أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
49310 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-28-2015, 09:03 AM
المهندس فاضل العجيلي المهندس فاضل العجيلي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 9
افتراضي الحقيقة الشرعية للتوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن لفظ التوحيد وما تصرف منه له ورود في نصوص الشرع ، وقد بيّنه الشرع أتم بيان ؛ فهو إذن لفظ شرعي ، والألفاظ الشرعية لها حقائق شرعية لا يحل لنا أن نتعداها في تفسير هذه الألفاظ ، وهذا ما جرى عليه علماء السلف في تفسير التوحيد .
وأما الطوائف الأخرى من المتكلمين بجميع أصنافهم والمتصوفة والقبوريين فقد حادوا عن بيان الشرع للتوحيد وفسروه بما يتوافق مع مذاهبهم وأهوائهم بما لا مجال لذكره الآن .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : (( وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْأَلْفَاظَ الْمَوْجُودَةَ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ إذَا عُرِفَ تَفْسِيرُهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا مِنْ جِهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إلَى الِاسْتِدْلَالِ بِأَقْوَالِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَلَا غَيْرِهِمْ .... فَلَوْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يُفَسِّرَهَا بِغَيْرِ مَا بَيَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ وَأَمَّا الْكَلَامُ فِي اشْتِقَاقِهَا وَوَجْهِ دَلَالَتِهَا فَذَاكَ مِنْ جِنْسِ عِلْمِ الْبَيَانِ . وَتَعْلِيلُ الْأَحْكَامِ هُوَ زِيَادَةٌ فِي الْعِلْمِ وَبَيَانُ حِكْمَةِ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ ؛ لَكِنَّ مَعْرِفَةَ الْمُرَادِ بِهَا لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى هَذَا )) .
فأحببت في هذه الوريقات أن أذكر النصوص الشرعية التي وردت فيها لفظة التوحيد ، وابين كيفية الاستدلال بها على صحة ما ذكره علماء السلف من تعريف للتوحيد .
فأما تعريفه في اللغة : فهو مصدر للفعل الثلاثي المزيد بتضعيف عينه ، يقال وحّد يوحّد توحيدا أي جعله واحدا ، فهو على وزن تفعيل ، ومادة ( وحد ) تدور حول الوحدة والانفراد ، والتفرد ، والحكم والعلم بأن الشيء واحد .
قال الإمام ابن فارِس رحمه الله في معجم مقاييسُ اللّغة: (( الواو والحاء والدال: أصلٌ واحد يدلُّ على الانفراد. من ذلك الوَحْدَة . وهو وَاحدُ قبيلته ، إذا لم يكنْ فيهم مثلُه ، قال :
يا واحدَ العُرْبِ الذي ما في الأنامِ لـه نَظِير )) .
وقال الإمام الجوهري رحمه الله في الصحاح في اللغة : (( ويقال: وحَّدهُ وأحَّدَهُ ، كما يقال ثنَّاهُ وثلَّثهُ . ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ، أي منفردٌ. وتوَّحَدَ برأيه ، تفَرَّدَ به )) .
وقال الإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله في مفردات ألفاظ القرآن : (( الوحدة : الانفراد)).
وقال الإمام الزبيدي رحمه الله في تاج العروس : (( ووَحَّدَه تَوْحِيداً : جعَلَه وَاحِداً وكذا أَحَّدَهُ)).
وقال العلامة السفاريني رحمه الله في لوامع الأنوار البهية : (( والتوحيد تفعيل للنسبة ، كالتصديق والتكذيب لا للجعل ، فمعنى وحّدت الله : نسبت إليه الوحدانية لا جعلته واحدا ، فإن وحدانية الله تعالى ذاتية له ليست بجعل جاعل )) .
وأما تعريفه في الشرع : فتنوعت عبارات السلف في تعريفه وإن كان المآل واحدا ، فمنهم من عرفه بحده الجامع ، ومنهم من عرّفه بالتقسيم ، أي : قسم التوحيد إلى أقسام ثم عرف كل قسم على حدة ، وقد جمع الإمام ابن عثيمين رحمه الله بين الطريقتين ، فعرفه بتعريف جامع متضمنا لذكر أقسامه ، فقال رحمه الله في تعريفه في القول المفيد : (( وفي الشرع : إفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات )).

فقوله : ( إفراد الله سبحانه ) لأن هذا هو المعنى اللغوي لكلمة ( التوحيد )كما مر تقريره سابقا .
أما قوله : ( بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ) فلأن هذه هي أقسام التوحيد وسيأتي ذكر الأدلة على ذلك إن شاء الله .
وقوله : ( بما يختص به ) جيء به في التعريف لإخراج بعض المعاني التي تتضمنها بعض أفراد أنواع التوحيد ، حيث جاء إثبات هذه المعاني للمخلوق ، وهذا الإثبات لا ينافي التوحيد ، ولا مطلوب من العبد التخلي عنه كشرط لصحة التوحيد ، ولا هي من الأمور التي لا ينبغي أن يختص بها أو يخص بها أحد إلا الله ، ويتضح هذا ببعض الأمثلة :
1- فمن أفراد الربوبية اختصاص الخلق بالله ، قال تعالى : ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر ﴾ فهذه الجملة تفيد الحصر لتقديم الخبر؛ إذ إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر
أما ما ورد من إثبات خلق من غير الله جل وعلا ؛ كقوله تعالى : ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين : (( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )) ،
فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق ، لأن معناه بما يختص به من الخلق وهو الإيجاد بعد عدم.
وكذلك إفراد الله بالملك فلا يملك الخلق إلا خالقهم ؛ كما قال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ﴾ وقال تعالى : ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ .
وأما ما ورد من إثبات الملكية لغير الله ؛ كقوله تعالى : ﴿ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ وقال تعالى : ﴿ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ﴾ فهو ملك محدود لا يشمل إلا شيئاً يسيراً من هذه المخلوقات ؛ فالإنسان يملك ما تحت يده ، ولا يملك ما تحت يد غيره ، وكذا هو ملك قاصر من حيث الوصف ؛ فالإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك ، ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً ، فمثلاً : لو أراد أن يحرق ماله أو يعذب حيوانه ؛ قلنا : لا يجوز ، أما الله ـ سبحانه ـ ؛ فهو يملك ذلك كله ملكاً عاماً شاملاً.
2- من أفراد توحيد الأسماء والصفات وصف الله عز وجل بصفة العلم وتسميته باسم العليم ، وجاء وصف بعض مخلوقاته بالعلم كما في قوله تعالى : ﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾، وسمى بعض خلقه باسم العليم كما في قوله تعالى : ﴿ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾ ، فالعلم الذي وصف وسمي به المخلوق غير العلم الذي وصف وسمي به الخالق ؛ لأن علم المخلوق قاصر وسبقه جهل ويلحقه نسيان ، أما علم الله عز وجل فهو شامل لكل شيء ولم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان ، وهذا مختص بالله عز وجل ، وهذا هو الذي يجب إفراد الله عز وجل به حتى يصح التوحيد .
3- من أفراد توحيد الألوهية المحبة ، وقد ورد إثباتها للمخلوق كما في قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ ، وصرف هذه المحبة للمخلوق لا ينافي التوحيد ؛ لأن المحبة التي يجب أن يفرد الله بها هي ما كانت مختصة به وهي ما جمعت معها التعظيم والخضوع والذل .

وأما النصوص الشرعية التي ورد فيها ذكر التوحيد :
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له : (( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ( وفي رواية : شهادة ألا إله إلا الله ) فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس )) رواه البخاري وغيره .
2- جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه و سلم : (( ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .. )) رواه مسلم وغيره.
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( بني الإسلام على خمسة على أن يوحد الله ( وفي رواية : أن يعبد الله ويكفر بما دونه ) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج فقال رجل الحج وصيام رمضان ؟ قال لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم )) رواه مسلم وغيره .
4- عن يسيرة رضي الله عنها و كانت إحدى المهاجرات قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين التوحيد ، وأعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات )) رواه الحاكم.
5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين أقرنين أملحين موجوءين . فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ . وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد صلى الله عليه وسلم)) رواه أحمد والطبراني وابن ماجه .
وإذا أمعنا النظر في هذه النصوص التي فيها ذكر التوحيد نجد أنها حددت لنا معالم التعريف المذكور سابقا للتوحيد وهو : إفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .
فقوله ( إفراد الله سبحانه ) يدل عليه حديث جابر بن عبد الله رضي الله في صفة حجة النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال : (( فأهل بالتوحيد )) ثم فسره بقوله : (( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )) ففسر التوحيد بنفي الشريك ، ونفي الشريك يعني الإنفراد .
ويدل عليه أيضا حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث فسر قوله : (( يوحد الله )) في الرواية الأولى بقوله في الرواية الثانية : (( أن يعبد الله ويكفر بما دونه )) فالكفر بما دونه ( و (ما) هنا من ألفاظ العموم ) يعني إفراده وحده بتوحيد العبادة .
أما قوله : ( بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ) فيدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما في بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل إلى اليمن حيث قال له : (( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ( وفي رواية : شهادة ألا إله إلا الله ) )) ، ففسر التوحيد في الرواية الثانية بشهادة ألا إله إلا الله ، وشهادة ألا إله إلا الله تشمل هذه الأنواع الثلاثة ، ويوضح ذلك ما قاله الإمام ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى والرسائل :
(( هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها ، إما بالتضمن ، وإما بالالتزام ، وذلك أن قول القائل " أشهد أن لا إله إلا الله " يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة الذي يسمى توحيد الألوهية وهو متضمن لتوحيد الربوبية، لأن كل من عبد الله وحده، فإنه لن يعبده حتى يكون مقراً له بالربوبية، وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات، لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة، لما له من الأسماء والصفات، ولهذا قال إبراهيم لأبيه: ﴿ يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً ﴾ فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات )) .
ويدل عليه أيضا حديث جابر بن عبد الله رضي الله في صفة حجة النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال : (( فأهل بالتوحيد )) ثم فسره بقوله : (( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ))
وتضمن هذا التفسير ذكر الأنواع الثلاثة للتوحيد :
فيؤخذ من قوله : (( إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )) توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .
ويؤخذ من قوله : (( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك )) توحيد الألوهية ؛ فلا إله إلا الله اجتمعت في لبيك اللهم لبيك؛ لأن لبيك اللهم لبيك إثبات، ولبيك لا شريك لك لبيك نفي، فلابد أن تثبت لله عَزَّ وَجَلَ ما أثبت لنفسه، وأن تنفي عن كل شيء سواه، ذلك الشيء الذي أثبته له عَزَّ وَجَلَ .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في حاشيته على تهذيب سنن أبي داود : (( أن النبي قال : (( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )) ، وقد اشتملت التلبية على هذه الكلمات بعينها وتضمنت معانيها وقوله ( وهو على كل شيء قدير ) لك أن تدخلها تحت قولك في التلبية لا شريك لك ، ولك أن تدخلها تحت قولك ( إن الحمد والنعمة لك ) ولك أن تدخلها تحت إثبات الملك له تعالى إذ لو كان بعض الموجودات خارجا عن قدرته وملكه واقعا بخلق غيره لم يكن نفي الشريك عاما ولم يكن إثبات الملك والحمد له عاما وهذا من أعظم المحال والملك كله له والحمد كله له وليس له شريك بوجه من الوجوه )) .
ويدل عليه أيضا حديث يسيرة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين التوحيد ، وأعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات ))
فقوله : (( ولا تغفلن فتنسين التوحيد )) يدل مفهومه على أنهن إن لم يغفلن وأتين بالتسبيح والتهليل والتقديس فقد أتين بالتوحيد ؛ فعلى هذا فالتسبيح والتهليل والتقديس تفسر لنا حقيقة التوحيد وأقسامه الثلاثة :
فيؤخذ من قوله : ((التهليل )) ـ وهو قول لا إله إلا الله ـ توحيد الألوهية بالمطابقة وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات بالتضمن .
ويؤخذ من : ( التسبيح والتقديس ) توحيد الأسماء والصفات ؛ لأن التسبيح والتقديس يعني تنزيه الله عز وجل عن صفات النقص ونفيها عنه ، وهذا التنزيه يتضمن إثبات كمال ضده وهو إثبات صفات الكمال لله عز وجل .
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في " الدعاء المأثور وآدابه " : (( جماع التوحيد في ركنين : أحدهما : نفي النقائص والآفات . والثاني : إثباته على أعلى صفات الجلال ونعوت الكمال والعظمة والكبرياء . فاختار الله سبحانه لنفي النقائص والآفات لفظ التسبيح ، واختار لإثبات المحامد وصفات الجلال لفظ الحمد .
فإذا قال القائل ( سبحان الله وبحمده ) فتقديره : براءة لك من النقائص والآفات ، والحمد لله على ما أنت أهله من صفات الجلال ونعوت الكمال ، وتحقيق الألوهية وثبوت الربوبية )) .
والله أعلى وأعلم وأحكم .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-29-2015, 01:47 PM
محمد مداح الجزائري محمد مداح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,028
افتراضي


بارك الله فيك ونفع بعلمك أخي الفاضل العجيلي
موضوع قيم ومفيد جدا
إذن تقسيم التوحيد شرعي
لا اصطلاحي
والدليل قول الله تبارك وتعالى {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وقول الله تعالى {أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
وقوله تعالى {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ}
وقوله {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}

وقال الله تعالى {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
وقوله {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
وقوله تبارك وتعالى{يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
وقوله سبحانه {فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى}

وقوله {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}
قوله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
وقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}
وقوله {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
وقوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}وغيرها من الآيات.
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -في المجموع (3/161):
((أَمَّا الِاعْتِقَادُ: فَلَا يُؤْخَذُ عَنِّي وَلَا عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي؛
بَلْ يُؤْخَذُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ))
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-30-2015, 10:02 AM
المهندس فاضل العجيلي المهندس فاضل العجيلي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 9
افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الحبيب محمد الجزائري وزادكم علما وفضلا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-02-2015, 02:37 PM
محمد ناصر الدين محمد ناصر الدين غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 7
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.