أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
52011 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-28-2014, 12:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي السجود : كيفيته، أذكاره، فضله، وأنواعه.

السجــــــود : كيفيته، أذكاره، فضله، وأنواعه.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : -

قال الله - تعالى - : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [سورة الحج 18].

السجود لغة : الخضوع والتطامن. انظر : [المعجم الوسيط 1/ 416].
واصطلاحا : الإنحناء مع تمام الذل والخضوع لله – سبحانه، وطاعة لأمره – جلّ في عُلاه -.

السجود : لا يصلحُ السجودُ ولا ينبغي إلا لله – تعالى - العليّ الأعلى، المنزّه عن كل عيب ونقص : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها). [إرواء الغليل 7/ 54 رقم 1998].

السجود : تعويد النفس على التواضع وعدم الكبر.

السجود : تذكير للنفس بأننا خُلقنا من تراب، وإليه نعود.

ويطلق السجود على الركوع أيضا، وذلك لقوله – تعالى - : ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [سورة البقرة 58].

وقوله - تعالى - : ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [سورة النساء 154].
وقوله - تعالى - : ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [سورة الأعراف 161].

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (قيل لبني إسرائيل : ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا حبة في شعيرة). ‌(متفق عليه).

المسجد : مصلى الجماعـــة، والجمع مساجد، وهي أحب البلاد إلى الله – تعالى - : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) (صحيح) رواه (مسلم).

السجود على الأرض

فعن سلمان – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تمسحوا بالأرض، فإنها بكم برة). (صحيح). انظر : [صحيح الجامع 2998] و [الصحيحة 1792].

تمسَحوا : أي : باشروها بالصلاة بلا حائل بينكم وبينها.
بكم برة : أي : [مشفقةً كالوالدة البارّة بأولادها‌، يعني : أن منها خلقكم، وفيها معاشكم، وإليها بعد الموت معادكم، فهي أصلكم الذي منه تفرعتم، وأمــّــكم التي منها خُلقتم، ثمّ هي كفاتكم إذا متم] انظر التعليق على الحديث [الصحيحة رقم 1792].

وكا ن - صلى الله عليه وسلم – يقول (... وجعلت الأرض لي مسجدًا وطهورا، فأينما ادركت رجلاً من امتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، وكان مَن قبلي يُعظمون ذلك، إنما كانوا يُصلون في كنائسهم وبيَعِهم) رواه (أحمد والسراج بسندٍ صحيح).

(وكان ربما سجد في طين وماء، وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان، حين أمطرت السماء، وسال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، فسجد النبي - صلى الله عليه وسلم – في الماء والطين، قال أبو سعيد الخدري : فأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين) (متفق عليه).

وعن أنس- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (جعلت لي كل أرضٍ طيبةٍ مسجدًا وطهورا). ‌(صحيح) انظر: [صحيح الجامع رقم 3100].

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى – في التعليق على الحديث : [وهذا يعني مطلق الصعيد الطيب الطاهر، لا يفضل فيها تربة مكة على المدينة، على بيت المقدس، فضلا عن كربلاء، فالسجود على تربة كربلاء ويسمونها التربة الحسينية، بدعة ظهرت في العصر الثاني من الشيعة والتشيّع ...].

وقال رحمه الله - تعالى – في التعليق على حديث : (قام من عندي جبريل قبل، فحدّثني أن الحسن يُقتلُ بشطّ العرب).

[فائدة : ولا يوجد في شيئ من الأحاديث، الصحيحة الواردة، ما يدل على قداسة تربة كربلاء، وفضل السجود على أرضها، واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة، كما عليه الشيعة اليوم.

ولو كان ذلك مُستحبًا لكان أحرى به أن يُتّخَذَ من أرض المسجدين الشريفين المكي والمدني، ولكنه من بدع الشيعة وغلوّهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم ...]. انظر : [السلسلة الصحيحة 3/ 162 – 167 رقم 1171].

(وكان يسجد على الحصير كثيرا)، لأن مسجده - صلى الله عليه وسلم – لم يكن مفروشًا بالحصير ونحوه.
(وكان أصحابه يصلون معه في شدة الحرّ، فإذا لم يستطع أحدهم أن يُمكّنَ جبهته من الأرض، بسط ثوبه فسجد عليه) رواه (مسلم).

(وكان يصلى على الخمرة) أحيانًا، و(على الحصير) أحيانا، و (صلى عليه مرة وقد اسودّ من طول ما لبس). (متفق عليه).

والخمرة : مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات، ولا يكون خمرة إلا في هذا المقدار. "نهاية".

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث بالحاشية : [وفي الحديث دليل على أن الجلوس على شيء ما لِبْسَ له، فيدلّ على تحريم الجلوس على الحرير لثبوت النهي عن لِبسِهِ في "الصحيحين" وغيرهما، بل ورد فيهما النهي الصريح عن الجلوس عليه، فلا تغترَّ بمن أباحهُ من الكبار]. انظر : [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 115 - 116].

والمساجد من بدن الإنسان : هي الأعضاء التي يُسْجَد عليها، وهي : الجبهة والأنف، واليدان، والركبتان، والقدمان.

لا يتم السجود إلا بتمكين الأنف والجبهة من الأرض، وقد جعلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كعضو واحد في السجود. ‌

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (إذا سجَدَ العبدُ سَجَدَ معهُ سبعةُ آراب : وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه) (البخاري ومسلم).

وفي رواية : (أمِرْنا أن نسجد على سبعة أعظم : على الجبهة - وأشار بيده على أنفه – واليدين، - وفي لفظ : (الكفين) – والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب والشعر).

ومعنى قوله : ولا نكفت الثياب والشعر : أي : نضمهما ونمنعهما من الانتشار، يريد جمع الثوب والشعر باليدين عند الركوع والسجود.

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : [قلت : وليس هذا النهي خاصّا بحال الصلاة، بل لو كفّ شعره وثوبه قبل الصلاة، ثمّ دخل فيها كذلك شمله النهي عند جمهور العلماء، ويؤيد نهيه - صلى الله عليه وسلم – أن يصلي الرجل وهو عاقصٌ شعره.
وقال في رجل صلى ورأسُهُ معقوصٌ من ورائه : (إنما مَثَلُ هذا مَثلُ الذي يصلي وهو مكتوف).
وقال أيضا : (ذلك كفل الشيطان، يعني مقعد الشيطان. يعني مغرز ضَفْرِه).

ومعنى الحديث : أنه إذا كان شعرُهُ منشورًا، سقط على الأرض عند السجود، فيُعطى صاحبه ثواب السجود به، وإذا كان معقوصًا، صار في معنى ما لم يسجد، وشبّهَهُ بالمكتوف، وهو المشدود اليدين، لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود] ا هـ. انظر : [في كتابه القيّم "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 109 - 110].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-28-2014, 02:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي كيفية السجود :

كيفية السجود :

الخرور إلى السجود : قال الله – تعالى - :
﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا [سورة يوسف 100].

"وقد كان هذا سائغًا في الشرائع السابقة، إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزًا من لدُن آدم إلى شريعة عيسى – عليه الصلاة والسلام – فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصًّا بجناب الربّ – سبحانه وتعالى -". انظر : [تفسير القرآن العظيم 2/ 645].

ولنا في سجود رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أسوةٌ حسنة فقد (كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه). رواه ابن خزيمة (1/ 76/ 1) والدارقطني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وما عارضه من الحديث لا يصحّ.

وقد قال به مالك، وعن أحمد نحوه كما في "التحقيق" لابن الجوزي (108/ 2).
وقد روى المروزي في "مسائله" (1/ 147/ 1) بسندٍ صحيح عن الإمام الأوزاعي قال : [أدركتُ الناس يضعون أيديهم قبل رُكَبِهم)].

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمر بذلك فيقول : (إذا سجد أحدكم فلا يَبْرُكْ كَما يَبْرُكِ البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه).
قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث بالحاشية : [واعلم أن وجه مخالفة البعير بوضع اليدين قبل الركبتين، وهو أن البعير يضع أول ما يضع ركبتيه، وهما في يديه، كما في "لسان العرب" وغيره من كتب اللغة وذكر مثله الطحاوي في "مشكل الآثار" و " شرح معاني اآثار" وكذا الإمام القاسم السَّرَقُسْطي رحمه الله، فإنه روى في " غريب الحديث " (2/ 70/ 1 – 2) بسندٍ صحيح عن أبي هريرة أنه قال (لا يبرُكَنّ أحدٌ بروك البعير الشارد). قال الإمام :
"وهذا في السجود. يقول : "لا يرمِ بنفسه معًا كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر، ولكن ينحطّ مطمئنًا يضع يديه ثمَّ ركبتيه"، وقد رويَ في هذا حديثٌ مرفوعٌ مفسّر ... ثم ذكرالحديث الوارد أعلاه.
وقد أغرب ابن القيم فقال : " إنه كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة". ويرد عليه المصادر التي أشرنا إليها وغيرها كثير فلتراجع] ا. هـ. انظر : [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 107].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه، فليضع يديه، وإذا رفع فليرفعهما).

و (كان يعتمد على كفيه ويبسطهما، ويضم أصابعهما، ويوجههما قِبَلَ القبلة).

و (كان يجعلهما حذو منكبيه)، وأحيانًا (حذو أذنيه).

و (كان يُمكّن أنفه وجبهته من الأرض). وهو ركن.

و (كان يقول : (لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يُصيب الجبين).

و (كان يمكّن ركبتيه وأطراف قدميه)، و (يستقبل بأطراف أصابعها القبلة)، و (يرصّ عقبيه)، و (ينصب رجليه).

و (كان لا يفترش ذراعيه). بل (كان يرفعهما عن الأرض، ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه).

فعن البراء - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا سجدت، فضع كفيك وارفع مرفقيك). (صحيح)‌ (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع 598].

ولا دليل على تخصيص الرجال بذلك دون النساء.

و كان يقول: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط - وفي لفظ: كما يبسط - الكلب) (صححه الألباني).
وفي رواية : (لا تبسط ذراعيكَ بسط السبع وادّعِم على راحتيك، وتجافّ عن ضبعيك، فإنكَ إذا فعلت ذلك سجد كل عضوٍ منكَ معك).

والاعتدال في السجود بأن يعتمد فيه اعتمادًا متساويًا على جميع أعضاء سجوده وهي : الجبهة والأنف معا، والكفان، والركبتان، وأطراف القدمين.

ومن اعتدل في سجوده هكذا، فقد اطمأن يقينًا، والاطمئنان في السجود ركن أيضا، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول : (لا ينظر الله – عزّ وجلّ – إلى صلاة عبدٍ لا يُقيمُ صُلبه بينَ ركوعها وسجودها). انظر : [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 107 - 111].


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-28-2014, 11:04 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أذكار السجود، وبين السجدتين

أذكار السجود، وبين السجدتين :

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في السجود، وينهى عن قراءة القرآن الكريم في الركوع والسجود : فعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أيها الناس ! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا إني نُهيت أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ * أن يستجاب لكم) (صحيح) (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم : 2746].
* فقَمِنٌ : جديرٌ، أو يقين أن يستجاب لكم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أقرب ما يكون العبد من ربه - عز وجل - وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) (صحيح) رواه (مسلم).

و للسجود أذكار وأدعية عديدة، فقد أوتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جوامعُ الكلم، وكان تارة يقول هذا، وتارة يقول هذا، ومنها :

1. (سبحان ربّيَ الأعلى ثلاث مرات). وكان أحيانًا يُكررها أكثر من ذلك.
(وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل، حتى كان سجوده قريبا من قيامه، وكان قرأ فيه ثلاث سوَر من الطوال البقرة والنساء وآل عمران، يتخللها دعاء واستغفار). انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 112].

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح القراءة فقرأ حتى انتهى إلى المائة، فقلت : يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين، فقلت : يركع، ثم قرأ حتى ختمها، فقلت : يركع، ثم افتتح النساء فقرأ، ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه، وقال في ركوعه : سبحان ربي العظيم، ثم سجد، وكان سجوده مثل ركوعه، فقال في سجوده : سبحان ربيَ الأعلى، وكان إذا مرَّ بآية رحمة سأل، وإذا مرَّ بآية عذاب تعوَّذ، وإذا مرَّ بآية فيها تنزيه لله، سبّح). انظر : [صحيح ابن خزيمة 1/ 272 رقم 542].

2. (سبحان ربّيَ الأعلى وبحمده). ثلاثا.

3. (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده" : (سبوح قدوس رب الملائكة والروح).

4. (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) كان يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن.
أي : أنه يعمل بما أُمِرَ به في القرآن.

5. (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين).

6. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مرارا : (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 2/ 60 رقم 1414].

7. (سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء بنعمتك علي، هذي يَدَيَّ وما جنيت على نفسي).

8. (اللهم اغفر لي ذنبي كله، ودقهُ وجُله، وأوّلُهُ وآخره، وعلانيتهُ وسره).

9. (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة). وهذا وما بعده كان يقوله في صلاة الليل.

10. (سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت).

11. (اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت).

12. (اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا، واجعل خلفي نورا واجعل في نفسي نورا، وأعظم لي نورا).

13. (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك). انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 111 - 113].

14. عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " رأيتُ فيما يرى النائم: كأني تحتَ شجرة، وكأنّ الشجرة تقرأ (ص) فلما أتت على السجدة سجدت، فقالت في سجودها : (اللهم اكتب لي بها أجرا، وحطّ عني بها وزرا، وأحْدِثْ لي بها شكرا، وتقبلها مني كما تقبلتَ من عبدِك داودَ سجدَته) فلمّا أصبحتُ غدَوْتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فأخبرتُهُ بذلك، فقال : (سجدْتَ أنت يا أبا سعيد ؟) فقلتُ : لا، قال : (أنت أحق بالسجود من الشجرة)، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ص) حتى أتى على السجدة، فقال في سجوده ما قالت الشجرةُ في سجودها " انظر : [السلسلة الصحيحة 2710].

أذكار الجلسة بين السجدتين :

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذه الجلسة :

1." اللهم " (وفي لفظ : ربِّ) اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني).

وتارة يقول :

2. (رب اغفر لي، رب اغفر لي).

وَتُشرَعْ هذه الأوراد في الجلسة بين السجدتين بالفرض والنافلة، ولا دليل على التفريق بينهما.

والاطمئنان بين السجدتين حكمه الوجوب

(كان - صلى الله عليه وسلم - يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه). وأمر بذلك (المسيء صلاته) وقال له : (لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك).

و (كان يطيلها حتى تكون قريبًا من سجدته"، وأحيانًا "يمكثُ حتى يقول القائل : قد نسي" رواه (البخاري ومسلم).

قال ابن القيّم رحمه الله - تعالى - : [وهذه السُّنَّة تركها الناس مِن بعد انقراض عصر الصحابة، وأما مَنْ حَكَّمَ السُّنَّة، ولم يلتفت إلى ما خالفها، فإنه لا يعبَأ بما خالف هذا الهدي]. ا هـ. انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – الحاشية، ص (118)].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-01-2014, 03:47 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فضل السجود

فضل السجود

1. القرب من الله – تبارك وتعالى - : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أقرب ما يكون العبد من ربه - عز وجل - وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) (صحيح) رواه (مسلم).

2. اقتداءً بخيرة الخلق "الأنبياء" : فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : (أنه كان يسجد في (ص) فقيل له، فقال : (أولئِكَ الذين هَدَى الله فبهداهم اقتده)، وقال : (سجدها داود وسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). قال الأعظمي : (إسناده صحيح). انظر : [صحيح ابن خزيمة 1/ 277 رقم 551].

3 . يعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته يوم القيامة بأنهم غُرٌّ من السجود : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ قال : (أرأيت لو دخلت صُبْرَةٍ فيها خيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، وفيها فرسٌ أغرُّ مُحَجَّل، أما كنت تعرفه منها ؟) قال : بلى. قال : (فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء). رواه أحمد بسند (صحيح). [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ص (115)].

4. يبلغ العبد بكثرة السجود أعلى المنازل يوم القيامة "مرافقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الجنة" : عن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول : كنت أبيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آتيه بوضوئه وبحاجته فقال : (سلني) فقلت : مرافقتك في الجنة، قال : أوَ غيرَ ذلك، قلت : هو ذاك، قال : (فأعِنّي على نفسِكَ بكثرة السجود) (صحيح). ‌انظر : [سنن أبي داود 2/ 35 رقم 1320].

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنها - : "أن رجلين من بلى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعًا فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما، فاستشهدَ ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة : فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارجٌ من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال : ارجع فإنك لم يأنِ لكَ بعد، فأصبحَ طلحة يحدّثُ به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدّثوهُ الحديث فقال : مِنْ أيِّ ذلكَ تعجبون ؟ فقالوا : يا رسول الله ! هذا كان أشدَّ الرجلينِ اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟ قالوا : بلى، قال : وأدرَكَ رمضانَ فصامَ وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ؟ قالوا : بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَما بينهما أبعدُ مِما بين السماءِ والأرض). قال الشيخ الألباني : (صحيح). ‌انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1293 رقم 3925] و [صحيح الجامع 1316].

5. الدعاء أجدر بالإجابة أثناء السجود : عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا إني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم). (صحيح) رواه مسلم.

6. يرفع الله العبد بالسجود درجة، ويكتب له بها حسنة، ويحط عنه بها خطيئة : عن ثوبان وأبي الدرداء – رضي الله عنه – قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة) (صحيح). ‌انظر : [صحيح الجامع 4050].‌
وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود) (صحيح). ‌انظر : [صحيح الجامع 5742].

7. من كان يُصلي ويسجد خالصًا لله - تعالى - من المؤمنين في الدنيا، يسجد له سجود تكريم وتعظيم في الآخرة، أما من كان يسجد اتقاءً ورياءً، جعل اللهُ ظهرهُ طبقةً واحدةً، كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه : عن أبي سعيد - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الطويل عن يوم القيامة : (.... فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم الساق، فيكشف عن ساقٍ فلا يبقى مَن كان يسجُدُ لله مِن تلقاءِ نفسِه، إلا أذنَ الله له بالسجود، ولا يبقى مَن كان يَسجُدُ اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقةً واحدة، كلما أراد أن يَسجَدَ خَرَّ على قفاه، ثم يَرفعونَ رءوسهم، وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة، فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا ....) (متفق عليه).

8. حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود : عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (تأكل النار بن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود) (صحيح). ‌انظر : [سنن ابن ماجه 2/ 1450 رقم 4336].

وعن عبد الله بن بسر– رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يُخْرِجوا مَن يَعبدِ اللهَ فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيَخرُجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار، إلا أثر السجود) (البخاري ومسلم).

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقينا وإياكم عذاب النار وعذاب القبر، وأن يُدخلنا ووالدينا وأزواجنا وأحبتنا، الفردوس الأعلى من الجنة،
إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-01-2014, 08:04 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع السجود

أنواع السجود

1. سجود تعظيم وتكريم : لله – تبارك وتعالى – :


1/ 1. سجود الملائكة والخلائق لله – تبارك وتعالى - سجود طاعة وتعظيم وتكريم في الدنيا، وذلك لقوله - جلّ شانه – : ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ۞ وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۞ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة النحل 48 - 50].

وعن حكيم بن حزام – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أتسمعون ما أسمع ؟ إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شِبْر إلاّ وعليهِ مَلكٌ ساجدٌ أو قائم) (صحيح). انظر : [صحيح الجامع 95]. ‌

وسجود الشمس كل يوم لله – تبارك وتعالى - : عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش؟ فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها : ارتفعي أصبحي طالعةً من مَغربِكِ، فتصبح طالعة من مغربها، أتدرون متى ذاكم؟. حين ﴿لا يَنْفَعُ نفسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرا) (حديث صحيح). رواه (مسلم) انظر: [صحيح الجامع 84].

وسجود النجم والشجر لله - تبارك وتعالى - : قال الله - سبحانه - : ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [سورة الرحمن 6].

2 /1. وفي الدار الآخرة أذن الله – جلّ في عُلاه - بالسجود له يوم القيامة سجود تحية وتكريم وتعظيم، ومنه :

سجود الملائكة للرب - تبارك وتعالى - :
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون، الذين تتقى بهم المكاره، إذا أمِروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجلٍ منهم حاجة إلى السلطان لم تُقْضَ له حتى يَموتَ وهيَ في صَدْرِه، وإنّ الله - عز وجل - ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي ؟، ادخلوا الجنة، فيدخلونها بغير حساب، وتأتي الملائكةُ فيسجدون فيقولون : ربنا نحن نسبحُ بحمدكَ الليلَ والنهارَ ونقدسُ لك، مَنْ هؤلاء الذين آثَرْتَهُمْ علينا ؟ فيقول الرب : - عز وجل - هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، فتدخل عليهم الملائكةُ من كل بابٍ سلامٌ عليكُم بما صبرتُمْ، فنِعْمَ عُقبى الدار) (صحيح). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1373].

وسجود المؤمنين لله - تبارك وتعالى - يوم القيامة سجود تحية وتكريم وتعظيم : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول ما بال الناس ذهبوا وأنتم ههنا فيقولون ننتظر إلهنا، فيقول هل تعرفونه فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا، وذلك قول الله - تعالى - : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ويبقى كلّ مُنافِقٍ فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة) (صحيح). انظر : [الصحيحة 2/ 129 رقم 584].

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعودُ ظهره طبقًا واحدا). (صحيح). انظر : [الصحيحة 2/ 125 رقم 583].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-01-2014, 09:26 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع السجود - تتمـــــّـــــة.

أنواع السجود

3/ 1. سجود الشجر والحجر سجود تحية وتكريم لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة :
فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب، هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهبُ وكانوا قبل ذلكَ يمرّونَ به فلا يخرج إليهم، قال فهم يحلون رحالهم، فَجَعَلَ يتخللهم الراهب، حتى جاءَ فأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : هذا سيد العالمين، هذا رسولُ ربّ العالمين، يبعَثُهُ اللهُ رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش : ما عِلمُك ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة، لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلاّ خرّ ساجِداً، ولا يَسجُدانَ إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كَتِفِهِ مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل، فقال : أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غَمامَةٌ تظلّه، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فَيء الشجرة، فلما جلس مالَ فيءُ الشجرة عليه، فقال : انظروا إلى فيءِ الشجرةِ مال عليه، فقال : أنشِدُكُمْ بالله، أيكمْ وَلِيّه ؟ قالوا : أبو طالب، فلم يزلْ يناشدُهُ حتى رده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالاً وَزَوّدَهُ الراهب من الكعك والزيت). (صحيح).

قال شيخنا الألباني– رحمه الله - في تعليقه على الحديث : [أن ذِكْرَ بلال في الحديثِ خطأ، إذ لم يكن خُلِقَ بعد]. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5918].

4/ 1. سجود الملائكة لآدم سجود تحية وتكريمٍ طاعةً لأمر الله - تبارك وتعالى – وهو خاص بآدم - عليه الصلاة والسلام - : قال الله – تعالى - : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [سورة البقرة 34].

وقال الله – تعالى - : ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ۞ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ۞ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ۞ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ۞ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ۞ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ۞ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ۞ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ۞ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ۞ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ۞ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ۞ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ۞ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ۞إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ۞ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [سورة الحجر 28 – 43].

5/1. سجود الرعية للحاكم كسجود أم يوسف وأبيه وإخوته سجود تحية وتكريم ليوسف، قال الله – تعالى - : ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [سورة يوسف 4].

وقال الله – تعالى : - ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ۞ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [سورة يوسف 99 - 100].

وقد انتسخ هذا السجود في شرعنا، فلا ينبغي السجود إلا لله - تبارك وتعالى - : عن أنس - رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشرٌ لبشرٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحةٌ تنبجسُ بالقيْحِ والصديدِ ثم أقبلتْ تلحَسُهُ ما أدّت حقه). (صحيح) رواه (أحمد والنسائي) انظر : [صحيح الجامع 7725].‌


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-02-2014, 12:07 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع السجود - تتمـــــّـــــة.

أنواع السجود

2. سجود عبادة، ومنه :

1/ 2. السجود في الصلاة :
قال الله – تعالى - : ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [سورة محمد 29].

وقال الله – تعالى - : ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [سورة الفرقان 64].

والسجود ركنٌ مِن أركان الصلاة، لا يَجْبُرُ سجودُ السّهْوِِ النقصَ فيه.

وقد تقدّم أعلاه ذِكرُ أذكار السجود.

2/ 2. سُجودُ السَّهْو : هو عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي ويجلس بينهما، ويقول الأذكار الخاصة بالسجود، وما بين السجدتين، والتسليم، لجبر الخلل الحاصل في صلاته من أجل السهو.

وَيُسْجَدْ بسببِ السَّهْوِ سواءً كانَ في الفريضة أو النافلة، ويستثنى منه صلاة الجنازة، لأنه لا سجود فيها، ولا في سجود التلاوة حتى لا يكون الجبر زائدا.

عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى الظهْرَ خمسًا، فقيل له : أزيد في الصلاة ؟ فقال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسا. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بعدَما سلم).
وفي رواية قال : (إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيتُ فذكّروني، وإذا شكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهْ، فليَتَحَرَّ الصوابَ فليتمَّ عليهِ، ثم لِيُسَلِّمْ ثمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْن). (متفق عليه).

وعن عبد لله بن بحينة – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى بهم الظهرَ فقامَ في الركعتين الأوليينِ لمْ يجلس، فقامَ الناسُ معه، حتى إذا قضى الصّلاة وانتظرَ الناسُ تسليمَه، كَبَّرَ وَهوَ جالسٌ فسجدَ سجدتين قبلَ أن يُسَلّم، ثم سلم). (متفق عليه).

ولقد كان سهوُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الصلاةِ وسُجوده بسبب السهو، من تمامِ نِعَمِ الله – تبارك وتعالى – على أمّتِه، وإكمالِ دينِهِم، ليقتدوا به فيما شَرَعَهُ اللهُ – تعالى - عند السهو في الصلاة.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-02-2014, 02:22 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع السجود - تتمـــــّـــــة.

3 /2. سجود التلاوة :

فضل السجود عند التلاوة :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول : (يا ويله).
وفي رواية : (يا ويلي أمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمِرْتُ بالسجود فَأَبَيْتُ فلِيَ النار). (صحيح) [رواه مسلم وابن ماجه] انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1439].

ورواه الطبراني عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – موقوفًا قال : (إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدًا صاحَ وقال : يا ويله يا ويل الشيطان أمَرَ اللهُ ابن آدمَ أن يسجد وله الجنة فأطاع، وأمرني أن أسجد فعصيت فليَ النار). (صحيح لغيره، موقوف) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1440].

سجود المؤمنين سجود التلاوة
قال الله – تعالى - : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [سورة مريم 58].

وقال الله – تعالى - : ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [سورة السجدة 15].

سجود الدواة والقلم سجود التلاوة : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد، وسجدنا معه، وسجدت الدواة والقلم). (حديث حسن) رواه البزار بإسناد جيد. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1443].

سجود الشجرة سجود التلاوة : روى أبو يعلى والطبراني عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : (رأيت فيما يرى النائم : كأني تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ (ص)، فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها : اللهم اغفر لي بها، اللهم حط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته، فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال : (سجدت يا أبا سعيد ؟) قلت : لا، قال : (فأنت أحق بالسجود من الشجرة) ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة (ص) ثم أتى على السجدة فسجد، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها). (حسن لغيره) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1442].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم، كأني أصلي خلف شجرة، فرأيت كأني قرأت سجدة، فرأيت الشجرة كأنها تسجد لسجودي، فسمعتها وهي ساجدة، وهي تقول : (اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود). قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ السجدة، فسمعته وهو ساجدٌ يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة"). (حديث حسن لغيره) (1) رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1441].

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) الحديث الحَسَنٌ لغيرهِ هو : ما في إسناده مستور الحال أو سيئ الحفظ، أو مُدلّس، أو نحو ذلك مما هو ليس شديد الضعف، لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مُغَـفـّـلاً، ولا كثيرَ الخطأ فيما يرويه، ولا متهماً بالكذب، ولا يُنسَبُ إلى مفسّـِق آخرَ غيرِه، واعـُُتضِدَ بمتابعٍ أو شاهدٍ يتقوّى به، فيصير حسنا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-21-2014, 05:22 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع السجود - تتمـــــّـــــــة

سجود التلاوة :

للعلماء في عدد سجدات القرآن الكريم ومواضعها أقوال منها:


1. ذهب الإمام مالك في رواية ابن وهب عنه، وأحمد في رواية عنه، وإسحاق ، والطبري رحمهم الله، أن سجدات القرآن الكريم خمس عشرة سجدة.

ومواضع السجود الخمسة عشر المشار إليها هي :

1. قول الله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ [سورة الأعراف 206].

2. وقوله تعالى : ﴿وَلِلهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال [سورة الرعد 15].

3. وقوله تعالى : ﴿وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۞ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة النحل 49].

4. وقوله تعالى : ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ۞ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ۞ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [سورة الإسراء 107].

5. وقوله تعالى : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [سورة مريم 58].

6. وقوله تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِن َ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [سورة الحج 18].

7. وقوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة الحج 77].

8. وقوله تعالى : ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا [سورة الفرقان 60].

9. وقوله تعالى : ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۞ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [سورة النمل 25].

10. وقوله تعالى : ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [سورة السجدة 15].

11. وقوله تعالى : ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [سورة ص 24].

12. وقوله تعالى : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ۞ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ [سورة فصلت 37].

13. وقوله تعالى : ﴿فَاسْجُدُوا لِلهِ وَاعْبُدُوا [سورة النجم 62].

14. وقوله تعالى : ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ [سورة الانشقاق 21].

15. وقوله تعالى : ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [سورة العلق 19].

عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَقرَأَهُ خمس عشرة سجدة في القرآن منها : ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان).
إلا أن الحديث (ضعيف). انظر : [سنن أبي داود 2/ 58 رقم 1401] .

قال شيخنا الألباني في كتابه القيم تمام المنة في التعليق على فقه السنة بعد تحقيق الحديث : [... ولذلك اختار الطحاوي أن ليس في الحج سجدة ثانية قرب آخرها، وهو مذهب ابن حزم في المحلى، قال : " لأنه لم يصح فيها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجمع عليها، وصح عن عمر ابن الخطاب وابنه عبد الله وأبي الدرداء السجود فيها ".
ثم ذهب ابن حزم إلى مشروعية السجود في السجدات الأخرى المذكورة في الكتاب.

وذكر أن العشر الأولى متفق على مشروعية السجود فيها عند العلماء.

وكذلك حكى الاتفاق عليها الطحاوي في " شرح المعاني " (1 / 211) إلا أنه جعل سجدة (فصلت) بدل سجدة (ص).

ثم أخرجا كلاهما بأسانيد صحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سجد في (ص) و(النجم ) و (الانشقاق) و(اقرأ).

وهذه الثلاث الأخيرة من المفصل التي أشير إليها في حديث عمرو هذا .

وبالجملة فالحديث مع ضعف إسناده قد شهد له اتفاق الأمة على العمل بغالبه ومجئ الأحاديث الصحيحة شاهدة لبقيته، إلا سجدة الحج الثانية فلم يوجد ما يشهد لها من السنة والاتفاق، إلا أن عمل بعض الصحابة على السجود فيها، قد يستأنس بذلك على مشروعيتها ولا سيما ولا يعرف لهم مخالف. والله أعلم...]. ا هـ. [تمام المنة ص 269 - 270].

2. وذهب الإمام أبو حنيفة، والثوري، والشافعي في المشهور عنه، وأحمد في المشهور من المذهب، وأبو ثور - رحمهم الله - إلى أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة.

واختلفوا في تحديد بعضها :

فقد ذهب أبو حنيفة والثوري إلى عدِّ ما سبق سوى السجدة الثانية من [سورة الحج الآية : 77].
وذهب الشافعي وأحمد إلى عدِّ ما سبق سوى سجدة [سورة ص الآية : 24].
وذهب أبو ثور إلى عدِّ ما سبق سوى سجدة [سورة النجم الآية : 62].

3. ومما اتفقوا عليه من السجدات العشر الأولى منها وهي ما يلي :

1 - سجدة [سورة الأعراف الآية : 206]
2 - سجدة [سورة الرعد الآية : 15].
3 - سجدة [سورة النحل الآية 49 -50].
4 - سجدة [سورة الإسراء الآية : 109].
5 - سجدة [سورة مريم الآية : 58].
6 - السجدة الأولى من [سورة الحج الآية : 18].
7 - سجدة [سورة الفرقان الآية : 60].
8 - سجدة [سورة النمل الآية: 25].
9 - سجدة [سورة السجدة الآية : 15].
10 - سجدة [سورة فصلت [37 – 38].

انظر : [شرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 359 ] و [المحلى لابن حزم 5/ 6].

[ومما اختلفوا فيه من السجدات ما يلي :

1-
السجدة الثانية من [سورة الحج الآية : 77].
2 - سجدة [سورة ص الآية :24].
3 - سجدة [سورة النجم الآية : 62].
4 - سجدة [سورة الانشقاق الآية : 21].
5 - سجدة [سورة العلق الآية : 19].


يُتبع إن شاء الله - تعالى .
______

المراجع :

1. كتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة
2. مجلة البحوث الإسلامية (الجزء رقم : 71، الصفحة رقم : 109).

انظر : http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=11547
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.