قولوا جهرا في وجه ذلك الصخّاب السبّاب: إننا صائمون.

[عبد الحميد العربي]

قولوها بملء فيكم جهرا في وجه ذلك الصخّاب السبّاب: إننا صائمون.

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخرج الإمام البخاري في صحيحه كتاب الصيام، باب: هل يقول إنّي صائم إذا شُتم، من طريق: هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابّه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم....).
وعند النسائي من حديث عائشة: ( الصيام جنّة من النار، فمن اصبح صائما فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه، ولا يسبه، وليقل: إني صائم..) انظر صحيح الجامع: (3878)
قال الصنعاني في سبل السلام: (لا يشتم مبتدئا ولا مجاوبا)

أجهروا في وجه ذلك السبّاب بأعلى صوتكم وقولوا له: إننا صائمون.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج6/ص356): (والصحيح أنه يقول بلسانه كما دل عليه الحديث، فإن القول المطلق لا يكون إلا باللسان، وأما ما في النفس فمقيد).
وقال ابن قيم الجوزية في الزاد (ج2/ص52): (ونهى الصائم عن الرفث والصخب والسِّباب وجواب السّباب، فأمره أن يقول لمن سابّه: إني صائم).
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح صحيح مسلم: (والصحيح أنه يقولها جهرا في صوم النافلة والفريضة، وذلك لأن فيه فائدتين:
الفائدة الأولى: بيان أن المشتوم لم يترك مقابلة الشاتم إلا لكونه صائما لا لعجزه عن المقابلة بالمثل.
الفائدة الثانية: تذكير هذا الرجل بأن الصائم لا يشتم أحدا، وربما يكون هذا الشاتم صائما كما لو كان ذلك في رمضان، وكلاهما في الحضر سواء، حتى يكون قوله هذا متضمنا لنهيه عن الشتم، وتوبيخه عليه).

قولوا لذلك الصخّاب السبّاب: الصيام جنّة من صخبك وسبّك وجهلك.

أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الصوم جُنَّة من عذاب الله")(صحيح الجامع: 3866).
وعند أحمد والنسائي أيضًا بلفظ: (الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال) صحيح الجامع (3879).
وعند أحمد بإسناد حسن عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنَّة يستجن بها العبد من النار) (صحيح الجامع: 3867).
وعند أحمد بسند حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار) (صحيح الجامع: 3880).


عصمنا الله من شرّ السبّابين والصخّابين في شهر رمضان المبارك.

[مروان السلفي الجزائري]

( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) أي : إنما تنتفع بها القلوب المؤمنة .

جزاك الله خيرا على الذكرى يا شيخ عبد الحميد الجزائري .

[عبد الحميد العربي]

اقولها جهرا لذلك السبّاب الصخّاب في منتداه وفي التويتر:

مهما سببت واعتديت وافتريت ولفّقت وفبركت وهددت وانتفخت وتأتأت وغرّدت، وخربشت، واستهزأت، وتطاولت، وغمغمت، و....و....و....و......



إني صائمٌ.

[علي بن حسن الحلبي]

...جعلتُ العنوان الأكبر لهذا المنتدى المبارَك-إن شاء الله-قولَ الله-تعالى-:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}:حتى يكونَ لِجاماً للسبّابين والصخّابين -دائماً-...لا في شهر رمضانَ-فقط-!
جزاكم الله خيراً على هذه الذكرى..
وجعلني الله وإياكم مِن العالِمين فيها،العامِلين بها.

[أبو متعب فتحي العلي]

بوركت فضيلة الشيخ العربي
وحفظكم الله شيخنا الحلبي

[عبد الحميد العربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي

...جعلتُ العنوان الأكبر لهذا المنتدى المبارَك-إن شاء الله-قولَ الله-تعالى-:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}:حتى يكونَ لِجاماً للسبّابين والصخّابين -دائماً-...لا في شهر رمضانَ-فقط-!
جزاكم الله خيراً على هذه الذكرى..
وجعلني الله وإياكم مِن العالِمين فيها،العامِلين بها.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو متعب فتحي العلي

بوركت فضيلة الشيخ العربي
وحفظكم الله شيخنا الحلبي

وأنتم جزاكم الله خيرا يا شيخ علي.
وفيك بارك الله يا فتحي.

وأجهر بها مرة ثانية وثالثة ورابعة.......

أيها السبّاب الصخّاب

إني صائمٌ

[عبد الحميد العربي]

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في «الجواب الكافي» (ص113).

«ولما كانت العثرة عثرتين عثرة الرِجل وعثرة اللسان جاءت أحدهما قرينة الأخرى في قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم كما جمع بين اللحظات والخطرات في قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾»

[مروان السلفي الجزائري]

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :

مما مَنَ اللهُ به على أُمتنا أن سخر لها علماء يذودون عن حياض هذا الدين بأصول صحيحة و قواعد مستمدة من الكتاب و السنة , و من بين تلك الأصول الواضحات عند طلبة العلم الصغار قول الله تعالى : { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ } .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :

( وقوله : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } .

إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها ، فيخبر بها ويفشيها وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة .

وقد قال مسلم في " مقدمة صحيحه " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن حفص ، حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع " وكذا رواه أبو داود في كتاب " الأدب " من سننه.

وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نهى عن قيل وقال ) أي : الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ، ولا تدبر ، ولا تبين. .

وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "بئس مطية الرجل زعموا ".

وفي الصحيح : " من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ".

ويُذْكَرُ هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق عليه ، حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه ، فجاءه من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك ، فلم يصبر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفهمه : أطلقت نساءك ؟ قال : " لا " . فقلت : الله أكبر . وذكر الحديث بطوله .

وعند مسلم : فقلت : أطلقتهن ؟ فقال : " لا " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه . ونزلت هذه الآية : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر) انتهى .

فهذه القاعدة السلفية الواضحة غابت في هذا الزمان - و في هذا الشهر المبارك رمضان - عن أذهان بعض الأغمار الذين حسدوا الفتى على حد قول أبو الأسود الدؤلي :

حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ

فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ

كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها

حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ

ومن هؤلاء الأعلام النبلاء الشيخ العَلَم عبد المالك رمضاني - حفظه الله - الدي أغاض بسكوته بعض الجهال حين لم يعبأ بهم و لم يرد عليهم في سفاهاتهم التي أهلكتهم كحال دود القز .

و من هؤلاء الحُسَادِ غرٌ لئيمٌ من مدعي العلم , ذهب يفتري الكذب على الشيخ بكلام منقول لا خطام له و لا زمام سوى : " قيل و قال" .

و قد نُهينا عن هذا الخلق المَشِين في شرعنا كما سلف آنفا .

فقيل : أن الشيخ يطعن بألفاظٍ قبيحة - يتنزه عنها الطلبة الصغار فضلا عن العلماء - في بعض الشيوخ السلفيين - سددهم الله للحق - و ما هذا الكذب الصُراح منه إلا للغِلِ الذي في قلب الرجل السفيه على أهل العلم العاملين .

فقال - كذباً و بهتاناً - : أن الشيخ تغير.. أن الشيخ يطعن في العلماء ..أن الشيخ يدافع عن أهل البدع .. أن الشيخ تَلَوَن ..أن الشيخ فُتِن .. أن الشيخ أنكر ما كان يعرف ... وغيرها من الطعونات الجائرة عن الحق دون ذكرٍ لكثيرٍ من السبِ و الشتمِ - معرضاً عن ذكرها في هذا الشهر المبارك - .

وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرم

شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ

فليتق الله أولئك الحساد من المتعالمين و أذنابهم فالظلم ظلمات يوم القيامة .

و صلى الله على نبينا و سلم .

[ابوعميررضا]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ ، وَلا يَجْهَلْ ، فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ ) رواه البخاري (1894) ومسلم (1151).

قال الحافظ :

قَوْله : (فَلا يَرْفُث) الْمُرَاد بِالرَّفَثِ هُنَا الْكَلام الْفَاحِش .

قَوْله : ( وَلا يَجْهَل ) أَيْ لا يَفْعَل شَيْئًا مِنْ أَفْعَال أَهْل الْجَهْل كَالصِّيَاحِ وَالسَّفَه وَنَحْو ذَلِكَ .

والْمُرَاد مِنْ الْحَدِيث أَنَّهُ لا يُعَامِلهُ بِمِثْلِ عَمَله بَلْ يَقْتَصِر عَلَى قَوْله : "إِنِّي صَائِم" اهـ

وقال النووي :

اعْلَمْ أَنَّ نَهْيَ الصَّائِمِ عَنْ الرَّفَث وَالْجَهْل وَالْمُخَاصَمَةِ وَالْمُشَاتَمَة لَيْسَ مُخْتَصًّا بِهِ , بَلْ كُلّ أَحَد مِثْله فِي أَصْل النَّهْي عَنْ ذَلِكَ ، لَكِنَّ الصَّائِم آكَدُ اهـ .

[الإبراهيمي الجزائري]

جزى الله مشايخنا خير الجزاء عبد الحميد وعلي حسن على هذا والتراحم
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ))
قال ابن العربي: (حقيقة الرَّحْمَة إرادة المنفعة، وإذا ذهبت إرادتها من قلب شقي بإرادة المكروه لغيره، ذهب عنه الإيمان والإسلام)
ويقول المناوي: (لأنَّ الرَّحْمَة في الخلق رقة القلب، ورقته علامة الإيمان، ومن لا رأفة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا رحمة عنده شقي)
فاللهم وفق مشايخنا لكل خير