أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
50189 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-07-2016, 04:02 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

ما قرره الشيخ عبيد وقع للشيخ ربيع !
فقد رأيت كتابا بين يديه فيه نقض لمقالة أشعري ؛ فقمت بتصفحه فرأيت صاحبه يقرر في السمع والبصر مذهب الأشعرية والكرابيسي وغيرهم ، فقلت للشيخ ربيع : ما رأيك فيما قال المؤلف ؟!
فقال الشيخ ربيع : هذا صحيح !!
فقلت للشيخ : هل يسمعنا الله الساعة ؟! وهل يبصرنا ؟!
أم مرجع ذلك العلم الأزلي بالمسموع والمبصر ؟!

فسكت ولم يعقب !



لكن مع التنبيه أن الأشعرية على قولين في السمع والبصر حكاهما غير ما واحد في التعلقات ، فهل يدرك المبصرات بالسمع ويبصر المسموعات !!
ثم لهم مقالة في مسألة الإدراك ، والمعتمد إرجاعهم السمع والبصر للعلم ، وهذا وإن كان باطلا غير أن إرجاع المسموع والمبصر للعلم حق من جهة دون جهة - فالله يعلم المفعولات والكائن منها قبل وقوعها كما وقع حول تكرار نزول الآيات مع جملة إنزال الكتاب في اللوح وهكذا - ، وعليه وقع نزاع بين متكلمة الصفاتية والعدلية من المعتزلة في العلم بالكليات والجزيئات ، وشمل نزاع الفرق مخاطبة المعدوم ، ونوع التعلق بين الصلوحية والتنجيزية ( الحادث والقديم ) - وهذه شهيرة في مباحث التكليف عند الأصوليين - كما وقع في السماع والإبصار للمعدوم !


__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-07-2016, 08:43 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوجابر الأثري مشاهدة المشاركة
للشيخ النجار جهود في الرد عليه وعلى غيره وفقه الله ، وله من المكتوب والمسموع والمرئي في الرد على فودة ، فمنها:

كتاب:
الأجوبة السنية على افتراءات الأشعري سعيد فودة في نقض التدمرية.

وغييرها من المقالات.

وكذلك:


http://safeshare.tv/v/ho9sxfyl_hi


والله الموفق


ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻣﺎﺩﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ أن ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﺟﻬﻮﺩﻩ.

__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-07-2016, 08:49 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَبُو صَفِيّ أَحمَد رَاغِب البَرمَشتِي مشاهدة المشاركة
بل هناك فارس هذا الميدان - فالحق أحق أن يتبع - الدكتور محمود الرضواني ( أصلحه الله ) ؛ ولكن مع كثرة انشغاله بما تملق له ، وبما شغله به أصحاب الغلو .. قلّ انتاجه ، وتبعثر مجهوده ، ولا رادّ له إلا الله إلى فسطاط العلم والتعليم ..



ﻛﻠﺎﻣﻚ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ. ﻟﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻧﻲ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻴﺪﻩ. ﻭﻟﻴﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﻠﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ-ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻂﻖ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺧﻂﺄ -ﻟﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺮﺩ.

أﻛﺮﺭ, ﺭﺩﻭﺩﻩ ﻭﻛﻠﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻗﻮﻱ ﺟﺪﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻭﺭﺳﻮﺧﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-08-2016, 12:26 AM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

وإن كنت لا أحب الكلام في تصنيف المنازل ؛ لكن من باب أنزلوا الناس منازلهم ..
الرضواني في ردوده على فرق المتكلمين من الصفاتية والنفاة المحضة فيه ضعف ظاهر لمن ذاق التأصيل العقدي وأحسن معرفة مقالات الفرق .
وقد وقع في تقريرات هي للمتكلمين لم يعرف لازمها وإلا ما قالها !
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-08-2016, 11:12 AM
أبوجابر الأثري أبوجابر الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: طرابلس- ليبيا
المشاركات: 2,053
Lightbulb للمتخصصين في باب الاعتقاد فقط تجدد صفتي السمع والبصر

للمتخصصين في باب الاعتقاد فقط
تجدد صفتي السمع والبصر


أشكل على بعض الإخوة قولي بالتجدد في هاتين الصفتين
مع أنه نص القرآن كما تقدم بيانه في ردي على الشيخ عبيد

وباعث الإشكال عندهم أمران:

الأول: أنهم وجودوا بعض المعاصرين من أهل السنة من نص على انهما ذاتيتان، ونفي التجدد فيهما
ومعنى الصفات الذاتية هي التي لا تنفك عن الذات ولا تعلق لها بالمشيئة
الثاني: فهموا من التجدد في السمع والبصر ما فهموه من صفة الكلام من خلوه في وقت من الأوقات من التكليم

والرد على الأمر الأول: أن على طالب العلم أن يستدل على قول الرجال لا أن يستدل بقول الرجال، فالسنى مهما علا كعبه في العلم اذا خالف الحق فإنه يرد عليه قوله الذي خالف فيه الحق، فالعبرة بالدليل لا بقول الرجال
ومن الخطأ المنهجي أن نترك أصول اهل السنة وقواعدهم وطريقتهم في باب الاسماء والصفات ونردها بقول وآراء بعض المعاصرين مع مكانتهم
ثم إني نقلت في ردي على الشيخ عبيد ما يجلي المسألة عن شيخ الإسلام والشيخ صالح آل الشيخ، ويشهد له قواعد السلف المطردة

وأضيف هنا قول الشيخ السعدي في تعليقه على الواسطية
قال رحمه الله: "وقد دل على هذا الأصل الكبير ما في هذه النصوص من ذِكْر : قال ويقول ، وسمع ويسمع ، وكلم ويكلم ، ونادى وناجى ، وعلم ، وكتب ويكتب ، وجاء ويجيء ، وأتى ويأتي ، وأوحى ويوحي ، ونحوها من الأفعال المتنوعة التي تقع مقيدة بأوقاتها ، كما سمعت في هذه النصوص المذكورة آنفًا ، وهذا من أكبر الأصول وأعظمها"ا.هـ

فكل من نفى التجدد مطلقا في هاتين الصفتين فقد وافق الأشاعرة
ولا يلزم من هذه الموافقة: الموافقة الكلية، وانما للتنفير من القول.

وأنبه هنا إلى أمر وهو: لما قلت في ردي على الشيخ عبد الله البخاري ان الحديث أصل بنفسه، ولا يلزم من عدم العلم العدم ردا على الشيخ البخاري لما قال إنه لا يعرف أحدا أثبت صفة العسل
فنعق ناعق فزعم أني أدعوا إلى ترك فهم السلف للنص
وما علم المسكين أني أدعوا الى استخدام قواعد السلف فيما لم يثبت فيه التنصيص على اثبات صفة من الفعل
فالقاعدة العامة المأخوذة من طريقتهم ان الفعل المطلق الثابت في النص الشرعي تشتق منه صفة مطلقة

والردعلى الأمر الثاني

أن التجدد في صفتي السمع والبصر ليس كالتجدد في صفة الكلام

ولهذا قلت في ردي على الشيخ عبيد، وفي تعليقي على متن ابن عاشر الاشعري:
(ولا يلزم من تجددهما باعتبار الآحاد أن ينتفي عنه السمع والبصر في وقت من الأوقات, لكن لما تجدد الكلام المسموع مثلًا تجدد السمع, فلما تكلمت المجادلة سمع الله قولها حين تكلمت لا في الأزل)
فالتجدد في الكلام بمعنى ان الله يتكلم ويسكت على قول من يثبت السكوت عن مطلق الكلام من اهل السنة فاذا لم يتكلم تلبس بضده وهو السكوت بخلاف السمع
فيقال: الله يتكلم ويسكت، ولانقول: يسمع ولا يسمع.


واما قول من قال: التجدد في المسموع لا في السمع
فهذا مخالف لظاهر القرآن، فالسمع يتجدد وهو أمر ثبوتي، وليس هو مجرد نسبة واضافة بين السمع والمسموع.

كتبه
د أحمد محمد الصادق النجار
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-08-2016, 04:31 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

تفصيل جيد متين فضيلة الدكتور النجار
جزاك الله خيرا ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-09-2016, 12:19 AM
أسامة السوداني أسامة السوداني غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 4
افتراضي

من العجيب أن بعض من ذهب يدافع عن شيخه عبيد الجابري حاول أن يخرج بالنقاش عن محل النزاع فأصبح يحشد النقول عن علماء أهل السنة أن صفة السمع صفة ذاتية -وهذا أمر مسلم - لكنهم تناسوا أن الشيخ عبيد وافق الأشاعرة في عدم إثباته أن صفة السمع صفة فعلية -وهذا هو موطن النزاع-.
فأين الشعارات الرنانة التي صكوا بها آذاننا من التجرد للحق ونبذ الحزبية والرد على المخالف وغيرها؟؟؟؟
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-09-2016, 01:30 AM
عبد الكريم بن أحمد بن السبكي عبد الكريم بن أحمد بن السبكي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: ورقلة جنوب الجزائر
المشاركات: 1,230
افتراضي

الذي استفتدته من دورات الشيخ الرضواني ـ حفظه الله في دورة أصول العقيدة
الفرق بين صفة الذات وصفة الفعل والفعل
فالفعل مثل قوله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زرجها " فسمع فعل تتعلق بمشيئة الله وارتبطت بزمن
أما صفة الذات فهي السميع والبصير "وصفة الذات صفة كمال لله ولا تتعلق بمشيئة
أما صفة الفعل فتقول السمع والبصر وصفة الفعل :كل صفة تعلقت بمشيئة الله إن شاء فعلها وإن شاء تركها
قال السفارييني في لوامع الأنوار البهية (1/ 126)
أَنَّ الِاسْمَ إِذَا أُطْلِقَ عَلَى اللَّهِ - تَعَالَى، جَازَ أَنْ يُشْتَقَّ مِنْهُ الْمَصْدَرُ وَالْفِعْلُ، فَيُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ فِعْلًا وَمَصْدَرًا، نَحْوَ السَّمِيعِ الْبَصِيرِ الْقَدِيرِ، يُطْلَقُ عَلَيْهِ مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْقُدْرَةِ، وَيُخْبَرُ عَنْهُ بِالْأَفْعَالِ مِنْ ذَلِكَ نَحْوَ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [المجادلة: 1] ، {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23] ، هَذَا إِنْ كَانَ الْفِعْلُ مُتَعَدِّيًا، فَإِنْ كَانَ لَازِمًا، لَمْ يُخْبَرْ عَنْهُ بِهِ، نَحْوَ الْحَيِّ يُطْلَقُ الِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ دُونَ الْفِعْلِ، فَلَا يُقَالُ حَيَّ.
__________________
إلامَ الخلفُ بينكمُو إلاما ……وهذه الضجة الكبرى علاما
وفيمَ يكيدُ بعضكمُو لبعض..…وتبدون العداوة والخصاما

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-09-2016, 01:37 PM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

في تعلُّق سمع الله وبصره بالمسموع والمُبْصَر من الموجودات



فتوى الشيخ محمد بن علي فركوس


السؤال:
نقلتم حفظكم الله تعليقَ الكِرْمانيِّ الذي نقله ابنُ حجرٍ على الأحاديث التي أوردها البخاريُّ -رحمهم الله- في «باب: ﴿وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: ١٣٤]» بما نصُّه: «المقصود مِن هؤلاء الأحاديثِ إثباتُ صفتَيِ السمع والبصر، وهما صفتان قديمتان من الصفات الذاتية، وعند حدوث المسموع والمُبْصَر يقع التعلُّق»(١)، فما معنى هذا الكلام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ ما تقرَّر -عند أهل السنَّة والجماعة- أنَّ السمع والبصر يتعلَّق بالموجود المسموع والمُبْصَر دون المعدوم، فالسمعُ والبصر مِن الصفات الذاتية الفعلية قديمةِ النوع حادثةِ الآحاد، والتعلُّقُ -عندهم- أمرٌ وجوديٌّ ثبوتيٌّ يحصل عند وجود المسموعِ والمُبْصَر، أي: يتجدَّد السمعُ والبصر عند حدوث المسموعات والمُبْصَرات.
خلافًا لِما قرَّره الكِرْمانيُّ مِن الأشاعرة -وإن كانوا هُمْ والكُلاَّبية موافِقين في الإثبات في الجملة- إلاَّ أنهم يخالفون أهلَ السنَّة في حقيقة إثبات السمع والبصر، فإنهم يثبتون السمعَ والبصرَ صفتين قديمتين، كما يثبتون متعلَّقَ السمعِ والبصرِ واحدًا وهو الموجوداتُ مطلقًا، فإنَّ الله تعالى -عندهم- يسمعُ المسموعاتِ بسمعٍ واحدٍ قديمٍ، ويبصر المُبْصَرات ببصرٍ واحدٍ قديمٍ، ولا يتجدَّد له سمعٌ ولا بصرٌ عند حدوث المسموعات والمُبْصَرات، وإنما يتجدَّد التعلُّقُ، ويقصدون بالتعلُّق أمرًا عدميًّا لا وجوديًّا، فرارًا من القول بحلول الحوادث بذاته، ولذلك كان مذهبُهم مبنيًّا على نفي الصفات الفعلية الاختيارية عن الله تعالى.
هذا، ويدلُّ على صحَّة مذهب أهل السنَّة والجماعة في أنَّ الله يسمع ويبصر وينظر إلى الأقوال والأعمال عند وجودها قولُه تعالى في حقِّ التائبين: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥]، ففيه دليلٌ على أنَّ الله تعالى يرى عملَهم بعد نزول هذه الآية الكريمة، وقولُه تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: ١٤]، فلام التعليل -في الآية- تقتضي أنَّ ما بعدها متأخِّرٌ عن المعلول، فنظرُه سبحانه إلى كيفَ يعملون هو بعد جعلِهم خلائف، ومثلُه قولُه تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ. وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٨-٢١٩].
وكذلك السمع المتعلِّق بالمسموعات بقسميه:
فالأوَّل: السمع بمعنى إدراكه سبحانه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة والخفيَّة والجليَّة وإحاطته التامَّة بها، فهذا القسم قد يُقصد به التهديد كقوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾ [الزخرف: ٨٠]، وكقوله تعالى في حقِّ اليهود: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران: ١٨١]، فأخبر تعالى أنه سمع منهم عند حدوث قولهم.
وقد يُقصد به التأييد مثل قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦]، فإنه يسمع سبحانه ما يقولان وما يقال لهما كما يرى ما يفعلان وما يُفعل لهما حالَ ذلك.
وقد يُقصد به بيان إحاطة الله كقوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ [المجادلة: ١]، فالله تعالى أخبر أنه يسمع تحاوُرهما حين كانت تجادل وتشتكي إلى الله تعالى.
والثاني: سميعٌ بمعنى القَبول والاستجابة، فالسمع يتضمَّن مع سمعِ القول قَبولَه وإجابتَه، ذلك لأنَّ الدعاء صوتُ الداعي وسَمِع الله دعاءَه، ومنه قولُه تعالى عن إبراهيم الخليل عليه السلام: ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم: ٣٩]، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم عن الإمام: «وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ» يَسْمَعُ اللهُ لَكُمْ»(٢)، فجعل الله سبحانه سَمْعَه لنا بعد الحمد جزاءً وجوابًا، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وقد دلَّ الكتاب والسنَّة واتِّفاقُ سلفِ الأمَّة ودلائلُ العقل على أنه سميعٌ بصيرٌ، والسمع والبصر لا يتعلَّق بالمعدوم، فإذا خلق الأشياءَ رآها سبحانه، وإذا دعاه عبادُه سمع دعاءَهم وسمع نجواهم كما قال تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ [المجادلة: ١]، أي: تشتكي إليه وهو يسمع التحاورَ، والتحاورُ تراجُع الكلام بينها وبين الرسول»(٣).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٥ﻫ
الموافق ﻟ: ١٣ مـــارس ٢٠١٤م
(١) «فتح الباري» لابن حجر (١٣/ ٣٧٥).

(٢) أخرجه مسلم (٤/ ١١٩) رقم (٤٠٤) من حديث أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه.

(٣) «الردًُّ على المنطقيين» (٤٦٥).




http://ferkous.com/home/?q=fatwa-1170


__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي"
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-09-2016, 01:56 PM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي


سئل الشيخ عبيد الجابري كما في موقع ميراث الأنبياء:

حفظكم الله, وهذا سائلٌ آخر يسأل عن صفتيْ السمع والبصر؛ وهل هُما من الصفات الفعليَّة؟ فأجاب: ((جاءت في القرآن وفي السنَّة, ويُمكن أن يُقال يعني أنا لا أعلم أحدًا فَصَّلَ في السمع, فقال هو ذاتيَّة باعتبار وفعليَّة باعتبار؛ وكذلك البصر؛ لا أعلم أحدًا فَصَّلَ هذا التفصيل, فأنا حتَّى هذه الساعة على أنَّهُما صفتان ذاتيتَّان لله – عزَّ وجل – ..)).
أما جواب الشيخ فركوس -تحت هذا الرابط- فكما يلي:
فالسمعُ والبصر مِن الصفات الذاتية الفعلية قديمةِ النوع حادثةِ الآحاد.
خلافًا لِما قرَّره الكِرْمانيُّ مِن الأشاعرة -وإن كانوا هُمْ والكُلاَّبية موافِقين في الإثبات في الجملة- إلاَّ أنهم يخالفون أهلَ السنَّة في حقيقة إثبات السمع والبصر، فإنهم يثبتون السمعَ والبصرَ صفتين قديمتين".
فأيُّهما المُحقُّ، والذي يعرفُ -عندكم-؛ الشيخ فركوس حفظه الله أم الجابري؛ يا معاشرَ الغلاة!؟.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.