سوريا: هل آن أوان نقد الثورة ؟؟؟

[صبري الجزائري]

لعل هذه السطور ستلقى معارضة شديدة من الإخوة الكرام،
ولكنني آنيت إلا أن أقول ما أراه حقا وصوابا ولو خالف هوى الكثيرين، وهذا بحول الله منتدى حر للتعبير عما يراه الجميع فأرجو أن يتقبل الإخوة ما سأكتبه وأن ينظروا إليه بعين خالية عن العاطفة.
بداية أقول:
لا يخفى على المتابع ما يجري في سوريا من أحداث لا تزداد إلا دموية مع مرور الأيام والساعات، ولم أجد منذ بداية هذه الأحداث من وقف وقفة تأمل، لا علماء ولا من هم دونهم.
** ثورة من ؟ **
هذا السؤال يبدو غريبا، ولكنني أدعو الإخوة الأفاضل أن يقفوا وقفة أمامه فيجيبون عليه:
هل كان ما يجري بعد استشارة أهل العلم الربانيين ؟؟
أم أنها كانت ثورة عامة الناس على اختلاف مآربهم من هذا الثوران ؟؟
الذي خرجت به من كل ما جرى في كل البلدان أن أهل العلم -للاسف- كانوا أتباعا لا متبوعين، وإلا فليدلني الإخوة الأفاضل أية ثورة انطلقت بفتاوى أهل العلم ابتداء.
** من قتلهم ؟؟ **
مناظر المجازر والدماء التي ملأت قلبي قيحا، فلم أعد أرغب في متابعة الأخبار كما في البدء،...
قصف...
وقنص...
بل وأخبار قتل لا ندري من المسؤول عنها جميعها،
وقصص وروايات عن طريقة قتل عائلة كاملة بتفاصيل غريبة ....
والعجب أن لا أحد من المقتولين كان حيا فمن أين جاء الذي يروي بتلك التفاصيل ؟؟
الحابل اختلط بالنابل ... ولله المشتكى
الذي أريد أن أقوله:
قتل الأطفال...... من المسؤول عنه ؟
أهو النظام النصيري.......... أم هناك شركاء ؟؟؟
برأيي:
أن الثوار يتحملون مسؤولية ما يحصل من قتل:
سواء كان قتل الأطفال
أو قتل أنفسهم
لمـــــاذا ؟
لأنهم تحققوا أن هذا النظام الفاشي لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة،
ومع ذلك:
يخرجون الأطفال معهم في المسيرات في مواجهة الرصاص !!!
عبثا... وتلاعبا بأرواح الأبرياء من الأطفال وأنفسهم
وأغرب ما رأيت:
أنهم يخرجون مسيرات للأطفال فقط..... وبزعمهم تحميهم كتيبة !!!!!!
فإذن،
فهؤلاء -غفر الله لهم- متحققون من أن النظام لا يفرق بين كبير وصغير ومع ذلك يتصرفون بهذه العبثية
ولله المشتكى
فأي مصلحة شرعية فيما يقومون به ؟؟؟؟
والعاقل يجزم أن الذي يفعلونه من إلقاء النفس إلى التهلكة.

أمر آخر مهم:
يرى الجميع المخالفات الشرعية التي تمارس في المظاهرات من رقص وغناء، فكيف يأتي النصر مع المعاصي ؟؟
هذا إذا غضضنا الطرف عن حكم المظاهرات كما قرره العلماء الربانيون.
كلمة أخيرة:
إن ما حصل في كل من ليبيا، مصر، اليمن ثم سوريا اليوم، لدليل على أن هذه الأمة وصلت إلى مرحلة ماساوية تفطر القلوب، فلا يكاد ينجلي طاغية، حتى تظهر الفتنة الأكبر من الاقتتال الداخلي.
لأن الأمر برمته ليس كما قررته الشريعة ولم تراع فيه الضوابط الشرعية منذ أول خطوة.
والله أعلم</B></I>