أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
31896 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #19  
قديم 05-10-2013, 04:38 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

(( فلن تنعم الحياة، ولن تسعد الدُّنيا، ولن تطمئن البشريَّة، ولن تهدأ الإنسانيَّة إلا إذا اتَّجهت إلى التوحيد إلا إذا التجأت إلى الله وحده تعبُدُه، وتأخذ حظَّها من كتابه، وتتبع رسولَه، وبذلك تطمئن القلوب، وبذلك تهدأ النُّفوس، وبذلك يستريح البال، وبذلك يستقرُّ الحال، وبذلك يستقرُّ الأمنُ ويسود النظام.
فإن كان لأمة أو لحكومة أو لدولة هدفٌ في أن تنشد السَّلامَ؛ فلا بُد لها أن ترجع إلى كتاب الله تستفتيه، وإلى رسول الله تستهديه.
أليس هناك -أيتها الدولة! أو: أيتها الأمة! أو: أيها الشعب!-؛ إنكم تَشكون -اليوم- من الحوادث، إنكم تَألَمون، إنكم تَفزعون، ففي كلِّ يوم قتل، وفي كل ساعة فضيحة، وفي كل لحظةٍ تمزيقٌ للشَّرف، وهتك للعِرض، وفسادٌ في الأرض!
والحكومة تشتكي، والأمَّة تبكي، والشعبُ -كلُّه- يَحزن ويفزع مِن تلك الحوادثِ!
ما السبيل إلى منعها؟ ما السَّبيل إلى درئِها؟ ما السبيل إلى القضاء عليها؟
أن توقظ الضَّمير، وأن تُحيي القلوب، وأن تَروي بذرة الإيمان، ولا رِيَّ لِبذرة الإيمان إلا مِن كتاب الله وإلا من سُنة رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
لذلك: يُحدثنا رسولُ الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- عن القرآنِ فيجعله أو يُصوِّره في الناس، فيقول: "مثل ما بعثني اللهُ به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرض".
نعَم، مثَّله بالماء؛ لأن القرآن والماء يَنزلان من السماء.
نعَم، شبَّهه بالماء؛ لأن الماء يَنزل غيثًا على الأرض، ولأن القرآن يَنزل غيثًا على النفس والقلب.
نعم؛ يَنزل على النفس والقلب فيُحيي مواتَهما، ويبعث الحياةَ من جديد، ويُوقظ الضميرَ، ويفتح العيونَ العُمي، ويفتح الآذانَ الصمَّ، ويُرقِّق القلوب الغُلف، ثم يَجعل من فوق النَّفس عقلًا، ويجعل من فوق العقل قلبًا، ويجعل من فوق القلب ضميرًا، فكلما دفعتْكَ النفسُ إلى شهوةٍ، أو إلى لذَّةٍ، أو إلى عَرَضٍ من أعراض الدُّنيا؛ كان العقلُ مِن فوقها رقيبًا، فإن ضحكت على العقل وركبتْهُ؛ كان القلب من فوقهما حسيبًا، فإن كان القلبُ -أيضًا- غافلًا؛ كان الضميرُ متيقظًا.
ولا يوقظ الضَّمير، ولا يُطهِّر القلب، ولا يُزكِّي النَّفس -لا [...] ولا قانون ولا [...] ولا سواه-؛ إنَّما يوقظ الضميرَ الذي خلق الضَّميرَ، إنَّما يزكِّي النفس والقلب اللهُ، لا إله إلا هو الحي القيوم.
فاتقوا الله في أنفسِكم، واترُكوا أنصارَ سُنَّة رسول الله يَبعثون في القلوب حياةً كريمةً من جديد، حياةً لا تعرفُ الجريمةَ، حياةً لا تعرفُ الفسادَ، حياةً لا تعرفُ إلا الخيرَ تندفعُ إليه، وتندفعُ بِكُليَّتها، بكل مشاعرها، وبكل أحاسيسها، نحو الخير، ونحو البِر، ونحو الحقِّ، ونحو الصِّدق، ونحو السَّعادة، ونحو الهناء.
فلن تسعد الأمَّة، ولن يستقر الأمنُ، ولن يستتبَّ النظام، ولن يتحقَّق العدل، ولن يَسودَ السَّلام إلا إذا حقَّقنا كتابَ الله، وإلا إذا حكَّمنا الواحدَ الديَّان )).

كلمة للشيخ حامد الفقي -رحمه الله-إن لم أكن واهمة-، فرغتُها من تسجيل قديم فيه كلمة للإمام الألباني -رحمه الله-، سُجل عام (1380هـ).
ومن هنـا أخذت المادة الصوتيَّة، والكلمة في آخر الشريط.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.