بحثٌ بعنوان ( مباحث في العذر بالجهل وقيام الحجة ) للحسن الكتاني، ما له وما عليه!.

[عمر الزهيري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه وقفة مع بحثٍ بعنوان ( مباحث في العذر بالجهل وقيام الحجة ) للشيخ الشريف أبي محمد الحسن بن علي الكتاني الحسني
وهو على الرابط التالي في ملف مضغوط فيه أربعة ملفات بصيغة وورد البحث مقسم عليها: http://www.m5zn.com/d/?16545800
وصاحب هذا البحث من المغاربة وعليه ملاحظات معلومات في منهجه سنذكرها.
وهذا البحث حقق صاحبه الكلام - وهو من المعظمين لقدر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومشائخ الدعوة النجدية - على العذر بالجهل والتأويل في أصول الدين عند شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وعند مشائخ الدعوة النجدية وذكر أدلة العذر بالجهل وكلامًا متينًا في ذلك.
فالشيخ محمد بن عبد الوهاب يرى العذر بالجهل لكنه يضيقه حتى كأنه لا عذر لأنه لا يشترط فهم الحجة بل بلوغها فقط أي معرفتها ولو دون فهم!!.
ومشائخ الدعوة النجدية اختلفوا في توجيه كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب على قولين الأول منهم من يقول بقوله والثاني منهم من يقول بعدم العذر بالجهل ويحمل كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب على تأويلات - أشبه بتأويلات الجهمية لأحاديث الصفات - كحملهم كلامه على أنه لأجل الظروف ولمصلحة الدعوة في بدايتها!! فهو قاله لا على أنه الحكم الذي يراه كحكم فقهي في الأمر وإنما قاله للمصلحة!! أما بعد تمكن الدعوة وانتشارها فلم يكن يقوله بل يصرح بعدم العذر بالجهل!!.
وسرد صاحب البحث النقول العديدة من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن كلام مشائخ الدعوة النجدية - ويكفي النظر في كتاب عين المجد في تاريخ نجد لعثمان بن عبد الله بن بِشْر النجدي الحنبلي ففيه التصريح بالتكفير للناس! والبلدان! ووصفها بدار حرب بمن فيها من ( جهلة مشتبهين وعلماء متأولين )!! مع غيرهم ممن ( قامت عليهم الحجة ) وأنهم جميعًا مشركون، وفي المقابل تجد وصف أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالمسلمين والموحدين ووصف ما يحصل من أخذ الأموال بالغنائم!! والفيء!! وتقسيم أسهم الغنائم!! وهذا كله لا يكون إلا بتكفير من أُخِذَتْ أموالهم!!.
- وقد يقول قائل هذا كلام مؤرخ وليس كلام عالم أقول هذا كلام غير صحيح لأنه هذا كله مصرح فيه في كلام الشيخ محمد ومشائخ الدعوة النجدية في كتبهم انظر ما نقله عنهم صاحب البحث، ويرد هذا الزعم أيضًا أن كتاب عين المجد في تاريخ نجد هو بتحقيق عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله وهو أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من المشائخ النجديين حفظهم الله ومع ذلك لا يعلق على كلام ابن بشر هذا بشيء! ويعلق على غيره من أشياء وتراه يقر ابن بشر على تلك المقولات ولا يعلق عليها بشيء! بل يعلق على غيرها أحيانًا بموافقتها!! فنجده يفسر الدين في كلام ابن بشر بأنه دين النبي وهذا وإن كان صحيحًا إلا أن ابن بشر كان يذكر كلمة اهل الدين او جاء بالدين ويريد أن جميع المخالفين للشيخ محمد بن عبد الوهاب كفار ومشركون وليسوا من أهل الدين!! وهذا كثير جدًا في كتابه!! -.
وكلام صاحب البحث في غاية الدقية في هذه النقاط.
لكن ما يُؤْخَذ على صاحب البحث أنه ذهب إلى أن مدرسة الألباني من مدارس الإرجاء! وهذا من جهله أو تحامله هداه الله.
وفي كلامه ما يُشْعِر أنه يرى كفر الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله دون تفصيل!.
وهذا من عجائب ما وقفت عليه في هذا الشأن.
فلنا حقه وعليه باطله والله الموفق إلى الصواب.
وفي المقابل نجد مقلدة الدعوة النجدية لا يردون على الأدلة المذكورة بشيء منقول أو معقول سوى الطعن بمن خالفهم تارة أو تجهيله تارة، فهيهات أن يكون لهم عشر معشار الإنصاف الذي لدى المتبعين للدليل الباحثين غير المقلدين.
فليت من يحب الرد أن يقوم بالرد بالأدلة لا بكيل التهم فنحن نقر أن الرجل صاحب منهج فيه اعوجاج ظاهر لكنه أصاب في كلامه في نقطة العذر بالجهل هذه في ما ظهر لنا والله الموفق لا رب سواه.