أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
70877 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-28-2015, 02:35 AM
أبو الحارث التلكيفي أبو الحارث التلكيفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 157
افتراضي قراءة في كتاب قلت العناية به من طلبة العلم ( الروض الأُنُف...)للحافظ السهيلي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد :
قراءةٌ في كتابِ ( الروضُ الاُنُفُ والمَشرَع الرِّوَى في شرح ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتوى ) دبجه يراع قلم سيال تجري منه الدرر وهو الحافظ اللغوي الأديب أبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله الخثعمي المعروف ( بالسهيلي ) - رحمه الله - متوفى ( 581هـ) ...
سياقة كلامي عن الكتاب على فقرات سريعة لكي يدركه من يستعظم التطويل والإطناب في زمن الفسبكة والواتساب! فياغوثاه رباه :
1/ أول علمي بالسهيلي وكتابه الروض في كتب الإمام ابن قيم الجوزية فقد لهج بذكره بكثرة في بعض كتبه منها ( بدائع الفوائد) وأكثر عنه النقل فيه و( تحفة الودود ) و( زاد المعاد ) فاستقر في نفسي محبته والإعجاب به ولكن بقي ذلك في القلب دون العمل ! فبينا أنا أمتع نظري في كتاب للعلامة الأديب أبي أروى محمود الطناحي - رحمه الله - فإذا به يذكر صاحبي السهيلي وكتابه ( الروض الأُنُفُ) فيقول ( وهو كتاب تاريخ وعربية، قال فيه الصلاح الصفدي : "وهو كتاب جليل، جوَّد في ما شاء" وقال الوزير القِفْطي : "وتصنيفه في شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله, وعظمته وسعة علمه ".
وإني لأنصح كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ومدارسته، وإدامة النظر فيه؛ لما حواه من فوائد في مختلف علوم العربية، وبخاصة علم النحو، فإن السهيلي - رحمه الله - قد مد فيه يدًا.) ( الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم 43 وما بعدها)
فشدني كلامه ودفعني بقوة وقلت لم يبق لي من عذر بل يجب تشمير ساق الجد وترك التكاسل وولوج بحر هذا الكتاب الخضم وخصوصاً أن الطناحي شوقني بسياقه لفوائد عديدة التقطها من الكتاب مما يعرف قيمته طلبة العلم رجال الأمة وهداتها ...
2/ مما يسترعي الانتباه والإيقاظ من قبل طلبة العلم الأقوياء البُناة أن هناك من كتب أهل العلم ما هو غريب أو مهجور عندهم أو لا يدركون قيمته وأهميته كمثل هذا الكتاب الماتع المستطاب العُجاب ( مغبونٌ من لم يدرك هذه النعمة !)
3/ معنى اسم الكتاب :
الروضُ الأُنُفُ = يقال روضةٌ أُنُف وكأسٌ أُنُف لم يُشرب بها من قبل ذلك = ويريد السهيلي بهذه التسمية أن يؤكد أن كتابه هذا لم يؤلف أحد مثله من قبل ( أفاده محقق الكتاب الشيخ عبدالرحمن الوكيل )
والرِوَى = الكثير الري ...
4/ الكتاب في أصله هو شرح لسيرة ابن هشام - رحمه الله - و يعتبر أول شرح له بل أول كتاب في شرح السيرة النبوية على صاحبها ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةً تَصْعَدُ وَلَا تَنْفَدُ، وَتَتّصِلُ وَلَا تَنْفَصِلُ، وَتُقِيمُ، وَلَا تَرِيمُ، إنّهُ مُنْعِمٌ كَرِيمٌ.) ( الروض الاُنُفُ 2- 112)
شرحٌ حشاه ممليه بالفوائد الفرائد والنكت اللطائف في ( الغريب ، والأنساب ، والتواريخ ، والنحو ، والبلاغة ، والصرف ، والفقه ، والتفسير ، وحل إشكال ، ونقد زلل ، وكشف خلل ، وغير ذلك مما أتركه لمن سمت نفسه وعلت همته واشتدت نهمته ليطالع هذا البدر الطالع والفجر اللامع )
بل من كان معتنياً بفن وعلم وقرأه ظن أن الكتاب مؤلف أصالة لذلك الفن والعلم دون غيره !
5/ العجيب أن هذا الكتاب الماتع أملاه الإمام السهيلي - رحمه الله - من حفظه على طلابه في مدة أربعة أشهر وهو رجلٌ ضريرٌ! أعمى! كفيف! حتى جُمِع في سبعة مجلدات!
والله لقد استحييت من نفسي بل استصغرتها عندما كنت اتصفح الكتاب وأَعب منه عباً وأتعب وتكل عيني وأنشد الراحة مع أن عذري مبسوط لأنني بلغت فيما أحسب الغاية من القراءة فأقول لنفسي ( عيبٌ عليك هذا التصرف ألا تستحين من أبي زيد - وهي كنية السهيلي الثانية- فينطق عليك تصنيفه الذي أملاه وهو ضرير من أكثر من 120 مرجعٍ ومصدر ) لقد ماتت الهمم وفترت العزائم وأنى لمن هذا حاله أن يصلح للطلب والنفير للعلم ؟!
6/ بدأت بقراءة الكتاب قراءة تلميذ بين يدي أستاذه يقرأ عليه فيدفعه ذلك الى التمهل والتعقل والتفهم لما يقرأ فجردت فوائده الماتعة وقيدتها صيداً عظيماً في جميع الفنون حتى أصبت بفتون بهذا الكتاب المستطاب ! فاجتمع لي العشرات من صيد الفوائد وسأتحفكم ببعض هذه البدائع الأوابد الفوائد بين الفينة والفينة الأخرى لتعلموا قدر ما وصف الواصفون هذا الكتاب ، والكتاب لم ليس عنده نسخة ورقي ( وأنا منهم !) فاليتحول الى النسخة الألكترونية فهو متوفر في ( الشاملة ، الوقفية ، مكتبة صيد الفوائد )
اللهم أنزل سحآئب وشآبيب رحمتك ومغفرتك علينا وعلى الإمام السهيلي ...
اخترتُ لكم ثلاثة فوائد فقط حتى لا أُطيل عليكم فتملوا :
1/ بين فيها لماذا ذكر عيسى - عليه السلام - في بشراه بنبينا اسم أحمد ولم يذكر محمد .
قال الإمام السهيلي { ... ثُمّ إنّهُ لَمْ يَكُنْ مُحَمّدًا، حَتّى كَانَ أَحْمَدُ حَمِدَ رَبّهُ فَنَبّأَهُ وَشَرّفَهُ؛ فَلِذَلِكَ تَقَدّمَ اسْمُ أَحْمَدَ عَلَى الِاسْمِ الّذِي هُوَ مُحَمّدٌ، فَذَكَرَهُ عِيسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: اسْمُهُ أَحْمَدُ، وَذَكَرَهُ مُوسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ لَهُ رَبّهُ: تِلْكَ أُمّةُ أَحْمَدَ، فَقَالَ: اللهُمّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمّةِ أَحْمَدَ، فَبِأَحْمَدَ ذُكِرَ قَبْلَ أَنْ يُذْكَرَ بِمُحَمّدِ؛ لِأَنّ حَمْدَهُ لِرَبّهِ كَانَ قَبْلَ حَمْدِ النّاسِ لَهُ، فَلَمّا وُجِدَ وَبُعِثَ، كَانَ مُحَمّدًا بِالْفِعْلِ وَكَذَلِكَ فِي الشّفَاعَةِ يَحْمَدُ رَبّهُ بِالْمَحَامِدِ الّتِي يَفْتَحُهَا عَلَيْهِ، فَيَكُونُ أَحْمَدَ الْحَامِدِينَ لِرَبّهِ، ثُمّ يَشْفَعُ فَيُحْمَدُ عَلَى شَفَاعَتِهِ. فَانْظُرْ: كَيْفَ ترتب هذا الِاسْمُ قَبْلَ الِاسْمِ الْآخَرِ فِي الذّكْرِ وَالْوُجُودِ، وفى الدنيا والاخرة تلح لَك الْحِكْمَةُ الْإِلَهِيّةُ فِي تَخْصِيصِهِ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ ) ( الروض الأُنُف / 2- 153)
2/ ثمرة الخلاف المبنية على أحد القولين في أي الأشهر الحُرُم هو الأول ؟
قال الإمام السهيلي { وَقَوْلُ ابْنِ هِشَامٍ: أَوّلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ: الْمُحَرّمُ قَوْلٌ، وَقَدْ قِيلَ: أَوّلُهَا ذُو الْقَعْدَةِ، لِأَنّ رَسُولَ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بدأ به حِينَ ذَكَرَ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ ، وَمَنْ قَالَ: الْمُحَرّمُ أَوّلُهَا، احْتَجّ بِأَنّهُ أَوّلُ السّنَةِ، وَفِقْهُ هَذَا الخلاف أَنّ مَنْ نَذَرَ صِيَامَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَيُقَالُ لَهُ عَلَى الْأَوّلِ: ابْدَأْ بِالْمُحَرّمِ، ثُمّ بِرَجَبِ ثُمّ بِذِي الْقَعْدَةِ، وَذِي الْحَجّةِ، وَعَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ يُقَالُ لَهُ: ابْدَأْ بِذِي الْقَعْدَةِ حَتّى يَكُونَ آخِرُ صِيَامِك فِي رَجَبٍ مِنْ الْعَامِ الثّانِي ) ( 1- 252 )
3/ لطيفة : لماذا جيريل - عليه السلام - فجر ماء زمزم بعقبه وليس بيده أو غيره ؟
قال الإمام السهيلي { وَكَانَتْ زَمْزَمُ- كَمَا تَقَدّمَ- سُقْيَا إسْمَاعِيلَ، عَلَيْهِ السّلَامُ، فَجّرَهَا لَهُ رُوحُ الْقُدُسِ بِعَقِبِهِ، وَفِي تَفْجِيرِهِ إيّاهَا بِالْعَقِبِ دُونَ أَنْ يُفَجّرَهَا بِالْيَدِ أَوْ غَيْرِهِ: إشَارَةٌ إلَى أَنّهَا لِعَقِبِهِ وِرَاثَةً، وَهُوَ مُحَمّدٌ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمّتُهُ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) الزّخْرُفَ: 43. أَيْ: فِي أُمّةِ مُحَمّدٍ- عَلَيْهِ السّلَامُ ..) ( 2- 109)
والله الموفق لا رب سواه ...






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-28-2015, 04:01 PM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي

أحسنتَ التّذكرة أخي العراقي، وصلكَ الله بعِيشةٍ راضية، حقّا إنّها روضاتٌ أُنُفٌ فجَّرَ حِياضَها العذبة المناهلِ والموارِد بلاغةُ الإمامِ أبي زيدٍ السّهيلي وبراعتُه، فهو مِن أظفرِ النّاسِ بالدُّررِ وأوقفِهم على الغُرر، فحُقّ لهذه الفوائدِ أن تُقتنَى، ولهذا الأسلوب البديع أن يُعتنى.
رحم الله أبا القاسمِ السّهيلي، ولا زالَت تُحيِي قبرَه سحَابةُ الرَّحمةِ الزاخرةِ إلي يوم الآخرة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.