أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9733 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-22-2009, 06:29 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
Arrow

[ما معنى الطغيان؟]
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (لِلْطَّاغِينَ مَآبًا):
الطاغون جمع طاغ وهو الذي تجاوز الحد؛ لأن الطغيان هو مجاوزة الحد كما قال تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) [الحاقة:11] أي زاد وتجاوز حده.


*** ــــــــــــــــــ ***


[ما هـو حد الإنسان الذي إذا تجاوزه وقع في الطغيان؟
وأين يكون تجاوز الحد من قبله؟!]

S حَدُّ الإنسان مذكور في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56].
S وتجاوز الحد: يكون في حقوق الله، ويكون في حقوق العباد.
v أما في حقوق الله ـ عز وجل ـ فإنه التفريط في الواجب أو التعدي في المحرم.
v وأما الطغيان في حقوق الآدميين فهو العدوان عليهم في أموالهم ودمائهم وأعراضهم. وهذه الثلاثة التي حرمها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، وأعلن تحريمها في حجة الوداع في أكثر من موضع فقال: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ)[1]. فالطغاة في حقوق الله وفي حقوق العباد هم أهل النار والعياذ بالله.


*** ــــــــــــــــــ ***


[فائـدة عقديـة: هـل البقاء في النار أبدي؟!
وهـل الجنة والنار مخلوقتان الآن ولا تفنيان؟!!]

قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله عَزَّ وجلَّ: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا):
أي باقين فيها، (أَحْقَابًا) أي مددًا طويلة؛ وقد دل القرآن الكريم على أن هذه المدد لا نهاية لها وأنها مدد أبدية كما جاء ذلك مصرحًا به في ثلاث آيات من كتاب الله في سورة النساء في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا) [النساء: 168 - 169].
وفي سورة الأحزاب (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [الأحزاب: 64 - 65].
وفي سورة الجن في قوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن : 23].
فإذا كان الله تعالى صرح في ثلاث آيات من كتابه أن أصحاب النار مخلدون فيها أبدًا، فإنه يلزم أن تكون النار باقيةً أبد الآبدين وهذا هو الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة، إن النار والجنة مخلوقتان ولا تفنيان أبدًا ووجد خلاف يسير من بعض أهل السُّنَّة في أبدية النار، وزعموا أنها غير مؤبدة، واستدلوا بحجج هي في الحقيقة شبه لا دلالة فيها لما ذهبوا إليه إذا قورنت بالأدلة الأخرى، فهو خلافٌ لا معول على المخالف فيه ولا على قوله، والواجب على المؤمن أن يعتقد ما دل عليه كتاب الله دلالة صريحة لا تحتمل التأويل، والآيات الثلاث التي ذكرناها كلها آيات محكمة لا يتطرق إليها النسخ، ولا يتطرق إليها الاحتمال:
· أما عدم تطرق النسخ إليها فلأنها خبر، واخبار الله ـ عَزَّ وجلَّ ـ لا تنسخ وكذلك أخبار رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، لأن نسخ أحد الخبرين بالآخر يستلزم كذب أحد الخبرين، إما تعمدًا من المخبر أو جهلًا بالحال، وكل ذلك ممتنع في خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، المبني على الوحي.
· وأما عدم تطرق الأحتمال فللتصريح بالأبدية في الآيات الثلاث، والمهم أنه يجب علينا أن نعتقد شيئين:

الشيء الأول: وجود الجنة والنار الآن وأدلة ذلك من القرأن والسُّنَّة كثيرة منها قوله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133]. والإعداد التهيئة وهذا الفعل (أُعِدَّتْ) فعل ماضي يدل علي أن الإعداد قد وقع وكذلك قال الله تعالى في النار: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران: 131]. والإعداد تهيئة الشيء، والفعل هنا ماض يدل على الوقوع وقد جاءت السُّنَّة صريحة في ذلك في أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، رأى الجنة ورأى النار.

الشيء الثاني: أعتقاد أنهما داران أبديتان من دخلهما وهو من أهلهما فإنه يكون فيهما أبدًا، أما الجنة فمن دخلها لا يخرج منها كما قال تعالى: (وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر: 48]، وأما النار فإن عصاة المؤمنين يدخلون فيها ما شاء الله أن يبقوا فيها، ثم يكون مآلهم الجنة كما شهدت بذلك الأخبار الصحيحة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، فقوله تعالى: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا). لا تدل بأي حال من الأحوال على أن هذه الأحقاب مؤمدة يعني إلى أمد ثم تنتهي، بل المعنى أحقابًا كثيرة لا نهاية لها.


*** ــــــــــــــــــ ***


[من صنوف عذاب جهنم: نفي البرد والشراب عن أهلها ـ أعاذنا الله تعالى والقارئين منها ـ]

قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدُا وَلَا شَرَابًا):
نفى الله سبحانه وتعالى عنهم البرد الذي تبرد به ظواهر أبدانهم، والشراب الذي تبرد به أجوافهم؛ ذلك لأنهم والعياذ بالله إذا عطشوا واستغاثوا كانو كما قال الله تعالى: (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف: 29 ].
وهل الماء الذي كالمهل وإذا قرب من الوجه شوى الوجه هل ينتفع به صاحبه؟!!
الجـواب: لا، بل بالعكس استمع قول الله تعالى: (وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) [محمد: 15].
أما في ظاهر الجسم فقد قال الله تعالى: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ) [الدخان: 47 – 48].
وقال تعالى: (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) [الحج: 19 - 20] ما في بطونهم الأمعاء وهي باطن الجسم، فمن كان كذلك فإنهم لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا يطفئ حرارة بطونهم.


*** ــــــــــــــــــ ***


[موعظةٌ بليغـةٌ ليستيقظ الغافـل قبـل سـير القوافـل]

قال الشيخ رحمه الله تعالى:
مَن تدبر ما في القرأن والسُّنَّة من الوعيد الشديد لأهل النار فإنه كما قال بعض السلف: (عجبت للنار كيف ينام هاربها، وعجبت للجنة كيف ينام طالبها).
إننا لو قال لنا قائل: أن لكم في أقصى الدنيا قصورًا وأنهارًا وزوجات وفاكهة لا تنقطع عنا، ولا ننقطع دونها بل هي إلى أبد الآبدين، لَكُنَّا نسير على أهداب أعيننا ليلًا ونهارًا لنصل إلى هذه الجنة التي بها هذا النعيم العظيم، والتي نعيمها دائم لا يقطع، وشباب ساكنها دائم لا يهرم، وصحته دائمة ليس فيها سقم، وأنظروا إلى الناس اليوم يذهبون إلى مشارق الأرض ومغاربها لينالوا درهمًا أو دينارًا قد يتمتعون بذلك وقد لا يتمتعون به.

فما بالنا نقف هذا الموقف من طلب الجنة، وهذا الموقف من الهرب من النار؟!!
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النار، وأن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة.



يتبـع بإذن الله -
نقل الفوائد مما كتبته الأخت أم سلمة الأثرية

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه مسلم: رقم (147)، كتاب (الحج).
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.