أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87807 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 01-04-2011, 04:24 PM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل " عمر "على صبرك معي وأرجو منك أن تواصل معي إلى النهاية .
أخي الحبيب :
لنفترض أن القول بأن للعيد خطبة واحدة هو قول الخلفاء الأربعة والصحابة أجمعين ثم أتى بنو أمية فأحدثوا الجلوس (في كل الخطبة) الذي أنكره عليهم الصحابة فلما خلفهم بنو العباس أعادوا الأمر الأول إلا أنهم أحدثوا هذا جلسة الخفيفة قياسا على الجمعة وحملوا الناس على هذا الأمر فلم يقبلوا مخالفا لهم ، فلم يُنكر عليهم أحد مع تفرّق العلماء في الأمصار !، فهل تصدّق أخي الفاضل أن يتفق كل علماء الإسلام من مجتهدين وفقهاء ومحدثين طيلة أربعة عشر قرنا على مخالفة السلف الصالح ؟! .
نعم يؤسفنا أن يخالف عالم واحد أو اثنان أو ثلاثة في هذا القرن المتأخر السلف الصالح ، ولكن هذا نعتبره هينا إذا ما قورن بقولنا أن الأمة كانت طيلة القرون الماضية مخالفة للسلف الصالح . فالشيخ الألباني – رحمه الله - أخطأ في اجتهاده وخالف القاعدة التي ذكرها لأنه لا يوجد في هذه المسألة قول ثان ، فلعله اغتر بقول النووي : " لم يثبت في تكرير الخطبة شيء ، والمعتمد فيه القياس على الجمعة " والصنعاني " وليس فيها أنها خطبتان كالجمعة ، وأنه يقعد بينهما ولعله لم يثبت ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم ، وإنما صنعه الناس قياسا على الجمعة " فبنى عليهما هذا القول الجديد ، ولا يسوغ لنا تقليده في هذا الخطأ مع اعتقادنا أنه مأجور إن شاء الله .
قال ابن قدامة في المغني : " ومتى ما انقسم أهل العصر على قولين في حكم, لم يجز إحداث قول ثالث, لأنه يخالف الإجماع, فلم يجز المصير إليه "، وهو ما قرره النووي في المجموع . هذا إذا كان في المسألة قولان فكيف إذا كان فيها قول وحيد !
فإذا كنتَ من القائلين بأن في المسألة قولان فأثبت الخلاف بنقل من المنكرين صحابة وتابعين وعلماء سابقين ولو كان ضعيفا ، هذا أولا .
ثانيا : قول العلماء " يرجحه القياس على الجمعة " هل تظن أنهم أرادوا بذلك إحداث عبادة جديدة أم الصواب أنهم وجدوا الأمة متفقة على هذه الصفة ولم يجدوا دليلا صحيحا فقاسوها على الأصل وهو خطبة الجمعة التي ورد فيها النص ، وهذا هو الأولى بعلماء الأمة ، قال ابن رجب في فتح الباري مانصه: "وهذا مما يدل على أن بعض ما أجمعت الأمة عليه لم ينقل إلينا فيه نص صريح عن النبي ؛ بل يكتفى بالعمل به" وهناك عدة مسائل مشابهة لمسألتنا نذكر منها :
- الاجماع على تحريم شحم الخنزير قياساً على لحمه ومن أمثلته الاجماع على تحريم القضاء فى حالة الجوع والعطش المفرطين ونحو ذلك كالحقن والحقب من مشوشات الفكر قياساً على الغضب المنصوص عليه فى الحديث المتفق عليه : ((لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان)) . " أنظر مذكرة أصول الفقه للشنقيطي "
- قال ابن المنذر: ((أجمع العلماء على أن الماء القليل أو الكثير إذا وقعت فيه نجاسه فغيرت له طعماً أو لوناً أو ريحاً فهو نجس)) فهذا إجماع مع أن الحديث ضعيف .
- النوم ناقض للتيمم مع أنه لم يرد في النصوص إلا نقضه للوضوء وإنما أدخلنا التيمم بالقياس .
ففي مسألتنا هذه وجد العلماء الأمة متفقة على جعل خطبة العيد كخطبة الجمعة ولم يبلغهم نص صحيح صريح – وإن كان قول ابن عباس في الإستسقاء يُفهم منه ذلك إلا من مكابر – فقالوا بالقياس ليس إنشاءً لعبادة جديدة ولكنه تعليل لما اتفق عليه السلف .
قال ابن قدامة المقدسي: "يجوز أن ينعقد الإجماع عن اجتهاد وقياس ويكون حجة"[ روضة الناظر ص77]

تنبيه : قلت أخي الكريم " فما دمنا نقيس على الجمعة ـ فلم ينكر الصحابي الارتقاء على المنبر ـ؟ "
الصحابة لم يُنكروا إرتقاء المنبر وإنما أنكروا إخراجه والبدء بالخطبة فافهم أخي
عن أبي سعيد الخدري قال " ... أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له غيرتم والله فقال أبا سعيد قد ذهب ما تعلم فقلت ما أعلم والله خير مما لا أعلم فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة " رواه البخاري وفي رواية مسلم " فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت أين الابتداء بالصلاة فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرار ثم انصرف "
وقد سبق الكلام على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خطب العيدين من مكان مرتفع فارجع إليه غير مأمور ، بل إنك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل الراحلة ليُبلغ السامعين كما في حديث خطبة يوم النحر ، قال النووي في شرحه لصحيح مسلم :
" قوله : ( قعد على بعيره ) ... وفيه دليل على استحباب الخطبة على موضع عال من منبر وغيره ، سواء خطبة الجمعة والعيد وغيرهما ، وحكمته أنه كلما ارتفع كان أبلغ في إسماعه الناس ورؤيتهم إياه ، ووقوع كلامه في نفوسهم ." أهـ
وقال ابن حجر في الفتح " وفيه الخطبة على موضع عال ليكون أبلغ في إسماعه للناس ورؤيتهم إياه " أهـ
ومن العجيب أن يوجد في هذا الزمان من يخطب العيد على الأرض والمنبر أمامه ولا يرتقيه إدعاء للسنية ومحتجا بالحديث " فَإِذَا صلّى قَام قَائمًا على رجليه " والحديث إنما دلالته على أنه خطب قائما وليس جالسا ردا على بدعة بني أمية قال ابن حجر " خطب النبي صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه فلما تعب من الوقوف توكأ على بلال " فليس فيه دلالة أنه لم يرق على شيء .

وفي الأخير أرجو منك أخي أن تكون أكثر ضبطا للعبارات :
فقولك " فالعبرة بالنص الثابت والنقل الواضح " ثم قولك " مقابل نص صريح " فلو ثبت نص صحيح صريح لما احتجنا إلى هذا البحث الطويل .
وقولك " فاختلف العلماء " و " بعض العلماء " فليس دقيقا لأن المسألة كما أسلفت لك فيها قول واحد وعليك إثبات الخلاف .
والله أعلم
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-04-2011, 06:48 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

أخي الكريم الفاضل رشيد ـ أعانه الله على طلب العلم وتحصيل نفعه في الدنيا والآخرة ـ :

اعلم علمني الله وإيّاك أن قول القائل أن الشيخ الألبانيّ رحمه الله انفرد بهذا القول ـ ظلمٌ وتقصيرٌ في البحث ـ وتسرُّع ،فقد حكى بعض الفقهاء هذا القول ،وحكايتهم دليلٌ على وجود القائل به ..على ما سيأتي تقله :

[وَأَنَّهُ لَا تُجْزِئُ خُطْبَةٌ وَاحِدَةٌ وَهُوَ كَذَلِكَ لِلِاتِّبَاعِ ، وَمَا فَهِمَهُ ابْنُ الرِّفْعَةِ مِنْ كَلَامٍ حَكَاهُ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ الْبُوَيْطِيِّ وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مَرْدُودٌ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ بِأَنَّ عِبَارَةَ الْبُوَيْطِيِّ لَا تُفْهِمُ ذَلِكَ ][مُغني المُحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج4/150]
ـ قَوْلُهُ : ( كَخُطْبَتَيْ عِيدٍ ) أَيْ فَلَا يَكْفِي خُطْبَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَا يُعْتَبَرُ فِيهَا الشُّرُوطُ الْمُعْتَبَرَةُ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ فَلَا يُشْتَرَطُ فِيهِمَا قِيَامٌ وَلَا جُلُوسٌ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ وَلَا طُهْرٌ ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ سُنَّةٌ كَمَا فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ ؛ نَعَمْ يُعْتَبَرُ لِأَدَاءِ السُّنَّةِ الْإِسْمَاعُ وَالسَّمَاعُ وَكَوْنُ الْخُطْبَةِ عَرَبِيَّةً .[حاشية البجيرمي:5/454]
ـ فَائِدَةٌ : خُطْبَةُ الْعِيدَيْنِ فِي أَحْكَامِهَا كَخُطْبَةِ الْجُمُعَةِ فِي أَحْكَامِهَا غَيْرُ التَّكْبِيرِ مَعَ الْخَطِيبِ ، وَهَذَا الْمَذْهَبُ نَصَّ عَلَيْهِ قَالَ فِي الْفُرُوعِ ، وَالرِّعَايَتَيْنِ : عَلَى الْأَصَحِّ ، زَادَ فِي الرِّعَايَةِ : وَقَدَّمَهُ فِي الْفَائِقِ حَتَّى فِي أَحْكَامِ الْكَلَامِ ، عَلَى الْأَصَحِّ ، حَتَّى قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : إذَا لَمْ يَسْمَعْ الْخَطِيبُ فِي الْعِيدِ إنْ شَاءَ رَدَّ السَّلَامَ وَشَمَّتَ الْعَاطِسَ ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَفْعَلْ ، وَقَدَّمَهُ فِي الْحَاوِيَيْنِ إلَّا فِي الْكَلَامِ قَالَ ابْنُ تَمِيمٍ : وَهِيَ فِي الْإِنْصَاتِ وَالْمَنْعِ مِنْ الْكَلَامِ كَخُطْبَةِ الْجُمُعَةِ ، نَصَّ عَلَيْهِ ، وَعَنْهُ لَا بَأْسَ بِالْكَلَامِ فِيهِمَا بِخِلَافِ الْجُمُعَةِ ، وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْحَاوِيَيْنِ قَالَ فِي الْفُرُوعِ : فِي تَحْرِيمِ الْكَلَامِ رِوَايَتَانِ ، إمَّا كَالْجُمُعَةِ ، أَوْ لِأَنَّ خُطْبَتَهَا مَقَامُ رَكْعَتَيْنِ بِخِلَافِ الْعِيدِ ، وَاسْتَثْنَى جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَصْحَابِ أَنَّهَا تُفَارِقُ الْجُمُعَةَ فِي الطَّهَارَةِ ، وَاتِّحَادِ الْإِمَامِ وَالْقِيَامِ ، وَالْجِلْسَةِ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ ، وَالْعَدَدِ ، لِكَوْنِهَا سُنَّةً لَا شَرْطَ لِلصَّلَاةِ فِي أَصَحِّ الْوَجْهَيْنِ قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ : وَتُفَارِقُ خُطْبَةُ الْعِيدِ خُطْبَةَ الْجُمُعَةِ فِي سِتَّةِ أَشْيَاءَ : فَلَا تَجِبُ هُنَا الطَّهَارَةُ ، وَلَا اتِّحَادُ الْإِمَامِ ، وَلَا الْقِيَامُ ، وَلَا الْجِلْسَةُ هُنَا ، قَوْلًا وَاحِدًا بِخِلَافِ الْجُمُعَةِ فِي وَجْهٍ ، وَلَا يُعْتَبَرُ لَهَا الْعَدَدُ ، وَإِنْ اعْتَبَرْنَاهُ لِلصَّلَاةِ ، بِخِلَافِ الْجُمُعَةِ ، وَلَا يَجْلِسُ عَقِيبَ صُعُودِهِ لِلْخُطْبَةِ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ ، لِعَدَمِ انْتِظَارِ فَرَاغِ الْأَذَانِ هُنَا .[الإنصاف:4/128]
ـ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ خُطْبَةِ الْعِيدِ ، وَأَنَّهَا كَخُطَبِ الْجُمَعِ أَمْرٌ وَوَعْظٌ ، وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّهَا خُطْبَتَانِ كَالْجُمُعَةِ ، وَأَنَّهُ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا وَلَعَلَّهُ لَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّمَا صَنَعَهُ النَّاسُ قِيَاسًا عَلَى الْجُمُعَةِ .[سبل السلام:2/482]
ــــ سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما هو الثابت في خطبة العيد هل هي واحدة؟
فأجاب فضيلته بقوله: خطبة العيد: اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ فيها.
فمنهم من قال: إن العيد له خطبتان يجلس بينهما. ومنهم من قال: ليس له إلا خطبة واحدة، ولكن إذا كانت النساء لا يسمعن الخطيب فإنه يخصص لهن خطبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس يوم العيد نزل إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا التخصيص في وقتنا الحاضر لا نحتاج إلي؛ لأن النساء يسمعن عن طريق مكبرات الصوت فلا حاجة إلى تخصيصهن، لكن ينبغي أن يوجه الخطيب كلمة خاصة بالنساء كحثهن مثلاً على الحجاب والحشمة وما أشبه ذلك.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين16/150]
ـ وقوله: "خطبتين" هذا ما مشى عليه الفقهاء - رحمهم الله - أن خطبة العيد اثنتان؛ لأنه ورد هذا في حديث أخرجه ابن ماجه بإسناد فيه نظر، ظاهره أنه كان يخطب خطبتين ، ومن نظر في السنّة المتفق عليها في الصحيحين وغيرهما تبين له أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة ، لكنه بعد أن أنهى الخطبة الأولى توجه إلى النساء ووعظهنّ، فإن جعلنا هذا أصلاً في مشروعية الخطبتين فمحتمل، مع أنه بعيد؛ لأنه إنما نزل إلى النساء وخطبهنّ لعدم وصول الخطبة إليهن وهذا احتمال.
ويحتمل أن يكون الكلام وصلهن ولكن أراد أن يخصهنّ بخصيصة، ولهذا ذكرهنّ ووعظهنّ بأشياء خاصة بهنّ.[الفقه لابن عثيمين36/26]
ـ فالعيد فيه خطبتان، هذا هو المشهور عن أهل العلم، وقيل: للعيد خطبة واحدة، وهو الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة السالمة من التضعيف. خطبة العيد خطبة واحدة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخطب الرجال أولاً، ثم ينزل إلى النساء فيعظهن.
[المصدر السابق]
ـــ
فها قد ذكرت لك ما ندين الله به ..

والله أعلم
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 01-05-2011, 04:52 PM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

أشكرك أخي الكريم على هذا الدعاء وأسأل الله أن يوفقني وإياك إلى كل خير .
قلت أخي " حكى بعض الفقهاء هذا القول ،وحكايتهم دليلٌ على وجود القائل به " ثم ذكرت نقولا تزعم أنها مرتبطة بمسألتنا هذه ، فإليك توضيح ما نقلت :

1 - قال النووي في " منهاج الطالبين وعمدة المفتين " في " باب صلاة الكسوفين " :
" ويجهر بقراءة كسوف القمر لا الشمس ثم يخطب الإمام خطبتين بأركانهما في الجمعة ويحث على التوبة والخير " أهـ وهذا هو مذهب الشافعي في خطبة الكسوف كما بيّناه سابقا فأين هو الكلام على خطبة العيدين ، ثم قال صاحب " مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " شارحا المتن السابق :
" ( ثم يخطب الإمام ) ندبا بعد صلاتها للاتباع وكما في العيد ( خطبتين بأركانهما في الجمعة ) قياسا عليها .وأما الشروط والسنن فيأتي فيها هنا ما مر في خطبة العيد ، وإنما تسن الخطبة للجماعة ولو مسافرين بخلاف المنفرد ، وعلم من كلامه أنه لا يكبر في الخطبة وهو كذلك لعدم وروده ، وأنه لا تجزئ خطبة واحدة وهو كذلك للاتباع ، وما فهمه ابن الرفعة من كلام حكاه البندنيجي عن البويطي وتبعه عليه جماعة مردود كما نبه عليه جماعة بأن عبارة البويطي لا تفهم ذلك ( ويحث ) فيهما السامعين ( على التوبة ) من الذنوب ( و ) على فعل ( الخير ) كصدقة ودعاء واستغفار وعتق للأمر بذلك في البخاري وغيره ، ويحذرهم الاغترار والغفلة ، ويذكر في كل وقت من الحث والزجر ما يناسبه " أهـ فالكلام كله حول خطبة الكسوف ، فسقط استدلالك بهذا النص المبتور .
2 - قال شمس الدين الشربينى الخطيب الشافعي في كتابه " الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع " في " فصل في صلاة العيدين " :
" ويخطب بعدهما أي الركعتين خطبتين لجماعة لا لمنفرد كخطبتي الجمعة في أركان وسنن لا في شروط خلافا للجرجاني " أهـ
ثم قال في " فصل في صلاة الكسوف " :
" ويخطب الإمام بعدها أي بعد الصلاة خطبتين كخطبتي عيد كما مر لكن لا يكبر تكبير فيهما لعدم وروده وإنما تسن الخطبة للجماعة ولو مسافرين بخلاف المنفرد ويحث فيهما السامعين على فعل الخير من توبة وصدقة وعتق ونحوها للأمر بذلك في البخاري وغيره " أهـ
قال البجيرمي الشافعي في " تحفة الحبيب على شرح الخطيب " شارحا المتن السابق :
" قوله : ( خطبتين ) أي وإن انجلت الشمس ؛ وذلك لأن المقصود منهما الوعظ وهو لا يفوت بذلك ، قاله الأجهوري . ويدلك على ذلك تقييد الشارح فيما تقدم بقوله : وفوات صلاة الكسوف الخ فقيد بالصلاة فافهم .
قوله : ( كخطبتي عيد ) أي فلا يكفي خطبة واحدة ، ولا يعتبر فيها الشروط المعتبرة في خطبة الجمعة فلا يشترط فيهما قيام ولا جلوس بين الخطبتين ولا طهر ، وإنما ذلك سنة كما في خطبة العيد ؛ نعم يعتبر لأداء السنة الإسماع والسماع وكون الخطبة عربية .
" أهـ
فالكلام على الشروط وأين وجدتني أقول أن الجلسة شرط فهي سنة كما بيّن ذلك كل من نقلت عنهم : فقال البجيرمي " وإنما ذلك سنة كما في خطبة العيد " وقال أبو الحسن المرداوي " لِكَوْنِهَا سُنَّةً لَا شَرْطَ لِلصَّلَاةِ فِي أَصَحِّ الْوَجْهَيْنِ " وهذا أنت لا تقول به بل تقول أن الخطبتين بدعة ، فهذا أيضا منك إستدلال خاطئ يؤكد لك أن الأمة كانت مجمعة على قياس العيد على الجمعة وإن فرّقوا بين اشتراط الجلسة في الجمعة وسنيتها في العيد .
3 - وما قلناه هنا يقال حول ما نقلته من كتاب الإنصاف " وَاسْتَثْنَى جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَصْحَابِ أَنَّهَاتُفَارِقُ الْجُمُعَةَ فِي الطَّهَارَةِ ، وَاتِّحَادِ الْإِمَامِ وَالْقِيَامِ ، وَالْجِلْسَةِ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ ، وَالْعَدَدِ ، لِكَوْنِهَا سُنَّةً لَا شَرْطَ لِلصَّلَاةِ فِي أَصَحِّ الْوَجْهَيْنِ قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ : وَتُفَارِقُ خُطْبَةُ الْعِيدِ خُطْبَةَ الْجُمُعَةِ فِي سِتَّةِ أَشْيَاءَ : فَلَا تَجِبُ هُنَا الطَّهَارَةُ ، وَلَا اتِّحَادُ الْإِمَامِ ، وَلَا الْقِيَامُ ، وَلَا الْجِلْسَةُ هُنَا ، قَوْلًا وَاحِدًا بِخِلَافِ الْجُمُعَةِ فِي وَجْهٍ ، وَلَا يُعْتَبَرُ لَهَا الْعَدَدُ ، وَإِنْ اعْتَبَرْنَاهُ لِلصَّلَاةِ ، بِخِلَافِ الْجُمُعَةِ ، وَلَا يَجْلِسُ عَقِيبَ صُعُودِهِ لِلْخُطْبَةِ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ ، لِعَدَمِ انْتِظَارِ فَرَاغِ الْأَذَانِ هُنَا .[الإنصاف:4/128] " فالكلام حول اشتراط ذلك .
4 - أما كلام الصنعاني في سبل السلام " وَلَعَلَّهُ لَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّمَا صَنَعَهُ النَّاسُ قِيَاسًا عَلَى الْجُمُعَةِ " أسلفت لك أن هذا الكلام هو الذي حمل المشايخ – الألباني ، العثيمين ، الوادعي – إلى إحداث هذا القول الجديد . والصنعاني – رحمه الله – في قوله هذا متردد لم يفصل فكيف تجعله حكما في هذه المسألة .
5 - أما ما نقلت عن الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – فهي نقول لا تستند إلى برهان وذلك لأن الشيخ – رحمه الله – يميل إلى هذا القول الجديد المحدث ، وانظر إلى قول الشيخ " وقيل: للعيد خطبة واحدة " وكما تعلم فـ " قيل " من صيغ التمريض التي تحتاج إلى بحث وتدقيق عن القائل ومتى قاله . فإن عنى أن القائل من السلف فهذا ما لم يجده العلماء السابقين مما جعلهم متفقين بأن للعيد خطبتان ، وإن قصد – وهو المقصود حتما - الشيخ الألباني والوادعي - رحمهما الله - فهذا حق ولكنهما خالفا السلف فلا يُعتبر بقولهما لأنه احداث لقول جديد .

فكل ما نقلته أخي الفاضل لا يُثبت أن في المسألة خلافا ، فانظر أدلة أخرى لعلنا نستفيد معك .

والله أعلم
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 01-06-2011, 02:02 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

أخي الكريم :
فولك محدث فيه مجازفة ،فصريح الحديث يدل على خلاف ما ذهب إليه الأئمة الأربعة فأنا أسأل ما هو دليل قياسهم العيد على الجمعة:
وقد سبق أن ذكرت لك أن قاعدة شيخ الإسلام لا تبيح لنا أن نقدم فهم العالم على النص الصريح ،لهذا قال الشيخ ابن عثيمين:
ومن نظر في السنّة المتفق عليها في الصحيحين وغيرهما تبين له أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة ، لكنه بعد أن أنهى الخطبة الأولى توجه إلى النساء ووعظهنّ، فإن جعلنا هذا أصلاً في مشروعية الخطبتين فمحتمل، مع أنه بعيد..

فهؤلاء الثلة من العلماء قدموا الحديث على قياس الفقهاء الذي تزعم الإجماع عليه
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 08-09-2011, 10:59 AM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

يُرفع قبل موعد خطبة عيد الفطر
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 11-02-2011, 01:36 PM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

يُرفع قبل موعد خطبة عيد الأضحى
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 11-02-2011, 05:14 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

مباحثة شيقة بارك الله فيكم
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 11-02-2011, 10:14 PM
خثيرمبارك خثيرمبارك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,020
افتراضي

بارك الله فيكم على هذه المناقشة !
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 11-03-2011, 12:08 AM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

بحث طيب ، ومناقشات مفيدة ، لكن ما هو الراجح الذي توصلتم إليه أخيرا يا أهل الحديث ؟
__________________
رقمي على الواتس أب
00962799096268
رأيي أعرضه ولا أفرضه ،
وقولي مُعْلم وليس بملزم .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.