وفاة شيخنا ومجيزنا المحدث المسند والشيخ المقرئ الفاضل القاضي التقي بن محمد عبد الله ا

[أبو الحجاج علاوي]

توفي اليوم الشيخ القاضي التقي بن محمد عبد الله الشنقيطي وهو لمن لا يعرفه أحد أكبر شيوخ البلاد الشنقيطية في القرآن وعلومه وشيخها الأبرز في السنة وعلومها وأحد أجل دعاة التوحيد ومحاربي الشرك في البلاد,يعرفه الشيخ بداه بن البوصيري المفتي السابق رحمه الله في إحدي إجازاته لبعض طلابه قائلا :(أجيزه بما أجازني به شيخي السَّنِيّ السُّنِّي التقي)
وقد عاش رحمه الله متواضعا زاهدا فيما عند الناس راغبا فيما عند ربه مشتغلا بالعلم والدعوة والعبادة وبعد أن ضيق عليه تفرغ للعلم وللعبادة فكان يقسم وقته بين التأليف واستقبال طلبة العلم في مكتبة صوتية متواضعة يحرص علي أن يكون فيها مساء لاستقبال الطلبة فمن قارئ للقرآن يريد إجازة الشيخ أو قارئ للبخاري ومسلم والجمع بين الصحيحين وألفية الحديث للعراقي وألفية النحو لابن مالك وفي الصباح مع طلابه في معهد ابن عباس.
له تفسير للقرآن مسجل بصوته وقراءته الخاشعة ومخطوط بخطه وله شرح لصحيح مسلم بيض منه الجزء الأول وبلغ تسويده الصلاة وهو عبارة عن قراءة في منهجية مسلم وترتيبه والتعليق علي الصناعة الحديثية فيه,كما أن له رسالة في أحكام الصلاة طبعت علي ورد وانتهي من تصحيحها ورسالة أخري في حكم الحلف بالحرام أضاعها متعصبوا المعهد العالي من أرشيفهم ومازلنا نبحث عنها.
كان الشيخ محمد بن أبي مدين رحمه الله يسميه طريد السنة فقد كان لا يجامل في قضايا التوحيد ومخالفة السنة ويقول بالحق لا تأخذه فيه لومة لائم ولذلك حاربه طوائف أهل البدع والتعصب واستعدوا عليه السلطة وسجن مرات رغم كونه قاضيا وأهمل حتي يخمل ذكره وفي حين كان هذا عقابا له كان هو يراه نعمة من الله فقد كان متواضعا زاهدا يكره الظهور .
كان يحب طلبة العلم ويبش في وجوهم ويبذل لهم وقته وخصوصا إذا كانوا مغتربين,فقد حضرته يوما وقد جاءه شببة صغار من اليمن يريدون قراءة الصحيحين عليه فرحب بهم ودمعت عيناه إجلالا لما جاؤوا له وتأثرا بما بذلوه من جهد .

وقد عرف من حضره قبل وفاته أنه بدأ يفقد الوعي بأن بدأ يصلي المغرب قبل وقته فقيل له الوقت لم يحن بعد فقطع صلاته ثم عاد وكبر فكان ذلك آخر عهده بالحركة حتي توفي بعد العشاء في المستشفي .
فرحمة الله علي الشيخ فقد كانت استفادة الطلاب من سمته وهديه لا تقل عن استفادتهم من علمه.
وسأحاول أن أكتب له ترجمة وافية وأرفع بعض أعماله قريبا إن شاء الله.

قال أبو الحجاج عفا الله عنه:
ولقد أكرمني الله تعالى بإجازة الشيخ بالقراءات العشر وبإجازة الرواية
فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الجنة

[أبو الحجاج علاوي]

كاتب الموضوع هو :
أبو محمد الجعفري الشنقيطي
ولقد نسيت كتابة اسمه في البداية