أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
115736 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-28-2009, 03:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تزكيـــــــــة الأخلاق – جـ 2. علامات حسن الخلق.

تزكيـــــــــة الأخلاق – جـ 2.

علامات حسن الخلق.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : ــ

مِنْ علامات حسن الخلق ما جاءت بها الأدلة الكثيرة المتواترة في الكتاب الكريم، والسنة النبوية المطهرة، أذكر منها باختصار ما يلي :

1. الإيمان بالله - تبارك وتعالى – الذي يظهر أثره على المؤمن في حسن عبادته وفي حسن خُلقه، وقيامه بحق الله - تعالى - عليه، وبحق العباد، ويتجلى ذلك في حسن تعامله مع الأهل، والآباء، والأبناء، بل مع القريب والغريب.

يعلم أنه لا ينبغي أن يعيش لنفسه فقط، فينبذ الأنانية، وحب الظهور، يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، ويتميز في خشوعه، وهدوءه، وعفته، وأمانته، ومفارقته لمجالس اللغو واللهو، يسمو بأخلاقه، فيردعه إيمانه عن فعل المعاصي والمنكرات، وموارد السوء، وصحبة السوء لقوله – سبحانه - : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۞ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۞ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۞ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۞ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۞ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة المؤمنون 1 ــ 11].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) [صحيح الجامع 1230].

وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي المؤمنين أفضل ؟ فقال : (أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا ، وأكيسهم أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا أولئك الأكياس). [السلسلة الصحيحة 1384].

2. الإستقامة على أمر الله - تبارك وتعالى : لقد امتدح الله - تعالى - أهل الإيمان الذين استقاموا على أمره في عدة مواضع في القرآن الكريم, وحثهم على ذلك، وعلى المثل العليا التي تميّزهم، والدعوة إليها، قال الله - تعالى - : {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [سورة الشورى 15].

وعن سفيان بن عبدالله الثقفي - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك، وفي رواية : غيرك. قال : (قل آمنت بالله ثمَ استقم) رواه مسلم. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 15].

إنها كلمات جامعة للدين كله، والإستقامة عليه بالتوحيد الحق، والبعد عن الشرك، وحسن الإتباع، والبعد عن الإبتداع.
إنها تقوى، ومجاهدة، ومراقبة، ومحاسبة، وصدقا، وأمانة، وعدلا، وإحسانا، وحياء، وحلما، ورحمة، وتسامحا، وتواضعا، فلا شرك، ولا كفر، ولا بدعة، ولا ظلم، ولا تباغض، ولا تحاسد، ولا تدابر، ولا سوء ظنّ، ولا تحسس، ولا تجسس، ولا غيبة، ولا نميمة، ولا غش، ولا خداع.

وامتنَ الله – تعالى عليهم بولايته بقوله - : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۞ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [سورة فصلت 30 - 32 ].

3. إن من فضل الله - تعالى - على السلف الصالح أنهم لم يُرْمَوْا بتهمة ولا ريبة، ولا شرك ولا بدعة على مدى الزمان، يترفـّـعون عن الدنايا، وعن كل ما يشين، إنهم أولى الناس باتباع منهجهم لأنهم متميزون عن غيرهم بحسن خلقهم ، وتمسكهم بهدي ربهم - تبارك وتعالى – قولاً وعملا، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك.
إنهم الفرقة الناجية الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم : (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس) (صحيح) رواه : (أحمد والبخاري ومسلم) عن معاوية - رضي الله عنه - انظر : [صحيح الجامع رقم: 7290]. ‌

4. الرحمة ورقة القلب والصبر والثبات على الأمر مع احتساب الأجر : فقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم إذا أسلمَ أحد منهم، بدأ عهدًا جديدًا وانفصلَ تماما عن ماضيه عقيدةً، وأخلاقًا، وسلوكا، ففتحوا البلاد وقلوب العباد. وهم القدوة لنا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ.

قال الله - تعالى - : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [سورة آل عمران 159].

وقال الله - تعالى - : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ۞ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ۞ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ۞ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [سورة النحل 125 ــ 128].

وقال الله - تعالى - : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ۞ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ۞ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ۞ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة فصلت 33 – 36 ].

5. علوَ الهمة ، قال الله - تعالى - : {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۞ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ۞ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۞ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ۞ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [سورة الذاريات 15 ــ 19].

وقال الله - تعالى - : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۞ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ ۞ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ ۞ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَــذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة 16 ــ 20].

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها) [السلسلة الصحيحة 1378].

وعن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله يحب معالي الأمور ، وأشرافها ، ويكره سفسافها) [صحيح الجامع 1890].

6. أنهم يرجون رحمة الله ويخشون عذابه، يسارعون في الخيرات، ولكن يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم لشدة خشيتهم وتعظيمهم لله - تبارك وتعالى - وتعظيم أوامره.
قال الله – تعالى - : {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ۞ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ۞ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ۞ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ۞ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [سورة المؤمنون 75 ــ 62].

وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت عائشة - رضي الله عنها - : هم الذين يشربون الخمر ويسرقون"، قال : (لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات) (صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 304 رقم 163].

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : [جاء في الشرح ما خلاصته : أن السر في خوف المؤمنين أن لا تقبل منهم عبادتهم : أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله - عز وجل - وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله]. ا هـ.

7. مع مسارعتهم للخيرات، فإنهم يجاهدون أنفسهم بفعل الطاعات والقربات، والإنفاق سرا وعلانية، وبكظم الغيظ، والعفو عن الناس، ابتغاء مرضاة الله - تعالى - وابتغاء وجهه الكريم.
قال الله - تعالى : - {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۞ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ۞ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۞ [سورة آل عمران 133 - 136].

وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من كتم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاهُ الله على رءوس الخلائق، حتى يخيّره من الحور العين، يزوجه منها ما شاء) (حديث حسن) انظر: [ صحيح الجامع رقم 6518 ].

8. حب البذل، والجود، والكرم، والعطاء بسخاء : ففي الصدقة والعطاء، تهذيب للنفس وطهارة ونماء، ووقاية من النار وغضب الجبار : قال الله - تعالى - : {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ۞ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ۞ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ۞ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ۞ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ۞ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ۞ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ۞ وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [سورة الليل 14 – 21].

قال الله – تعالى - : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة التوبة 103].

فقد شرع الله – تبارك وتعالى – الصدقة، والزكاة، وبيّن أنواعها، ونصابها، وحقها، ومصارفها، طهرة ونماءً. كذلك زكاة الفطر : طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.

9. إغاثة الملهوف، وكفّ الأذى، وحفظ اللسان : فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم ـ أي العمل أفضل ؟ قال : (إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قال : قلت ، فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تعين صانعا، أو تصنع لأخرق. قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك) (متفق عليه).

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كل مسلم صدقة. قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : فليعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قالوا : فإن لم يستطع ؟ أو لم يفعل ؟ قال : فيُعينُ ذا الحاجة الملهوف. قالوا : فإن لم يفعله ؟ قال : فيأمر بالخير. قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : فيُمْسِكْ عن الشر، فإنه له صدقة) (متفق عليه).

وعن عبدالله ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي) (صحيح) رواه : (أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبان، والحاكم). انظر : [صحيح الجامع رقم: 5381]. ‌

10. امتنّ الله - تعالى - عليهم بالذكر الحسن، والصيت الحسن، عند أهل الأرض والسماء، لِما تخلقوا به من أخلاقٍ طيبة يحبها الله – تعالى - ويرضاها : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من عبدٍ إلاّ ولهُ صيتٌ في السماء، فإن كان صيتُهُ في السماء حسنًا وُضِعَ في الأرض، وإن كانَ صيتُهُ في السماء سيئًا وُضِعَ في الأرض) [السلسلة الصحيحة 2275].

11. الحلم والأناة : عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأشج بن عبد قيس - رضي الله عنه - : (إن فيك لخصلتين يحبهما الله - تعالى - : الحلم والأناة) [صحيح الجامع 2136].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خياركم أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، وشراركم الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون) [السلسلة الصحيحة 791] و [صحيح الجامع 3260].

12. هم خيار الناس إسلامًا إذا فقهوا أمر دينهم، واتبعوا هديَ نبيهم - صلى الله عليه وسلم -: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - : (خيركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً ؛ إذا فقهوا) [السلسلة الصحيحة 3546].

وعن معاوية - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (مَن يُرِدِ الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم، والله يعطي) (متفق عليه). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 200].

امتن الله - تعالى - عليهم بالفلاح والنجاح في الدنيا والاخرة، وذلك لعلو المنزلة، والمكانة الرفيعة التي أعدها الله - تعالى - لمن تفقه في الدين، وهذب نفسه، بآداب الكتاب والسنة النبوية المطهرة، وجاهدها في ذات الله – تبارك وتعالى -.

13. ومن علامات حسن الخلق التواضع، وما وصفهم الله – تعالى – من صفات في هذه الآيات الكريمة : قال الله - تعالى - : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما ۞ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ۞ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ۞ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ۞ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ۞ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۞ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۞ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ۞ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ۞ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ۞ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ۞ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ۞ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ۞ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ۞ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [سورة الفرقان : 63 ــ 77 ].


أخلاق كريمة، امتنّ الله - تبارك وتعالى - عليهم بها، فزكت بها أنفسهم. وعلاقة طيبة مع العباد، ومع رب العباد - سبحانه وتعالى -، أثنى عليهم بها، فاستحقوا هذه المنزلة العظيمة.

اللهم إنا نسألك من فضلك، ونعوذ بك اللهم من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء.


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-09-2016, 07:06 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

لطفا :

مواضيع ذات صلة :

تزكيـــــــــة الأخلاق جـ 1.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=701

تزكيـــــــــة الأخلاق – جـ 3 الأسباب التي ينال بها حسن الخلق

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=3037
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.