أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
6013 | 85811 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
(مقالُ لَيلةِ القدر...للشيخ ابن عقيل): مهلاً لمن لم يَفْهم المقصودَ ...(1)
(مقالُ لَيلةِ القدر...للشيخ ابن عقيل): مهلاً لمن لم يَفْهم المقصودَ ...(1) (الحمدُلله الذِي خَلَقَنَا ورزقَنا، وجعلَ لنا السّمعَ والأبصارَ والأفئدةَ؛ فنسأله أن يجعلَنا مِنَ الشّاكرينَ وصلّى اللهُ علىِ سيّد المرسلينَ محمّدٍ عبدِه ورسولِه أتمَّ صلاةٍ وأفضلَها وأزْكَاها، وعليه مِنْ ربّنا تعالى ثُمَّ مِنَّا أفضلُ السّلامِ وأطيبُه، ثُمّ عَلى أزواجِه وآله وأصْحَابِه وتَابِعِيهم وَلَا حول ولا قوّةَ إلا بالله العلي العظيم). أمَّا بعدُ؛ فـَ(عَسَى أن تكرَهُوا شيئًا وَهُوَ خيرٌ لَكُمْ)؛ لم يمضِ عنْ مقالي السّابق إلاَّ سُويعاتٌ حتى انْهالتْ سِبابٌ وشَتائمُ عريضةٌ لحدِّ التعريضِ بالكُفر والزّندقة، وَوعْدُ المتوعّدِ بإنزالِ شَريطٍ أو مادةٍ صَوْتِيةٍ؛ لتكونَ حجّةً عليهِ عند ربي –تَعالى-؛ والسبب في ذلك –عند البعضِ-: هُو الرّدّ عَلى فضيلةِ الشّيخِ أبي عبدِ الرّحمن الظّاهريِّ؛ أوْ قُلْ –كما قالَ البعضُ الآخر-: أسلوبَ الرّدِّ عليه لم يرْقَ –على حدِّ تعبيرهم- إلى مكانةِ الشّيخِ العِلْميّةِ؛ مَعَ أني أوْضحتُ الأمرَ بعدَ ذلك بقوْلي بأنّ ردي لم يأتِ إلا عَلى شاكلةِ أسلوبِهم في الرّدودِ المنتشرةِ –خاصة مع الأموات مِنَ الأئمّة رحمهم الله تعالى-؛ لِذلك أبْديتُ الاستغرابَ مِنْ صَنِيعِهم؛ فقدْ هَاجَ وَثَار الثّائرُ مُنذِرًا ومحذّرًا بِكلامٍ يحسِنُه الجاهلُ والعَالم؛ فيَحسُنُ به وبمَنْ وَافقه فَوقَفَ مَعَه أنْ يحملَ الرّاية الظاهرية بأسمَى معانيها وحقيقتها لا سيما وأنَّ مِنهُم مَنْ يَدَّعِي بأنَّ منهجَهم الذي هُمْ عليه الآن -سلوكًا وعقيدةً وفقهًا!- هُو امتدادٌ لمنهجِ السّلف مِنَ الصّحابة وصولاً إلى الأئمّة الثلاثة ابنِ باز وابنِ العثيمين والألبانيِّ رحم الله تعالى الجميع، مَعَ أنّ هذا المذهبَ لم يظهرْ إلا بعدَ وفاةِ الصّحابةِ، ولم ينتشرْ إلا بفضلِ هذَا الإمامِ الهُمام الأندلسيّ ابنِ حزمٍ؛ والذي حَقِّي في الانتسابِ إليْه أوْلَى مِنَ المعترضينَ أَصْلاً ومَنْشَأً، وَأَمّا خِلْقةً فهذَا متعذرٌ عِلمُه، وأمّا عِلْمًا وخُلُقًا فهذا بابٌ واسعٌ جدًّا وَكلّ فَرْدٍ لَه أن يدّعِيَ مَا يدّعِيه، والفَصل في ذلك هو التطبيق لا التنظير؛ وعليه فإنّي أقولُ: إذا كان حبُّ الإمامِ ابنِ حَزمٍ والتأثّرُ بأدَبِياته هي الظّاهريةَ فلا مانعَ مِنْ أُطلِق على نفسي هذا اللقبَ وأُدْعَى بأبي أسامةَ الظاهريِّ؛ كما فعلَ ذلك -بدايةً- فضيلةُ الشيخِ الأديبِ أبي تراب الظاهريِّ فإنّه لقّبَ نفسَه -رحمه الله تعالى- بِذلك بالرُّغم مِنْ أنّه لم تكنْ له مشاركات في المذهبِ الظّاهريّ -فقهيًّا- ؛ فقدْ كانَ –رحمه الله وغفر له- متأثرًا غاية التأثّر بإمَامِنا ابنِ حزمٍ مِنَ النّاحيةِ الأدبيةِ؛ وهذَا جليّ مِنْ خلالِ انتاجِه العلميِّ؛ فهاهي عقيدته –رحمه الله تعالى- كما نُشِرتَ على لسانِه: (وعقيدتُنا عدمُ التّأويلِ في الألفاظِ الواردة في الصّفاتِ والأسْماءِوإجراؤها على معانِيها في اللّغةِ وهي معلومةُ الألفاظ ، والألفاظ دالة عَليها ونفوّضُ أمرَ كيفيتِها إلى اللهِ ، فَالكيفية هيَ المجهولةُ لدينا ، وأمّا مَعَانِيها معلومةٌ في اللّغة التي خاطبَنا الله بها..–إلى قوله رحمه الله- : وليسَ لنا أَنْ نؤوّل لأنّ التّأويل تعطيلٌ لِصّفةٍ مِنْ صفاتِ الله عزوجل أثبتَها هُوَ في كتابه، وصفاته غير مشابهة لخلقه ، تعالى كبيرًا(؛ فكلامه هذا مخالف تمامًا لمنهجِ الإمام ابنِ حَزْمٍ في (باب الأسماء والصفات) لمن سَبر منهجَه اتّباعًا لا تقليدًا أو تعصّبًا، وهو بِعَيْنِه تطبيقٌ عمليٌّ لقاعدةِ الإمامِ مالكٍ التِي رَدّهَا المعترضُ وسيأتي البيانُ بعدَ أسطرٍ؛ فلا تَغفلْ! وَ كَما أنّي لا أريدُ أنْ أخوضَ في المسألةِ فهي بيّنةٌ لا سِيما أنّ نفسَ القائمينَ عَلى دارةِ أهْلِ الظّاهرِ قدْ خَاضُوا -قَديمًا- سِجالا مَعَ أحدِ المنتديات العِلمية فَلَمْ يقوَوْا على الصُّمُودِ؛ وَفِي منتداهم تُعقدُ -الآن- مناظرةٌ –غير متكافئةٍ- مَع أحدِ الدّكاترة الأفاضل حَول عقيدة الإمام ابن حزم؛ فانظروها –غير مأمورين- فإنّها في الباب... عَوْدًا إلى التّلقيبِ بالظاهرية: قلتُ بأنّ البابَ واسعٌ جدَّا؛ فَمَنْ أحبَّ ابنَ حزمٍ في بابِ الأدَبِ؛ لَهُ أنْ يُلقِّب نفسَه بالظّاهريِّ -أَدَبيًّا-؛ وَمَنْ أحبَّ أسلوبَه في الكِتَابه والردود على المخالفِ؛ لَهُ –كذلك- أنْ يُلقّبَ نفسَه بالظاهريِّ -أسلوبًا-؛ وَمَن انتحَل أُصولَه العِلميّة الفِقْهيّة؛ لَهُ –كَذَلِك- أنْ يفعلَ ذَلكَ؛ بَلْ إنَّ هَذَا الأخيرَ هُو الانتسابُ المرادُ بِه إذَا أُطلِقَ، لَيْسَ كما يظنّه الكثيرُ مِنْهم حتى زَعَمُوا بأنّ شيخَنا أبَا عبدِ الرّحمن الوادعيِّ هُو امتداد للظاهرية؛ وهُوَ كلامٌ عارٍ عنِ البَراهين النّظرية(!) والتّطبيقية؛ بلْ مِنهُم مَنْ قالَ بأنّ الأئمّة الثلاثةَ -أعني بذلك ابن باز وابن العثيمين والألباني- هُم كذلك على مذهبِ الظّاهريّة مَعَ أنّ كلامَهم وآراءَهم العلميّةَ -رحمهم الله تعالى – بعِيدةٌ كلّ البُعد عن أصول هذا المذهبِ، وَلَوْ لا خشيةُ تَطويلِ (هذه المقدمة) لنَقَلْتُ ما يَنقض هذا الزعمَ؛ ثمّ إن امتدادَ مدارسِ مذهبٍ معيّنٍ-تاريخيًّا- لا يُعرف بمجرّدِ الانتسابِ إليه وإنّما يُعرف بِالاكتساب مِنَ شُيوخِ نفسِ المذْهَبِ دون انقطاعٍ؛ فأين نجدهم في تراجم المعاصرين حتى نقولَ بأنّه امتدادٌ؟! فلا تتعجّلْ ...!! فَهذَا الخلْطُ في الأسامِي والمسمّيات نَتجَ عنْ خلط في تحرير المصطلحاتِ- عَنْ قصدٍ أو جَهلٍ-؛ فَمِنْ صنيعِ العلماء –كما هو معلوم- نَجدُهم لا يُطلقون على ظاهريٍّ بظاهريٍّ إلا إذَا جاءتْ آراؤُه العلميّةُ –لا الأدبية- وَفقَ أصولِ الظّاهر التي نشرها الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى أو مَنْ قبلَه –على قِلّتِهم- وذلك تفريقًا بينه بين باقي المذاهب؛ وَسوى ذاك فإنّها ألقابٌ لا تَعْدُو أن تكونَ للبركة(!) -كما يُقال-؛ كأنْ أُلقّبَ نَفْسِي بِأَبي أسامة المصمودي - وهو لَقَبُ أَخْوَالي أَبًا عَنْ جَدّ- لِأُلصقَه –ولو إشارةً- برواي الموطأِ رحمه الله تعالى وهكَذا...ولا ريبَ بأنَّ منْ يلقّبُ نفسَه بلقبٍ بعيدٍ عنِ الحقيقةِ هو تدْليسٌ ممقوتٌ وَلا يزيدُ صاحبَه إلا بُعدًا؛ فلا تتهوّر...!! والمقصودُ أنَّ اتخاذَ هذا اللقبِ (الظاهريّ) -تدليسًا أو حقيقةً- ومِنْ ثَمَّ إمرار مَا لا يقبله النّاس خواصّهم أوعوامهم بِالغصبِ أو المصادرةِ ليس مِنَ الدّيانة في شيء؛ بل هو إلى الخيانة أقرب؛ فَما دامت الظاهرية عندَ الكثير في عصرِنا -ألقابًا- فأينَ المانع مِنْ أنْ يكونَ المخالفُ في الأصولِ ظاهِرِيًّا في الأسلوبِ مَعَ مَنْ ينتسبون إليه –وإنْ كانَ عيبًا؛ أقصد الأسلوب الجاف- ؟! وحتى قوْلي "عيبًا" لا إخاله مرضيًّا عندَ مَنْ يتعصّب جملةً وتفصيلاً ؛ فَالمعترضُ أعطى لنفسِه الحقَّ في أنْ يخالفَ غيرَه -وإنْ كان الإمام ابن حزم بِعَيْنِه- وبأيِّ أسلوبٍ يختارُه ...!! فَأَينَ العدْل ...؟! ثمّ إنَّ اتّسامَ الإمامِ ابنِ حزمٍ رحمه الله تعالى بالشّدة لم يكن سِوى ردِّ فعلٍ على مَنْ ترك الاتباع واتخَذَ التقليدَ مذهبًا؛ فَتَعصّبَ؛ فهلْ نقعُ -إذًا- في مَا حارَبه هذَا الإمام الهُمام ؟! فما هذه المفارقة العجيبة ؟! لكَ أن تتخيّل ... عَودٌ إلى المقالِ –مقال ليلة القدر-: خرجَ مَقَالي -كما بيّنته- والذِي حُقّ لي أنْ ألقّبَ فيه نفسي -مؤقّتًا- بِأَبي أسامةَ الظاهري –لا استهزاءً كما اتّهمني بذلك مَن اتّهمني وَهو أعلَمُ بِنفْسِه وَهيَ أعْلَمُ بأحْوالهَا وَالله عليم به بعلمٍ، سميعٌ لِكَلامِه بسَمْعٍ، بصيرٌ بأعماله بِبَصرٍوَهُوَ حَسيبُه-؛ خَرج -كذلك- لأني -وَلمصدَرِ المقالِ ولغايةٍ نبيلةٍ- اتّبعتُ الإمامَ ابنَ حزمٍ في أشياءَ؛ أذكرها؛ فتأمّلْ: الشّيء الأول: أسلوبه العنيف في الرّد مع المخالف –وإنْ كنتُ لا أرتضيهِ-؛ بِحيثُ أنَّ المردودَ عليه تُسلبَ مِنه المكانةُ العلميّةُ: وهذا واضحٌ في كتابِه لا يُنكره إلا جاهلٌ أَوْ مُعاندٌ؛ بل حتّى مَنْ ينتسب له –بَركةً(!) أو حقيقةً تقليدًا أو اجتهادًا- استعملَ هذَا الأسلوبَ مع أئمّةٍ معرُوفين: كابن العربي المالكي وابن عبد الهادي تلميذ شيخ الإسلامِ وغيرهما؛ بلْ أفرَدوا -قديمًا- في منتداهم منبرًا وَموضوعًا لهذَا الأمرِ وَسَمُوهُ بـِ(سلسلة أسماء مشهورة في ميزان الحق... ) فقالَ أحدُهم -منهم-: (سبق أن صدر من هذه السلسلة : 1-ابن العربي الأشعريالمالكي 2-إمام الحرمين الجويني 3-النووي وستم ذكر التالين بعد في الكتابالمشار إليه بإذن الله : أبو إسحاق الاسفرائيني أبو العباس القرطبي الصاوي المالكي بدر الدين الزركشي أبو الحسن الكرخي أبو بكر الجصاصالرازي الحموي ابن عابدين الحنفي أبو بكر الباقلاني ابن بطال الدرديري عليش أبو العباس بن سريج أبو علي بن أبي هريرة القاضيأبو الحسن المروزي أبو حامد الغزالي ولي الله العراقي أبو منصورالبغدادي نجم الدين الطوفي ومن المعاصرين : )حمود التويجري سلمانالعودة سفر الحوالى يوسف القرضاوي وغيرهم الكثير ومن يعرف أسماء أخرىفليتفضل بذكرها وانظر –أيها القارئ المنصف- ماذا قالَ في المقدّمةِ معدُّ هذه السّلسلة سامحه الله -وَهو منهم-: (بسم الله الرحمنالرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه سلسلة موضوعات سأبدأها بإذنالله أحاول أن أجلي فيها حقيقة بعض الرجال المنسوبين إلى العلم الشرعي وهم يخالفونه كثيراً أو لا يستحقون أن ينسبوا إليه أصلاً وقد قاموا بالطعن في أئمة النص ومنهمأهل الظاهر محاولاً الذب عن أهل النص وكاشفاً عوار هؤلاء ودوافعهم الخفية . إنالنكير على فقه النص والظاهر طرأ في العصور المتأخره عندما شرع ابن حزم رحمه الله بمنهج النقد المباشر ونسب المناكير الفقهية الى من صنعها و ببيان العوار وكشف الستار ! فتململ القوم ونخطوا ! . ). عمومًا لنْ أناقشَ كلامَه –المردودَ عليه مِنْ حيثُ الأسلوبُ والصياغة وربما الغرضُ!- ولكنَّ الشاهدَ مِنْ نقلِ هذا الكلام هو أنّ أسلوب الانتقاص ليسَ غَريبًا عن ديارِ أهل هذه الدّارة؛ فعلام النّكيرُ عَلى أسلوبي –وهو أصلُ أسلوبِهم- ؛ بَلْ إنّ أسلوبي لم يكن فيه انتقاص البتّة وغاية ما في الأمر أنه جاءَ خاليًا مِنَ المحَسِّنات -فَحَسْب-...؟! والأهم من ذلك: ماذا يعني لك أيها المسلم إسقاطُ بعض مَنْ جاء في قائمتهم المفتوحة ...؟!! الشيء الثاني: اتباعه للدليل: فالإمامُ ابنُ حزم –رحمه الله- عُرف بشدّة اتباعه للدّليل بحسب اجتهاده رحمه الله تعالى؛ فهو دائمُ القول بأنّه لا يتكلم أو لَنْ يتكلّم إلا بأثر صحيح لا سيما إذا تعلق الأمر بمسائل تعبدية؛ بينما جاءَ مقالُ فضيلةِ الشيخ –أكرمه الله- غير مدعّم بالدليل الشرعي مع أنه يَتكلّمُ في مسائلَ غيبية تعبدية توقيفية وسيأتي بيان ذلك؛ و المسلم –كما هو معلوم- ليس هدفُه هو تعلّمَ اللّغة وفنونها، ولا القراءةَ والاستمتاع بها لحين مجيء وَقْتِ الإفطارِ؛ بل هدفُه هو الوصول إلى العلْم الذي به يَتعبّد ربَّه سبحانه وتعالى؛ على فَهْمِ (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) ؛ فلا تستنكرْ...!! الشيء الثالث: نبذه التقليدَ؛ فَلا أحدَ يُنكِرُ أنَّ الإمامَ ابنَ حزمٍ شدّد نكيرَه على مقلّدةِ ومتعصّبة المذاهبِ وخاصة من ضايقوه -منهم-؛ الذين تَركوا الأثر وجَعلوا أقوالَ الأئمّةِ نصوصًا لا يأتيها الباطل مِنْ بينِ يديْها ولا مِنْ خَلفها؛ فلا تستغربُ -إذًا- مِنْ أن يُتعقبَ على أسماء دونَ الالتفاتِ إليها...!! فَهذِه الثلاثة الأشياء (أسلوب الرّدّ الظاهري، واتباع الدليل، ونبذ التقليد) مع ضميمة الأخذ بظاهر الأقوال دون مقاصدها هي التِي اجتمعت في ردّي المشار إليه؛ وَمَن انتفض فَشتمَ وَطعنَ وانتقصَ فهو: إما جاهلٌ الجهلانِ أو متعصّبٌ حَمَلَهُ تعصّبُه أن يجهل على غيره جَهلا ثالثًا بِلا دليلٍ قطعيٍّ أو ظنيٍّ(!)؛ فأبواب التوبةِ مفتوحة لمن يوفقه الله إليها ويُرجع الحقوقَ إلى أهلها. فَبانَ -إذًا- لكلِّ ذِي بصيرةٍ بأن مقصودي لم يكن تحقيق الرغبة في الرد بل كان لَه أبعاد أخرى لمن تأمّلها، و أنّ سببَ هذه الانتفاضة مِنْ إخواني في الدّارةِ هُو مجرّد التعقبِ عَلى فضيلة الشيخ؛ إذ إني -ولله الحمد- لم أتعرّض لشخص –فضيلته- لا بسبّ ولا بشتمٍ وإنّما هو جاءَ كما بينتُ سابقًا -مجملاً- وسأبيّنُه –بإذن الله- –مفصّلاً- لاحقًا؛ فانتظرْ...!! ثم لم يبقَ للْمعترضِ الآن سِوى ثلاثِ حالاتٍ: (الحال الأولى:) إمّا أنْ يقولَ -جاهلاً- بأنّ فضيلةَ الشّيخ معصومٌ -لدَيه- ولا يجوز بأيِّ حالٍ مِنَ الأحوال أن يُردَّ عليه؛ فمن كان هذا حاله فعليه التوبة والاستغفار-حالاً- لأنه في خَطرٍ عظيمٍ. وَكما أنَّ فضيلةَ الشيخِ لنْ يقبلَ مِنه هذه السّخافة، وهو مَردودٌ -كذلك- مِنْ فعلِ الشيخِ ؛ فهو قد تعقّب الكثيرَ مِنَ العلماء كشيخ الإسلام وابن العربي المالكي وغيرهم وَمِنَ المعاصرين التّويجري وغيره مع نَزعِ الألقاب والمحسنات، وَمَا رِسالةُ (حديث الصورة) ببعيدةٍ -الآن- عمّن عَلّقَ عَلَى كَلَامِ شَيخِهِ في أكثر مِنْ مسألةٍ ونَشَرَها؛ حيثُ عَلّقَ عَلى مقولةِ الإمام مالك عند قوله:(الاستواء معلوم...) قائلاً: ( قَالَ ابن تميم الظاهري: ... وإنْ كانَ معناه –أي الاستواء-: نعلمُ معنى الاستواء المنسوب إلى الله عزوجل ولا ندري كيفيته فهذه قضية فاسدة وهي قضية لا يستطيع مالك ولا غيره ممن تابعه على هذا القول من التخلص من الخوض في ذات الله تعالى من غير نص، أو التقول على اللغة بأنها تعرف ما ينسب لله تعالى وهي لم تره، وهذا باطل. فهذا من أوهام من تمسك بهذه القاعدة على الإطلاق) ؛ أَلم أَقُلْ لكم بأنَّ أسلوبي لم يخرج عن أسلوبهم؛ بل كانَ أفضلَ منهم؟! ألم أقل لكم أنَّ غرضي لم يكن تحقيق الرغبة في الرد ...؟! ولكنْ...! لعلَّ مرتبةَ الإمامِ مالكٍ -عندهم- أدْنى مرتبةٍ ممّن يتعصّبون إليْهم –قَدِيما وحديثًا-. (الحال الثانية:) أو يقولَ: لَك أنْ تردَّ على فضيلة الشيخِ؛ ولكنْ! بأسلوبٍ يليقُ بمكانة فضيلته مِنْ حيث استعمالُ الألقاب وضمير الجمْع والمحسّنات وذكر الحسنات؛ لتعمّ الفائدة؛ فأقول هُوَ جوابكم عليكم مع مَنْ فعلتم ولازلتم؛ ويكفي ما نقلته عَنْ أسلوبِهم مَعَ الإمامِ مالكٍ؛ والغرض قد ظهر فأين المفر...!! (الحال الثالثة:) أوْ يقولَ –منصِفًا بعد هذا البيانِ-: إنّ فضيلةَ الشيخ ليسَ معصومًا وهو –أي كلامُه-مُعرَّضٌ للنّقدِ والنّقضِ، وأنّ الأسلوبَ المتّبعَ هُوَ نفسُ الأسلوبِ الظاهريِّ وهو المتبع –كذلك -في رُدودهم؛ وَ قد يزيدُ هذا المعترض المنصف– ليُضفيَ على قوله مزيدًا مِنَ الإنصاف- إنَّ رَدَّ أبي أُسَامةَ لم يَكُن فيه طعنٌ في الأشخاص لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيد؛ بل تخلّله الدعاء بالمغفرة لصاحب المقال؛ ومن أراد أن يتأكد فليرجع إلى المقال...!! وَفي الحَلْقة القَادمة -بإذن الله تعالى- سَأناقش بطريقةٍ عمَليّة معتمدًا بذلك على رَدِّي المشارِ إليه بمقال ليلة القدر؛ وأبيّن فيه مدى الإجحاف وعدَم الاتزان الذي تحلّى به الأخُ الخصم مع مراعاة عدمِ خُلُوّ المقال مِنْ فوائد علمية عملية فيها مزيد توضيح لِبعْضِ المزَاعمِ المنهجية مستفيدًا بما كتبه قبلي من الفضلاء؛ (وما توفيقي إلا بالله)... وأعوذ بالله مِنْ أنْ أنتصرَ لِنَفْسي فَكَيفَ لغيري... والحمدُ لله رب العالمين. |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً أبا أسامة على حسن خلقك وحسن طرحك للموضوع ...
وبارك الله لك وعليك...
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ" "واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان" |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله شيخنا أبا أسامة الظاهري على حسن بيانك وكلامك..
والله قد أمتعتنا وأتحفتنا بالكثير.. ونحن في انتظار المزيد المزيد.. ولي سؤال: هل قول الشيخ أبي تراب الظاهري-رحمه الله-: ((وعقيدتُنا عدمُ التّأويلِ في الألفاظِ الواردة في الصّفاتِ والأسْماءِ وإجراؤها على معانِيها في اللّغةِ وهي معلومةُ (الألفاظ) ، والألفاظ دالة عَليها ونفوّضُ أمرَ كيفيتِها إلى اللهِ ، فَالكيفية هيَ المجهولةُ لدينا ، وأمّا مَعَانِيها (معلومةٌ في اللّغة التي خاطبَنا الله بها)...إلى قوله -رحمه الله- : وليسَ لنا أَنْ نؤوّل لأنّ التّأويل تعطيلٌ لِصّفةٍ مِنْ صفاتِ الله عزوجل أثبتَها هُوَ في كتابه، وصفاته غير مشابهة لخلقه ، تعالى كبيرًا)). هل يســــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي: (( قَالَ ابن تميم الظاهري: ... وإنْ كانَ معناه –أي الاستواء-: نعلمُ معنى الاستواء المنسوب إلى الله عزوجل ولا ندري كيفيته فهذه قضية فاسدة وهي قضية لا يستطيع مالك ولا غيره ممن تابعه على هذا القول من التخلص من الخوض في ذات الله تعالى من غير نص، أو التقول على اللغة بأنها تعرف ما ينسب لله تعالى وهي لم تره، وهذا باطل. فهذا من أوهام من تمسك بهذه القاعدة على الإطلاق))؟؟!!هل يستويان ويلتقيان؟! ولعل هذا الكلام من ابن تميم يوضح لنا وجود كثير من المدندنة والمطنطنة في منتديات (دارة أهل الظاهر) التي تقرر عقيدة التفويض المذموم عند السلف؛ أي: تفويض المعنى والكيف!فإن كان الجواب (نعم) فإين الدليل, وإن كان (لا) فعلى من التعويل؟! وكيف لا وابن تميم يقرر أن اللغة لا تستطيع أن تفهمنا معاني الصفات وأن القضية فاسدة باطلة من أصلها!! إذن لماذا أنزلها الله في كتابه وعلمنا إياها نبينا-صلى الله عليه وسلم- في سنته؟! ولو قلنا عن كلام ابن تميم هذا أنه لغو وزائد؛ لما قبله هو ومن وافقه! وهذا أمر يصان عنه كلام البشر, أينسب لكلام رب البشر؟! ثـــــم: أفيكون الكلام في أجل شيء وأعظمه وهو معرفة الله التي هي غاية المعارف من باب اللغو والحشو الذي لا فائدة فيه إلا ترديده -مؤمنين به- كما نردد كلام الأعاجم؟! وحق-والله- لأهل العلم أن يسموا هذا الأمر (تجهيلا).. صدقوا؛ فهو (تجهيل) لجبرائيل وللنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه!! فالعجب من علم غايته (الجهل)! :::(رحم الله مالكا!)::: هذا عنوان مقال قديم لشيخنا أبي الحارث الحلبي-حفظه الله- عند وفاة شاب قوي البنية, محافظ على الصلاة! أقول: فما أنت قائل شيخنا أبا الحارث-حفظك الله- لو رأيت مقتل قول الإمام السلفي الجبل مالك بن أنس-رحمه الله-؟! الله المستعان!! ولي عودة إن شاء الله.. |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك شيخنا
و نفع بك الاسلام و المسلمين ان شاء الله |
#5
|
|||
|
|||
الحمد لله
إلى حين صدور التفصيل ... هذه بعض من التعليقات داخل الاقتباس بلون مغايربين حاصرتين. اقتباس:
أبو حاتم الظاهري
__________________
قَالَ أَبُو الزِّنَادِ :(إِنَّ السُّنَنَ وَوُجُوهَ الْحَقِّ لَتَأْتِي كَثِيرًا عَلَى خِلَافِ الرَّأْيِ فَمَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ بُدًّا مِنْ اتِّبَاعِهَا)
صحيح البخاري - (كتاب الصوم ، باب الحائض تترك الصوم و الصلاة) *-*-*-*-*-* قال ابن قتيبة رحمه الله :(:...أصحاب الحديث ... لا يردون شيئاً من أمر الدين إلى استحسان ولا إلى قياس ونظر ولا إلى كتب الفلاسفة المتقدمين ولا إلى أصحاب الكلام المتأخرين.) |
|
|