الرد على من يجوز المظاهرات

[ابو انس السلفي]

الرد على من يجوز المظاهراااات

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المظاهرات والمسيرات التي يُريدها الناس وسيلة للتغير لا تُعلم عواقبها ومآلاتها، فكم من مسيرة خرجت سلمية ثم انتهت بسفك الدماء وانتهاك الأعراض، ودوس الحرمات، وإفساد الأموال المعصومة....
وإن الذي يُجَِّيش مسيرة مليونية لا يمكن أن يجازف بالجزم بأن نهايتها ستكون سلمية كبدايتها ، لأنه لا يعرف من سيكون معه في المسيرة، ولا يضمن كيف تتصرف الأجهزة الأمنية حيالها فضلا عمن قد يندس من الفتانين، والمجرمين والمفسدين، الذين ينتظرون كل فرصة لإثارة الفوضى، ليطلقوا العنان لأنفسهم سرقة وإفسادا...
فما ذنب من يسفك دمه في هذه المسيرات بدون وجه حق؟؟
وما ذنب ذلك الرجل الذي يعيل أسرته بمحل تجاري -قد يكون ما زال على عاتقه دين تجهيزه- فوجده قد أحرق، أو كسر ونهب...
وما ذنب من ترك سيارته أما بيته ليجدها صارت أثرا بعد عين ؟؟
ألا قبح الله الحماس الخارج عن ضوابط الشرع
فلهذا كان رأينا وسيبقى - إن شاء الله- تبعا لأهل العلم الراسخين مثل ابن باز والألباني وابن عثيمين، وغيرهم من الأحياء المعاصرين، وإن احترامنا وتقديرنا لبعض من خالفهم من أهل العلم، لا يجعلنا نتبعه في اجتهاده، ولا يجعلنا نرفعه ليصير في مصاف العلماء الكبار... فلكل قدره ومكانته.
ثم إن المظاهرات ليست إلا صورة ومظهرا من مظاهر الديمقراطية وتجلياتها...
هذه الديمقراطية التي لا تعترف بأن الحكم لله، بل تجعله للشعب عياذا بالله....
والمسيرات هي تحكيم واضح وجلي للشعب وأكثريته... ولهذا لو فرضنا أن من في السلطة كان على الخير والجادة، وكان غالبية الشعب فاسدا، فستكون المسيرات أحسن وسيلة يلجأ إليها الفاسدون لتغير الخير والمعروف واستبداله بالشر والمنكر.
وكفى بهذه المسيرات شرا أن تكون الوسيلة التي يضغط بها الروافض في المملكة السعودية لتركيع أهل السنة وإلزامهم بإطلاق سراح داعية من دعاة الرفض... ولا ندري إلى أين تصل هذه التنازلات.... فالمطالب كثيرة والسقف عال...
وبالمظاهرات يضغط الآن دعاة الرفض في البحرين وغيرها من الدول الخليجية السنية...
وهذا كله ببركة مذهبكم يا من تجيزون المظاهرات!
وعلى الذين يتسرعون في تجويز مسيرات مثالية - لعله لا وجود لها إلا في الخيال - أن يدركوا إن لم يكونا قد أدركوا، وأن يعلموا إن لم يكون قد علموا أن هذه المسيرات سيستعملها أهل الفساد للقضاء على كثير مما بقي من الخير في أرجاء المعمور فأهل الحق والخير قلة، وأهل الشر والفساد والانحراف كثرة... (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
فمسيرات الشر والحالة هاته قد تغلب مسيرات الخير، فكيف يا ترى تكون آنئذ مواجهتها ؟؟؟؟
ثم إن هذه المظاهرات أسلوب وافد إلينا من الخارج، جاءنا من الغرب الكافر، فبالإضافة إلى أنها مظهر من مظاهر تشبه المسلمين بهم فإنها لا تناسب شريعتنا، وهويتنا...
كما أن الذي ينظم مسيرة مليونية لا يستطيع التحكم فيما قد يُرفع خلالها من الشعارات، وإن كان الحماسيون يرفعون شعارات عامة مثل قولهم (لا للفساد) و (الشعب يريد إصلاح النظام) و(لا لنهب المال العام) و(لاللزبونية والمحسوبية)....فقد يوجد من ينادي (الشعب يريد إسقاط النظام) ومثل هذه العبارات تعد خروجا على ولاة الأمر بدون شك ولا ريبة.
بل قد يوجد من ينادي بأفكار كفرية، مثل (الشعب يريد فصل الدين عن الدولة) أو (الشعب يريد المساوة في الإرث) أو غيرها من الشعارات، سيما ونحن نعلم أن أول الداعين لمسيرات العشرين من فبراير و المساندين لها هم من أنصار الدعوة للإفطار العلني في رمضان وجمعيتهم المشؤومة معروفة، و من دعاة المساواة في الإرث بين الجنسين ومنهم خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية ل"عقوق" الإنسان، بل ومن دعاة فصل الدين عن الدولة -حزب الطليعة نموذجا-.
هذا باختصار والله المستعان

كتبه الأستاذ أبو إسحاق نور الدين درواش

[عمر عليو]

شكرا لك مع هذا مجرد كلام عاطفي وليس ردا علميًا!!!!!!!!!!!!!

[عمربن محمد بدير]

أخي الحبيب الفاضل: عمر عليو

هل الشريعة جاءت بدفع المفاسد وتقليلها أم لا
فهل كل ما ورد من مفاسد وبيان فساد قصد القائمين عليها ـ والرافعين شعار التغيير ـ
يبقى مسألة خلافية
فكيف نختلف على مفاسد كهذه ..
(الشعب يريد إصلاح النظام)
فهل يسوغ لنا أن نشجع من يردد هذه العبارة مثلا؟!!

أو هذه:
(الشعب يريد فصل الدين عن الدولة)
فباعتبار خلاف من خالف [وإن كان الأصل فيها الفساد]
هل من خالف يجيز هذه الشعارات وهذه المفاسد؟
طبعاً كلاّ..
إذن ما حكمها بهذه الأوصاف التي وُصِفت؟

[أبوالوليد اليعقوبي]

بارك الله فيك .
فلا يجيز المظاهرات بله يحض عليها ويثني على أصحابها ويثمن جهودهم إلا أحمق أخرق لا هو في العير ولا في النفير من أهل العلم

[عمربن محمد بدير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالوليد اليعقوبي

بارك الله فيك .
فلا يجيز المظاهرات بله يحض عليها ويثني على أصحابها ويثمن جهودهم إلا أحمق أخرق لا هو في العير ولا في النفير من أهل العلم

لا لا أخي ..
إطلاق هذه الكلمات وتعميمها يجرّك إلى الطعن في بعض أهل العلم فلا تعجلنّ..
ففرق بين بيان مفاسدها وخطأ من يجوّزها وتخطئته وبين رميه بالحمق ووو...
كونها من المسائل التي لا يبدّع المخالف فيها !
فالإنسان يملك لسانه حتى لا يجره لعواقب وخيمة..