أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
75192 103720

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-30-2016, 07:59 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي ستكون هنات و أمور متشابهات فعليكم بالتؤدة ( ؟! )( الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي)

بسم الله الرحمن الرحيم

** ستكون هنات و أمور متشابهات فعليكم بالتؤدة( ؟! ) ..


من الكلمات المنهجية المتينة المأثورة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قوله: "إنها ستكون هنات وأمور (مشتبهات)! فعليكم ب(التؤدة)!، فإن الرجل يكون تابعا في الخير خير من أن يكون رأسا في الضلالة" كنز العمال 3/1231.
فالعلم نوعان: محكم ومتشابه أو مشتبه ..
فأما (المحكم) فهو ما يعلم أنه حق بدليله وفق تقريرات كلام أهل العلم الراسخين فيه المؤتمنين عليه،
و(المتشابه) هو ما يشتبه على النفوس كونه من الحق أو الباطل، والمنساق وراءه أمره إلى ضلال وإضلال.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : "ستكون هنات وأمور مشتبهات".
والهنات: هي: "الشرور والفساد يقال في فلان هنات أي خصال شر" النهاية في غريب الحديث 5/279.
أما المتشابهات فقال ابن القيم - رحمه الله - : "سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل" مفتاح دار السعادة 1/140.
وعليه فإذا أقبلت الشبهات والهنات فعليك ب(التؤدة والرفق والتأني والأناة)!! لأن هذا الطريق هو طريق السلامة التي لا يعدلها شيء، بحيث يكشف لك عن حقيقة ذلك المتشابه ف(يحسن تعاملك معه)! و(يصح تصرفك تجاهه)!.
قال الإمام الشعبي لعمر بن هبيرة - رحمهما الله - : "عليك ب(التؤدة) فإنك على فعل ما لم تفعل أقدر على رد ما فعلت" مختصر تاريخ دمشق 1/1576.
وقال عمر - رضي الله عنه - : " (التؤدة) في كل شيء خير، إلا ما كان من أمر الآخرة 1 " كنز العمال 3/1230.
والقاعدة الشرعية في الباب رد المتشابهات إلى المحكمات حتى لا تزيغ القلوب عن الحق والبينات كما قال الله جل وعلا: ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) آل عمران 7.
ومن عظيم الوصايا فيما نحن بصدده، والتي تعطينا أنموذجا من نماذج التؤدة عند الشبهات وصية شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لتلميذه ابن القيم - رحمه الله - كما في مفتاح دار السعادة 1/140.

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : "وقال لي شيخ الإسلام - رضي الله عنه - وقد جعلت أورد عليه إرادات بعد إرادات: (لا تجعل قلبك للإرادات والشبهات مثل الإسفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمرّ الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا إذا أشربت قلبك كل شبهة تمرّ عليها صار مقرّا للشبهات أو كما قال) قال ابن القبم: فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك" اهـ.
والشبهات إذا أقبلت والهنات إذا زحفت، والمحن إذا دنت وقربت تذهل أكثر النفوس عن النصوص، فتغلي قلوب العباد، فيريد الواحد منهم أن يكون رأسا متقدما، ولا يدري المسكين أنه أخذ في طريق العجلة، وما تأنى وأسرع وما ترفَّق، فيخشى عليه أن يكون وقودا للفتنة رأسا في الضلالة، ولذا قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : "فإن الرجل يكون تابعا في الخير خير من أن يكون رأسا في الضلالة".
مع أن العبرة أن يكون المرء على الخير والحق سواء كان تابعا أو متبوعا، وليس الشأن أن يكون رأسا.
ففي كتاب الإبانة 2/882 عن عبيد الله بن الحسن العنبري - رحمه الله - قال: " لئن أكن ذنبا في الحق، أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل".
فاللهم عفوك وغفرانك.
.............................
1. والمراد بقوله : (إلا ما كان من أمر الآخرة ) ، أي : المبادرة إلى الخير بعد توفر الشروط وزوال الموانع .

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.