أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
43243 91194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-20-2012, 01:28 PM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي الإخوانُ المُسلمون .. وَسْمٌ إسلاميٌّ ، و رَسْمٌ (سياسيّ !)

الإخوانُ المُسلمون ..
وَسْمٌ إسلاميٌّ ، و رَسْمٌ (سياسيّ !)
[/size]


لم يكن ( الرّبيعُ العربي! ) إلا حَدَثاً قد دَهَمَ الأمّةَ على حين غفْلة منها – بل ُسُُباتٍ - عن دين الله – تعالى - وسنّة نبيّه – صلى الله عليه وسلّم -؛ فَدَهِمَت ، وهَمَدَت، وانْتُهِكَت ، وأُنْهِكَت ! ؛ ولا زال فينا من يتغنّى بذاك الربيع ! ؛ تارة بـ ( لَحْن الحريّة المفقودة ) ، وأخرى بـ ( عَزْف الكرامة المنشودة ! ) ؛ الصّوت – في الترديد – عالٍ ! ، ويبذلون – في سبيله! – كلّ غالٍ ! ، ولا يسْمعون لـ ( أيّ كانَ) بأيّ حالٍ .. !.


تعالت وانتشت بـ ( الربيع ) أحزابٌ وجماعاتٌ وطوائفٌ .. (اتّفقت !) على الأهداف ( الإصْلاحيّة! ) ، و توحّدت بأمل ( الكرامة والحرّيّة!) ؛ سياساتهم لذا – بالطبع –متشابهةٌ متوافقةٌ! ، لكنّ القلوبَ – أصْلاً – مُتنافرةٌ مُتفارقةٌ !.

من هذه الأحزاب والجماعات ( الإخوانُ المسلمون ) ..

وهي جماعةٌ اتّسَمَت بالمظهر الإسلاميّ ، وتَسَمّت به ؛ لكن من يتتبع تاريخ الجماعة منذ نشأتها يرى جليّاً – دون شكّ – أنها حركة سياسيّة خالصة ، وتنظيمٌ حزبيّ قائمٌ بنفس الأركان التي يقوم بها أي حزبٍ أو تنظيم سياسيّ آخر .


لو سلّمنا – جدَلاً – بجواز تأسيس الجماعات والأحزاب الإسلاميّة ؛ فلا بدّ – على أقل تقدير – أن تنطلق من قاعدةٍ علميّة صِرْفة ، وتعمل للدعوة إلى دين الله – تعالى - ، وتربية الناس على ( الإسلام المُصفّى ) من الشوائب ؛ في العقيدة والتوحيد ، والفقه والمعاملات والعبادات ؛باختصار : أن تبدأ من حيث بدأ رسول الله – صلى الله عليه وسلّم - ؛ وكلّ هذا يلزمه – حتْماً – أن يتوافر في الجماعة الوسائل والأدوات الأساسيّة التي تساعد على تحقيق ما ذكرنا ؛ وذلك من علماء وطلبة علم ، وجهد دعوي قويم كالبحث العلمي والتدريس ونشر السّنة المطهّرة ؛ وهو ما لا تجده عند هذه الجماعة ؛ وإن كان – ثمّة – فلخدمة الحزب أو الجماعة الذّاتيّة ؛ والتي هي بعيدة – تماماً – عن أصول الدّعوة الإسلاميّة ؛ ما يجْعلنا نطمئن – تماماً – للقول بأنّ ( الإخوان المسلمين ) حزبٌ من رسم (السياسة العصْريّة!) ، تحرّكه ( وساوس الأحداث القهريّة ! ) .

إنّ لهذه الجماعة ( رموزاً مُلهمةً ) مُهمّةً – عندهم - ؛ من أمثال مؤسسها حسن البنا ، وسيّد قطب – رحمهما الله تعالى - ؛ لكنّ الواقع : أنه - في الوقت الذي يبنون أفكارهم و ( دعوتهم! ) على نتاجهما ( العلمي ) و العملي - فهم مُضطربون في الفهم والتطبيق ، ويخلطون في النقل والتوثيق ؛ ناهيك عن عدم ( قبولهم ) لأيّة ( تخْطئة ) لهما قد تأتي من أهل العلم والدّراية ، وهم كذلك متعنّتون أمام أيّ دليل على ( مزاجيّة الأخْذ ) السائدة عندهم ، وتتعلّق برموزهم ؛ وخُذْ مثَلاً واحداً – للاختصار - :

يقول سيد قطب – رحمه الله – في شهادته المشهورة ؛ كما في كتاب ( لماذا أعدموني ) : " .. وحدّثته أنا عن تفكيرنا الذي انتهينا إليه من ناحية منهج الحركة ، وضرورة بدئه من شرح حقيقة العقيدة قبل النظام والشريعة ، ومن التكوين الفردي قبل التنظيم الجماعي ، ومن عدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق إحداث انقلاب من القمة ، و – بالذات - عدم إضاعة الجهد بالتدخل في الأحداث السياسية الحالية الجارية ...
ولكن لي فقط توجيهاً عاماً لكلّ الإخوان ، ولكلّ الحركات الإسلامية وهو : ألا تستغرقهم الأحداث الجارية ، وألا ينغمسوا فيها وفي المناورات الحزبية السياسية ؛ فإن لهم حقلاً آخر أوسع وأبعد مدى- وإن كان بطيئا وطويل الأمد - وهو حقل البعث الإسلامي للعقيدة وللقيم وللأخلاق وللتقاليد الإسلامية في صلب المجتمعات حتى يأذن الله - بالجهد الطويل والصبر - بقيام النظام الإسلامي " انتهى كلامه

والمعلومُ أنّ قطب – رحمه الله تعالى – قال هذا في آخر أيامه ؛أي : بعد رحلة طويلةٍ – جداً – ومُضْنية ؛ بما فيها من التجارب (السياسيّة ) مع الحكومات والحكام ؛ فلو أنّ ( الإخوان المسلمين ) استسلموا لكلمات الحقّ – تلك – من احد أشهر رموزهم ومرجعياتهم ؛ لَنُسِف ( عملُهم السياسيّ ) برمّته ؛ فلا غَرْوَ في أن مثل هذا الكلام لا يروق لهم ، ولا تتوق أنفسهم إليه! ؛ لكنّ الظاهر – في الوقت نفْسه – أنه يفوقُ مدى نظرهم ( الآنيّ ! ) الضيّق! .


تجلّت مذاهبُ (الإخوان) السّياسيّة في (أوضح صورة!) لها مع قدوم (الرّبيع العربيّ المزعوم ! ).. فرصتُهم التي طالما انتظروها ؛ وما كان لها أن تَفْلت منهم فانتهزوها بـ ( براعةٍ مٌتناهية! ) .
مذاهبهم – تلك – أُسّست على محاكاة ( فعليّة ) للنظم السياسيّة السائدة في الغرب ، وكذلك على تقليد ( وسائلهم الديمقراطيّة! ) في المطالبة بـ ( حريّة الشعوب! ) ، و ( سلْطة الشعب!) ، و (إرادة الشعب!) ، و ( الشّرعيّة الدستوريّة!) ؛ ولعلّ أبرز تلك الوسائل – المُشار إليها – ما يسمونه بالمظاهرات أو المسيرات ، والإضرابات والإعتصامات ؛ وقد أضْحَت هذه – اليوم عندهم- من الخيارات المُهمّة و ( الإستراتيجية ! ) .
وعلى الرغم من أقوال الأئمة الكبار من أهل العلم في ( تحريم المظاهرات ) ؛ إلا أنّ ( الإخوان ) – كما هو معروف – لا يهتّمون لتلك الأقوال ، ولا يأتّمون بأولئك الأئمة الجبال .

ومما يتعلّق بهذه الوسيلة ( المظاهرات والمسيرات .. ) فقد ظهر منهم- اليوم- ما يكشف تلوّنهم في الوسائل ( الديمقراطيّة!) – أيضاً - ، وجنايتهم على المسائل الفقهيّة – فهْماً وعَرْضَاً - .

ففي ( الأمس القريب ) كانوا بـ (المرصاد الشعبي!) لأيّ حدثٍ يصْدرُ للأمة من أعدائها – صغيراً كان أو كبيراً- : حشْْدٌ للجماهير في مظاهراتٍ عارمة عازمة ، وحشْرٌ للقوى الحزبيّة أمام سفارات ( الدّول الغربيّة ) الغاشمة .. ؛ فإذا بهم – الآن! – ( يتلطّفون!) مع ما صدر من إساءة فظيعة للمسلمين ، وتطاولات شنيعة - هي أكبر من سابقاتها بكثير - على الدّين ؛ وأقصدُ ذاكَ ( الفيلم المَشين ) ؛ فلم نرَ منهم تلك (الهبّات القويّة!) ؛ وإنْ كان شيء منها فعلى استحياء ، وعلى شكل (استياء!) .

إنّ أهل العلم – ونُتابِعُهم - على عدم جدوى مثل تلك ( الرّدود الانفعالية الآنيّة! ) في الانتصار لنبيّنا – عليه الصلاة والسلام - ، وإنما النُصرة في تعظيم سُنّته – صلى الله عليه وسلم – وإظهار فضائله وأخلاقه واتّباعه .. ؛ غير أنّ الظاهر من تلطّف الإخوان – هذه المرّة! – ( مُتّصلٌ ! ) بـ (أسبابٍ!) هامّة و( حليفة! ) للحزب ومصالحه ونشاطه ! ، بعيدة – كثيراً – عن دعاوى (استقرار وأمن بلاد المسلمين ) كما يقول واحدٌ من أكبر مرجعياتهم العلميّة في قناةٍ تبثّ من ( الجزيرة ! ) البعيدة عن ديار الإسلام .. !! .
هذه حقيقة .. وإلا : فأين كان مثل هذا الحرص من قبل ؟! و أين هو – الآن- في ( حراكهم الإصلاحيّ الدّاخلي ) ؟!
أين هو مع ( العلم ) أنّ خطر ( المظاهرات الإصلاحيّة! ) أكبر مما يُحْذرُ من تلك المتعلّقة بـ ( فيلم الإساءة ) لاختلاف (الخصْمَيْن) ؟!
أم تكون ( الإساءة ) لنبيّنا – عليه السلام – أهونَ من ( الفساد الاقتصادي!) فتغيّرت الموازين عندهم ؟!

وعلى كلٍّ .. فمن الغريب – هنا - أنهم قد وافقوا السلفيين في هذه المسألة والحمد لله – تعالى - ؛ ولكنْ- قد يكون – من حيث لا يريدون ، أو يدرون !! .

لقد سئمنا ( سياسة! ) هؤلاء القوم ، وسَقِمنا من أفكارهم ، ولا ندري ما ستكون عليه الأمور في الأيام القادمة إن بقي في بلاد المسلمين من يحْتكر لنفسه الحقائق والحلول حول مُشكلاتنا بلا مسوّغ شرعيّ ( علميّ)!، ويحْتمي بـ ( حشْد الجماهير!) كـَ ( ورقة ضاغطة!) يستقوي بها في مناوراته السياسيّة مع الحكومات،ويحتكم – في أحداث الساعة والفتن - إلى ( المصالح الحزبيّة ) ، و ( المطامح السياسيّة!) دون أدنى اعتبارٍ للعلم الشّرعيّ وأهله ! .

أسأل الله - العلي الكريم - أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ؛ ومن الذين يقبلون الحق ويرضون به ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علّمنا ، و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعل بلدنا الأردن مطمئناً آمناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق وليَّ أمرنا لكل خير ، ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه عليه.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد ٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسلّم تسليماً كثيراً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-20-2012, 04:16 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

بوركت فهم حزب تجميعيّ فاسد..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-20-2012, 09:52 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد النواصره مشاهدة المشاركة
الإخوانُ المُسلمون ..
وَسْمٌ إسلاميٌّ ، و رَسْمٌ (سياسيّ !)
[/size]


لم يكن ( الرّبيعُ العربي! ) إلا حَدَثاً قد دَهَمَ الأمّةَ على حين غفْلة منها – بل ُسُُباتٍ - عن دين الله – تعالى - وسنّة نبيّه – صلى الله عليه وسلّم -؛ فَدَهِمَت ، وهَمَدَت، وانْتُهِكَت ، وأُنْهِكَت ! ؛ ولا زال فينا من يتغنّى بذاك الربيع ! ؛ تارة بـ ( لَحْن الحريّة المفقودة ) ، وأخرى بـ ( عَزْف الكرامة المنشودة ! ) ؛ الصّوت – في الترديد – عالٍ ! ، ويبذلون – في سبيله! – كلّ غالٍ ! ، ولا يسْمعون لـ ( أيّ كانَ) بأيّ حالٍ .. !.


تعالت وانتشت بـ ( الربيع ) أحزابٌ وجماعاتٌ وطوائفٌ .. (اتّفقت !) على الأهداف ( الإصْلاحيّة! ) ، و توحّدت بأمل ( الكرامة والحرّيّة!) ؛ سياساتهم لذا – بالطبع –متشابهةٌ متوافقةٌ! ، لكنّ القلوبَ – أصْلاً – مُتنافرةٌ مُتفارقةٌ !.

من هذه الأحزاب والجماعات ( الإخوانُ المسلمون ) ..

وهي جماعةٌ اتّسَمَت بالمظهر الإسلاميّ ، وتَسَمّت به ؛ لكن من يتتبع تاريخ الجماعة منذ نشأتها يرى جليّاً – دون شكّ – أنها حركة سياسيّة خالصة ، وتنظيمٌ حزبيّ قائمٌ بنفس الأركان التي يقوم بها أي حزبٍ أو تنظيم سياسيّ آخر .


لو سلّمنا – جدَلاً – بجواز تأسيس الجماعات والأحزاب الإسلاميّة ؛ فلا بدّ – على أقل تقدير – أن تنطلق من قاعدةٍ علميّة صِرْفة ، وتعمل للدعوة إلى دين الله – تعالى - ، وتربية الناس على ( الإسلام المُصفّى ) من الشوائب ؛ في العقيدة والتوحيد ، والفقه والمعاملات والعبادات ؛باختصار : أن تبدأ من حيث بدأ رسول الله – صلى الله عليه وسلّم - ؛ وكلّ هذا يلزمه – حتْماً – أن يتوافر في الجماعة الوسائل والأدوات الأساسيّة التي تساعد على تحقيق ما ذكرنا ؛ وذلك من علماء وطلبة علم ، وجهد دعوي قويم كالبحث العلمي والتدريس ونشر السّنة المطهّرة ؛ وهو ما لا تجده عند هذه الجماعة ؛ وإن كان – ثمّة – فلخدمة الحزب أو الجماعة الذّاتيّة ؛ والتي هي بعيدة – تماماً – عن أصول الدّعوة الإسلاميّة ؛ ما يجْعلنا نطمئن – تماماً – للقول بأنّ ( الإخوان المسلمين ) حزبٌ من رسم (السياسة العصْريّة!) ، تحرّكه ( وساوس الأحداث القهريّة ! ) .

إنّ لهذه الجماعة ( رموزاً مُلهمةً ) مُهمّةً – عندهم - ؛ من أمثال مؤسسها حسن البنا ، وسيّد قطب – رحمهما الله تعالى - ؛ لكنّ الواقع : أنه - في الوقت الذي يبنون أفكارهم و ( دعوتهم! ) على نتاجهما ( العلمي ) و العملي - فهم مُضطربون في الفهم والتطبيق ، ويخلطون في النقل والتوثيق ؛ ناهيك عن عدم ( قبولهم ) لأيّة ( تخْطئة ) لهما قد تأتي من أهل العلم والدّراية ، وهم كذلك متعنّتون أمام أيّ دليل على ( مزاجيّة الأخْذ ) السائدة عندهم ، وتتعلّق برموزهم ؛ وخُذْ مثَلاً واحداً – للاختصار - :

يقول سيد قطب – رحمه الله – في شهادته المشهورة ؛ كما في كتاب ( لماذا أعدموني ) : " .. وحدّثته أنا عن تفكيرنا الذي انتهينا إليه من ناحية منهج الحركة ، وضرورة بدئه من شرح حقيقة العقيدة قبل النظام والشريعة ، ومن التكوين الفردي قبل التنظيم الجماعي ، ومن عدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق إحداث انقلاب من القمة ، و – بالذات - عدم إضاعة الجهد بالتدخل في الأحداث السياسية الحالية الجارية ...
ولكن لي فقط توجيهاً عاماً لكلّ الإخوان ، ولكلّ الحركات الإسلامية وهو : ألا تستغرقهم الأحداث الجارية ، وألا ينغمسوا فيها وفي المناورات الحزبية السياسية ؛ فإن لهم حقلاً آخر أوسع وأبعد مدى- وإن كان بطيئا وطويل الأمد - وهو حقل البعث الإسلامي للعقيدة وللقيم وللأخلاق وللتقاليد الإسلامية في صلب المجتمعات حتى يأذن الله - بالجهد الطويل والصبر - بقيام النظام الإسلامي " انتهى كلامه

والمعلومُ أنّ قطب – رحمه الله تعالى – قال هذا في آخر أيامه ؛أي : بعد رحلة طويلةٍ – جداً – ومُضْنية ؛ بما فيها من التجارب (السياسيّة ) مع الحكومات والحكام ؛ فلو أنّ ( الإخوان المسلمين ) استسلموا لكلمات الحقّ – تلك – من احد أشهر رموزهم ومرجعياتهم ؛ لَنُسِف ( عملُهم السياسيّ ) برمّته ؛ فلا غَرْوَ في أن مثل هذا الكلام لا يروق لهم ، ولا تتوق أنفسهم إليه! ؛ لكنّ الظاهر – في الوقت نفْسه – أنه يفوقُ مدى نظرهم ( الآنيّ ! ) الضيّق! .


تجلّت مذاهبُ (الإخوان) السّياسيّة في (أوضح صورة!) لها مع قدوم (الرّبيع العربيّ المزعوم ! ).. فرصتُهم التي طالما انتظروها ؛ وما كان لها أن تَفْلت منهم فانتهزوها بـ ( براعةٍ مٌتناهية! ) .
مذاهبهم – تلك – أُسّست على محاكاة ( فعليّة ) للنظم السياسيّة السائدة في الغرب ، وكذلك على تقليد ( وسائلهم الديمقراطيّة! ) في المطالبة بـ ( حريّة الشعوب! ) ، و ( سلْطة الشعب!) ، و (إرادة الشعب!) ، و ( الشّرعيّة الدستوريّة!) ؛ ولعلّ أبرز تلك الوسائل – المُشار إليها – ما يسمونه بالمظاهرات أو المسيرات ، والإضرابات والإعتصامات ؛ وقد أضْحَت هذه – اليوم عندهم- من الخيارات المُهمّة و ( الإستراتيجية ! ) .
وعلى الرغم من أقوال الأئمة الكبار من أهل العلم في ( تحريم المظاهرات ) ؛ إلا أنّ ( الإخوان ) – كما هو معروف – لا يهتّمون لتلك الأقوال ، ولا يأتّمون بأولئك الأئمة الجبال .

ومما يتعلّق بهذه الوسيلة ( المظاهرات والمسيرات .. ) فقد ظهر منهم- اليوم- ما يكشف تلوّنهم في الوسائل ( الديمقراطيّة!) – أيضاً - ، وجنايتهم على المسائل الفقهيّة – فهْماً وعَرْضَاً - .

ففي ( الأمس القريب ) كانوا بـ (المرصاد الشعبي!) لأيّ حدثٍ يصْدرُ للأمة من أعدائها – صغيراً كان أو كبيراً- : حشْْدٌ للجماهير في مظاهراتٍ عارمة عازمة ، وحشْرٌ للقوى الحزبيّة أمام سفارات ( الدّول الغربيّة ) الغاشمة .. ؛ فإذا بهم – الآن! – ( يتلطّفون!) مع ما صدر من إساءة فظيعة للمسلمين ، وتطاولات شنيعة - هي أكبر من سابقاتها بكثير - على الدّين ؛ وأقصدُ ذاكَ ( الفيلم المَشين ) ؛ فلم نرَ منهم تلك (الهبّات القويّة!) ؛ وإنْ كان شيء منها فعلى استحياء ، وعلى شكل (استياء!) .

إنّ أهل العلم – ونُتابِعُهم - على عدم جدوى مثل تلك ( الرّدود الانفعالية الآنيّة! ) في الانتصار لنبيّنا – عليه الصلاة والسلام - ، وإنما النُصرة في تعظيم سُنّته – صلى الله عليه وسلم – وإظهار فضائله وأخلاقه واتّباعه .. ؛ غير أنّ الظاهر من تلطّف الإخوان – هذه المرّة! – ( مُتّصلٌ ! ) بـ (أسبابٍ!) هامّة و( حليفة! ) للحزب ومصالحه ونشاطه ! ، بعيدة – كثيراً – عن دعاوى (استقرار وأمن بلاد المسلمين ) كما يقول واحدٌ من أكبر مرجعياتهم العلميّة في قناةٍ تبثّ من ( الجزيرة ! ) البعيدة عن ديار الإسلام .. !! .
هذه حقيقة .. وإلا : فأين كان مثل هذا الحرص من قبل ؟! و أين هو – الآن- في ( حراكهم الإصلاحيّ الدّاخلي ) ؟!
أين هو مع ( العلم ) أنّ خطر ( المظاهرات الإصلاحيّة! ) أكبر مما يُحْذرُ من تلك المتعلّقة بـ ( فيلم الإساءة ) لاختلاف (الخصْمَيْن) ؟!
أم تكون ( الإساءة ) لنبيّنا – عليه السلام – أهونَ من ( الفساد الاقتصادي!) فتغيّرت الموازين عندهم ؟!

وعلى كلٍّ .. فمن الغريب – هنا - أنهم قد وافقوا السلفيين في هذه المسألة والحمد لله – تعالى - ؛ ولكنْ- قد يكون – من حيث لا يريدون ، أو يدرون !! .

لقد سئمنا ( سياسة! ) هؤلاء القوم ، وسَقِمنا من أفكارهم ، ولا ندري ما ستكون عليه الأمور في الأيام القادمة إن بقي في بلاد المسلمين من يحْتكر لنفسه الحقائق والحلول حول مُشكلاتنا بلا مسوّغ شرعيّ ( علميّ)!، ويحْتمي بـ ( حشْد الجماهير!) كـَ ( ورقة ضاغطة!) يستقوي بها في مناوراته السياسيّة مع الحكومات،ويحتكم – في أحداث الساعة والفتن - إلى ( المصالح الحزبيّة ) ، و ( المطامح السياسيّة!) دون أدنى اعتبارٍ للعلم الشّرعيّ وأهله ! .

أسأل الله - العلي الكريم - أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ؛ ومن الذين يقبلون الحق ويرضون به ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علّمنا ، و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعل بلدنا الأردن مطمئناً آمناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق وليَّ أمرنا لكل خير ، ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه عليه.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد ٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسلّم تسليماً كثيراً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
================
بل هم شركاء فيما يحصل للأمة , والله المستعان.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-21-2012, 08:36 AM
ابووديع الحسني ابووديع الحسني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 71
افتراضي

الذي يجب ان يعلمه القاسي والداني والغرب على وجه الخصوص هو ان جماعة الاخوان المسلمون هم تحت مظلة الاسلام بالعموم ولايمثلون الاسلام خاصة فبالتالي ان بدا منهم خطء فلاسلام منه براء كما هو براء من افعال الشيعة اللذين هم تحت مظلة الاسلام بالعموم كذلك !!!
ولاحول ولاقوة الا بالله ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.