أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
65730 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2009, 10:45 PM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي (ليس كل قدح أو مدح حقًا)، للعلامة صالح آل الشيخ حفظه الله

قال الشيخ صالح حفظه الله: لا بدَّ أن نعرف أسباب القدح، يَقدح طالب علم في طالب علم؟ لِمَ يقدح مسلم في مسلم؟ لِمَ يقدح مؤمن في مؤمن؟ ما أسباب القدح عندهم؟ القدح له أسباب من الأسباب:
أن يكون هذا قرينًا لهذا، وكون هذا قرينًا لذاك يجعل القدح سهلاً؛ لأن القرين يكون مع مُنَافِسِهِ القرين في تنافس، فربما أراد أن يغلبه أو أن يكون مُقَدَّمًا عليه فجعله ذلك يقدح. الإمام مالك تكلم في ابن أبي ذئب، وابن أبي ذئب قال فيه الإمام مالك يستتاب مالك فإن تاب وإلاَّ قتل، الإمام مالك أحد أئمة الإسلام وابن أبي ذئب ثقة إمام وهذا إمام وهذا إمام بينهم وما بين الأقران، وقد قال ابن عبَّاس ما حاصله: إنَّ العلماء -أو قال نحوها- إن العلماء ليتنافسون أو يتحاسدون كما تنافس أوتحاسد التيوس في زروبها. وهذا ظاهر بيّن، فقد يكون قدح هذا في ذاك سببه أن هذا قرين لذاك، والمؤمن المسدَّد الورع يحب من ينصر دين الله، يحب من يقول الكلمة ولو كان ما معه إلاَّ واحد أو ليس معه أحد، وذاك معه أمم من الناس، المهم أن يكون دين الله جلّ وعلا منصورًا وأن تكون الكتاب والسنة منشورًا بين الخلق، ليس المهم أن يكون هذا أكثر أو أنا عندي أكثر، وذاك أفرح يخطئه، بل أفرح بصوابه ولو لم يكن معي أحد، وأحزن لخطئه ولو كان معي أمة من الناس، لهذا من أسباب القدح أن يكون هذا قرين لذاك.
من أسباب القدح الحسد، والحسد نهى الله جلّ وعلا عنه وهو يأكل الحسنات كما جاء في الحديث، قال جلّ وعلا ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا(54)فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ﴾[النساء:54-55]، وقد قال عليه الصلاة والسلام «إيَّاكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
الحسد ما سببه؟ سببه أنه حسد هذا وتمنى زوال نعمة الله عليه لشيء في صدره عليه، وحقيقة الحسد أنه عدم رضى بفعل الله، عدم رضى بقضاء الله جلّ وعلا، من أعطى ذاك؟ من الذي أعطاه الفضل؟ من الذي أحسن إليه؟ من الذي جعله هاديًا للناس؟ من الذي جعله كذلك وأمده بمال؟ وأمده بسمعة حسنة؟ الذي أمده بذلك هو الله جلّ وعلا، فإذا حسدته فتكون في الحقيقة معترضًا على فضل الله الذي يؤتيه من يشاء.
من أسباب أيضًا القدح التحزّبات المختلفة، هذا من فئة وهذا من فئة، وهذا يقدح في ذاك وهذا يقدح في ذاك؛ لأجل حزبه وفئته.
من أسباب القدح أيضًا أن يُقدح في عالم يُقدح في إمام لأجل إسقاطه، وإذا أسقط كان ثم هدف من وراء إسقاطه، فإذا قُدح في عام فزال ذلك العالم، كان السبيل لهذا أن يأتي ويقرر للناس ما يريد فيكون بعد ذلك سائدًا.
من أسباب القدح في العلماء أو من أسباب القدح في الموجّهين أن يكون لذلك القادح هدف يسعى من ورائه بعد القدح إلى إسقاط ذلك، وإذا أسقط هذا المقدوح وهو المشهود له بالخير وتفرق الناس عنه لم يكن موجهًا ولم يسمع الناس كلامه، فخسر الناس وخسر الدين ناصرًا من أنصاره.
المدح أيضًا له أسباب: من أسباب المدح الذي يكون تارة بحق وتارة بغير حق:
من أسباب المدح زيادة الإعجاب: يعجب بشخصية، يعجب برجل فيكون إعجابه هذا سببًا لأنْ يمدحه بدون استثناء، يملك عليه قلبه، يملك عليه مشاعره حتَّى يكون هو الكامل الذي لا عيب فيه، هذا الإعجاب يجعله يمدح بإطلاق ولا يرى عيوبه كذلك.
كذلك من أسباب المدح الزائد أو غير الحق، تارة يكون حقًا وتارة يكون على غير الحق، من أسباب المدح التحزبات أيضًا والجماعات المختلفة والآراء المختلفة، يمدح لكي يظهر هذا فيقبل الناس عليه لأنه من الفئة الفلانية، يمدح آخرلم؟ لأنه من الفئة المقابلة.
والقاعدة التي تضبط لك هذا (أن ليس كل قدح أو مدح حقًا) فلا بدَّ أن تتثبت، والوَرِع يتخلص من الهوى، يتخلص من أن يرى بقلبه، بل تنظر بالعلم، تنظر في هذا في المقدوح فيه وفي الممدوح تنظر فيه بعلم، والموازنة في هذا الأمر بأن تكون مع نفسك متحرِّيًا للحق طالبًا الصواب، وألاَّ تكون ذي هوى لا على هذا ولا على ذاك؛ بل نتج من جراء إهمال هذه القاعدة أن كان من يتوسط فلا يمدح بإطلاق ولا يقدح بإطلاق كان متهمًا من الفئتين، لا هؤلاء يرضون عنه يعني المادحين ولا القادحين يرضون عنه، وكلٌ كان مدحه أو قدحه متجاوزًا للحد أو ليس بدقيق في وصف من وصفوه، ويكون فيه نوع فيه خير وفيه غير ذلك، والمؤمن إذا كانت حسناته كثيرة وكانت سيئاته قليلة فإنه هو المسدَّد كما قال بعض أهل العلم: إذا زادت حسنات الرجل وقلَّت سيئاته فهو العَدْل.


من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها كفى المرءَ نُبلاً أن تعدَّ معايبه

...........والتوسط هو شعار هذه الشريعة وشعار هذا الدين وأن هذا الدين وسطا بين الأديان السالفة وهذه الطائفة أهل السنة والجماعة وسط بين الطوائف المختلفة
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2009, 11:08 PM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي من شرح مسائل الجاهلية،،،،،،،،،،،

قال الشيخ صالح حفظه الله: فإن من مصائب هذا العصر الذي أُبتلي بها الناس التعصب، التعصب لمن يعجبون به، فترى الواحد خاصة في الشباب، ترى الواحد منهم إذا أُعجب بشخص ممن قد يكون له أثر كبير في المسلمين، أو قد لا يكون له أثر ونحو ذلك، تراه يتعصب بحيث لا يسمع فيه ولا يقبل فيه لا كذا ولا كذا، وهذا نوع من أنواع الغلو الذي لا يجوز أن يكون في المؤمنين، بل يُنظر في كلامه هو بَشَر ومن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر ما كان وافق فيه السنة ووافق فيه الهدى فيقبل، وما لم يكن موافقا فيه فيرد عليه، كيف والإمام مالك رحمه الله تعالى ”ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر“ فمن هو دونه فلا غَرْوَ أن يكون رادّ ومردود عليه؛ يعني فلا يكون هناك تعصب عند طائفة مداره الإعجاب بأن كل ما قاله فلان فهو صواب، وكل ما لم يقله فهو خطأ، كذلك لا يكون عندنا ما يقابل التعصب بالجهة الأخرى وهو أن يكون هناك إهدار لكل صواب أصاب فيه عالم من أهل العلم أو طالب من طلبة العلم، بل الواجب أن يقال للمحسن أحسنت للمصيب أصبت وللمخطئ أخطأت، فهذا هو الذي يجب على المؤمنين، لا أن تنغلق عيونهم، تنغلق قلوبهم بحيث يكونون متابعين لكل شيء أتى به من يعجبهم سواء كان صوابا أو خطأ، وهذا يحتاج إلى نوع من التربية ينبغي أن يعتنى بها؛ ألا وهي التربية على أن يكون المقدم في نفس المؤمن هو المنهج الذي لا يخطئ، الدليل الذي لا يلحقه نقص؛ الكتاب، السنة، الإجماع ما أجمع عليه أو ما ذكره أهل السنة والجماعة في عقائدهم، وما عدا ذلك فكل يقرب منه ويبعد بحسب ما عنده من العلم والهدى.
وهذه مسألة مهمة فينبغي للشباب أن يوسعوا صدورهم، وأن لا يضيق صدرهم بعرض الآراء على الكتاب والسنة، لا، لأنه ما من أحد إلا وهو راد ومردود عليه، ولا يعتقد المراد أنه كامل، ويعتقد الناس في المردود عليه أنه ساقط بمرة، لا، بل كل أحد يجمع بين صواب وبين خطأ، فيتبع المصيب في صوابه ولا يهضم الصواب فيه، بل يشار إليه به ويثنى عليه به، ويرد على المخطئ بخطئه، ويقال إنك أخطأت في هذا ولا يتبع في خطئه، ولا يؤخذ به فيما أخطأ فيه.
هذا هو المنهج الصواب في هذه الأمور عند من أخطأ في المسائل الاجتهادية، فلا نغلوا ولا نجفوا، فالغلو مذموم والجفاء مذموم بين أهل السنة والجماعة فيما بينهم، فينبغي بل يجب أن يكون هذا كاليقين عندنا، ذم الغلو في الناس، الأشخاص، في العلماء، في الصالحين، هذا أصل من الأصول عند أهل السنة والجماعة، والغلو شعبة من شعب أهل الجاهلية؛ لأنه سببه التعصب والنفس تقبل شيئا ما، وتعجب بشخص ما فيكون القول هو ما قاله، والخطأ هو ما صد عنه.

-منقول من تفريغ الأخ سالم الجزائري جزاه الله خيراً، لشرح مسائل الجاهلية للشيخ صالح-
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2009, 11:32 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا الحبيب حامد على هذا النقل الطيب , وجعله في ميزان حسناتك ,
وحفظ الله فضيلة الشيخ صالح
آل الشيخ ونفعنا بعلمه .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-08-2009, 11:43 PM
محمود بن محمد حمدان محمود بن محمد حمدان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: (المغازي)_غــزَّة _فلسطين .
المشاركات: 612
افتراضي

سبحان الله...!!

كلام رزين .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-09-2009, 10:29 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

جزاك ربي الجنة أخي الفاضل على هذا النقل المبارك
ما شاء الله الشيخ صالح ما تكلم في مسألة إلا شفى وكفى بارك الله لنا وله في عمره وعلمه
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-09-2009, 10:49 AM
حسين بن أحمد حمد حسين بن أحمد حمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 61
افتراضي

هذا هو منهج أهل السنة الوسط بين أهل الزيغ والضلال وأهل الإفراط والتفريط
__________________
قال عبد الله ين مسعود -رضى الله عنه-:
" لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا".
قال ابن المبارك:
الأصاغر: أهل البدع".

وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي -رحمه الله تعالى وغفر له -:
(( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول .))
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-09-2009, 02:42 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي حامد ...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-09-2009, 08:12 PM
الداعي السلفي الداعي السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 64
افتراضي

جزاك الله خير أخي حامد
وحفظ الله الشيخ صالح أل الشيخ وسدده
هذه أصول لايشك سلفي فيها لكن حينما ينرغب
بتنزيلها على الوقائع والأشخاص والأقوال
هنا المحك الذي فيه الإخلاص يُفتقد من الكثير
فلا عبرة في تنزيل هذه النصوص على وقائعها إلا للعلماء الراسخين
ومهما بلغ طالب العلم من معرفة واستطراد للنصوص والأدلة
فإن خطأه أكثر من صوابه فيها فلا يقدر عليها إلا العلماء
الذين شابت لحاهم في هذه النصوص والأدلة خاصةً
في الردوود بين أهل السنة وتخطأه بعضهم إلى بعض

فجزاك الله خير أخي حامد وجزا الشيخ صالح خيرا
الذي تضمن مقالة تقسيم العلماء وطلاب العلم
في تنزيل النصوص والأدلة والأصول
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-10-2009, 12:54 AM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي ومن آداب طالب العلم،، يقول الشيخ صالح آل الشيخ.........

قال الشيخ صالح آل الشيخ في (من آداب طالب العلم):والأدب الذي ينبغي حفظه وتجده في الكتب التي ذكرنا بكثرة أن موالاة طالب العلم لشيخه أنها واجبة، ومعنى الموالاة يعني أن يحبه وأن ينصره وأن يذبّ عنه ونحو ذلك بما يعلمه هو، ولهذا جاء في كتب الآداب أو في بعضها أنه يُحرم الطالب من علم الشيخ إذا كان مغتابا له، وهذه مجربة لأن غيبة طالب العلم للشيخ تُفقد محبته وتفقد الاستفادة من علمه بعد ذلك، والأمور تأتي شيئا فشيئا؛ لأن القلب كلما كان أكثر محبة وأكثر قبولا لما يُقال ورغبة في هذا المعلم أو في هذا الشيخ أو العالم كلما كان أذب عنه واحفظ لعرضه وأكف اللسان عنه، وما علمنا أحداً من خاصة طلبة العلم، أحداً من أهل العلم المتقدمين أو المتأخرين إلا وينشرون محاسنهم، معلوم أن العلماء أو طلبة العلم ليسوا بأنبياء ولا يشترط فيهم الوَلاية؛ يعني أن يكونوا من كُمَّل المؤمنين وإنما يستفاد منهم على ما فيهم، وكلما كان العالم أو الشيخ أكثر إتباعا وأكثر استقامة وأكثر مجاهدة وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر فهو أعلى لمقامه، لكن يؤخذ من العالم ما عنده وألا يتْبع العالم بزلته، فالعالم لا يتَّبع في زلته، وكذلك لا يُتْبَع في زلته، فلا يشنع عليه بأشياء يقولها مثلا وتنشر عنه ويترك الخير الكثير الذي يقوله فلو تتبع الناس سقطات العلماء في الماضي من الأموات رحمهم الله تعالى ورفع درجتهم لوجدوا شيئا كثيرا، فما من عالم إلا وله زلة ولما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة قتادة بعض ما رُمي به مع أنه فيما ذكر كلام لكن قال لو –بل هو في ترجمة محمد بن نصر المروزي ليس في ترجمة قتادة- لما ذكر بعض ما قيل قال: ولو فتحنا هذا الباب يعني ما يقال لما سلم لنا محمد بن نصر المروزي ولما سلم لنا ابن منده ولما سلم لنا فلان وفلان. فإذن العلم يغتفر قليل خطئه مع كثير صوابه كما قال ابن رجب في فاتحة كتابه القواعد حيث قال: فلقد سنح بالبال –يعني يصف كتابه- على جناح الاستعجال في أيام يسيرة وليال والمنصف من اغتفر قليل خطإ المرء في كثير صواب. وهذا هو المنصف، يعني كل عالم لابد أن يكون له غلط هل يشترط في العالم أن يحرر كل مسألة أو أن يكون إماما في كل مسألة ولو ذكرنا ما نقل فمال رحمه الله تعالى نقلت عنه أشياء كما هو معلوم، الشافعي رحمه الله نُقلت عنه أشياء، أحمد رحمه الله نقلت عنه أشياء، أبو حنيفة رحمه الله نقلت عنه أشياء، وهكذا، العلماء ما منهم أحد إلا وثَم شيء، قال بعض أهل العلم هذا فيه حكمة من الله جل وعلا حتى لا يظن الناس بعالم أنه وصل مرتبة الأنبياء في أنه يؤخذ قوله كله، وأن يقبل بعمله في الإقتداء كله؛ يعني أن يقبل بعلمه كله في الإقتداء، فلا بد من ظهور بعض النقص، وكلما قل النقص كلما ظهرت إمامة العالم وازدادت مكانته للناس وكلما زاد النقص كلما قلت مكانته وهكذا. فإذن ينبغي لطالب العلم أن يتحقق قول الله جل وعلا ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ﴾[التوبة:71]، وأن يتحقق قول الله جل وعلا ﴿يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة:11]، وأن يعلم أن أهل العلم هم أهل الرفعة في هذه الدنيا وأن أهل العلم درجات فلا يجعلنهم في مرتبة واحدة وأن يطلب الكمال في العالم أو في المعلم أو في شيخه, هذا لا يكون، وما من أحد إلا وله قصوره إما في مقاله أو في أفعاله أو تصوره للمسائل أو في إلقائه للعلم، فيأخذ الطالب من العالم أحسن ما يجده والحَكم في ذلك كله سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-10-2009, 03:49 AM
عادل المغربي عادل المغربي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8
افتراضي

جزاك الله خيرااخى حامد على هدا النقل النفيس
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.