أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
81905 | 94165 |
#1
|
|||
|
|||
السجع المذموم والسجع المحمود
السَّـجْع المَذمُوم والسَّـجْع المَحمُود قال العلامـة ابنُ عُثيميـن - رحمه الله -: ( إذا كان [ أي: السَّـجْع ] غير مُتكلَّف، وجاءتْ به الطَّبيعـة هكذا فإنَّه محمـود؛ لأنَّه يُنمِّق الكلامَ، ويُحسِّـنه، ويُطرِب الأسـماعَ. وأمَّا إذا كان مُتكلَّفًا فإنَّه لا شكَّ أنَّه مذمـوم، ولِهذا تجد السَّـجْع المُتكلَّف يحصُلُ فيه غموضٌ في المعنـى؛ لأنَّ المُتكلِّم يُحاول أن يأتـي بالكلماتِ المُتَناسِـبة، ولكنْ مع مشقَّـة. أمَّا إذا أُريـدَ به الباطـلُ فهذا واضـح - سـواء كان سَجْعًا أو غيرَ سـجْعٍ - أنَّـه مذمومٌ بلا شكٍّ. فقول الرَّسـول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " قضـاءُ اللهِ أحَقُّ، وَشَـرْطُ اللهِ أوْثَقُ، وَإنَّما الوَلاءُ لِمَنْ أعْتَـقَ " (*)، هذا سـجْعٌ بلا شكٍّ، لكنَّه محمود؛ لأنَّه غير مُتكلَّف، جاءتْ به السَّليقـة هكذا، فلا يكون مذمومًا. وكذلك يوجـد في بعض الخُطَبِ - خُطَبِ العلمـاء رحمهم الله - الَّتي قبل بَـدء الكلامِ، يكون فيهـا سَجْـعٌ كثيـر. أمَّا إذا قُصِـدَ به الباطـل فلا شكَّ أنَّه مذمـوم، مثل قول حمـل بن النَّابغـةِ للرَّسـول - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قَضَـى في قِصَّـة المرأتَيْنِ المُقْتَتِلَتَيْنِ بدِيةٍ وغُرَّة، قـال: " يا رسـول الله! كيف أغْرَمُ مَـنْ لا شَرِبَ ولا أَكَلَ، ولا نَطَـقَ ولا استَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذلك يُطَلُّ " يعني: " كيف أغرم الجَنِيـنَ الَّذي مات وهو لا شَرِبَ ولا أَكَلَ، ولا نَطَـقَ ولا استَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذلك يُطَلُّ " يعنـي: يُهـدَرُ، هذا سـجْعٌ، ولهذا قـال: " لا شَرِبَ ولا أَكَلَ "، ولم يقُلْ: " مَن لا أكَلَ ولا شَـرِب "، مع أنَّ العـادة أنَّ الأكل يُقـدَّم على الشُّـرب، فقال النَّبِـيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " إنَّمـا هذا مِنْ إخْوانِ الكُهَّانِ، مِنْ أجلِ سَجْعِهِ الَّـذي سَجَعَ " (**)، يعنـي: مِن أجلِ كلامـه المسجوع؛ لأنَّ الكاهنَ يأتـي بكلامٍ مسجوع؛ ليُنمِّـق الكلام، ويكونَ أشـدَّ طَرَبًا للأسـماع. الخُلاصـة: 1- السَّـجْعُ المتكلَّـف مذمـوم. 2- السَّـجْعُ الَّـذي يُراد به إبطال الحقِّ مذمـوم. لكنَّ الأوَّل مذمـوم مِن حيثُ الشَّكـل، والثَّانـي مذمـوم مِن حيثُ المضمـون. 3- السَّـجْعُ الَّـذي لا يُبطـل حَقًّا، ولا يأتـي متكلَّفًا هذا محمـود؛ لأنَّه لا شـكَّ أنَّه يُحسِّـن الكلامَ ) اهـ. _______________________________ (*) رواه البُخـاريُّ ومُسـلِم، واللَّفـظُ للبخاريِّ. (**) رواه البُخـاريُّ ومُسـلِم. المصـدر: دروس البـلاغة، شـرح العلامـة اللُّغَـويُّ ابنُ عُثَيْمَيْـن - رحمه الله -، اعتنـى بهمـا: محمَّـد بن فلاح المطيـري، ص 175، 176.
|
#2
|
|||
|
|||
جزيت من الرحمن خيرا يا عائشتنا العزيزة ...
__________________
الحمد لله |
#3
|
|||
|
|||
جزاها الله خيرًا.. ما أشد تطبيقها -في منتدانا- لقاعدة: (قل كلمتك وامش) بل ربما: (واهرب)!!
أصلحك الله -يا عائشة-! |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
وهذه فرصة لنعيدها وحروفها والمهمة موكولة لك يا أم زيد فما رأيك ...
__________________
الحمد لله |
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
وأما مهمتي؛ فعلى قدم وساق!! |
#6
|
|||
|
|||
ومن جميل السجع المحمود ما يأتي في مقدمات الكتب وخُطبها، وبخاصة كتب الإمام الرباني شيخ الإسلام الثاني محمد ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى-؛ فإنها بديعة شائقة، رائعة فائقة، ولعلي أنقل -هنا- شيئًا من ذلك مما تقر به الأعين.
|
#7
|
|||
|
|||
شكرًا لكما
أم رضوان ، وأم زيد |
#8
|
|||
|
|||
وشكرًا لك -يا عائشة-.
وفي الرابط التالي أمثلة رائعة بديعة في السجع المحمود جدًّا!: http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...662#post112662 |
|
|