مصطلح أصح شيء في الباب يدور بين : مراتب القبول ومراتب الضعف وبينهما كذلك

[محمد أشرف]

- [ رؤية حديثية ] (42) –
(أ ) تخريج النقاد في كتب العلل لروايات معلة [بالمعنى العام للعلة] التي ليس لها أي تأثير في الحكم على الحديث.
(ب) مصطلح أصح شيء في الباب يدور بين : مراتب القبول ومراتب الضعف وبينهما كذلك.
صحيح / ضعيف
صحيح /حسن
حسن / أحسن
ضعيف / أضعف
( صحيح / أصح ..) نموذجا .
- صحيح / عمر بن أسيد
وأصح / عمرو بن سفيان بن أسيد ..

(ت ) «ويشبه أن يكون الأقاويل كلُّها صحاحًا؛ لأن رواتهم أثبات» الدارقطني ..

سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوي عَنِ الزُّهري، فاختُلِف فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الزُّهري:
فَرَوَى إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيد بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفي - حليفًا لِبَنِي زُهْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشَرةَ رَهْطٍ، وأمَّر عَلَيْهِمْ عاصمَ ابنَ ثابت الأنصاريَّ، فخلفَهُم مِئَةُ نَفَر مِنْ بَنِي لِحْيان، فقُتِلَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي سبعةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَبَعَثَ ناسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ليُؤْتى بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنِه، فبعث الله على عَاصِمٍ مثلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يقطَعوا مِنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ المُبارك ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: بَعَثَ رسول الله (صلى عليه وسلم ) ... .
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ : عُمَرُ بْنُ أَسِيد أصحُّ . [ علل ابن أبي حاتم 2703]
- مدار الحديث على الزهري واختلف عنه من وجهين :
أ ـ الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة ..
رواه عن الزهري معمر بن راشد وشعيب بن أبي حمزة ، روايتهم أخرجها البخاري
[ 4086، 3045، 7402 ]
ب ـ الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي عن أبي هريرة ..
رواه عن الزهري إبراهيم بن سعد (وغيره يونس بن يزيد الآيلي وإبراهيم بن إسماعيل الأنصاري..)، روايته ( إبراهيم بن سعد ) أخرجها البخاري [ 3889] ..
حاصل المسألة أنه اختلف في نسب واسم شيخ الزهري ،والأصح في إسمه
( عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي ) وهو ترجيح البخاري [ التاريخ الكبير 2566] ( قال وهو أصح ) وأبو حاتم [ الجرح والتعديل 1299] المزي [ تهذيب الكمال 22/44] واتفق عليه أكثر الثقات عن الزهري ( قصة خبيب ) وهو ترجيح محمد بن يحي الذهلي ..( فأسيد جده لا أبوه فمن قال فيه عمر أو عمرو بن أسيد فقد نسبه إلى جده ومن قال فيه ابن جارية فقد نسبه إلى جد أبيه ) [ أحمد شاكر هامش المسند 7915]
وهو ترجيح أبي زرعة ـ كما سبق ــ عُمَرُ بْنُ أَسِيد أصحُّ ، وقبله ابن المديني ..
( الأمر واسع في كل هذا والجميع واحد ومثل هذا لايقدح في صحة الحديث ) [ مازن السرساوي هامش تحقيق علل ابن المديني 567- حديث رقم 133] .
قلت : فالأمر دائر بين :
- صحيح / عمر بن أسيد
وأصح / عمرو بن سفيان بن أسيد ..


2- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم ) ؛ في المِعْرَاج

- وَرَوَاهُ قتادةُ ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَة، عَنِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم ) ؟
فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: أَنَا لا أَعْدِلُ بالزُّهْري أحدًا مِنْ أهل عصره.
ثُمَّ قَالَ: إني أرجو أن يكونَ جَميعًا صَحِيحَينِ .
وَقَالَ مرة: حديثُ الزُّهْري أصَحُّ.
قلتُ لأَبِي: وقد اختَلَفوا على الزُّهْري؟
قَالَ: نعم؛ منهُم من يَقُولُ: عَنِ الزُّهْريِّ ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
والزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، أصَحُّ.


قلت / رواية يونس بن يزيد الأيْلي عن الزهري أخرجها البخاري في "صحيحه" (349 و1636 و3342) ، ومسلم في "صحيحه" (164)

- ورواية قتادة عن أنس أخرجها البخاري في "صحيحه" (3207 و3393 و3430 و3887) ، ومسلم في "صحيحه" (164)

فهو تصحيح منهم لها ، قال الدارقطني في "العلل" (1095) : «ويشبه أن يكون الأقاويل كلُّها صحاحًا؛ لأن رواتهم أثبات»..

فما هناك إلا صحيح وأصح .

والله أعلم وهو المرشد ..