تنبيه بخصوص ما قاله الريسوني في (الثورات)،و(الخروج على الحكام) / الزهراني

[أبو محمد رشيد الجزائري]

سألني قريب لي : هل استمعت إلى كلام الريسوني الأخير للجزيرة في حصة " الشريعة والحياة " ؟ فقلت بعضا منه فقط . فأخذ يُعدّد لي الشُبه التي طرحها هذا الحزبي ، وبحثت عن ردود على أقواله فلم أجد إلا هذا المقال :

تنبيه بخصوص ما قاله الريسوني
أحمد بن صالح الزهراني

للأسف الشديد استمعت إلى كلام الريسوني على قناة الجزيرة، ولا أريد أن أبعد كثيراً في تفصيل ما قرّره لأنّ غالب ما قاله في شأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هو لسان من لا يعرف سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ولا منهج أئمّة السّلف، ولكن أشدّ ما حفزني لكتابة هذه الكلمات هو خطأ وقع فيه يؤكّد على ضعف ما تحدّث به من حيث سلامة النقل ومن حيث سلامة التصوّر والفقه.

فقد سأله المذيع عن حديث عبادة في السمع والطاعة وقوله صلّى الله عليه وسلّم : {إلاّ أن تروا كفرا بواحاً} فنقل عن النووي وابن حجر أنّهما جوّزا الخروج على السلطان الجائر الفاسق وتغييره بالقوة وفسّرا الكفر في الحديث بالمعصية .

أمّا تفسير الكفر بالمعصية فقد قاله النّووي ونقل ابن حجر بعض الروايات في الحديث خارج الصحيح، ورغم أنّ الراجح هو أنّه الكفر على بابه ، إلاّ أنّ ما أوحى به من أنّهما يجوّزان الخروج على الحاكم الفاسق الظالم كذب عليهما.

وحاشاهما وهما من أئمّة الحديث الذين يعرفون تتابع النصوص الّتي تحرم الخروج وتغيير الحاكم بالقوّة ولو كان ظالماً ما دام مسلما .

وقد رجعت إلى الفتح وإلى المنهاج فوجدت ابن حجر يقول بعد تحدث عن روايات الحديث : «والذي يظهر حمل رواية الكفر على ما إذا كانت المنازعة في الولاية فلا ينازعه بما يقدح في الولاية إلا إذا ارتكب الكفر، وحمل رواية المعصية على ما إذا كانت المنازعة فيما عدا الولاية، فإذا لم يقدح في الولاية نازعه في المعصية بأن ينكر عليه برفق ويتوصل إلى تثبيت الحق له بغير عنف»

ووجدت النّووي يقول : « معنى الحديث لا تنازعوا ولا ة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيثما كنتم»

أقول : فالنّووي يتكلم عن مجرد الاعتراض والمنازعة أي المخالفة في الرأي والإنكار بالقول كما قال تعالى : {فإن تنازعتم في شيء } .

ثمّ قال : « وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَحَادِيث بِمَعْنَى مَا ذَكَرْته ، وَأَجْمَعَ أَهْل السُّنَّة أَنَّهُ لَا يَنْعَزِل السُّلْطَان بِالْفِسْقِ ، وَأَمَّا الْوَجْه الْمَذْكُور فِي كُتُب الْفِقْه لِبَعْضِ أَصْحَابنَا أَنَّهُ يَنْعَزِل ، وَحُكِيَ عَنْ الْمُعْتَزِلَة أَيْضًا ، فَغَلَط مِنْ قَائِله ، مُخَالِف لِلْإِجْمَاعِ » انتهى من المنهاج.

فانظر ما قاله النووي وانظر بعده عمّا نقله الرجل عنه لتعرف أنّنا في وقت فتنة حقا استشرف لها كثير ممّن رقّ دينه وضعف عقله فعارض سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الثابتة وتكلّف لها التأويل البارد السّامج كلّ هذا عبادة لطغيان الجمهور الجارف .

وإنّه والله وقت غربة حقيقيّة للسنّة حتّى أصبح بعض النّاس يخشى التكلّم بها خوف التّصنيف والتّهمة بمناصرة الظلمة والطواغيت كما تكلّم الريسوني هو والمذيع وألمحا إلى لمز وغمز علماء المملكة وغيرهم من أهل السنّة بأنّهم علماء سلطان ، والله المستعان.

المصدر :
http://twitemail.com/email/247405113/1/تنبيه-بخصوص-ما-قاله-الريسوني

[أبو الوليد المغربي]

نحن نرجوا أن يتصدى لهذا الحركي المتهافت بعض مشايخنا لتفنيد أقواله وشبهاته عبر بعض الفضائيات فإن كثيرا من الناس روجت عليهم مثل هذه الشبهات المتهافتة.ولا يجب أن يترك مثل هؤلاء يصولون ويجولون ويطعنون في أهل السنة أمام الملايين ثم لا نتصدى لهم.
أين مشايخ الفضائيات من هذا الأمر أم أنهم مشغلون؟؟؟ مشغولون بماذا؟؟؟؟.
فكما أشعلوها حربا على أهل السنة عبر فضائيات الفتنة فيجب علينا أن نرد عليهم بالمثل وعبر الفضائيات.


وكان مما ذكره هذا الرجل قوله:
"إذن الحاكم إذا صدرت عنه معاص مغلظة فاحشة فادحة وكانت علنية وواضحة ونعرفها هذا تسقط طاعته وتسقط ولايته وتسقط شرعيته أيا كان كانت هذه المعاصي الفادحة الفاحشة هذا مقتضى الحديث ثم إن الكفر قال "تروا" والذي يرى هو الأفعال. الكفر لا يرى. يقال ويسمع. الكفر البواح لا يكون إلا بالقول. الأفعال عند أهل السنة لا تدل على الكفر. قد نرى الإنسان ساجدا للصنم ولا نكفره لأنه إن سألناه يقول : هذا البلد يقتل كل مسلم فأنا أسجد للصنم لعلهم يتركونني أو يسجد للصنم لسبب من الأسباب"

والذي لفت انتباهي قوله " الكفر البواح لا يكون إلا بالقول. الأفعال عند أهل السنة لا تدل على الكفر."

نقول له يا ريسوني على كبرك صرت مرجئا. من تقصد بأهل السنة فهذا قول المرجئة وليس قول أهل السنة.

فقد حصر الكفر في القول فقط ونفى أن يكون الكفر بالعمل أوالإعتقاد وقوله هذا غريب جدا ولا أعلم من من الفرق الضالة يقول بهذا الكلام.


فإنه قد حكى غيرُ واحدٍ الإجماع على أنَّ الكفرَ يكون بالقولِ أو الفعلِ أو الإعتقادِ .منهم ابن حزم.

فهل تقول أن من أهان المصحف ولطخه بالنجاسة وداسه لا يكون عندك كافرا.

وهل من علق الصليب وعبد عبادة النصارى في الكنيسة أو سجد للصنم لا يكون عندك كافرا بإطلاق.

.

[أبو الوليد المغربي]

نشكر الأخ أبا محمد الجزائري على هذا الطرح.

[أبو محمد رشيد الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد المغربي

نحن نرجوا أن يتصدى لهذا الحركي المتهافت بعض مشايخنا لتفنيد أقواله وشبهاته عبر بعض الفضائيات فإن كثيرا من الناس روجت عليهم مثل هذه الشبهات المتهافتة.ولا يجب أن يترك مثل هؤلاء يصولون ويجولون ويطعنون في أهل السنة أمام الملايين ثم لا نتصدى لهم.

بارك الله فيك أخي الكريم فهذا ما نرجوه من مشايخنا ، أن يردوا على هذا المفكر الحركي فهو " إمام الفكر المقاصدي " عندهم .
وتجدهم اليوم يتسترون بمقاصد الشريعة تماما كما كانوا يدّعون فقه الواقع سابقا .

هؤلاء المفكرين شابهوا الصوفيين في تقسيم علماء الشرع إلى علماء نصوص وعلماء مقاصد (والصحيح أن يقال عنهم علماء فكر ورأي).
وأرى أنه لما لم يُلتفت إلى كلام المفكرين لقربهم من الفلسفة وعلم الكلام وجدوا وسيلة وهي الإختفاء وراء " مقاصد الشريعة " حتى يُرفعوا فوق علماء الشرع .

هذا رابط لكتاب " فقه الواقع بين النظرية والتطبيق " للشيخ علي بن حسن الحلبي - حفظه الله - ، فيه رد على مفكري الواقع :

http://ia700603.us.archive.org/28/items/ibe44/ibe44.pdf