من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم

[أبومعاذ الحضرمي الأثري]

من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم


إن تحقيق العلم وضبط مسائله والتأصيل فيه من أهم المهمات



قال الزعفراني-رحمه الله- سمعت الشافعي -رحمه الله- يقول: من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم"
المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي - (ج 1 / ص 320)

وقال العثيمين – رحمه الله – في كتابه “شرح رياض الصالحين” (2 /55-56 باب: المجاهدة):
"واجباً على شباب الأمة الإسلامية أن يتعلموا العلم على وجه راسخ ثابت لا على وجه سطحي كما يوجد في كثير من بيوت العلم، حيث يتعلمون علماً سطحياً لا يرسخ بالذهن، علماً يقصد به الإنسان أن يحصل على بطاقة أو شهادة فقط، ولكن العلم الحقيقي هو العلم الذي يرسخ في القلب، ويكون كالملكة للإنسان، حتى إن الإنسان الذي يوفق لهذا النوع من العلم تجده لا يكاد تأتيه مسألة من المسائل إلا عرف كيف يخرجها على الأدلة من الكتاب والسنة والقياس الصحيح، فلابد من علم راسخ، والناس اليوم في عصرنا محتاجون إلى هذا النوع من العلم، لأن البدع بدأ يفشوا ظلامها في بلدنا هذه، بعد أن كانت نزيهة منها، لكن نظراً لانفتاحنا على الناس، وانفتاح الناس علينا، وذهاب بعضنا إلى بلاد أخرى، ومجيء آخرين إلى بلادنا ليسوا على عقيدة سليمة، بدأت البدع تظهر، ويفشوا ظلامها، وهذه البدع تحتاج إلى نور من العلم يضيء الطريق حتى لا يصيب بلادنا ما أصاب غيرها من البدع المنكرة العظيمة التي قد تصل إلى الكفر – والعياذ بالله -.
فلابد من مجاهدة أهل البدع وأهل النفاق بالعلم والبيان، وبيان بطلان ما هم عليه، بالأدلة المقنعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم. اهـ