أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
70449 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-20-2011, 01:18 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي أي أنواع أهل السنة أنت؟ / - الطيـباوي -

أي أنواع أهل السنة أنت


مغالطات علمية في طريق الدعوة الإسلامية
....أي أنواع أهل السنة أنت؟!

مختار الأخضر الطيـباوي

الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
أما بعد......
إن عوامل التغيير المعتبرة التي طرأت على الأمة يجب أخذها بالحسبان فأهل السنة اليوم فئات متناحرة، تتصارع على حق الانتساب لهذا الاسم كأنه قلعة جامدة.
بينما السنة أصول ثابتة في العقائد، تتضمن أصول علمية منهجية في نظرية المعرفة، و ما يتعلق بها من قطعية النص ودلالاته و مرتبته، وقواعد علمية مرنة في غير ذلك.
فاليوم إذا كتبت أو تكلمت أول ما يبحث عنه القارئ أو المستمع هو أي أصناف أهل السنة أنت ؟!
يريد أن يصنفك أولا حتى يهيمن هذا التصنيف على كل وجدانه، ويشعل في عقله أضواء التحذير و التوجس و التوقف: الحمراء و الصفراء و البرتقالية!
فيقرأ لك أو يستمع إليك بحكم مسبق يقطع الطريق لأي تواصل معه مثمر.
لا يهم ما تقول، إن كان نصا قاطعا،أو إجماعا صحيحا،أو فهما ثاقبا،المهم عنده:إلى أي صنف تنتمي!
إننا نلاحظ في المحصلة العلمية الفكرية لدى فئة من أهل السنة تمجيدا مفرطا للتقليد الجديد(تأصيل أخطاء المشائخ)، قد يصل إلى حد التبجيل و التبرير العقيم لأخطاء المشائخ العلمية، أصبحت تسيء إلى الإسلام أكثر مما تفيده.
فلم تقم هذه الفئة، على دراسة هذا التراث السني دراسة علمية نقدية موضوعية مستبصرة، تفرق بين محل الاتفاق وموارد الاجتهاد.
و بين الأصول الثابتة المستدامة، و بين القواعد الاستثنائية الاحتياطية، بحيث تكشف جوانب منهج أهل السنة ، و تبين قيمته الحقيقية كمنهج علمي رصين و صارم يشكل لسان الميزان في الأمة.
يحافظ عليها من خلال حفاظه على جوهر الدين الإسلامي، وروحه الحقة ، ومقاصده في كل باب.
هذا الدور الذي يمكن له أن يمارسه بكفاءة عالية إذا أتيح له من يزيل عنه وصمة الغلو و التشدد و الانغلاق داخل الألفاظ المجردة عن معانيها عند بعض الدعاة إليه.
بحيث يفتح مثل هذا الاستيعاب لطريقة السلف في العلم الطريق أمام بقية المسلمين لتجاوز سلبيات التقليد الفاسد و العصبية المذهبية التي لا تزال تعيق نهضة الأمة الإسلامية نهضة علمية حقيقية ،وتغرقها في روح بعيدة عن روح الإسلام الحقة.
إن الأسلوب العنيف و الملتهب لهذه الفئة من المسلمين، وهي موجودة في بعض طوائف أهل السنة، وبحكم غياب منهج علمي متكامل يقوم على الاتباع بعلم الذي يقوم في جوهره على روح النقد العلمي البناء ، لا يزال ينخر الجماعة خصوصا و الأمة إسلامية عموما ،من خلال تلك المعارك المذهبية الوهمية التي يحييها في وسط أهل السنة، في زمن زالت موجباتها وظروفها.
هذا المنهج لدى هذه الفئة يولد لديها سياجا يزيد من حبسها داخل دائرة التقليد الفاسد بكل سلبياته.
يخلع بعض أهل العلم على بعض اختياراتهم العلمية التي يتبعون فيها شيخا يعظمونه رداء اليقين الشرعي، فتصبح مذهب سنيا قطعيا، من يخرج عنه يعتبر خارجا عن السنة!
فإذا ما دققنا النظر في هذه الأشياء، وعرفنا منشأها تبيّن لنا أنها مذهب لأحدهم، أو من قبيل المشهورات التي لا ترتكز على أساس علمي شرعي يدل على أنها مذهب السلف قاطبة.
و لكنها بالنسبة للشاب الذي لا يستطيع التفريق بين ما هو متفق عليه و بين ما هو مختلف فيه ، يصبح التعظيم لها عاما شاملا ،و تغطى بلباس السنة ثم يستتبع ذلك بالدفاع و الحماية، و ما ينتج عنه من مصادمات و طعونات.
فبعض مواقف طلبة العلم قد تكون نفسية أو شخصية، ولكن صدورها منهم، وقد اعتاد الناس منهم التعميم يجعلها سنية في عرف هؤلاء الناس.
إن طلبة العلم الذين يرفضون الانخراط في عملية الإصلاح العلمي للسواد الأعظم من هذه الأمة بحجة هجر المبتدع، أو خوفا من الشبه! لا يميزون تمييزا واضحا بين هجر الرؤوس ودعوة الأتباع ، ولذلك يعجزون عن تربية المقلد(العوام) على آداب التقليد و شروطه و ضوابطه.
و عليه، فالتنديد بهذه العينة المتغافلة عن متطلبات الإصلاح العلمي للسواد الأعظم، و التنديد بموقفها السلبي من عملية الإصلاح هذه، صار من المتطلبات الشرعية ،لأن تخلف قسم كبير من أهل السنة في المدة الأخيرة خلف الخطوط الخلفية للدعوة الإسلامية خطر على المسلمين عموما.
إن مشاكل أهل السنة قد تعقدت و تكاثرت كلما ألحقت هذه الفئة المشاكل ذات البعد النفسي الشخصي من الصراع حول الرئاسة و المشيخة و التحكم في الجماعة بالأصول العلمية السنية،فيستتبعه التراشق بالتبديع و التضليل.
فهذا الخلط الخطير بين الأصول العلمية و الزعامة الدينية أدى إلى تشكيل تصور لدى الشباب الصاعد ألغى كل دور للعلم في تعيين المصيب من المخطئ ، بل و راح ينتقد المخالفة المبنية على العلم، و يعتبرها من وسائل التشبيه، وشق الصفوف!
فصار الحث على الاتباع بعلم شبهة و شقا للصفوف!
و صار التقليد الفاسد يقينا و جمعا للصفوف!
فسيطرت ظاهرة التزكيات على ضمير ووعي هذا الشباب حتى إنهم ليرجحون قول شيخ تجاوز الثمانين بالتزكيات ، كأنه مبتدئ ،و بذلك صار التقليد بغير حجة وسيلة للسطو على الأحقية العلمية .
إن هذه الفئة من أهل السنة التي راحت تطالب كافة أهل السنة بالخضوع لتصوراتها الخاطئة على تفهم مواقفها المتخاذلة في الصراع القائم بين الإيمان و الكفر، بين السنة و البدع الظاهرة ،ووضعيتها الضعيفة في الدفاع عن الأمة ،بل و تخاذلها أحيانا في الدفاع عن القضايا الإسلامية لم تثقف الفرد المنتمي إليها، وتزوده بالمعارف الدينية اللازمة، و الأدوات الثقافية المعاصرة، و الكشف الإعلامي ليتفهم موقفها السلبي أو الضعيف المنحاز على حساب مصالح الأمة الإسلامية.
بل كانت دائما تتبع معه سياسة أو إستراتيجية التعتيم و التجهيل و التكذيب و إخفاء الحقائق، وهي اليوم تقطف ثمار هذه السياسة بالإنفجارات الداخلية الشديدة ،و بحراك علمي داخلها معارض و قوي ينمو ويقوى كل يوم.
إن هذه الفئة التي راحت تضخ منهج الهجر و التجريح في وعي أفرادها إرضاء لمطالب نفسيته، أو لجهات ما، دون أن تفرق بين حالة القوة و حالة الضعف،ودون أن تحاول التأليف أولا، تقف أو وقفت حاجزا أما الدعوة الإسلامية، أضاعت عليها سنين مهمة.
إن تعليم الأصول الثابتة و المتفق عليها لا يتعارض و تعليم فقه الأولويات و فقه الموازنة و الضرورات.
عدم جدية الحل الذي تقترحه هذه الفئة:
إنه من خلال تفحص منهج هذه الفئة من المسلمين نجده يطرح حلولا لبعض المشاكل التي تعاني منها الأمة معرفيا و اجتماعيا، و لكنها حلول تبقى غير عملية، ونظرية بحته، ثبت عدم نجاعها في الماضي أيام كانت الوسائل و الشروط متوفرة لها لتنفيذها.
و عليه، و جب تجاوز هذه الحلول التي تبقى في جوهرها معتمدة على السيطرة بالقوة، و تحييد الأفكار المخالفة و المعارضة عن طريق بسط سلطة مادية أو معنوية تقهر كل مخالف، و تحد من فعاليته و نشاطه المعارض لها.
فهذا حل بغض النظر عن شرعيته يبقى حلا نظريا لا يتسم بالعملية، و لا بالإيجابية، ولم يظهر إلا مزيدا من التشتت و التفرق و الضعف داخل أهل السنة.
الخاتمة:
كذلك يجب أن نقول: إذا كان تصور هذه الفئة للأمة الإسلامية القرآنية العصرية تمثله الأوضاع الراهنة فعليهم مراجعة أصولهم خاصة ما يتعلق بالعودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه.
لأنه حينئذ ستكون هذه الأمة ومقومات وجودها و أهدافها محط سخط كبير ومحاربة شديدة من أهل العلم، فهي لن تقارب حتى من بعيد أي مرحلة تمثلها الدولة الأموية أو العباسية، بل ستكون أشبه بأمة عصر المماليك في أحلك عصورهم و أسوئها.
وعليه، فعليهم العمل بجد ليعودوا بهذه الأمة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه تنظيما ووجودا كأفراد و ككيان.
وبالعودة معرفيا إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه نعلم أن القيادة الراشدة هي التي أوجدت تلك الأمة التي لا مثيل لها، وتلك الأمة صارت فيما بعد تنجب القيادات الراشدة.
ففساد الناس بسبب وجود من يغطي على هذا الفساد بتأويل ما، أو رخصة ما، أو بالسكوت السلبي عنه،أو يؤصل له،و الله المستعان.
أرزيو/ الجزائر في 10/04/2010م
مختار الأخضر الطيـباوي
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.