أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
74190 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-11-2013, 01:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي لا ينبغي للمسلمُ أن يُقلدَ اليهوَد والنصارى في تسليمهم.

لا ينبغي للمسلمُ أن يُقلدَ اليهوَد والنصارى في تسليمهم.

نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عن التشبّه باليهود والنصارى في تسليمهم، إذ أن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى بالأكف.

فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى بالأكف) قال شيخنا الألباني : (صحيح بشواهده) انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 227 رقم 2194] و [حجاب المرأة المسلمة ص 98].

وعن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها، فعل اليهود). (صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 388 رقم 1783].

وورد بلفظ آخر أتمّ منه عن جابر – رضي الله عنه – مرفوعا قال : (لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة) . والحديث أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (ص 146) وإسناده صحيح على شرطه في «الصحيح».

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : [... وأخرجه البيهقي في «الشعب» من حديث عثمان بن عبدالرحمن عن طلحة بن يزيد بهذا اللفظ والتمام، إلا أنه قال : «والحواجب» بدل قوله «والرؤوس والإشارة» ....
قلت : والمستنكر منه ذِكْرُ الحواجب، وسائرُهُ ثابت بمجموع الطريقين السابقين عن ثور بن يزيد مع الشاهد. والله أعلم]. ا هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 389 رقم 1783].

وقال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في «جلباب المرأة المسلمة» ص (193 – 194) : [قال النووي :«والنهي عن السلام بالإشارة مخصوصٌ بِمَنْ قدر على اللفظ حِسًّا وشرعًا، وإلاّ فهي مشروعة لمن يكون في شغل يمنعه من التلفّظ بجواب السلام، كالمصلي والبعيد والأخرس، وكذا السلام على الأصم» ذكره في «الفتح».
قلت : ثمّ إن الحديث عامٌّ يشمل – باستثناء من سبق – من سلّم بالإشارة واللفظ معاً، أو بالإشارة دون اللفظ، وإن كان هذا أشدّ مخالفـــة لجمعه بين ترك السنة - وهو إلقاء السلام أو ردّه – والتشبّه بالكفار...]. ا هـ.

وعلى ذلك لا ينبغي للمسلمُ أن يُقلدَ اليهوَد والنصارى في سلامهم، فلا يشير كاليهود بالأصابع، ولا كالنصارى بالأكف.

وليحذر القدوة من الآباء والمربين من الإقتداء بأعداء الدين في سلامهم ووداعهم، وليكونوا قدوة صالحة لرعيتهم، فلا هاي، ولا باي، ولا هالو، ولا إشارة بأصابع، ولا يد، إلا إذا دعت الضرورة للتسليم على المصلي، والبعيد، والأخرس، والأصم، إشارة باليد.

وقد سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – تعالى - ما حكم السلام بالإشارة باليد؟

فأجاب : لا يجوز السلام بالإشارة، وإنما السنة السلام بالكلام بدءاً وردا. أما السلام بالإشارة فلا يجوز؛ لأنه تشبه ببعض الكفرة في ذلك؛ ولأنه خلاف ما شرعه الله، لكن لو أشار بيده إلى المسلم عليه ليفهمه السلام لبعده مع تكلمه بالسلام فلا حرج في ذلك؛ لأنه قد ورد ما يدل عليه. وهكذا لو كان المسلم عليه مشغولا بالصلاة فإنه يرد بالإشارة، كما صحت بذلك السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس

http://www.binbaz.org.sa/mat/323

*******************

وهذه فتوى لفضيلة الشيخ فركوس – حفظه الله تعالى – :

في حكم التحية بالإشارة

السـؤال :
سمعت أنّ إلقاءَ السلامِ مع الإشارة باليد أو الرأس من تحية اليهود، فهل هذا صحيح؟ وجزاكم الله خيرًا‎.

الجـواب : الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد :

فَإِنْ جَمَع المسلِّمُ بين لفظ السلام والإشارة بالرؤوس والأكفِّ فجائز لحديث أسماء بنتِ يزيد - رضي الله عنها - : «أَنَّ رَسُولَ اللهِ مَرَّ فِي المَسْجِدِ يَوْمًا وَعَصَبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ فَأَلْوَى بِيَدِهِ بِالتَّسْلِيمِ» (١).
أمّا الاكتفاء بالإشارة دون قَرْنِهَا بلفظ «السلام» فيُعدُّ من تحية اليهود التي نهى عنها النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «لاَ تُسَلِّمُوا تَسْلِيمَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَهُمْ بِالأَكُفِّ وَالرُّؤوسِ وَالإِشَارَةِ» (٢).

هذا، والجدير بالتنبيه أنّ النهيَ عن السلام بالإشارة إنما يتعلّق بالقدرة على اللفظ إذ «لاَ تَكْلِيفَ إِلاَّ بِمَقْدُورٍ»، لقوله - تعالى - : {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [سورة البقرة : 286].

وضمن هذا المعنى يقول ابن حجر - رحمه الله - : «والنهي عن السلام بالإشارة مخصوصٌ بِمَنْ قدر على اللفظ حِسًّا وشرعًا، وإلاّ فهي مشروعة لمن يكون في شغل يمنعه من التلفّظ بجواب السلام كالمصلي والبعيد والأخرس، وكذا السلام على الأصم» (٣).

والعلمُ عند اللهِ - تعالى -، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.


الفتوى رقم: 683
الجزائر في: 24 جمادى الأولى 1428ﻫ
الموافق ﻟ : 9 جوان 2007م

http://www.ferkous.com/site/rep/Bq93.php
__________

١. أخرجه أبو داود في «الأدب»: (5204)، والترمذي في «الاستئذان»: (2697)، وابن ماجه في «الأدب»: (3701) وأحمد: (28356)، من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها. وصححه الألباني دون الإلواء باليد في «جلباب المرأة المسلمة»: (194)، وفي «صحيح الأدب المفرد»: (1/ 360).
٢. أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»: (10075)، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (8911)، من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -. وجوّد إسناده ابن حجر في «فتح الباري»: (12/ 274)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (4/ 389).
٣. «فتح الباري» لابن حجر: (12/ 274).


يُتبع - إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-11-2013, 02:42 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي السلام على أهل المقابر وآدابه.

السلام على أهل المقابر وآدابه :

1. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَلم على أهل المقابر من المسلمين ويدعو لهم، وفي ذلك وردت نصوص صحيحة عديدة منها :

عن عائشة - رضي الله عنه - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد). أخرجه مسلم (3/ 63) واللفظ له.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة فقال : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) (صحيح) أخرجه مسلم (1/ 150) ومالك (1/ 28/ 28) وانظر : [إرواء الغليل 3/ 235 رقم 776].

وعن بريدة - رضي الله عنه - قال : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر : يقول : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمن، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، فنسأل الله لنا ولكم العافية) (صحيح) أخرجه مسلم (3/ 64 - 65) والنسائي (1/ 287) وابن ماجه (1547). وانظر : [إرواء الغليل 3/ 235 رقم 776].

وعن سليمان بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، كان قائلهم يقول : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية) صححه الألباني رحمه الله - تعالى - : انظر : [1547 سنن ابن ماجه].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة فقال : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا) قالوا : أولسنا إخوانك ؟ قال : (بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك ؟ قال : (أرأيت لو أن رجلًا له خيلٌ غر محجلةٍ بين ظهرَيْ خيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يعرف خيله) قالوا : بلى، قال : (فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجّلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادنّ رجالٌ عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم ألا هَلُمّ ألا هَلُمّ، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول : (سحقا فسحقا فسحقا). ‌(صحيح) (مالك والشافعي وأحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع رقم : 3698].

2. لا يسلِّم المسلم بقول : " عليك السلام " لأنها تحيـــة الموتى : فعن جابر بن سليم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام : تحية الموتى، ولكن قل : السلام عليك) (حديث صحيح رواه الثلاثة والحاكم). انظر : [صحيح الجامع رقم : 7402].‌

والحديث بتمامه : عن أبي جري جابر بن سليم - رضي الله عنه - قال : (رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلّا صدروا عنه ، قلت : من هذا ؟ قالوا : رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت : عليك السلام يا رسول الله ! قال : (لا تقل عليكَ السلام. عليكَ السلام تحيةُ الميت، قل : السلامُ عليك)، قال : قلت : أنت رسول الله ؟ قال : (أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوتَهُ [1] كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر، أو فلاة، فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك)، قال : قلت : اعهد إليّ، قال : (لا تسبن أحدا) - فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة -، قال : (ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك، فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه) رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال : حديث حسن صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه، والنسائي مختصرا. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جــ 3 رقم 2783].

وفي رواية لابن حبان نحوه : (وإن امرؤٌ عيّرك بشيء يعلمه فيك، فلا تُعيّره بشيء تعلمه فيه، ودعه يكون وباله عليه وأجره لك، ولا تسبن شيئا، قال : فما سببت بعد ذلك دابةً ولا إنسانا) وقال فيه (صحيح لغيره). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جــ 3 رقم 2783].

لا يسلّم على أهل المقابر من المشركين عند المرور بها، إنما يبشروا بالنار

3. لا يسلّم على أهل المقابر من المشركين عند المرور بها، إنما يبشروا بالنار : ــ فعن الزهري عن سالم عن أبيه قال : [جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ! إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو ؟ قال : (في النار)، قال : فكأنه وجد من ذلك، فقال : يا رسول الله ! فأين أبوك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار) قال : فأسلم الأعرابي بعد، وقال : لقد كلفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعبا، ما مررتُ بقبر كافر إلا بشرته بالنار] صححه الألباني رحمه الله تعالى : انظر : [سنن ابن ماجه 1/ 501 رقم 1573].


يُتبع - إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-11-2013, 03:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ومن آداب السلام

ومن آداب السلام

1. السلام قبل السؤال :
فلا ينبغي تقديم بعض الألفاظ أو السؤال أو الكلام قبل السلام، والسنة أن يسكت المستقبلون حتى يُسَلّم القادمون : فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام، فلا تجيبوه ) (حديث حسن) رواه (ابن النجار) انظر : [صحيح الجامع رقم : 3699] و [السلسلة الصحيحة رقم : 816].‌

وعنه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه) (حديثٌ حسن) رواه : (الطبراني في الوسط، وأبو نعيم في الحلية) انظر : [صحيح الجامع رقم : 6122].

2. أن يكرر المسلم السلام إذا حالت بينه وبين أخيه شجرة، أو جدار، أو حجر ثم لقيه : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه). رواه أبو داود . (له إسنادان أحدهما صحيح) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 4650].

3. يُسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير : عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل) (صحيح) رواه البزار وابن حبان في صحيحه. انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2704].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح جــ 3 رقم : 4632].

4. من أجاب السلام فهو له ومن لم يجب فلا شيء له : عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : (ليسلم الراكب على الراجل، وليسلم الراجل على القاعد، وليسلم الأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام فهو له، ومن لم يجب فلا شيء له) قال الألباني : (صـحـيـح) انظر : [الأدب المفرد 1/ 344 رقم 992].

5 و6 . إلقاء الجالس على الداخل السلام، وإفراد السلام لكل شخص في الجلسة بدعة : قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : [إلقاء الجالس على الداخل السلام، وكذلك إفراد السلام لكل شخص في الجلسة بدعة.

قبل أن نسمع الأسئلة والأجوبة عليها أريد أن أبين لكم تلك الكلمة التي فاجأتكم أو فاجأت بعضكم بها، وهي قولي هذه بدعة.

الحقيقة أنني أعتقد أن أهم شيء ينبغي على من كان عنده شيء من العلم أن يهتم بالأمور الطارئة المحدثة، والتي ليس لها صلة بالكتاب والسنة، فمعالجة هذه الأمور الطارئة التي تمشي بين الناس، ولا أحد ينبه على حدوثها وعلى بدعيتها، فهذا النوع هو الذي ينبغي الاهتمام بتذكير الناس به، وتحذيرهم من مثله، فنحن نعلم من سنة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أن القائم يسلم على الجالس، وأن القليل يسلم على الكثير كما جاء في صحيح البخاري وغيره، ولذلك فلمّا يدخل الداخل ويُلقي سلامه على الجالسين الحاضرين، فما على الجالسين إلا أن يردّوا السلام، إما بالمثل أو بالأحسن كما جاء في القرآن الكريم، أمّا أن الجالس هو يقول : السلام عليك ... السلام عليكم، فهذا طبعاً خلاف السنة، هذا أولا.

ثانيا :
وهذا يقع مع بعض الجماعات أو الأفراد، أن هذا الداخل حينما يدخل ويريد أن يتمم السّنة بالمصافحة، فهو بدوره يسلم ويسلف كل من يصافحه سلاما، السلام عليكم ... السلام عليكم ...، أصبح هذا السلام شعاراً لبعض الجماعات الإسلامية اليوم، وهذا بسبب بُعدهم عن السنة، فأحببت أن أذكر بهذه البدعة وتلك، والذكرى تنفع المؤمنين]. ا هـ.

سلسلة الهدى والنور: رقم الشريط : (620).


يُتبع - إن شاء الله - تعالى -.

[ آداب الإستئذان ]
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-24-2013, 06:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي آداب الإستئذان

آداب الإستئذان

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة : أن نفراً من أهل العراق قالوا : "يا ابن عباس كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا، ولا يَعمل بها أحد، قول الله - عز وجل - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ}. قرأ القعنبي إلى عليم حكيم.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : (إن الله حليمٌ رحيمٌ بالمؤمنين، يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حِجال، فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل، والرجل على أهله، فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير، فلم أرَ أحدًا يعمل بذلك بعد). قال الشيخ الألباني : أثرٌ (صحيح) (حسن الإسناد موقوف) [سنن أبي داود 4/ 349 رقم : 5192].

الاستئذان لغة : هو العلم والإعلام، قال - تعالى - : " وأذان من الله ورسوله "، أي: إعلام من الله – تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وأذِنَ للشخص أي : سمح له، وأباح له ذلك .
واستأذن : طلب الإذن، والسين والتاء تفيد الطلب، فالعلم والإعلام والإباحة والأنس والنداء معانٍ للاستئذان تتضمنه.

وأما الاستئذان اصطلاحًا فهو : التماس الإذن تأدبًا بالهدي النبوي، مما جاء في كتاب الله – تعالى – وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

حكم الإستئذان : الوجوب. كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : « فالإذن واجب» :

فعن عطاء قال : سألت ابن عباس فقلت : أسْتَأذِنُ على أختَيَّ ؟ فقال : نعم، فأعَدْت، فقلت : أختانِ في حجري، وأنا أمونُهُما وأنفق عليهما، أستأذن عليهما ؟ قال : نعم، أتحب أن تراهما عريانتين ؟ ثم قرأ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}. قال : فلم يؤمر هؤلاء بالإذن إلا في هذه العورات الثلاث. قال : {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}. قال ابن عباس : «فالإذن واجب» زاد بن جريج : على الناس كلهم). رواه : [البخاري في الأدب المفرد 1063] قال الألباني : (صـحـيـح).

آداب الإستئذان :

1. تعليم الأبناء الذين لم يبلغوا الحلم وملك اليمين، الاستئذان في أوقات العورات الثلاث خاصـــّــــة، فإذا بلغوا الحلم، فالإذن واجب على الجمبع في كل حين :
قال – تعالى - : {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [سورة النور : 59].

عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما – قال : «أنه كان إذا بلغ بعض ولده الحلم عَزَلَهُ، فلم يدخل عليه إلا بإذن» رواه : [البخاري في الأدب المفرد 1058] وصححه الألباني - رحمه الله تعالى -.

وعن إبراهيم عن علقمة قال : جاء رجل إلى عبد الله قال : «أأستأذن على أمي ؟» فقال : (ما على كل أحيانها تحب أن تراها) رواه : [البخاري في الأدب المفرد 1059] وصححه الألباني - رحمه الله تعالى -.

أما حديث موسى بن طلحة : « دخلت مع أبي على أمي، فدخل واتبعته، فدفع في صدري وقال : تدخل بغير إذن» رواه : (البخاري في الأدب المفرد 1061). [قال الألباني - رحمه الله تعالى - : ضعيف الإسناد موقوفا].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-24-2013, 06:14 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي آداب الإستئذان

آداب الإستئذان

2. يحرم دخول أحد على غير بيته، إلا بإذن أهله؛ لأن الاستئذان من أجل البيت وساكنه :
قال الله - سبحانه وتعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۞ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ۞ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [النور:27- 29].

قال مقاتل بن حيان : [كان الرجل في الجاهلية إذا لقي أخاه لا يسلم عليه، بل يقول له : حييت صباحاً، وحييت مساءً، وكان ذلك تحية القوم بينهم، وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحِم ويقول : دخلت، ونحو ذلك، فيشقّ ذلك على الرجل ولعله يكون مع أهله، فغيّرَ الله ذلك كلّه في ستر وعفـــّـــة، وجعله نقياً نزهاً من الدنس والقذر والدرن. قال – تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} الآية.
قال الله – تعالى - : {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} : يعني الاستئذان خير للطرفين للمستأذن ولأهل البيت.

فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ : وذلك لما فيه مِن التصرف في ملك الغير بغير إذنه، فإن شاء أذن وإن شاء لم يأذن]. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى – 3/ 375].

3. نسخَ تحريم دخول بيوت الغير على الإطلاق، واستثنى من ذلك الإذن بدخول بيوت الغير إن كانت غير مسكونة له بها متاع، أو كانت مُعدّة للضيافة، ومنازل الأسفار :

قال ابن عباس - رضي الله عنه - : {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} نسخَ واستثنى فقال الله - تعالى - : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ}. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى – 3/ 376].

4. الإستئذان ثلاثا : ــ قال قُتادة في قوله – تعالى - : {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} : [هوَ الاستئذان ثلاثاً فمن لم يُؤذن له فليرجع، أما الأولى : فليسمع الحيّ، وأما الثانيــــة : فليأخذوا حذرهم، وأما الثالثــــة : فإن شاؤوا أذنوا، وإن شاؤوا ردّوا، ولا تقِفَنّ على بابِ قَوْمٍ ردّوكَ عن بابِهم، فإنَّ للناسِ حاجاتٍ ولهم أشغال، والله أولى بالعُذر]. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى – 3/ 375].

وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأذن على سعد بن عبادة، فقال : (السلام عليكم ورحمة الله) فقال سعد : وعليكم السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثاً ولم يسمعه، فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتبعه سعد، فقال : يا رسولَ الله ! بِأبي أنت وأمي، ما سَلمتَ تسليمةً إلا هي بأذني، ولقد رَدَدْتُ عليكَ ولم أسْمِعْكَ، أحبَبْتُ أن أستكثرَ مِنْ سَلامِكَ وَمِنْ البَرَكَة، ثم دخلوا البيت، فقرّبَ لهُ زبيباً فأكل نبيّ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - فلما فَرَغَ قال : (أكلَ طعامَكُمُ الأبرار، وَصَلّتْ عَليْكُمُ المَلائِكِةِ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصائمون). (صحيح). انظر : [مشكاة المصابيح جــ 3 رقم 4249].

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : أتانا أبو موسى - رضي الله عنه - قال : إن عمر - رضي الله عنه - أرسل إليّ أن آتيه، فأتيت بابهُ فسلمتُ ثلاثاً فلم يَرُدّ عَلَيّ، فَرَجَعْت. فقال : ما مَنَعَكَ أن تأتينا ؟ فقلت : إني أتيتُ فسلمتُ على بابِكَ ثلاثاً فلم ترد عليّ فرَجَعْت، وقد قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا استأذنَ أحَدُكُم ثلاثاً فلم يؤذنْ لَهُ فليرجع). فقال عمر : أقم عليه البينة. قال أبو سعيد : فقمت معه فذهبت إلى عمر فشهدت) (متفق عليه). انظر : [مشكاة المصابيح جــ 3 رقم 4567].

وعن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري : (أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثاً فلم يؤذن له، فانصرف، فأرسل إليه عمر ما رَدَّك ؟ قال : استأذنت الاستئذان الذي أمرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا، فإن أذن لنا دخلنا، وإن لم يؤذن لنا رجعنا) قال : فقال لتأتيني على هذا ببينة أو لأفعلنّ، فأتى مجلس قومه فناشدهم، فشهدوا له، فخلى سبيله) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 122 رقم 3706].

الحكمة من تثليث الاستئذان : قال ابن عبد البر في التمهيد : قال بعضهم: المرة الأولى من الاستئذان: استئذان، والمرة الثانية: مشورة، هل يؤذن في الدخول أم لا، والثالثة : علامة الرجوع ولايزيد على الثلاث. اهـ.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03-24-2013, 07:29 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي آداب الإستئذان

آداب الإستئذان

5. إن لم يأذن أهل البيت فينبغي الرجوع بلا غضب ولا تردد أو تذمر، بل طاعةً لأمر الله – تعالى - : {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [سورة النور:28].

قوله - تعالى :{هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} : أي أن رجوعكم هو أزكى لكم وأطهر، فلا تقفوا على أبواب الناس.

6. علامة الإذن رفع الحجاب : قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذنك عليّ أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك) رواه مسلم.

7. صفة الاستئذان : (السلام عليكم، أأدخل ؟). عن عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره أن كلدة بن حنبل أخبره : "أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولبأ وضغابيس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الوادي، قال : فدخلتُ عليه ولم أسلّم، ولم أستأذن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ارجع فقل : السلام عليكم، أأدخل ؟). وذلك بعد ما أسلم صفوان. قال الألباني : (وإسناده صـحـيـح). انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 460 رقم 818].

قال شيخنا الألباني : فائدة : [اللبأ : هو أول ما يُحلب عند الولادة.
والضغابيس : هو صغار القثّاء، واحدها ضغبوس.
وقيل : هي نبت ينبت في اصول الثمام يشبه الهليون، يسلق بالخلّ والزيت ويؤكل] ا. هـ.

أما حديث : أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه – قال : قلنا : يا رسول الله ! هذا السلام، فما الاستئذان ؟ قال : (يتكلم الرجل تسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنحنح، ويؤذِن أهل البيت) قال الشيخ الألباني : (ضعيف). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1221 رقم 3707].

وأما قول البعض : دستور. أو دستور يا اسيادي ! بِنِيـّــة الإستئذان، يُنادى بها مِن بُعد، قبل الدخول سواءً كان في البيتِ أحدٌ أو لم يكُن : فإنه قوْلٌ يقوله المشعوذون، والمُقلدونَ دون أن يعلموا حقيقته ومدى خطورته.

إن فيه استئذان مِنْ الجِنّ، أو مِنْ خَلقٍ لا نراهم – كما يقولون -، يتودّدون إليهم بقولهم : يا أسيادي !!. وفيه تعظيمٌ لهم، واستعانة بهم دفعاً لشرهم، ورجاء عدم الإيذاء في المكان الذي يحلّون فيه. وهذا شرك. والعياذ بالله.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال : (يا غلام ! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) (صحيح). ‌انظر : [صحيح الجامع رقم: 7957 ].‌

وقد علمنا الله – تبارك وتعالى - في كتابه العزيز، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – آداباً كريمــــة وأخلاقاً رفيعة تسمو بنا إلى الكمال، وتحفظ علينا ديننا وأعراضنا، آداباً حثت على غضّ الأبصار، وستر العورات، ومراعاة الخصوصيات، وحفظ الأسرار، بها نزكّي النفوس، ونحمي حُرْمَة البيوت ونحافظ عليها.

قال الله - تعالى - : {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [سورة النور:61].

وعن مجاهِد قال : [إذا دخلتَ بيتاً ليسَ فيهِ أحد، فقل : بسم الله، والحمد لله، السلام علينا من ربنا، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين].

وقال قتادة : [إذا دخلتَ على أهلِكَ فسلّم عليهم، وإذا دخلتَ بيتاً ليسَ فيهِ أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه كانَ يُؤمر بذلك، وحدّثنا انّ الملائكــــة ترُدّ عليـــه]. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى – 3/ 408].

يُتبع إن شاء الله -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 03-24-2013, 11:33 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي آداب الإستئذان

آداب الإستئذان

8. يكره أن يفاجئ الرجل أهله إذا عاد من سفر متأخرا :
فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا) صحيح . [سنن أبي داود 3/ 90 رقم : 2776].
قال أبو داود : قال الزهري : الطروق بعد العشاء ، قال أبو داود وبعد المغرب لا بأس به.

وعن جابر - رضي الله عنهما - : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن أحسن ما دخل الرجل على أهله، إذا قدم من سفرٍ أول الليل) صحيح . انظر : [سنن أبي داود 3 / 90 رقم : 2777 ].

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : [كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فلما ذهبنا لندخل قال : (أمهلوا حتى ندخل ليلا، لكي تمتشط الشعثة، وتستحدَّ المغيبة) انظر : [سنن أبي داود 3/ 90 رقم : 2778] قال شيخنا الألباني : (صحيح).

9. جواز الخروج إلى استقبال القادم من سفر : عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال : (لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم المدينة - من غزوة تبوك، تلقاه الناس، فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداع) (صحيح). [سنن أبي داود 3 /90 رقم : 2779].

أما حديث : (لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا مادعا لله داع) فهو (حديث ضعيف لم يصح) انظر : [السلسلة الضعيفة 2/ 63 رقم 598].

10. إذا دُعِيَ أحَدُكُمْ فجاءَ مَع الرّسول فإن ذلك إذن : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا دعي أحدكم فجاء مع الرسول فإن ذلك إذن) . رواه أبو داود .
وفي رواية له قال : (رَسولُ الرّجُلِ إلى الرّجُلِ إذنه). (صحيح) انظر : [مشكاة المصابيح جــ 3 رقم 4672].

11. إذا دُعِيَ أحَدٌ وتبعَهُ آخرون، فينبغي الإستئذان مِن صاحب الدعوة، إن شاء أذن أو ترك : عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه – قال : كان رجلٌ من الأنصار يُكنّى أبا شعيب، كان لهُ غلامٌ لحّام، فقال : اصنع لي طعاماً يكفي خمسة، لعلي أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامسَ خمسة، فصنعَ لهُ طُعَيماً ثم أتاه فدعاه، فتبعهم رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا شعيب ! إن رجلاً تبعنا، فإن شئت أذنت له، وإن شئتَ تركته. قال : لا، بل أذِنْتُ له) (متفق عليه).

12. ينبغي أن يُقرَعَ الباب بلطف لا بعنف : فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: (أن أبواب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تقرع بالأظافير) رواه : (البخاري) انظر : [الأدب المفرد 1/ 371 رقم 1080].

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله - تعالى - في الفتح : [وهذا محمول منهم على المبالغه في الأدب، وهو حَسَنٌ لِمَن قَرُبَ مَحَلّهُ مِن بابِه، أما مَن بَعُدَ عن الباب بحيث لا يبلغهُ صَوْتُ القرع بالظفر، فيستحب أن يقرع بما فوقَ ذلك بحسبه. أهـ.

أين هذا الأدب الراقي من أناسٍ لا يُراعونَ وقتاً في قرْعِهِمُ الأبواب، أو منبه السيارات بأصواتٍ تصمّ الآذان ؟؟.

13. على من يستأذن أن يُفصِحَ عن اسمه، ويعرّف بشخصه عند الإستئذان : عن جابر - رضي الله عنهما - قال : "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دين كان على أبي، فدققت الباب" فقال : من ذا ؟ فقلت : " أنا ". فقال : (أنا أنا. كأنه كرهها) (متفق عليه).

قال ابن الجوزي رحمه الله - تعالى - : [إن السبب في كراهة قول " أنا " أن فيها نوعاً من الكبر، كأن قائلها يقول : أنا الذي لا أحتاج إلى أن أذكُرَ اسمي أو نسبي].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 03-24-2013, 11:50 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي آداب الإستئذان

آداب الإستئذان

14. الوقوف إلى جانب الباب عن يمينه أو يساره عند الإستئذان :
عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال : "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (لا تأتوا البيوت من أبوابها، ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا، فإن أذن لكم فادخلوا، وإلا فارجعوا) (حديث حسن رواه الطبراني في الكبير من طرق أحدها جيد) انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2731] .

وعن محمد ابن عبد الرحمن اليحصبي قال : سمعت عبدالله ابن بسر- رضي الله عنه - صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( كان إذا جاء الباب يستأذن، لم يستقبله، يقول : يمشي مع الحائط حتى يستأذن، فيُؤذن له أو ينصرف ) [السلسلة الصحيحة 2003].

15. نهى أن ينظر القادم داخل بيت من يستأذنه قبل أن يؤذن له : لقد أثنى الله – تبارك وتعالى – على النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - وامتدحه بقوله – سبحانه - : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} وذلك بأن بصرُهُ لم يتجاوز حدود ما أذِنَ له به، ليلة الإسراء والمعراج.
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - في قوله - تعالى - : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} أي : [ما ذهب يميناً ولا شمالا].
{ وَمَا طَغَى} : ما جاوز ما أمِرَ به، وهذه صفة عظيمة في الثبات والطاعة، فإنه ما فَعَلَ إلا ما أمِرَ به، ولا سَأَلَ فوقَ ما أعطِي] انظر : [تفسير ابن كثير 4/ 323].

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - "أن رجلاً اطلَعَ في جحر في باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِدْرَىً يَحُكّ به رأسه، فقال : (لو أعلمُ أنك تنظرني، لطعنت به في عينيك، إنما جُعِلَ الاستئذان من أجل البصر) (متفق عليه).

وعن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير قال : "إستأذن رجلٌ على حذيفة، فاطّلَعَ وقال : أدخل ؟ قال حذيفة : (أما عينكَ فقد دَخَلَتْ، وأمّا أسْتُكَ فلم تدْخُل) قال الألباني - رحمه الله تعالى - : سند الحديث : (صـحـيـح) انظر : [الأدب المفرد رقم 1090].

وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من كشف ستراً فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له، فرأى عورة أهله، فقد أتى حدّاً لا يَحِلّ له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجلٌ ففقأ عينه، ما عيّرْتُ عليه، وإنْ مرّ الرجل على بابٍ لا سترَ له غير مغلق فنظر، فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت). قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : (الحديث غريب صحيح). وقد كان ضعفه في بعض التخريجات القديمة مثل « غاية المرام » (423) ثم صححه في «السلسلة الصحيحة» (3463). وانظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2728].

16. أن لا يتسمّع على الغير بلا استئذان : فقد شدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النكير على من يتسمّع على الغير بلا استئذان : فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (من تحلّم بحلم لم يره، كُلفَ أن يعقد بين شعيرتينِ ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صُبّ في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صوّر صورة عُذّب، أو كُلّفَ أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ) (صحيح) رواه البخاري وغيره.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-25-2013, 12:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من الآداب عند التوديع

من الآداب عند التوديع

1. الاستئذان قبل القيام : عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومَنّ حتى يستأذنه) (صـحـيـح) انظر : [صحيح الجامع 583] و [السلسلة الصحيحة1/ 354 رقم 182].

قال الألباني – رحمه الله تعالى - : [في الحديث تنبيه على أدب رفيع وهو : أن الزائر لا ينبغي أن يقوم إلا بعد أن يستأذن المزور]. ا هـ.

2. دعاء كفارة المجلس : عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من قال : سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فإن قالها في مجلس ذِكرٍ كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغوٍ كانت كفارة له) (صـحـيـح) انظر : [صحيح الجامع 6430] . ‌

3. السلام في نهاية المجلس : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس فقال : سلام عليكم، فقال : (عشر حسنات) ثم مر آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله، فقال : (عشرون حسنة) ثم مرّ آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال : (ثلاثون حسنة) فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ما أوشك ما نسي صاحبكم، إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس، فليجلس، وإن قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة). (صحيح) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 2712].

وعن معاوية بن قرة عن أبيه - رضي الله عنه - قال : [يا بني ! إذا كنت في مجلس ترجو خيره، فعجلت بك حاجة ، فقل : السلام عليكم، فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس) (صحيح موقوف) رواه الطبراني موقوفا هكذا ومرفوعا، والموقوف أصح. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 2709].

4. قراءة سورة العصر قبل تسليم الوداع : عن أبي مدينة عبد الله بن حفص الدارمي - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (كان الرجلان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر [وَالعَصْر ۞ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ }. ثم يسلم أحدهما على الآخر). انظر: [السلسلة الصحيحة رقم 2648].


يُتبع إن شاء الله – تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-25-2013, 12:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من الآداب عند التوديع

من الآداب عند التوديع

5. ومن أدبه - صلى الله عليه وسلم - عند التوديع : المصافحــــة، والأخذ باليد الواحدة عند المصافحــــة، والدعاء لمن يودّعه بقوله : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ) :
فعن قَزْعــَـــة قال : " أرسلني ابن عمر في حاجـــة، فقال : "تعالَ أودِّعكَ كما ودّعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرسلني في حاجــــة له فقال : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ) انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 50 رقم 14و15و16].

وعنْ عبدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُم) انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 50 رقم 15].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا قَالَ : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِك) انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 50 رقم 16].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [يستفاد من هذا الحديث الصحيح جملة فوائد :

الأولى : مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ)، ويجيبه المسافر فيقول : (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه). انظر :[الكلم الطيب 93/ 167].

الثانية : الأخذ باليد الواحدة في المصافحة، وقد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة، وعلى ما دل عليه هذا الحديث يدل اشتقاق هذه اللفظة في اللغة.

ففي" لسان العرب" : [والمصافحة : الأخذ باليد، والتصافح مثله، والرجل يصافح الرجل : إذا وضع صفح كفه في صفح كفه، وصفحا كفيهما : وجهاهما، ومنه حديث المصافحة عند اللقاء، وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه على الوجه].

قلت : - والقول لشيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [وفي بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضاً، كحديث حذيفة مرفوعاً (إن المؤمن إذا لقي المؤمن، فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه .تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر).

فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة: الأخذ باليد الواحدة، فما يفعله بعض المشايخ من التصافح باليدين كلتيهما خلاف السنة، فليعلم هذا.

الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضاً، ويؤيده عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - ( من تمام التحية المصافحة) .
وهو حديث جيّد باعتبار طرقه، ولعلنا نفرد له فصلاً خاصاً إن شاء الله – تعالى - ثم تتبعت طرقه، فتبين لي أنها شديدة الضعف، لا تصلح للاعتبار وتقوية الحديث بها، ولذلك أوردته في [السلسلة الأخرى 1288].

ووجه الاستدلال – بل الاستشهاد – به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضاً، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (إِذَا دخل أَحَدُكُمْ الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، وَإِذَا خرجَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتْ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنْ الْآخِرَى) رواه ابوداود والترمذي وغيرهما بسند حسن.
فقول بعضهم إن المصافحة عند المفارقة بدعة، مما لا وجه له.
نعم، إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر وأقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة.
ومن كان فقيه النفس، يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة، فالأولى سنة، والأخرى مستحبة، وأما أنها بدعة، فلا، للدليل الذي ذكرنا.

وأما المصافحة عقب الصلوات : فبدعة لا شك فيها، إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك، فهي سُنة كما علمت]. ا هـ. انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 50 - 53 رقم 14و15و16].


أسأل الله – تعالى – أن يُفقهنا في ديننا، ويختم بالصالحات أعمالنا، وأن يجمعنا في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسنَ أولئك رفيقا، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

من محاضرات اللجنــــــة النسائية بمركز الإمام الألباني – رحمه الله تعالى - .

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.