قصيدة في الرجاء

[عبدالبارئ]

...............((({ في الرجاء }))).................
هلّا اطرحت حديثَ ظعن الخود **** وبكاءَ أطلال اللحاظ السود
ولواعجَ الأشواق شب ضرامها **** حُقِرت لها نيران ثقب العود
وصبابةً هاجت بقلب متيّم **** لسماع صوت البلبل الغرّيد
حِججٌ تمر بصيفها وشتائها **** وخريفها وربيعها المفقود
قد أعملت فيك السنون عجائبا **** جمعت أليك بصادق وحسود
لهفي عليك ألا تزال متيما **** هلّا اعتبرت لمهدك الملحود
دمعٌ همى من مقلتيك تتابعا **** لمصائب صماء كالجلمود
امسح شؤونك فالدموع ثمينة *** احكم نسيج رجائك المشدود
واقطع فدافيد الهموم تجمّلا **** فالصبر فيها أينق المنكود
فالصبر لا يُجزى بمثله جزائه **** فحسابه نصًا بغير حدود
وامزج مع الصبر الجميل رجاوة **** أو ما سمعت بقصة المولود
شعلا تفشّى الشيب فوق سواده **** وحليلة عُقمت من التوليد
(إنا نبشّرك) الأمين بوحيها **** قد جاءه سيماه قط جديد
أحسن ظنونك بالمليك ووعده **** فالله عند مظنة لعبيد
لا تيأسن ولو فقدت مسببا **** فسماؤه رُفعت بغير عمود
إن أرعدت فيك والخطوب وأبرقت **** فابشر بخير إلهك المعبود
أو ما علمت غيوثنا يا صاحبي **** بعد البروق هطولها ورعود
فاخبر سبيلا للرجاء فدربه **** في راحة مرفوعة وسجود
مع عبرة في غاسق مسبولة **** فابصر بمنظور بوصف حديد
وارقب فتوحا من قدير واهب **** فالله منجز وعده الموعود
واركب على خيل الصلاح محاربا **** أحزاب جيش عصابة لمَريد
شيطانك الخصم الأشدّ عداوة **** فاسلل له صمصامة التوحيد
وهوى يصدّ العبد عن طاعاته **** فاصرعه صرع مقاتل صنديد
ونفوسنا يا صاح خصم ثالث **** أمّارة بالسوء ذات جحود
هلا علوت على خصومك كلهم **** شتان بين تسفّل وصعود
حتى تلاقي ما تحبّ وتشتهي **** في جنة الرضوان ثَم مزيد
فاملأ حياتك حسن فأل دائما **** حتى تماثل صبح يوم العيد
جاء الرجاء مع القريض مضمنا **** زفّا إليك عروسة المنشود

تأليف/ أبو محمد عبدالبارئ الدروشابي