أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
56146 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2015, 04:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الإحسان إلى الجيران

الإحسان إلى الجيران

الحمد لله رب رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أمر الله – تبارك وتعالى - في كتابه العزيز بالإحسان إلى الجيران وذلك بقوله - سبحانه -: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. [سورة النساء: 36]. قال ابن كثير رحمه الله - تعالى - في تفسير القرآن العظيم: [وقوله - تعالى -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} قال عليّ بن أبي طلحة عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: يعني «الذي بينك وبينه قرابة»، {وَالجارِ الْجُنُبِ}: «الذي ليس بينك وبينه قرابة».
وكذا رُوِيَ عن عكرمة ومجاهد وميمون بن مهران والضحاك وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة.
وقال أبو إسحاق: عن نوف البكالي في قوله: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعني: «الجار المسلم»، {وَالجارِ الْجُنُبِ} يعني: «اليهودي والنصراني»، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم؛ وقال جابر الجعفي عن الشعبي عن علي وابن مسعود - رضي الله عنهما -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعني: المرأة.(1)
وقال مجاهد أيضًا في قوله {وَالجارِ الْجُنُبِ} يعني: الرفيق في السفر ...]. ا هـ. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله - تعالى – 1/ 657].

حــَــــدُّ الجـِـــــوار

عن طلحة بن عبد الله رجل من بنى تيم بن مرة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله ! إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي ؟ قال: (إلى أقربهما منك بابا) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 51 رقم 108].
وعن الوليد بن دينار عن الحسن: أنه سئل عن الجار فقال: أربعين دارًا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه، وأربعين عن يساره) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 51 رقم 109].
وقد يكون حد الجوار أكبر من ذلك؛ كالجوار في البلدة أو المدينة، لقول الله - سبحانه وتعالى -: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [سورة الأحزاب: 60].
قال ابن كثير رحمه الله – تعالى في تفسير القرآن العظيم: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}: [قال عليّ بن أبي طلحة عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهم -: أي لنُسَلِّطَنَّكَ عليهم؛ وقال قتادة: لنُحَرِّشَنَّكََ بهم؛ وقال السديّ: لنُعْلِمَنَّكَ بهم.
وقوله: {ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً} أي: في المدينة.
{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}: حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين أينما وجدوا أُخِذوا لِذِلَّتِهِمْ وَقِلَّتِهِم {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}. ا هـ. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله - تعالى - 3/ 685].

أما حديث: (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقا، فأما الجار الذي له حق واحد، فالجار المشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فالجار المسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم؛ له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها) فهو (حديث ضعيف) انظر: [السلسلة الضعيفة جـ 7 رقم 3493].
وأيًا كان الجار من هؤلاء، وأيًا كان حَدُّه، فقد أوصى الله - تبارك وتعالى – بالإحسان إلى الجار في قوله - جلَّ شأنه -: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}.
وأنزل جبريل - عليه الصلاة والسلام - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوصية بالجار، وما ذلك إلا لمكانته وقربه ودنوّه وكثرة مخالطته، إذ أن الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه يميل إلى الأنس بمن حوله.
‌فعن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن رجل من الأنصار قال: «خرجتُ من بيتي أريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا به قائمٌ ورجل معه، كل واحدٍ منهما مُقبلٌ على صاحبه: ظننتُ أن لهما حاجة، فواللهِ لقد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جعلتُ أرثي له من طول القيام، فلما انصرف، قلت : يا نبي الله ! لقد قام بك الرجل حتى جعلتُ أرثي لك من طول القيام، قال: (وقد رأيتَه ؟) قلت: نعم، قال: (وهل تدري من هذا ؟) قلت: لا، قال: (ذلك جبرئيل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، ثم قال: (أما إنك لو سلَّمْتَ عليه، لرَدَّ عليك). أخرجه الطحاوي (4/ 27) وأحمد (5/ 32 و 365) والخرائطي (35 - 36). قال الألباني: (وإسناده صحيح) [إرواء الغليل 891].
وفي رواية عن ابن عمر وعائشة – وغيرهما - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). ‌(متفق عليه).
وعن أبي شريح وأبي هريرة – رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليسكت) (متفق عليه).

وينبغي الإحسان إلى الجار وإن كان غير مسلما: فعن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه ذُبِحَتْ له شاة، فجعل يقول لغلامه: (أهَدَيْتَ لجارنا اليهودي ؟، أهَدَيْتَ لجارنا اليهودي ؟، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) قال الألباني: (صـحـيـح) انظر: [الأدب المفرد 1/ 50 رقم 105].
وأن يقدم الجار الأقرب في الهدية لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة رضي الله عنها - لما سألته: «يا رسول الله إنّ لي جارين، فإلى أيّهما أهدي؟» قال: (إلى أقربهما منك بابا). (رواه البخاري).
والحكمة في ذلك أنّ الجار الأقرب قد يرى ما يدخل بيت جاره، فيتشوَّق له، بخلاف الأبعد، كما أنّ الأقرب أسرع إجابة لما يقع لجاره من المُلمّات.
وعلى الجار المُهدى له أن لا يستقله أو يحتقره وإن كان قليلاً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: (يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارة لجارتها ولو فِرْسَنَ شاة» (متفق عليه).
والفرسن: عظم قليل اللحم، كالحافر للدابة.

كيف يعرف المسلم بأنه محسن إلى جيرانه أو مسيء ؟

عن أبي وائل عن عبدالله – رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سمعت جيرانك يقولون: أحسنت فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت). رواه النسائي في «مجلس من الأمالي» (2/ 55). وله شاهد من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ! دلني على عمل إذا أخذتُ به دخلتُ الجنة ولا تكثِرْ عليّ، فقال لا تغضب. وأتاه رجل آخر فقال: يا نبي الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة. فقال: كن محسِنا. قال: وكيف أعلم أني محسن ؟ فقال: تسأل جيرانك، فإن قالوا: إنك محسن، فأنت محسن، وإن قالوا: إنك مُسيءٌ فأنت مسيء). (صحيح) انظر: [السلسة الصحيحة 3/ 317 رقم 1327].


وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الأباني رحمه الله تعالى


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجابر الجعفي: شيعي؛ من رواة الحديث عند الشيعة؛ ويَقصد بالمرأة: الزوجة.
لكن الإحسان للزوجة يأتي في قوله تعالى: {والصَّاحب بالجنب}، وقيل: هو الرَّفيق في السَّفر؛ كما قال مجاهد.
قال فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - في تفسيره للآية الكريمة؛ وقول جابر الجعفي: [... وهذا ليس بجيدٍ؛ فرواية جابر الجعفيّ ليست بشيءٍ، والصواب: أنَّ الجارَ ذي القربى: الجار القريب، كالعمِّ وابن العمِّ والأخ ونحو ذلك...].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2015, 03:10 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الإحسان إلى الجيران

من فضائل الإحسان إلى الجيران

1. الإحسان إلى الجيران سبب من أسباب محبة الله - تبارك تعالى - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عن عبدالرحمن بن أبي قراد – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن أحببتم أن يحبكم الله - تعالى - ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم) (حديث حسن) انظر : [صحيح الجامع 1409].‌

وعن عمرو بن الحمق - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أحبّ الله عبدًا عَسَلَه، قالوا : ما عسَلَه يا رسول الله ؟ قال : يوفق له عملاً صالحًا بين يديْ أجلِهِ، حتى يرضى عنه جيرانه). أو قال : (من حوله) رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرهما) (صحيح) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3358 ] .

2. الإحسان إلى الجار من سمات الإسلام : عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنِعا تكن أشكر الناس، وأحِبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع 4580].‌

وفي رواية أخرى عنه – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أبا هريرة كن ورعا تكن من أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك، تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك، فإن كثرة الضحك فساد القلب) (حديث حسن) انظر : [صحيح الجامع 7833].‌

فإذا أحسن المسلم إسلامه فإن له بكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها). (متفق عليه).

3. الجار الصالح سبب من أسباب السعادة، والجار السوء سبب من أسباب الشقاء : عن سعد – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أربع من السعادة : المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء : المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع 887].‌ ‌

عن نافع بن عبدالحارث – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا : الجار الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع 3029].‌ . ‌

4. الثناء بالخير على الميت من الجيران يوجب له الجنة، وإن كانوا إثنين من ذوي الصلاح : قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في تلخيص أحكام الجنائز في باب : ثناء الناس على الميت :

[الثناء بالخير على الميت من جمع من المسلمين الصادقين أقلهم اثنان من جيرانه العارفين به من ذوي الصلاح والعلم موجب له الجنة، وفيه أحاديث :

الأول : (صحيح) عن أنس رضي الله عنه قال : (مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازة فأثني عليها خيرًا [وتتابعت الألسن بالخير] [فقالوا : كان - ما علمنا - يحب الله ورسوله] فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : (وجبت وجبت وجبت)، ومر بجنازة فأثني عليها شرا وتتابعت الألسن بالشر] [فقالوا : بئس المرء كان في دين الله] فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : (وجبت وجبت وجبت) . فقال عمر : فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت : وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت : وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار، الملائكة شهداء في الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض).

وفي رواية : (والمؤمنون شهداء الله في الأرض، إن لله ملائكةً تنطق على ألسنةِ بني آدم بما في المرء من الخير والشر).

الثاني : عن أبي الأسود الديلي قال : (أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتًا ذريعًا فجلستُ إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فمرت جنازةٌ فأثني خيرا فقال عمر : وجبت فقلت : ما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال : قلت : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة). قلنا : وثلاثة. قال : (وثلاثة). قلنا : واثنان ؟ قال : (واثنان). ثم لم نسأله في الواحد) (صحيح).

الثالث : (ما من مسلم يموت، فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنيين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا، إلا قال الله - تبارك وتعالى - : قد قبلت قولكم أو قال : بشهادتكم وغفرت له ما لا تعلمون). (صحيح).

واعلم أن مجموع هذه الأحاديث الثلاثة يدل على أن هذه الشهادة لا تختص بالصحابة، بل هي أيضا لمن بعدهم من المؤمنين الذين هم على طريقتهم في الإيمان والعلم والصدق، وبهذا جزم الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) فليراجع كلامه من شاء المزيد من البيان.

ثم إن تقييد الشهادة بأربع في الحديث الثالث الظاهر أنه كان قبل حديث عمر الذي قبله ففيه الاكتفاء بشهادة اثنين وهو العمدة .

هذا وأما قول بعض الناس عقب صلاة الجنازة : (ما تشهدون فيه ؟ اشهدوا له بالخير) فيجيبونه بقولهم صالح. أو مِن أهل الخير، ونحو ذلك، فليس هو المراد بالحديث قطعًا بل هو بدعة قبيحة لأنه لم يكن من عمل السلف ولأن الذين يشهدون بذلك لا يعرفون الميت في الغالب بل قد يشهدون بخلاف ما يعرفون استجابة لرغبة طالب الشهادة بالخير ظنا منهم أن ذلك ينفع الميت وجهلا منهم بأن الشهادة النافعة إنما هي التي توافق الواقع في نفس المشهود له كما يدل على ذلك قوله في الحديث الأول : (إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر)] ا هـ. انظر : [تلخيص أحكام الجنائز ص 25 – 26].

5. خير الجيران عند الله خيرهم لجاره : عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره) (صحيح) انظر: [صحيح الجامع 3270]. و [الصحيحة 1/ 211 رقم 103].‌

وقد ضرب الله مثلاً للذين آمنوا بآسيا زوجة فرعون، وهي من سيدات نساء الجنة التي اختارت خير جوار بقوله - سبحانه - : ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [سورة التحريم رقم 11]. اختارت الجار قبل الدار، كما قال العلماء.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه - (إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها، فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة فقالت : ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فكشف لها عن بيتها في الجنة) أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 1521 - 1522) عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة – رضي الله عنه - موقوفًا عليه غير مرفوع.
قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - (وإسناده صحيح على شرط مسلم) انظر: [السلسلة الصحيحة 6/ 35 رقم 2508].

6. صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار : فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة. وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار). ( صحيح ) انظر: [السلسلة الصحيحة 2/ 48 رقم 519].


يُتبع إن شاء الله -تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-04-2015, 10:27 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي للجيران حقوق وآداب

للجيران حقوق وآداب

وعليه فإن للجيران حقوقٌ وآدابٌ يجب على المسلم أن يراعيها في علاقته مع جيرانه طاعة لله – تبارك وتعالى – وامتثالاً لأمره – سبحانه -، ليدرك هذه الأجور العظيمة.

1. الإحسان إليه : وذلك ببذل أنواع الخير والمعروف إليه، فينصحه إذا استنصحه، ويعينه إذا استعانه، وينصره إذا استنصره، ويهنئه إذا فرح، ويعزيه إذا أصيب، ويواسيه إذا ابتُلي، ويعوده إذا مرض، يبدؤه بالسلام، ويلين له الكلام، يتلطف معه، ويصبر عليه، ويصفح عن زلاته. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، فعن أنس - رضي الله عنه - قال : "كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له : (أسلم). فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال : أطع أبا القاسم. فأسلم. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : (الحمد لله الذي أنقذه من النار) (صحيح) رواه (البخاري).
وفي تلخيص أحكام الجنائز ص (12) زيادة : (... فلما مات قال : صلوا على صاحبكم).

2. أن يحسن معاملته، ويسأل عنه، ويتفقد أحواله، ويواسيه بماله، ويساعده إذا احتاج إليه، ولا يحتقر من المعروف شيئا : لما يترتب على حسن معاملته من امتصاصٍ لغضبه وتجنب أذيته، وغيرته وحقده ومكره : عن أبي ذر رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (صحيح) انظر: [صحيح الجامع 7245].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة) (متفق عليه).

وعن أبي ذر- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك). (صحيح) رواه (مسلم).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه). [السلسلة الصحيحة 1/ 278 رقم 149].
قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث : [قلت : وفي الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه جائعين، فيجب عليه أن يقدّم إليهم ما يدفعون به الجوع، وكذلك ما يكتسون به إن كانوا عراة، ونحو ذلك من الضروريات.
ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقًًا سوى الزكاة، فلا يظن الأغنياء أنهم قد برئت ذمتهم بإخراجهم زكاة أموالهم سنويا، بل عليهم حقوق أخرى لظروف وحالات طارئة، من الواجب عليهم القيام بها، وإلا دخلوا في وعيد قوله – تعالى - : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۞ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [سورة التوبة 34 - 35]. ا هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 278 -281 رقم 149].

وعن ابن عُمر - رضيَ الله عنهُمَا -، قَالَ : "لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ، - أَوْ قَالَ : حِينٌ - وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ الآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ "، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَقُولُ : (كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ : يَا رَبِّ، هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ). رواه : [الإمام البخاري في الأدب المفرد (106)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد(81)].

3. أن لا يفشي سره، ولا يتتبع عورته، ولا يغتابه : فعن البراء وأبي برزة الأسلمي - رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته). (صحيح) انظر: [صحيح الجامع 7984]. ‌

ورحم الله من قال :

قالوا تَوَقَّ ديار الحيِّ إنَّ لهمُ *** عيْنٌ عليكَ إذا ما نمتَ لم تنمِ.

4. أن يراعي حرمة جاره، فيغض عنه بصره، ويحفظه في عرضه وماله ودمه : فلا يظلمه ولا يعيبه، ولا يسخر منه، ولا ينابزه بالألقاب : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله) رواه (مسلم).

وعن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لأن يزني الرجل بعشر نسوةٍ خير له من أن يزني بامرأة جاره، ولأن يسرق الرجل من عشرة أبياتٍ أيسر له من أن يسرق من بيت جاره) (صحيح) [صحيح الجامع رقم 5043].

5. وأن يكف عنه أذاه : فلا يلح عليه بكثرة السؤال، وكثرة الطلبات، أو التدخل في الخصوصيات، أو فيما لا يعنيه، أو أن يؤذيه بميزابٍ أو قذرٍ يلقيه أمام بيته، ولا يضايقه في بناءٍ أو ممر، فإن بدر من الجار سوءٌ فليحلم عليه، ولا يقابله بمثله. ولا يهجره فإن (هجر المسلم أخاه كسفك دمه) (صحيح) [صحيح الجامع رقم 7020].

6. الجار أحق بالشفعة : عن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (جار الدار أحق بالشفعة) (صحيح) [صحيح الجامع رقم 3088].

الشُفْعَة – بضم الشين وسكون الفاء –.
والشُفْعَة لغة : مأخوذة من الشفع، وهو الزوج.

وشرعًا : انتقالُ حِصَّةِ شريكٍ إلى شريكٍ أجنبي بمثل العِوَض المسمّى. (1)

فمن كان له جارٌ شريكٌ في أرضٍ أو حائطٍ أو دارٍ أو نحو ذلك، فلا ينبغي أن يبيعَ حتى يعرض على شريكه، فإن باعَ قبل العرض عليه فهو أولى بالمبيع.

وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (جار الدار أحق بدار الجار) (صحيح) [صحيح الجامع رقم 3089].

وعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من كانت له نخل أو أرض فلا يبيعها حتى يعرضها على شريكه) (صحيح) انظر: [سنن ابن ماجه 2/ 833 رقم 2492].

وإذا كان بين الجارَيْنِ حَقٌ مشتركٌ من طريقٍ أو ماءٍ ثبتتْ الشفعَةُ لكل منهما، فلا يبعْ أحدهما حتى يستأذِنَ جاره، وإن باع من غير إذنه، كان أولى بالمبيع.

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : (إنما جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق، فلا شفعة) (صحيح) انظر: [البخاري 2257/ 824 / 2].

عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا، إذا كان طريقهما واحدا) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم 3103] و [سنن ابن ماجه 2/ 833 رقم 2494].

مما تقدم نستشعر عظمة الإسلام، وأحكام الإسلام، ومبادئ الإسلام، التي لو عمل بها الناس وتوقف كل منهم عند حدوده وراعى ما له وما عليه، لعاشوا حياةً سعيدةً هانئةً، آمنةً مطمئنة، وما جارَ جارٌ على جار، ولا دول على دول، ولكن ... الله المُستعان.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) انظر: [الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز ص380 -381].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-05-2015, 01:33 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي التحذير من الإساءة إلى الجيران بقول أو فعل.

التحذير من الإساءة إلى الجيران بقول أو فعل.

1. أول خصمين يوم القيامة جاران: عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أول خصمين يوم القيامة جاران) (حسن). [صحيح الرغيب والترهيب جـ 2 رقم 2557].

وعن ليث عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (لقد أتى علينا زمان - أو قال - حين وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم يقول: (كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفة). قال الألباني: [حسن لغيره]. انظر: [الأدب المفرد 1/ 52 رقم 111].

2. أمرنا الله – تبارك وتعالى - بالإستعاذة من جار السوء في دار المقامة، لأنه ينغص العيش بسوء فعاله: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام، فإن الجار البادي يتحول عنك). (صحيح) [صحيح الجامع رقم 2967].
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة) (حسن) انظر: [صحيح الجامع رقم 1299].‌

3. الإساءة إلى الجيران وغشهم وظلمهم، علامة نقصٍ في الإيمان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: [ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله]. (حسن). وله شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره نحوه بلفظ (بوائقه). والمعنى واحد. أي: شره.[السلسلة الصحيحة 5/ 213 رقم 2181].
ويقول: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه). [رواه البخاري].

وفي هذا الحديث أقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على نفي الإيمان عمن لا يَأمن جاره شروره وأذاه وظلمه وغشه وخداعه،. وكرر اليمين ثلاث مرات لتأكيدِ حَقِّ الجار، وأهميته ووجوب مراعاته.
وقد حمله كثير من العلماء على أنّ مراده: نفي كمال الإيمان، ولا شك أنّ من يعصي الله – تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم – بالإساءة إلى جاره، غير كامل الإيمان.

4. من أعظم الذنوب عند الله - تعالى - الزنا بحليلة الجار، والسرقة من بيت الجار وعاقبتهما وخيمة وإثمها مضاعف: فعن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يزني الرجل بعشر نسوةٍ خير له من أن يزني بامرأة جاره، ولأن يسرق الرجل من عشرة أبياتٍ أيسر له من أن يسرق من بيت جاره) (صحيح) [صحيح الجامع رقم 5043].

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: (أن تجعل لله ندًا وهو خلقك)، قلت: إن ذلك لعظيم ثم أي ؟ قال: (أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك)، قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك) (متفق عليه) انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2403].

الحَليلـــة: بفتح الحاء المهملة، هي الزوجــــة.

5. لا خير في جار السوء وإن صلى وإن صام : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رجل: (يا رسول الله إن فلانة - يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها -، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: (هي في النار)، قال: يا رسول الله ! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال: (هي في الجنة). رواه (أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم). وقال: (صحيح الإسناد).
ورواه (أبو بكر بن أبي شيبة) (بإسناد صحيح) أيضا ولفظهُ : (قالوا : يا رسول الله فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها، قال: (هي في النار)، قالوا: يا رسول الله ! فلانة تصلي المكتوبات؛ وتَصَدَّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال: (هي في الجنة) (صحيح) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2560] و [السلسلة الصحيحة1/ 369 رقم 190].

6. سوء الجوار من علامات قرب قيام الساعة: عن عبد الله ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين، ويؤتمن الخائن، حتى يظهر الفحش والتفحش، وقطيعة الأرحام، وسوء الجوار. إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب نفخ فيها صاحبها فلم تغير ولم تنقص، والذي نفس محمد بيده، إن مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد) (صحيح) [السلسلة الصحيحة 5/ 360 رقم 2288].

من ابتلي بجار سوء فماذا يفعل ؟

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو جاره، فقال له: (اذهب فاصبر)، فأتاه مرتين أو ثلاثا، فقال: (اذهب فاطرح متاعك في الطريق) ففعل، فجعل الناس يمرّون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره، فجعلوا يلعنونه، فعل الله به وفعل، وبعضهم يدعو عليه، فجاء إليه جاره فقال: ارجع فإنك لن ترى مني شيئًا تكرهه) (حسن صحيح) رواه أبو داود واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: (صحيح على شرط مسلم). انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2559].

يلوموني أن بِعْتُ بالرُّخْصِ مَنزلي **** ولم يعلموا جـارًا هناك ينغــص
فقلت لهم كفُّــوا المَلامَ فإنَّمــــــــــا **** بجيرانِها تغلو الدِّيارُ وتَرْخُصُ.

اللهم إنا نسألك خير الديار وحسن الجوار في الدنيا والآخرة، ونعوذ بك من جار السوء في دار المقامة.

آمين؛ آمين ... وصلي اللهم وسلم وبارك على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين؛ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-10-2015, 07:15 PM
غنى ابو الكاس غنى ابو الكاس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: يوماً ما سأرحل دون أمتعة فيارب اجعل وجهتي الجنة
المشاركات: 28
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء امي الحبيبة وبارك فيك على موضوعك الشيق والمفيد وجعله الله في ميزان حسناتك، واسأل الله ان يجعل الجنة دارك والمصطفى صلى الله عليه وسلم جارك.
__________________
قال أحد الحكماء:تنفّس بالحمد لله,وتعجّب بسبحان الله, وافرح بالصلاة على رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم, واحزن بإنّا لله وإنّا إليه راجعون, واكسر سُمّ عينك بما شاء الله تبارك الله, وابدأ ببسم الله, واختم بالحمد لله , فليس بعد رضى الله الّا الجنّة جعلنا الله وإياكم من أهلها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-22-2015, 04:38 AM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

بارك الله فيك يا أم عبدالله على هذا الموضوع الطيب وزادكِ علماً
وأي نعمة أفضل من نعمةٍ قد أنعمَ اللهُ بها علينا أنا وزوجي ... بأفضل من مجاورة بيتٍ من بيوت الله -( مسجد الفرقان )- ، وبجوار شيخين من شيوخنا الأفاضل في فلسطين ..
فأحمدُ الله كثيراً على هذه النعمة العظيمة وهذا الجوار الطيب....
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-27-2015, 03:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنى ابو الكاس مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير الجزاء امي الحبيبة وبارك فيك على موضوعك الشيق والمفيد وجعله الله في ميزان حسناتك، واسأل الله ان يجعل الجنة دارك والمصطفى صلى الله عليه وسلم جارك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا أم عبدالله على هذا الموضوع الطيب وزادكِ علماً
وأي نعمة أفضل من نعمةٍ قد أنعمَ اللهُ بها علينا أنا وزوجي ... بأفضل من مجاورة بيتٍ من بيوت الله -( مسجد الفرقان )- ، وبجوار شيخين من شيوخنا الأفاضل في فلسطين .
فأحمدُ الله كثيراً على هذه النعمة العظيمة وهذا الجوار الطيب

وإياكما ولكما بمثل ما دعوتما ابنتيّ الحبيبتين "غنى أبو الكاس" و " أم محمد السلفية " وزيادة رؤية وجه الله الكريم في جنة
عرضها كعرض السموات والأرض.

أحبتي الغاليات : أسعدني مروركما والدعاء، شكر الله لكما ،وأجزل لكما الأجر والمثوبة والعطاء، وأدام عليكما نعمه ظاهرة وباطنة.

وهنيئًا لكمــــا حسن الجوار، بارك الله فيكمـــــا وفيمن جاوركمـــــا، وجنبكمــــا جيران السوء.

وحفظ الله فلسطين وسائر بلاد المسلمين، والعلماء العاملين منارات الهدى في الأيام الحالكات، القابضين على دينهم في زمن الغربة.

يقولون قبلَ الدارِ جارٌ موافقٌ غ‍ غ‍ غ‍ وقبلَ الطريقِ النهجُ أنْسٌ رَفيقُ.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-01-2015, 12:27 AM
أم اليمان أم اليمان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الاردن
المشاركات: 29
افتراضي

جزاك الله خيرا امي الحبيبة وبارك فيك وبعلمك وعمرك....
__________________
زوجة ابو اليمان رأفت صالح رحمه الله
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-05-2015, 07:44 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم اليمان مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا امي الحبيبة وبارك فيك وبعلمك وعمرك....
وإياكم ابنتي الحبيبـــــة أم اليمـــــان وفيكــــم بارك الله.

ولك بمثل ما دعوت وزيادة، رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.

سررت بمرورك والدعاء، فجزاك الله عني خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.