أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
83242 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2012, 11:57 PM
ابوعبدالله الخليفي ابوعبدالله الخليفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 248
افتراضي كشف الظلام في الثناء على القاسمي علاّمة الشام

كشف الظلام في الثناء على القاسمي علاّمة الشام (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن القيم والأقدار - وآثارها الحسان, الممتدة على مسارب الزمان - لا تقوم بالجاه والمنصب والمال، والشهرة وكيل المدائح والألقاب!, وإنما قوامها وتقويمها بالفضل والجهاد, وربط العلم بالعمل - مع نبل نفس - وأدب جمٍّ وحسن سمت..
فهذه: وأمثالها هي التي توزن بها الرجال والأعمال، وتـعرف بها المنازل والأقدار..
ومن هؤلاء العلماء الراسخين العاملين، علامة الشام - المفسر النّحرير، جمال الدّين القاسمي رحمه الله تعالى، إذ هو كشاف أصداف الفرائد، قطّاف أزهار الفوائد، فاتح أقفال اللطائف، مصيب شواكل المشكلات بنواقد أنظاره، مطبق مفاصل المعضلات بصوارم أفكاره.
عالم وأي عالم؟
عـــصر القاسمي:
لقدجاء في زمن عمّ فيه الجهل وطمّ، وانتشرت فيه الطرائق القبورية!، والخرافات الشركية!.
فكان التقليد هو الدّين - والدّين هو التقليد!!.
فكان كالمصباح في وجه الظلام، وكان نوراً في ذاك الزمان, وسروراً في قلوب أهل الإيمان, فحقّ على الكل أن يعرفوا حقّه إن كانت لهم أفهام تقدّر قدره, وأن يستضيئوا بنوره إن كانت لهم أبصار تثبت للنور فجره.
وأرى لهم أن يكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب
لقد عاش العلامة القاسمي في زمنٍ كانت الحريات بجميع أنواعها مفقودة!، والأقلام مغلولة، والعقول مقيدة، والصحافة على ضعفها وقلتها مكبلة، والمجالس النيابية معطلة، والنّاس يـُحاسبون على الهمسة والنّبسة، وأعوان السلطان وزبانيته مبثوثون في كل مكان، والجاسوسية تفتك بالأبرياء!
لقد بلغ الجهل مبلغاً عجيباً في النّاس حتى قلّ من يعرف القراءة والكتابة فــ" كم من أُميٍ غدا في دمشق وحلب والقدس وبيروت قاضي القضاة "!! كما "خطط الشام 4/ 78 "- للأستاذ المبدع : محمد كرد عليّ رحمه الله..
لقد نشأ أول ما نشأ القاسمي على الصوفية، وكان أحدُ شيوخه قد لقنه الطريقة النقشبندية!، وليس هذا بضائره!،فـ (( لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم ثم يتوب الله على من يشاء فلا يزال العبد المؤمن دائما يتبين له من الحق ما كان جاهلا به ويرجع عن عمل كان ظالما فيه)) كما قال شيخ الإسلام رحمه الله- "الفتاوى 3/ 348".
وقال شيخ الإسلام أيضاً: ((والإنسان ينتقل من نقص إلى كمال فلا ينظر إلى نقص البداية ولكن ينظر إلى كمال النهاية )) "منهاج السنة 2/ 262 ".

فوقعت للقاسمي حادثة أُوقف بسببها ليلة واحدة في دائرة الشرطة،ثم أخلي سبيله صباحاً، وكان ذلك بسبب بعض الوشاة من المتعصبة المقلدة!، حيث ادّعوا أنّه أتى بمذهب جديد في الإسلام هو (المذهب الجمالي)!!.
فكانت تلك الحادثة هي بداية التحول المبرور، والتغير المشكور، من هذا العالم الوقور، ويدل على ذلك قوله في رسالة أرسلها للعلامة الشيخ نعمان الألوسي رحمه الله : (( ولله المشتكى من جماعة نبذو الأثار ظهرياً، وأضحى مذهب السلف بينهم نسياً منسياً، خلا جماعة من أحبابنا الصّادقين، فإنّهم في مشربهم السلفي عِقد الشام الثمين، وقد نالتنا وإياهم محنة سلفت من نحو ثلاثة أعوام،...... فوقانا المولى بفضله شرها..))
بل لقد وصل الحال من التضيق على هذا الإمام بأن يكون شقيقه " محمد عيد" حاملاً لمسدس في جيبه، حماية لنفسه ولعالمنا القاسمي وأهل بيته من أن يصيبهم مكروه!!كما ذكر ذلك بقلمه في "سيرته الذاتية ص 25- 26 " – جمع الأستاذ الفاضل محمد بن ناصر العجمي وفقه الله..
قال العلاّمة السلفي محمد بهجة البيطار رحمه الله في مقدمته لكتاب " منادمة الأطلال- ومسامرة الخيال " -للعلامة ابن بدران “ص ك ": ((وكانت صلة ابن بدران، بالقاسمي حسنة ، وكان للشيخين أمل كبير وسعي عظيم، في تجديد النهضة الدينية العلمية في ديار الشام ، فقد أشبها -رحمهما الله- أئمة السلف تعليماً للخواص، وإرشاداً للعوام ، وتأليفاً للكتب النافعة ، وزهداً في حطام الدنيا الزائلة))
(القاسمي) و (مذهب السلف)
كان العلامة القاسمي معظماً لمنهج السلف، محباً لحملته وناقليه.
قال في تفسيره "محاسن التنويل 1/ 327 ": "فصل:
بيان أن الصواب في أيات الصفات هو مذهب السلف" – ثمّ قال : (( قد بسط أن مذهب السلف هو الحق غير واحد من الأئمة الأعلام، وهو وإن كان غنياً في نفسه عن إقامة البرهان..))
قال العلامة الشيخ محمد رشيد رضا- عن القاسمي: ((أنه كان يتحرى مذهب السلف في الدين وينصره في دروسه ومصنفاته، وما مذهب السلف إلا العمل بالكتاب والسنة ، بلا زيادة ولا نقصان ، على الوجه الذي كانوا يفهمونه في الصدر الأول . وقد اتهم - كما اتهم غيره من المستقلين - بأنه أحدث مذهبًا جديدًا في الإسلام ، ولما كانت حادثة السعاية التي أشرنا إليها، وذكرنا أنه حبس فيها لغط حساده بهذه المسألة فقال يرد عليهم :
زعم الناس بأني ... مذهبي يدعى الجمالي
وإليه حينما أف ... تي الورى أعزو مقالي
لا وعمر الحق إني ... سلفيّ الانتحـــال
مذهبي ما في كتا ... ب الله ربي المتعالي
ثم ما صح من الأخـ ... بار لا قيل وقال
أقتفي الحق ولا أر ... ضى بآراء الرجال
وأرى التقليد جهلاً ... وعمى في كل حال
وقال أيضًا في هذا المعنى :
أقول كما قال الأئمة قبلنا... صحيح حديث المصطفى هو مذهبي
أألبس ثوب القيل والقال باليًا ... ولا أتـــحلى بالرداء المذهب
))
" مجــلة المنار 17/ 628 "

(الــقــاسمي) و (الصــوفية)!
فقد كان يصف شيوخ التصوف بقوله: ((هم كالعمود الكهربائي، يبث الجنون في رؤوس الناس، ويلجئهم إلى الإتيان بمظاهر مرض الصرع العام والذهول العقلي))- أي حالات الذكر الخاصة بهم ،كما في كتاب "جـمال الدين القاسمي وعصره: ظافر القاسمي، ص353.

وكان ينهى عن الاختلاط بهم ولو من أجل الاطلاع على أحوالهم؛ فقد زجر تلميذاً له مرة حينما أحب الذهاب لمشاهدة حلقاتهم والسماع لأناشيدهم وموسيقاهم، وقال له : "لا تكثر سواد المبتدعة، ولاتكن قدوة سيئة لغيرك" كما في كتاب" شيخ الشام"للأستاذ محمود مهدي الإستانبولي، ص 91
وقد ألمه كثيراً تصرفات مشايخ الطرق في دمشق وأعمالهم وادعاءاتهم وكثرة بدعهم، فهاجمهم وبيَّن ضلالهم ، وقد وصف ما يفعلون من منكرات تضر بالدين ، ننقل منها حديثه عن مواكبهم التي كانت تخرج في الربيع ، فيقول (3) : ((لا تزال هذه الطوائف تبتدع أموراً تُضحك السفهاء وتُبكي العقلاء وتحتال لمطامعها البهيمية ما جلب العار على الأمة، وسلط عليها الأجنبي يهزأ بديننا ويقبح أعمالنا ظناً منه أن ما يجريه هؤلاء الجهلة من الدّين.
فهلا رجع هؤلاء الجهلة عن بدعهم، والتزموا طريق أشياخهم الذين يدّعون أنهم على آثارهم وما هم إلا في أيدي الشياطين يلعبون بهم كيف يشاؤون.
أين تصفية الباطن التي هي مدار الطريق ؟، وأين الخمول مع هذا الظهور؟، وأين التواضع مع ركوب الخيل والبغال يقدمها الطبل والمزمار؟، وأين البعد عن الناس مع هذا المزاحمة الدنيوية؟، وأين البعد عن الرياء مع الوقوف بين مئات الألوف يتمايل ويتلوى ؟، وأين الإرشاد مع هذه البدع وأين الأشياخ إذا أردنا السلوك. فلعمري لا نرى إلا رجالاً اتخذوا الطريق وسيلة معاشية. أما آن لهذه البدع أن تموت ولهؤلاء الجهلة أن ينتبهوا ويعلموا أنهم بين أمم ينظرون أعمالهم وينتقدون أجوالهم ويكتبون عنهم ما يكتب عن الهمج وسكان البوادي.
إنّ الطريق المسلوك للقوم مبني على الإخلاص في العمل وحب الخلوة والبعد عن الناس والصمت عن اللغو وملازمة الذكر ومداومة السهر فيه وفي التهجد والزهد فيما في أيدي الناس والتمسك بالسنة والإرشاد إلى الطريق المستقيم، وأين هذه الأصول الشريفة مما نراه الآن من الخروج عن الحدود واستبدال السنة البدعة وترك الشرع بهوى النفس.

والطامة الكبرى دعوة بعض الأشياخ وانتحاله ما يضر بالعقيدة وإضلاله العامة بما ينقله إليهم عن الإنسان الكامل ونحوه من كتب الصوفية مدعياً فهمه لإشاراته من طريق الفتح أو الإلهام، فقد كثرت النحل والبدع، وسمعنا من أقوالهم ما ليس من ديننا ولا يقول به أهل دين آخر.
وقد اتفق أن أحد مُعْتَبرِي الأجانب دخل أحد الأماكن وقد اجتمع فيه جماعة من أهل الأهواء ، فرآهم يرقصون ويصيحون صياح جنون فقال لترجمانه : ما هذه الغوغاء ونحن نعلم أن صلاة المسلمين في غاية الخشوع والآداب وهذه أمور ليست إلا هذياناً. فقال له ترجمانه : "إن هذه أكبر صلاة عندهم" يريد تنفيره من الدين الإسلامي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالدين برئ من نسبة هذه البدع إليه؛ فإن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم معلومة محفوظة، إذ لم يترك الحفاظ وكتاب السير شيئاً من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته إلا دونوه، وجاء الخلفاء الراشدون ومن عاصرهم على أثره صلى الله عليه وسلم وكذلك جاء الصوفية المتقدمون على هذا الأثر. فلما تشيخ الجهلاء في الطريق التزموا البدع وجاء من لهم إلمام بكتب القوم فانتحلوا أقوالاً لا يعرفون معناها، وعلّموها لجهلةٍ لا يفقهون، فضلُّوا وأضلوا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن المصائب الفظيعة تركهم الذكر الشرعي وقولهم "اللام إلا الله" "لوالوها إلا الله" و "ال" بلام مغلظة و"اه" و"ههِ" ثم الرقص وأكل النار وضرب الدف أو الناي والنقارات والنقرزان ووضع الدبوس في الذراع والسيخ الحديد في الحنك والشيش وغيرها من المفتريات القبيحة. فحق شيخ المشائخ منع هؤلاء الجهلاء من إعطاء العهود، حتى يعرفوا العقيدة والآداب الشرعية والفروع الفقهية، ففي ذلك خدمة الأمة والدين، وتأييد لكلمة الحق المتين)).3) اصلاح المساجد 248 – 250

(القاسمي) و (ابن تيمية)
لقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله الأثر البالغ الكبير، في حياة العلامة جمال الدين القاسمي، فقد قال رحمه الله: (إني ولله الحمد ، نشأت على حب مؤلفات شيخ الإسلام ، والحرص عليها ، والدعوة إليها، وأعتقد أن كل من لم يطالع فيها لم يشم رائحة العلم الصحيح، ولا ذاق لذة فهم العقل، وهم يعلمون ما ندعو إليه ، وما نسعى لإشهاره.
فطوراً يرموننا بالاجتهاد!، وطورا بما قدمنا ، وسيأخذ الحق بناصيتهم إن شاء الله)
وقال في رسالة أرسلها للشيخ محمد نصيف رحمه الله، قال فيها: (ولا يخفى عليكم أنّ أعظم واسطة لنشر المذهب السلفي هو طبع كتبه، وأن كتاباً واحداً تتناوله الأيدي على طبقاتها خير من مائة داع وخطيب؛ لأن الكتاب يبقى أثره، ويأخذه الموافق والمخالف .
وأعرف أن كثيرا من الجامدين اهتدوا بواسطة ما طبعناه ونشرناه، اهتداء ما كان يظن، والحمد لله على ذلك))
وقال ايضاً في هذه الرسالة: ((وقد أمر السيد شكري أفندي أن أعرض ذلك عليكم ، وهو يعلم أنني ممن يتعشقون آثار شيخ الإسلام ، ويسعى لها جهده، حتى إني كنت جمعت ثمانية وعشرين رسالة بخطي، استكتبت منها من بلاد شاسعة ، ثم طبعت في مصر من نحو عامين، والآن عندي من رسائله وفتاويه الصغرى ما أعدّه أعظم كنز..)) كما في كتاب "محمد جمال الدين القاسمي ص " للأستاذ ظافر القاسمي.
نــقل الشيخ الفاضل محمد إبراهيم الحمد في كتابه : "توحيد الأسماء والصفات " عن الدكتور عبدالمحسن العسكر بعد نقله فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في "حكم المجاز"- قال: ((أن الذي نقل-أي القاسمي- هذه الفتوى من أعظم الناس اطلاعاً في هذا العصر على كتابات الشيخ وتلميذه ابن القيم، وكان يعيش في بلاد الشام بلاد الشيخين، ومؤلفات القاسمي وخاصة تفسيره طافحة بالنقولات الكثيرة عنهما.
ثم إنه أحد القلة في عصره الذين نهضوا بالمنهج السلفي، ومناصرته، وأوذي في ذلك أذىً كثيراً، وما كان الشيخ ليلصق بشيخ الإسلام قولاً يتطرق الشك في نسبته إليه))أهـ
وقد ساهم هذا العالم النحرير في نسخ وطباعة كثير من كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب "الرسائل المتبادلة بين جمال الدّين القاسمي ومحمود شكري الألوسي " جمع وتحقيق الأستاذ المفضال محمد بن ناصر العجمي وفقه الله.

(القاسمي) ودعوة الشيخ (محمد بن عبدالوهاب)
لا يشك عاقل منصف أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد كان لها الأثر الطيب المبارك في دعوة النّاس إلى توحيد الله جل وعلا، ونبذ الشرك والخرافات، وهي عين ما جاء به الأنبياء والمرسلون.
وما كان لهذه الدعوة المباركة أن تقوم لولا أنّ الله قد سخر لها من عنده أناساً خيرين، وكان من أبرزهم في الشام العلامة القاسمي وإخوانه العلماء.
قال شيخ شيوخنا العلامة محمد أمان الجامي طيب الله ثراه في كتابه: "الصفات الإلهية في الكتاب والسنة ص\ 108 ": ((إنّ دعوة محمد بن عبد الوهاب تعتبر كما يقول بعض الكتاب المعاصرين: هي الشعلة الأولى لليقظة الإسلامية الحديثة، في العالم الإسلامي كل.
ولقد تأثر بهذه الدعوة التي وصفها هذا الكاتب بما سمعنا - رجال لامِعون في العالم العربي، وغيره في ميدان الإصلاح. نلاحظ ذلك في أقطار كثيرة، في مصر والشام وفي العراق، والقارة الهندية، وقارة أفريقيا، وفي اليمن على تفاوتهم في التأثر والاستفادة من الدعوة. فنذكر على سبيل المثال جمال الدين القاسمي بالشام، والشوكاني باليمن، والشيخ عثمان فوديو بأفريقيا، وكان هذا في أوائل الدعوة عندما كانت تذاع حولها دعاوى مضللة)) أهـ
قال الباحث الأكاديمي: محمد كمال جمعة : ((انتهت المشيخة العليا في بلاد الشام في أوائل هذا القرن إلى الشيوخ الأجلاء: الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ طاهر الجزائري، والشيخ محمد كامل قصاب، فدرسوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأعجبوا بها، وقدروها حق قدرها، ورأوا أنها على حق وصواب، فنشروها في المجتمع الشامي، وبذروا بذورها، فأثمرت أطيب الثمار وانتهت أبرك النتائج)) كما في " انتشار دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية، ص129 وما بعدها."

قال الأستاذ محمود مهدي الأستانبولي: ((وكان القاسمي يدعو إلى التوحيد الصحيح ، الذي كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد ناظر كبار العلماء في التوحيد ، وأوضح لهم ما داخله من الشرك الذي هو أعظم من شرك المشركين ، فقد كان الكفار يدعون الله وحده في الشدائد ، بعكس المبتدعين في زماننا ، الذين ينسون الله عند الشدائد ويدعون غيره)) " جمال الدين القاسمي ص "
وهكذا يتبين لنا كيف تكوّن لدى العلامة القاسمي النهج السلفي بعد توفيق الله ورعايته حيث تظافرت مؤثرات عديدة، فقد تأثر ابتداء بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. ملاحظة منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-30-2012, 12:40 AM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,345
افتراضي


كشف الظلام في الثناء على القاسمي علاّمة الشام (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن القيم والأقدار - وآثارها الحسان, الممتدة على مسارب الزمان - لا تقوم بالجاه والمنصب والمال، والشهرة وكيل المدائح والألقاب!, وإنما قوامها وتقويمها بالفضل والجهاد, وربط العلم بالعمل - مع نبل نفس - وأدب جمٍّ وحسن سمت..
فهذه: وأمثالها هي التي توزن بها الرجال والأعمال، وتـعرف بها المنازل والأقدار..
ومن هؤلاء العلماء الراسخين العاملين، علامة الشام - المفسر النّحرير، جمال الدّين القاسمي رحمه الله تعالى، إذ هو كشاف أصداف الفرائد، قطّاف أزهار الفوائد، فاتح أقفال اللطائف، مصيب شواكل المشكلات بنواقد أنظاره، مطبق مفاصل المعضلات بصوارم أفكاره.
عالم وأي عالم؟
عـــصر القاسمي:
لقدجاء في زمن عمّ فيه الجهل وطمّ، وانتشرت فيه الطرائق القبورية!، والخرافات الشركية!.
فكان التقليد هو الدّين - والدّين هو التقليد!!.
فكان كالمصباح في وجه الظلام، وكان نوراً في ذاك الزمان, وسروراً في قلوب أهل الإيمان, فحقّ على الكل أن يعرفوا حقّه إن كانت لهم أفهام تقدّر قدره, وأن يستضيئوا بنوره إن كانت لهم أبصار تثبت للنور فجره.
وأرى لهم أن يكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب
لقد عاش العلامة القاسمي في زمنٍ كانت الحريات بجميع أنواعها مفقودة!، والأقلام مغلولة، والعقول مقيدة، والصحافة على ضعفها وقلتها مكبلة، والمجالس النيابية معطلة، والنّاس يـُحاسبون على الهمسة والنّبسة، وأعوان السلطان وزبانيته مبثوثون في كل مكان، والجاسوسية تفتك بالأبرياء!
لقد بلغ الجهل مبلغاً عجيباً في النّاس حتى قلّ من يعرف القراءة والكتابة فــ" كم من أُميٍ غدا في دمشق وحلب والقدس وبيروت قاضي القضاة "!! كما "خطط الشام 4/ 78 "- للأستاذ المبدع : محمد كرد عليّ رحمه الله..
لقد نشأ أول ما نشأ القاسمي على الصوفية، وكان أحدُ شيوخه قد لقنه الطريقة النقشبندية!، وليس هذا بضائره!،فـ (( لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم ثم يتوب الله على من يشاء فلا يزال العبد المؤمن دائما يتبين له من الحق ما كان جاهلا به ويرجع عن عمل كان ظالما فيه)) كما قال شيخ الإسلام رحمه الله- "الفتاوى 3/ 348".
وقال شيخ الإسلام أيضاً: ((والإنسان ينتقل من نقص إلى كمال فلا ينظر إلى نقص البداية ولكن ينظر إلى كمال النهاية )) "منهاج السنة 2/ 262 ".

فوقعت للقاسمي حادثة أُوقف بسببها ليلة واحدة في دائرة الشرطة،ثم أخلي سبيله صباحاً، وكان ذلك بسبب بعض الوشاة من المتعصبة المقلدة!، حيث ادّعوا أنّه أتى بمذهب جديد في الإسلام هو (المذهب الجمالي)!!.
فكانت تلك الحادثة هي بداية التحول المبرور، والتغير المشكور، من هذا العالم الوقور، ويدل على ذلك قوله في رسالة أرسلها للعلامة الشيخ نعمان الألوسي رحمه الله : (( ولله المشتكى من جماعة نبذو الأثار ظهرياً، وأضحى مذهب السلف بينهم نسياً منسياً، خلا جماعة من أحبابنا الصّادقين، فإنّهم في مشربهم السلفي عِقد الشام الثمين، وقد نالتنا وإياهم محنة سلفت من نحو ثلاثة أعوام،...... فوقانا المولى بفضله شرها..))
بل لقد وصل الحال من التضيق على هذا الإمام بأن يكون شقيقه " محمد عيد" حاملاً لمسدس في جيبه، حماية لنفسه ولعالمنا القاسمي وأهل بيته من أن يصيبهم مكروه!!كما ذكر ذلك بقلمه في "سيرته الذاتية ص 25- 26 " – جمع الأستاذ الفاضل محمد بن ناصر العجمي وفقه الله..
قال العلاّمة السلفي محمد بهجة البيطار رحمه الله في مقدمته لكتاب " منادمة الأطلال- ومسامرة الخيال " -للعلامة ابن بدران “ص ك ": ((وكانت صلة ابن بدران، بالقاسمي حسنة ، وكان للشيخين أمل كبير وسعي عظيم، في تجديد النهضة الدينية العلمية في ديار الشام ، فقد أشبها -رحمهما الله- أئمة السلف تعليماً للخواص، وإرشاداً للعوام ، وتأليفاً للكتب النافعة ، وزهداً في حطام الدنيا الزائلة))
(القاسمي) و (مذهب السلف)
كان العلامة القاسمي معظماً لمنهج السلف، محباً لحملته وناقليه.
قال في تفسيره "محاسن التنويل 1/ 327 ": "فصل:
بيان أن الصواب في أيات الصفات هو مذهب السلف" – ثمّ قال : (( قد بسط أن مذهب السلف هو الحق غير واحد من الأئمة الأعلام، وهو وإن كان غنياً في نفسه عن إقامة البرهان..))
قال العلامة الشيخ محمد رشيد رضا- عن القاسمي: ((أنه كان يتحرى مذهب السلف في الدين وينصره في دروسه ومصنفاته، وما مذهب السلف إلا العمل بالكتاب والسنة ، بلا زيادة ولا نقصان ، على الوجه الذي كانوا يفهمونه في الصدر الأول . وقد اتهم - كما اتهم غيره من المستقلين - بأنه أحدث مذهبًا جديدًا في الإسلام ، ولما كانت حادثة السعاية التي أشرنا إليها، وذكرنا أنه حبس فيها لغط حساده بهذه المسألة فقال يرد عليهم :
زعم الناس بأني ... مذهبي يدعى الجمالي
وإليه حينما أف ... تي الورى أعزو مقالي
لا وعمر الحق إني ... سلفيّ الانتحـــال
مذهبي ما في كتا ... ب الله ربي المتعالي
ثم ما صح من الأخـ ... بار لا قيل وقال
أقتفي الحق ولا أر ... ضى بآراء الرجال
وأرى التقليد جهلاً ... وعمى في كل حال
وقال أيضًا في هذا المعنى :
أقول كما قال الأئمة قبلنا... صحيح حديث المصطفى هو مذهبي
أألبس ثوب القيل والقال باليًا ... ولا أتـــحلى بالرداء المذهب
))
" مجــلة المنار 17/ 628 "

(الــقــاسمي) و (الصــوفية)!
فقد كان يصف شيوخ التصوف بقوله: ((هم كالعمود الكهربائي، يبث الجنون في رؤوس الناس، ويلجئهم إلى الإتيان بمظاهر مرض الصرع العام والذهول العقلي))- أي حالات الذكر الخاصة بهم ،كما في كتاب "جـمال الدين القاسمي وعصره: ظافر القاسمي، ص353.

وكان ينهى عن الاختلاط بهم ولو من أجل الاطلاع على أحوالهم؛ فقد زجر تلميذاً له مرة حينما أحب الذهاب لمشاهدة حلقاتهم والسماع لأناشيدهم وموسيقاهم، وقال له : "لا تكثر سواد المبتدعة، ولاتكن قدوة سيئة لغيرك" كما في كتاب" شيخ الشام"للأستاذ محمود مهدي الإستانبولي، ص 91
وقد ألمه كثيراً تصرفات مشايخ الطرق في دمشق وأعمالهم وادعاءاتهم وكثرة بدعهم، فهاجمهم وبيَّن ضلالهم ، وقد وصف ما يفعلون من منكرات تضر بالدين ، ننقل منها حديثه عن مواكبهم التي كانت تخرج في الربيع ، فيقول (3) : ((لا تزال هذه الطوائف تبتدع أموراً تُضحك السفهاء وتُبكي العقلاء وتحتال لمطامعها البهيمية ما جلب العار على الأمة، وسلط عليها الأجنبي يهزأ بديننا ويقبح أعمالنا ظناً منه أن ما يجريه هؤلاء الجهلة من الدّين.
فهلا رجع هؤلاء الجهلة عن بدعهم، والتزموا طريق أشياخهم الذين يدّعون أنهم على آثارهم وما هم إلا في أيدي الشياطين يلعبون بهم كيف يشاؤون.
أين تصفية الباطن التي هي مدار الطريق ؟، وأين الخمول مع هذا الظهور؟، وأين التواضع مع ركوب الخيل والبغال يقدمها الطبل والمزمار؟، وأين البعد عن الناس مع هذا المزاحمة الدنيوية؟، وأين البعد عن الرياء مع الوقوف بين مئات الألوف يتمايل ويتلوى ؟، وأين الإرشاد مع هذه البدع وأين الأشياخ إذا أردنا السلوك. فلعمري لا نرى إلا رجالاً اتخذوا الطريق وسيلة معاشية. أما آن لهذه البدع أن تموت ولهؤلاء الجهلة أن ينتبهوا ويعلموا أنهم بين أمم ينظرون أعمالهم وينتقدون أجوالهم ويكتبون عنهم ما يكتب عن الهمج وسكان البوادي.
إنّ الطريق المسلوك للقوم مبني على الإخلاص في العمل وحب الخلوة والبعد عن الناس والصمت عن اللغو وملازمة الذكر ومداومة السهر فيه وفي التهجد والزهد فيما في أيدي الناس والتمسك بالسنة والإرشاد إلى الطريق المستقيم، وأين هذه الأصول الشريفة مما نراه الآن من الخروج عن الحدود واستبدال السنة البدعة وترك الشرع بهوى النفس.

والطامة الكبرى دعوة بعض الأشياخ وانتحاله ما يضر بالعقيدة وإضلاله العامة بما ينقله إليهم عن الإنسان الكامل ونحوه من كتب الصوفية مدعياً فهمه لإشاراته من طريق الفتح أو الإلهام، فقد كثرت النحل والبدع، وسمعنا من أقوالهم ما ليس من ديننا ولا يقول به أهل دين آخر.
وقد اتفق أن أحد مُعْتَبرِي الأجانب دخل أحد الأماكن وقد اجتمع فيه جماعة من أهل الأهواء ، فرآهم يرقصون ويصيحون صياح جنون فقال لترجمانه : ما هذه الغوغاء ونحن نعلم أن صلاة المسلمين في غاية الخشوع والآداب وهذه أمور ليست إلا هذياناً. فقال له ترجمانه : "إن هذه أكبر صلاة عندهم" يريد تنفيره من الدين الإسلامي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالدين برئ من نسبة هذه البدع إليه؛ فإن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم معلومة محفوظة، إذ لم يترك الحفاظ وكتاب السير شيئاً من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته إلا دونوه، وجاء الخلفاء الراشدون ومن عاصرهم على أثره صلى الله عليه وسلم وكذلك جاء الصوفية المتقدمون على هذا الأثر. فلما تشيخ الجهلاء في الطريق التزموا البدع وجاء من لهم إلمام بكتب القوم فانتحلوا أقوالاً لا يعرفون معناها، وعلّموها لجهلةٍ لا يفقهون، فضلُّوا وأضلوا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن المصائب الفظيعة تركهم الذكر الشرعي وقولهم "اللام إلا الله" "لوالوها إلا الله" و "ال" بلام مغلظة و"اه" و"ههِ" ثم الرقص وأكل النار وضرب الدف أو الناي والنقارات والنقرزان ووضع الدبوس في الذراع والسيخ الحديد في الحنك والشيش وغيرها من المفتريات القبيحة. فحق شيخ المشائخ منع هؤلاء الجهلاء من إعطاء العهود، حتى يعرفوا العقيدة والآداب الشرعية والفروع الفقهية، ففي ذلك خدمة الأمة والدين، وتأييد لكلمة الحق المتين)).3) اصلاح المساجد 248 – 250

(القاسمي) و (ابن تيمية)
لقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله الأثر البالغ الكبير، في حياة العلامة جمال الدين القاسمي، فقد قال رحمه الله: (إني ولله الحمد ، نشأت على حب مؤلفات شيخ الإسلام ، والحرص عليها ، والدعوة إليها، وأعتقد أن كل من لم يطالع فيها لم يشم رائحة العلم الصحيح، ولا ذاق لذة فهم العقل، وهم يعلمون ما ندعو إليه ، وما نسعى لإشهاره.
فطوراً يرموننا بالاجتهاد!، وطورا بما قدمنا ، وسيأخذ الحق بناصيتهم إن شاء الله)
وقال في رسالة أرسلها للشيخ محمد نصيف رحمه الله، قال فيها: (ولا يخفى عليكم أنّ أعظم واسطة لنشر المذهب السلفي هو طبع كتبه، وأن كتاباً واحداً تتناوله الأيدي على طبقاتها خير من مائة داع وخطيب؛ لأن الكتاب يبقى أثره، ويأخذه الموافق والمخالف .
وأعرف أن كثيرا من الجامدين اهتدوا بواسطة ما طبعناه ونشرناه، اهتداء ما كان يظن، والحمد لله على ذلك))
وقال ايضاً في هذه الرسالة: ((وقد أمر السيد شكري أفندي أن أعرض ذلك عليكم ، وهو يعلم أنني ممن يتعشقون آثار شيخ الإسلام ، ويسعى لها جهده، حتى إني كنت جمعت ثمانية وعشرين رسالة بخطي، استكتبت منها من بلاد شاسعة ، ثم طبعت في مصر من نحو عامين، والآن عندي من رسائله وفتاويه الصغرى ما أعدّه أعظم كنز..)) كما في كتاب "محمد جمال الدين القاسمي ص " للأستاذ ظافر القاسمي.
نــقل الشيخ الفاضل محمد إبراهيم الحمد في كتابه : "توحيد الأسماء والصفات " عن الدكتور عبدالمحسن العسكر بعد نقله فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في "حكم المجاز"- قال: ((أن الذي نقل-أي القاسمي- هذه الفتوى من أعظم الناس اطلاعاً في هذا العصر على كتابات الشيخ وتلميذه ابن القيم، وكان يعيش في بلاد الشام بلاد الشيخين، ومؤلفات القاسمي وخاصة تفسيره طافحة بالنقولات الكثيرة عنهما.
ثم إنه أحد القلة في عصره الذين نهضوا بالمنهج السلفي، ومناصرته، وأوذي في ذلك أذىً كثيراً، وما كان الشيخ ليلصق بشيخ الإسلام قولاً يتطرق الشك في نسبته إليه))أهـ
وقد ساهم هذا العالم النحرير في نسخ وطباعة كثير من كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب "الرسائل المتبادلة بين جمال الدّين القاسمي ومحمود شكري الألوسي " جمع وتحقيق الأستاذ المفضال محمد بن ناصر العجمي وفقه الله.

(القاسمي) ودعوة الشيخ (محمد بن عبدالوهاب)
لا يشك عاقل منصف أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد كان لها الأثر الطيب المبارك في دعوة النّاس إلى توحيد الله جل وعلا، ونبذ الشرك والخرافات، وهي عين ما جاء به الأنبياء والمرسلون.
وما كان لهذه الدعوة المباركة أن تقوم لولا أنّ الله قد سخر لها من عنده أناساً خيرين، وكان من أبرزهم في الشام العلامة القاسمي وإخوانه العلماء.
قال شيخ شيوخنا العلامة محمد أمان الجامي طيب الله ثراه في كتابه: "الصفات الإلهية في الكتاب والسنة ص\ 108 ": ((إنّ دعوة محمد بن عبد الوهاب تعتبر كما يقول بعض الكتاب المعاصرين: هي الشعلة الأولى لليقظة الإسلامية الحديثة، في العالم الإسلامي كل.
ولقد تأثر بهذه الدعوة التي وصفها هذا الكاتب بما سمعنا - رجال لامِعون في العالم العربي، وغيره في ميدان الإصلاح. نلاحظ ذلك في أقطار كثيرة، في مصر والشام وفي العراق، والقارة الهندية، وقارة أفريقيا، وفي اليمن على تفاوتهم في التأثر والاستفادة من الدعوة. فنذكر على سبيل المثال جمال الدين القاسمي بالشام، والشوكاني باليمن، والشيخ عثمان فوديو بأفريقيا، وكان هذا في أوائل الدعوة عندما كانت تذاع حولها دعاوى مضللة)) أهـ
قال الباحث الأكاديمي: محمد كمال جمعة : ((انتهت المشيخة العليا في بلاد الشام في أوائل هذا القرن إلى الشيوخ الأجلاء: الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ طاهر الجزائري، والشيخ محمد كامل قصاب، فدرسوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأعجبوا بها، وقدروها حق قدرها، ورأوا أنها على حق وصواب، فنشروها في المجتمع الشامي، وبذروا بذورها، فأثمرت أطيب الثمار وانتهت أبرك النتائج)) كما في " انتشار دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية، ص129 وما بعدها."

قال الأستاذ محمود مهدي الأستانبولي: ((وكان القاسمي يدعو إلى التوحيد الصحيح ، الذي كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد ناظر كبار العلماء في التوحيد ، وأوضح لهم ما داخله من الشرك الذي هو أعظم من شرك المشركين ، فقد كان الكفار يدعون الله وحده في الشدائد ، بعكس المبتدعين في زماننا ، الذين ينسون الله عند الشدائد ويدعون غيره)) " جمال الدين القاسمي ص "
وهكذا يتبين لنا كيف تكوّن لدى العلامة القاسمي النهج السلفي بعد توفيق الله ورعايته حيث تظافرت مؤثرات عديدة، فقد تأثر ابتداء بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. ملاحظة منقول
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-12-2013, 10:13 PM
عبد المالك العاصمي عبد المالك العاصمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 412
افتراضي

بارك الله فيكم
__________________
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي
http://www.aidecherifi.net
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-13-2013, 04:15 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

موفق بارك الله فيكم ...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-13-2013, 04:29 PM
هشام الجزائري هشام الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 255
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-14-2013, 02:42 AM
ابوعبدالله الخليفي ابوعبدالله الخليفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 248
افتراضي

بورك فيكم جميعاً وجزاكم الله خيراً
__________________
قال الشيخ ابو اليسر زرت الشيخ الالباني في مرض موته فصافحته فنظر اليّ وقال ليس الامر بكثير علم ولا كبير عمل انما هو بالاخلاص وتقوى الله عز وجل . رحمه الله قاله الشيخ ابو اليسر عندما اعطيت له الكلمة في افتتاح مركز الالباني رحمه الله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-11-2016, 01:29 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

يرفع حتى يعلم الغلاة من يسير مع العلماء
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.