ضوابط التداعي إلى الطاعات

[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

ضوابط التداعي إلى الطاعات

هنالك فرق بين التداعي والتواصي.

فالتداعي : ما كان فيه تواعد؛ والتواعد هو الدعوة إلى الاتفاق على أداء العبادة، بزمان أو مكان أو قدر أو صفة أو سبب.

أما التواصي : فهو الدعوة بالتذكير والحث على أداء العبادة، من غير دعوة إلى اتفاق، فإن وقع الإتفاق من غير قصد فلا بأس.

ويجوز التداعي للطاعات في ما يلي :

أولا : إذا كان في طاعة راتبة، واجبة كانت أم مستحبة. فإنه يجوز مطلقا، على الصفة المشروعة.

ثانيا : إذا كان في طاعة غير راتبة، من التطوع المطلق، فإنه يجوز أحيانا، من غير صفة أو كيفية ممنوعة أو محدثة، وأن لا يتخذ عادة راتبة يداوم عليها، سواء في الزمان أو المكان أو القدر أو الصفة أو السبب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان :

أحدهما : سنة راتبة، إما واجب وإما مستحب، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة.

والثاني : ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل، أو على قراءة قرآن، أو ذكر الله، أو دعـاء، فهذا لا بأس به إذا لم يتخذ عادة راتبة، فإن النبي صلى الله عاليه وسلم، صلى التطوع في جماعة أحيانا ولم يداوم عليه إلا ما ذكر. (مجموع الفتاوى 132/23)



ومن الأمثلة على التداعي الممنوع :


التداعي على صلاة سنة الظهر القبلية الراتبة، بخلاف صفتها المشروعة كالتداعي على صلاتها جماعة.

أو كالتداعي على طاعة مطلقة غير راتبة، بصورة يداوم عليها، من حيث الزمان، مثل التداعي على قيام ليلة رأس السنة، أو صيام ليلة النصف من شعبان.

ومن حيث المكان، كالتداعي على الصلاة في مسجد ما كمسجد القبلتين مثلا، كلما زار الديار المقدسة.

ومن حيث القدر، كالتداعي على الإستغفار ألف مرة، كل حين.

ومن حيث الصفة، كالتداعي على صلاة التسابيح مثلا جماعة.

ومن حيث السبب، كالتداعي على صيام ثلاثة أيام لدحر العدو الغاصب.