[ تفريغ ] مسألة التوسل بذات النبي بين الجواز والمنع - محمود الصرفندي

[أبو مسلم السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهجة القلب

مسألة التوسل بذات النبي بين الجواز و المنع للشيخ محمود الصرفندي
تفريغ لمقطع من حلقة تاويل الرؤى و المنمات لتاريخ 30/12/2012 الموافق ل 17/صفر/ 1434

أما اختلاف الناس في دعائك ، نعم هذا واقع أن الناس اختلفوا الى قسمين في مسألة التوسل بالنبي صل الله عليه و سلم ، هو بأبي و أمي عليه الصلاة و السلام .
التوسل عند أهل السنة و هذا محل اتفاق عند الجميع يكون بالعمل الصالح، له صور من صور العمل الصالح كأن يتوسل انسان بعبادة تعبد ربه فيها كتوسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة، ببر والديه و بـ........"المقطع محذوف من المصدر"
عندنا كم مقدَر؟ اثنان، المقدر الاول في الجاه و عندنا المقدر الثاني : الدعاء.
كيف نرجح بين المقدر المحذوف؟
يعني عمر قال اللهم إنا كنا نتوسل اليك بنبينا فاللهم إنا نتوسل اليك بعم نبينا العباس.
كيف نقدِر هذا المحذوف المقدٌَر كيف كيف نحدده؟ هل هو : اللهم إنا كنا نتوسل اليك بدعاء نبينا و إنا لنتوسل اليك بدعاء عم نبينا العباس؟ أو اللهم إنا كنا نتوسل اليك بجاه و ذات نبينا و إنا نتوسل اليك بجاه و ذات عم نبينا العباس.
كيف نرجح بين المقدَرات ؟ لأن اللفظ عام: اللهم إنا كنا نتوسل اليك بنبينا و إنا نتوسل اليك بعم نبينا العباس. كيف نرجح؟ ننظر للأدلة:
هل ورد دليل و لو ضعيف عن الصحابة أنه كان يجلس و يسأل الله و يتوسل الى الله بالنبي صل الله عليه و سلم ؟ لا ، لا يوجد.
طب ما هو الموجود في فعل الصحابة ؟ الموجود أن الصحابة كانوا يأتون النبي صل الله عليه و سلم و يسألونه الدعاء لهم و ذكر هذا ربنا في كتابه "( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )، فهنا هذه الآية تبين أن الصحابة لو جاءوا الى النبي صل الله عليه و سلم و استغفروا الله و استغفر لهم الرسول. اذن هذه الآية تبين أن الصحابة ما كانوا يتوسلون بالنبي صل الله عليه و سلم ، كانوا يأتون اليه و يسألونه الدعاء و هم يتوسلون بدعائه، و هم يتوسلون بدعائه، لذلك دخل كما في حديث أنس المشهور "قال يا رسول الله إن القحط و ذكر أحوال المدينة ،فرفع النبي يقول انس بن مالك يديه فدعا الله تبارك و تعالى أن ينزل الغيث فأنزله ثم جاء من الذي تليها ، الجمعة التي تليها فقال يا رسول الله يعني هلكت الاموال و و و فدعا النبي . فكانوا يتوسلون لله بدعاء النبي صل الله عليه و سلم ، يا رسول الله أدعو لي أن أكون معك في الجنة فيدعو النبي صل الله عليه و سلم ،يا رسول الله و هكذا .اذن لم يثبت أن أحدا من الصحابة كان يرفع يديه و يقول اللهم اني اتوسل اليك برسول الله ،إلا في موقف سأذكره بعد قليل قد يشكل على بعض الناس و هو حديث الأعمى.
طيب اذن فعل الصحابة يرجح تقدير أن عمر كان يتوسل بماذا؟ بدعاء النبي صل الله عليه و سلم ، طيب شو الدليل، دليل آخر؟ فيه دليل: أنو لو كان التوسل بجاه النبي صل اله عليه و سلم و ذات النبي جائز، لكان الأولى أن يتوسل عمر برسول الله لا بعمه العباس ، لو كان التوسل بجاه النبي صل الله عليه و سلم جائزا لكان الأولى أن يتوسل عمر بالنبي صل الله عليه و سلم بدل أن يتوسل بالعباس لأن جاه رسول الله أعظم من جاه العباس و لا يقارن بجاه العباس . فلماذا عدل عمر من التوسل بالنبي صل الله عليه و سلم الى التوسل بعم النبي العباس: لأن النبي ميت صل الله عليه و سلم و لا ينفع التوسل به، فاقتضى من عمر أن يتوسل بأقرب الناس لرسول الله و هو العباس، فتوسل بماذا؟ بدعائه و الدليل على ذلك أن ابن عساكر اسند في تاريخ دمشق رواية صحيحة الاسناد ، قال عمر و إنا نتوسل اليك بعم نبينا العباس قم يا عباس فادع الله لنا ، قم يا عباس فادع الله لنا، هذه رواية قاطعة للتقدير أن التوسل كان بالدعاء و ليس بالجاه و الذات .
" طبعا يستأذينوني اخواني بالاتصالات اذن حتى اوضح هذه المسألة العقدية المهمة ، لا تتصلوا حتى انا اخبركم حتى ما يضيع رصيدكم"
فهنا قال اللهم إني أتوسل اليك بنبينا و اني أتوسل اليك بعم نبينا العباس، المقدًَر في هذا الحديث عند البخاري من حديث أنس هو الدعاء ،أي اللهم إنا كنا نتوسل اليك بدعاء نبينا، لكنه قد مات و انا نتوسل اليك بدعاء عم نبينا العباس ، في رواية ابن عساكر " قم يا عباس فادع الله لنا ".
كذلك ثبت هذا في فعل الصحابة في عهد معاوية ابن ابي سفيان أنه سأل عن أصلح الناس فدُل على أبي الاسود المقداد ابن الاسود او كذا نحو هذا الاسم و اسناد القصة صحيح، فقال معاوية : اللهم إنا نتوسل اليك و ذكر اسمه المقداد ابن الاسود او ابو الاسود او نحو ذلك ، ثم قال معاوية رضي الله عنه قم يا فلان ذكره باسمه ابو الاسود او المقداد بن الاسود قم يا فلان فادع الله لنا، هذا في عهد معاوية أيضا و جرى العمل بهذا عند الصحابة يقول مثلا اللهم إني أتوسل اليك بفلان ، يا فلان قم فادع الله لي ،فادع الله لي، كما فعل معاوية و كما فعل عمر و كما فعله غير واحد منهما ف اذن المقدر هنا التوسل بدعاء النبي لانو لو كان التوسل بجاه النبي جائز لكان عمر الاولى ان يتوسل بذات النبي مو بذات العباس و بجاه العباس لانو جاه النبي افضل من جاه العباس و لا يقارن.
طيب قد يقول قائل من المخالفين، في هذا الحديث دلالة على انه يجوز الاستغناء عن الفاضل و طلب المفضول فالعباس هو المفضول و النبي هو الفاضل صل الله عليه و سلم و عمر اراد ان يعلمنا ان نستخدم المفضول مع وجود الفاضل، اقول هذا التوجيه لا يصح، لماذا؟ هذا ، الاشياء من جهة التناسب نعم يوجد فاضل و مفضول و للإنسان احيانا ان يفعل المفضول ارشادا للناس لفعله و إن توفر الفاضل لكن ان اشتدت المحالك و عصُرت الامور فالعقل الحكيم يصرف الانسان الى الاستنجاد بالفاضل دون المفضول، لو ان لك علاقة بوزير و علاقة برئيس الوزراء و هناك امر، لك ان تطلب من الوزير وهو المفضول و لك ان تطلب من رئيس الوزراء وهو الفاضل و لكن اذا كان الامر شديدا عسرا قويا اول ما تتوجه الى اقوى ما لديك من الاحتياطات، الى رئيس الوزراء، ف عمر في ذاك الوقت وقت قحط و ليس وقت سهل و وقت يسر بل وقت عسر الاولى لو كان التوسل بجاه النبي جائزا لتوسل عمر برسول الله بدل ان يتوسل بالعباس فلما توسل بالعباس دل ان التوسل هنا ليس توسلا بالذات و الجاه و انما هو توسل بالدعاء و لهذا يجوز لنا نحن ان نقول و هذا جائز يا اخواني اللهم اني اتوسل اليك بمحبتي لرسول الله صل الله عليه و سلم ، هذا جائز لماذا ؟ لان محبة النبي صل الله عليه و سلم عمل صالح و اهل السنة اتفقوا مع غيرهم من المخالفين على جواز التوسل بالعمل الصالح.
طيب قد يقول قائلهم طيب مهو حديث الضرير في مسند احمد على القول بصحته و حسنه الامام الالباني، حديث الضرير الذي سأل النبي و قال اللهم اني اتوجه اليك بنبي الرحمة ان تمد الي بصري.... الى آخره ، هذا الحديث لابد ان نفهمه فهما متكاملا ذلك ان النبي دعا له و هو توجه بالنبي لله فيكون المقدر كمقدر توجه عمر بدعاء العباس ، دعا النبي صل الله عليه و سلم له و ذاك توجه بالنبي صل الله عليه و سلم لله تبارك و تعالى فهذا الحديث لا يعارض تلك الاحاديث و ذاك التوجيه و يقويها فعل الصحابة انهم كانوا يسألون النبي يأتونه و يسألونه اي ادع لنا يا رسول الله و النبي يدعو لهم و عمر لو كان الدعاء بالنبي صل الله عليه و سلم جائزا لدعا به و لكنه دعا بدعاء العباس قال قم يا عباس فادع الله لنا اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا و انا اللهم نتوسل اليك بعم نبينا العباس قم يا عباس فادع الله لنا كما في زيادة ابن عساكر في تاريخ دمشق باسناد صحيح .
طيب المسالة حقيقة تحتاج الى بسط طويييييييل حتى نذكر ادلة المخالفين و نجيب على الاعتراضات و الادلة و كذا و هذا المقام ليس مقام شرح لهذه المسالة و لكن هذا مختصر تعليقا على بعض ما ورد في رؤيا اخونا الفاضل ابو عبد الرحمان من فلسطين .
طبعا هون مسالة : هل هناك فرق بين التوسل و الاستغاثة؟ طبعا، التوسل يا اخواني بدعة ، التوسل بدعة و ليس من الشرك الاكبر، التوسل بالنبي بدعة انتبهوا ايها الافاضل و ليس بالشرك الاكبر. اما الاستغاثة بالنبي كفر، بمعنى: شو الفرق بين التوسل و الاستغاثة؟ التوسل ان تجعل بينك و بين الله سببا اي: اللهم اني اتوسل اليك برسول الله ، التوسل بجاه النبي بدعة و ليس شركا اكبرا و لكنه يُخاف ان يوصل العبد الى درجة الشرك و اما الاستغاثة برسول الله هذا من الكفر لماذا ؟ التوسل هو ان تجعل سببا بينك و بين الله وسيلة و هذا بدعة لان النصوص الشرعية أتت لنا بان ندعو الله بمحبتنا لرسول الله او بدعائنا لرسول الله او بالاعمال الصالحة و لم ياتي نص من كتاب او سنة انه جاز لنا ان نجعل جاه النبي وسيلة في الدعاء فهذا بدعة و ليس بالشرك الاكبر اما التوسل اني ادعو النبي مباشرة اقول يا رسول الله اغثني او يا رسول الله ارزقني او يا دسوقي افتح لي او يا بدوي مدني او نحو ذلك هذا استغاثة و هذا كفر اكبر اما مسالة العذر بالجهل و عدم العذر بالجهل كلاهما قولان لاهل السنة و الكلام فيهما طويل.
و الحلقة موجودة على هذا الرابط
http://safeshare.tv/w/NFmrDuzMOo
توقيت المقطع المفرغ: 1:16:06

قام بتفريغ المادة

الاخت مهجة القلب

عضو منتدى كل السلفيين

..................................................

[ابو الحارث العبادي]

جزاك الله خيراً أخي الحبيب أبو مسلم
الذي يعرف هذا الشيخ يعرف سعة علمه -اللهم بارك- أذكر أني سألته يوماً عبر الهاتف عن حكم حفظ القرآن؟
فأجابني في نحو 20 دقيقة ونقولات من هنا وهناك وكأنه يقرأ من كتاب

فاللهم بارك ...