخان قالو هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم منذ أن دفناها فقال الرجل : والله إنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامةً قوامةً عفيفة لا تقر منكراً وتأمر بالمعروف ولا يخزيها الله أبدا فقمت وتوجهت الى المقبرة وتبعني أبناء عمومتي .
فقال : فلما وصلت إلى قبرها ياأمير المؤمنين أخذت أحفر حتى وصلت اليها فاذا بها ميتهً جالسه وأبنها هذا الذي معي حي عند قدميها وإذا بمنادي ينادي يا من أستودعت الله وديعةً خذ وديعتك .

كتاب الدعاء للإمام أبي القاسم سليمان إبن أحمد الطبراني اللخبي رحمه الله
قال الشيخ عبيد الجابري القصة لا تصح
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-07-2011, 11:34 PM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

العجيبة الثامنة :

ذكر الإمام السبكي في طبقاته ( 8 / 10 إلى ترجمة 1072 الناشر هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ الطبعة الثانية ، بتحقيق الدكتور محمود محمد الطناحي ، والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ) في ترجمة " محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأنصاري " ، حيث قال : ( .... وإن مما أدركناه عيانا وشاهدناه في زماننا وأحطنا علما به فزادنا يقينا في ديننا وتصديقا لما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعا إليه من الحق فرغب فيه من الجهاد من فضيلة الشهداء وبلغ عن الله عز وجل فيهم إذ يقول جل ثناؤه { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين } .
أني وردت في سنة ثمان وثلاثين ومائتين مدينة من مدائن خوارزم تدعى هزار اسب وهي في غربي وادي جيحون ومنها إلى المدينة العظمى مسافة نصف يوم فخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئا فهي لا تأكل شيئا ولا تشرب شيئا منذ عهد أبي العباس بن طاهر والي خراسان وكان توفي قبل ذلك بثمان سنين رضي الله عنه .
ثم مررت بتلك المدينة سنة اثنتين وأربعين ومائتين فرأيتها وحدثتني بحديثها فلم أستقص عليها لحداثة سني ثم إني عدت إلى خوارزم في آخر سنة اثنتين وخمسين ومائتين فرأيتها باقية ووجدت حديثها شائعا مستفيضا وهذه المدينة على مدرجة القوافل وكان الكثير ممن نزلها إذا بلغهم قصتها أحبوا أن ينظروا إليها فلا يسألون عنها رجلا ولا امرأة ولا غلاما إلا عرفها ودل عليها فلما وافيت الناحية طلبتها فوجدتها غائبة على عدة فراسخ فمضيت في أثرها من قرية إلى قرية فأدركتها بين قريتين تمشي مشية قوية وإذا هي امرأة نصف جيدة القامة حسنة البدن ظاهرة الدم متوردة الخدين ذكية الفؤاد فسايرتني وأنا راكب فعرضت عليها مركبا فلم تركبه وأقبلت تمشي معي بقوة وحضر مجلسي قوم من التجار والدهاقين وفيهم فقيه يسمى محمد بن حمدويه الحارثي وقد كتب عنه موسى بن هارون البزار بمكة وكمل له عبادة ورواية للحديث وشاب حسن يسمى عبد الله بن عبد الرحمن وكان يخلف أصحاب المظالم بناحيته فسألتهم عنها فأحسنوا الثناء عليها وقالوا عنها خيرا وقالوا إن أمرها ظاهر عندنا فليس فيها من يختلف فيها
قال المسمى عبد الله بن عبد الرحمن : أنا أسمع حديثها منذ أيام الحداثة ونشأت والناس يتفاوضون في خبرها وقد فرغت بالي لها وشغلت نفسي للاستقصاء عليها فلم أر إلا سترا وعفافا ولم أعثر منها على كذب في دعواها ولا حيلة في التلبيس وذكر أن من كان يلي خوارزم من العمال كانوا فيما خلا يستخصونها ويحضرونها الشهر والشهرين والأكثر في بيت يغلقونه عليها ويوكلون بها من يراعيها فلا يرونها تأكل ولا تشرب ولا يجدون لها أثر بول ولا غائط فيبرونها ويكسونها ويخلون سبيلها
فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها استقصصتها عن حديثها وسألتها عن اسمها وشأنها كله فذكرت أن اسمها رحمة بنت إبراهيم وأنه كان لها زوج نجار فقير معيشته من عمل يده يأتيه رزقه يوما ويوما لا فضل في كسبه عن قوت أهله وأنها ولدت منه عدة أولاد وجاء الأقطع ملك الترك إلى القرية فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس وأهل خوارزم يدعونه كسرة .

قالت المرأة : فعبر الكافر في خيله إلى باب الحصن وقد تحصن الناس وضموا أمتعتهم فضجوا بالمسلمين وخربوهم فحصر من ذلك أهل الناحية وأرادوا الخروج فمنعهم العامل دون أن تتوافى عساكر السلطان وتتلاحق المطوعة فشد طائفة من شبان الناس وأحداثهم فتقاربوا من السور بما أطاقوا حمله من السلاح وحملوا على الكفرة فتهارج الكفرة واستجروهم من بين الأبنية والحيطان فلما أصحروا كر الترك عليهم وصار المسلمون في مثل الحرجة فتخلصوا واتخذوا دارة يحاربون من ورائها وانقطع ما بينهم وبين الخصم وبعدت المؤنة عنهم فحاربوا كأشد حرب وثبتوا حتى تقطعت الأوتار والقسي وأدركهم التعب ومسهم الجوع والعطش وقتل عامتهم وأثخن الباقون بالجراحات ولما جن عليهم الليل تحاجز الفريقان
قالت المرأة : ورفعت النار على المناظر ساعة عبور الكافر فاتصلت بالجرجانية وهي مدينة عظيمة في قاصية خوارزم وكان ميكال مولى طاهر من أبياتها في عسكر فحث في الطلب هيبة للأمير أبي العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله وركض إلى هزاراسب في يوم وليلة أربعين فرسخا بفراسخ خوارزم وفيها فضل كثير على فراسخ خراسان وعد الترك الفراغ من أمر أولئك النفر فبينما هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عن القوم ووافى ميكال موضع المعركة فوارى القتلى وحمل الجرحى .
قالت المرأة : وأدخل الحصن علينا عشية ذلك أربعمائة جنازة فلم تبق دار إلا حمل إليها قتيل وعمت المصيبة وارتجت الناحية بالبكاء
قالت : ووضع زوجي بين يدي قتيلا فأدركني من الجزع والهلع علية ما يدرك المرأة الشابة على زوج أبي الأولاد وكانت لنا عيال .
قالت : فاجتمع النساء من قراباتي والجيران يسعدنني على البكاء وجاء الصبيان وهم أطفال لا يعقلون من الأمر شيئا يطلبون الخبز وليس عندي ما أعطيهم فضقت صدرا بأمري ثم إني سمعت أذان المغرب ففزعت إلى الصلاة فصليت ما قضى لي ربي ثم سجدت أدعو وأتضرع إلى الله وأسأله الصبر بأن يجبر يُتم صبياني .
قالت : فذهب بي النوم في سجودي فرأيت في منامي كأني في أرض حسناء ذات حجارة وأنا أطلب زوجي فناداني رجل إلى أين أيتها الحرة قلت أطلب زوجي فقال خذي ذات اليمين قالت فأخذت ذات اليمين فرفع لي أرض سهلة طيبة الري ظاهرة العشب وإذا قصور وأبنية لا أحفظ أن أصفها أو لم أر مثلها وإذا أنهار تجري على وجه الأرض عبر أخاديد ليست لها حافات فانتهيت إلى قوم جلوس حلقا حلقا عليهم ثياب خضر قد علاهم النور فإذا هم الذين قتلوا في المعركة يأكلون على موائد بين أيديهم فجعلت أتخللهم وأتصفح وجوههم أبغي زوجي لكي ينظرني فناداني يا رحمة يا رحمة فيممت الصوت فإذا أنا به في مثل حال من رأيت من الشهداء وجهه مثل القمر ليلة البدر وهو يأكل مع رفقة له قتلوا يومئذ معه ، فقال لأصحابه : إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم أفتأذنون لي أن أناولها شيئا تأكله ؟ ، فأذنوا له فناولني كسرة خبز ، قالت : وأنا أعلم حينئذ أنه خبز ولكن لا أدري كيف يخبز هو أشد بياضا من الثلج واللبن وأحلى من العسل والسكر وألين من الزبد والسمن فأكلته فلما استقر في جوفي قال : اذهبي كفاك الله مؤنة الطعام والشراب ما حييت الدنيا فانتبهت من نومي شبعى ريا لا أحتاج إلى طعام ولا شراب وما ذقتهما منذ ذلك اليوم إلى يومي هذا ولا شيئا يأكله الناس
قال أبو العباس : وكانت تحضرنا وكنا نأكل فتتنحى وتأخذ على أنفها تزعم أنها تتأذى من رائحة الطعام ، فسألتها هل تتغذى بشيء أو تشرب شيئا غير الماء فقالت : لا
فسألتها : هل يخرج منها ريح أو أذى كما يخرج من الناس ؟ .
فقالت : لا عهد لي بالأذى منذ ذلك الزمان
قلت : والحيض .
وأظنها قالت : انقطع بانقطاع الطعم .
قلت : فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال ؟ .
قالت : أما تستحيي مني تسألني عن مثل هذا ؟ .
قلت : إني لعلي أحدث الناس عنك ولا بد أن استقصي .
قالت : لا أحتاج
قلت : فتنامين ؟ .
قالت : نعم أطيب نوم
قلت : فما ترين في منامك ؟ .
قالت : مثل ما ترون
قلت : فتجدين لفقد الطعام وهنا في نفسك ؟ .
قالت : ما أحسست بجوع منذ طعمت ذلك الطعام
وكانت تقبل الصدقة .
فقلت لها : ما تصنعين بها ؟ .
قالت : أكتسي وأكسو ولدي
قلت : فهل تجدين البرد وتتأذين بالحر ؟
قالت : نعم
قلت : فهل تدرين كلل اللغوب والإعياء إذا مشيت ؟ .
قالت : نعم ألست من البشر ؟
قلت : فتتوضئين للصلاة ؟ .
قالت : نعم .
قلت : لم ؟ .
قالت : أمرني بذلك الفقهاء .
فقلت : إنهم أفتوها على حديث : " لا وضوء إلا من حدث أو نوم " .
وذكرت لي أن بطنها لاصق بظهرها فأمرت امرأة من نسائنا فنظرت فإذا بطنها كما وصفت وإذا قد اتخذت كيسا فضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت .
ثم لم أزل أختلف إلى هزاراسب بين السنتين والثلاث فتحضرني فأعيد مسألتها فلا تزيد ولا تنقص وعرضت كلامها على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه فقال أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت فلا أجد من يدفعه أو يزعم أنه سمع أنها تأكل أو تشرب أو تتغوط ) انتهى ..

فسبحان الذي جعل في أهل الدنيا من يذوق طعام الآخرة ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.