أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
27770 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-17-2014, 12:14 AM
أمجد المستريحي أمجد المستريحي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: عمان الأردن
المشاركات: 246
افتراضي هل يجوز قولُ الناسِ : ( نحن نعشق رسول الله ) !

هل يجوز قولُ الناسِ : ( نحن نعشق رسول الله ) !

جرتْ العادة في مدارس ( وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين ) في الأردن الآمنة ، أن يقولَ مُقَدِّمُ الاذاعة الصباحية أو المسائية عبارة ...يظُنُّ مُقَدِّمُها وسامِعُها أنها دَليلٌ على حُبِّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهي توضع بين يدي الطالب الذي يريد أن يقرأ حديثاً شريفا من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .

وهذه العبارة نَصُّها : (كلُّ القلوبِ إلى الحبيب تميلُ ، ومعي بذلـكَ شـاهدٌ ودلــيلُ ، أمَّا الدَّلــيلُ إذا ذكرت محـمَّداً ،، صارَتْ دموعُ العاشقينِ تسيلُ ) !!!

وقائل هذه العبارة كمن قال فيهم الشاعرُ :

رامَ نَفْعاً فَضَرَّ من غيرِ قَصَدٍ ... ومن البرِّ ما يكونُ عُقُوقا !!

فهم يريدون إظهارَ حُبِّ واتِّباع المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لكن أخَطَؤوا التعبير ، والمعنى ...

وصدقَ فيهم :

أَوْرَدها سعدٌ ، وسعدٌ مُشْتَمِلْ ... ما هكذا يا سعدُ تُوْرَدُ الإبلْ !!

فإنَّ دليلَ محبَّةِ الرسول الكريم هو اتِّباعه والسير على خُطَاه ، قال تعالى :

( قل إنْ كُنْتُم تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعوني ، يُحْبِبْكم اللهُ ويغفرْ لكم ذنوبَكم واللهُ عفورٌ رحيم ) .

فالاتباع هو دليل المحبَّة والاخلاص لله ولرسوله ، ومن زعم غيرَ ذلك فهو مُفْترٍ ، أقحم نفسه في بنيات الطريق ، وفي دهاليز الظلام .

وقد ضرب الصحابةُ الكرامُ أروعَ صُوَرِ الاتباع لنبيهم – صلى الله عليه وسلم – فبذلك سادوا الدنيا ، وملكوا المشارق والمغارب .

ومن صُوَرِ اتِّباعهم ما أخرجه ابن حِبَّان في ( صحيحه ) :

عن حصين بن حرملة المهري : حدثني أبو المصبح المقرائي عنه قال :

(( بينا نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك : أي أبا عبد الله إركب فقد حملك الله ، فقال جابر : أصلح دابتي واستغني عن قومي ؛ وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار) . فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ، ناداه بأعلى صوته : يا أبا عبد الله إركب فقد حملك الله ، فعرف جابر الذي يريد ؛ فرفع صوته فقال : أصلح دابتي وأستغني عن قومي ؛ وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ) ؛ فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه )) .

فقد اتَّبَعَ الصحابةُ والتَّابعون الرسولَ الكريمَ في غبارِ الأرضِ ؛ بهذا حُقَّ لهم السيادةُ وَوِراثةُ الأرض !

فبعد توضيح مفهوم الاتباع ، نأتي إلى خطأِ العبارة التي تُقال في الاذاعة المدرسية ، فالعبارة جعلتْ الدليل على حُبِّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – سَيَلان دموع العاشقين عند ذكر اسم الرسول الكريم ، وهي عبارة مُسِيْئةٌ للرسول الكريم ، ولم تُشِرْ إلى مسألة الاتباع بل مجرد دموع تَصْدُرُ من عيون العاشقين للرسول في زعمهم !!

وهل يجوز أن نقول : ( فلان عاشق للرسول ) ؟

الجواب : لا

لأن المتكلم بهذه العبارة جاهل بلغة العرب ، فلو عرف معنى ( العشق ) وبين من يكون لما تَفَوَّه بها في حَقِّ الرسول الكريم بل من الفرق الخبيثة اطْلَقَتْ ( العشق ) بينها وبين الله – عياذا بالله – من جهلهم وافترائهم !!

فكلمة ( العشق ) لا تكون الا بين الرجل والمرأة ، وما ينتج عن ذلك من اتِّصال سواءً كان محرَّماً أو حلالاً .

قال العلامة ابن الجوزي : (فإن العشق عند أهلِ اللغة لا يكونُ إلا لما ينكحُ ).

وقال ابن أبي العز شارح الطحاوية : (ولعل امتناعَ إطلاقهِ ، أن العشقَ محبةٌ مع شهوةٍ ) .

قال العلامةُ بكر أبو زيد في ( معجمِ المناهي اللفظية ) ( ص 392 ): ) امتناعُ إطلاقهِ في حق النبي صلى اللهُ عليه وسلم كما في اعتراضاتِ ابنِ أبي العزِ الحنفي على قصيدةِ ابم أيبك ، لأن العشقَ هو الميلُ مع الشهوةِ ، وواجبٌ تنزيهُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم إذ الأصلُ عصمتهُ صلى اللهُ عليه وسلم ) .

أما اللفظ الذي جاءت في القرآن والسنة فهو ( الحُبُّ ) :

قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) .

وقال تعالى : (( قل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببْكم اللهُ ... )).

وجاء في الحديث : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) .

فتبَيَّن لنا أن لفظة ( العشق ) حادثةٌ في الشرع ، ولم ترد في القرآن ولا في السنة ، والوارد هو ( الحب ) ، لأن لفظ ( العشق ) وضعه العرب الأقحاح لما يكون بين الرجل والمرأة وهذا لا يليق في حق الله ولا حق رسوله الكريم .
__________________
زوروا موقع ( مثاني ) عودة إلى الكتاب والسُّنّة بفهم سلف الأمة .. بإشراف د.أمجد المستريحي.
www.mathany.org
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.