للنساء فقط

[سلاف الخير]

إن هذه تذكرة
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ،ولا عدوان إلاّ على الظالمين، ونسأله أن يرينا الحق حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنتجنبه، وقد كان الناس فيما مضى يستتر أحدهم بالمعصية إذا واقعها،ثم يستغفر الله وبتوب إليه منها، ثم كثر الجهل وقل العلم ، وتناقص الأمر حتى صار أحدهم يأتي المعصية جهاراً ،ثم ازداد الأمر إدباراً ، "حتى أصبح بعض اخواننا المسلمين يتقربون إلى الله بسماع الغناء والموسيقى"-هدانا الله وإياهم- فاستزلهم الشيطان واستغوى عقولهم في حب الأغاني واللهو،وسماع الطقطقة والنقير ،واعتقدته من الدين الذي يقربهم إلى الله وجاهرت به جماعة المسلمين وشاقَّت سبيل المؤمنين ، وخالفت الفقهاء والعلماء وحملة الدين قول الله –تعالى- { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }.
عن أَبُي عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
صحيح البخاري ،وانظر فتح الباري ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه"الاستقامة"(1/492)والآلات الملهية قد صح فيها مارواه البخاري في صحيحة تعليقاً مجزوماً به،داخلا في شرطه.
و عن عمرانَ بنِ حُصينٍ أن رسول الله قال: ((في هذه الأمة خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ))، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: ((إذا ظهرت القَيْنَات ـ أي: المغنيّات ـ والمعازِف وشُرِبت الخمور)) رواه الترمذي وصححه الألباني. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن لم يُمسَخ منهم في حياته مُسِخ في قبره".
وقال : ((إنَّ الله حرّم على أمتي الخمر والميسروالكوبَة والغُبَيْراء)) رواه أحمدُ وأبو داودَ وصححه الألباني في صحيح الجامع. والكَوْبَة هي الطبْل.
والمعازف في القاموس هي الملاهي ،كالعود والطنبور ،الواحد(عُزف) أو (معزف) كمنبر ومكنسة ، و(العازف): اللاعب بها والمغني ، ولذلك قال ابن القيم في الإغاثة:"وهي آلات اللهو كلها،لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك ".
وأوضح منه قول الذهبي في "السير" (21/158) : ( المعازف) :اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها ،كالمزمار ،والطنبور ،والشبابة،والصنوج"ونحوه في كتابه"تذكرة الحفاظ"(2/1337).
وعن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله : ((صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة)) أخرجه البزار في مسنده (1/377/795) كشف الاستار وأخرجه أبو بكر الشافعي في الرباعيات (2/22/1) مخطوط الظاهرية) والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة(6/881/2200-2201) .وقد قال ابن تيمية في كتبه القيم الاستقامة (1/292-293):"هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء كما في اللفظ المشهور عن جابر بن عبدالله "صوت عند نعمة:لهو ولعب ومزامير الشيطان"فنهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة كما نهى عن الصوت الذي يفعل عند المصيبة، والصوت الذي عند النعمة هو صوت الغناء".
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله حرم علي-أو حرم- الخمر،والميسر،والكوبة،وكل مسكر حرام ".أخرجه أحمد (1/289) في مسنده وفي الأشربة (14) وابن حبان في صحيحة ويكاد أن يكون الحديث متواتراً.
وسئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الآية(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )؟فقال: (إنه الغناء، إنه الغناء، والذي لا إله إلا هو،يرددها ثلاث مرات)أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان.
بعض أقوال الأئمة
قال أبو بكر الطرطوشي في خطبة كتابه في تحريم السماع: وأما أبو حنيفة:"فإنه يكره الغناء،ويجعله من الذنوب"
روى أبو بكر الخلال في "الأمر بالمعروف" (ص32)وابن الجوزي في تلبيس إبليس(ص244) بالسند الصحيح عن إسحاق بن عيسى الطباع- ثقة من رجال مسلم قال:سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء ؟فقال :"إنما يفعله عندنا الفسّاق".
وأما الشافعي فقال في كتاب آداب القضاء :إن الغناء له مكروه،يشبه الباطل والمحال،ومن استكثر منه هو سفيه ترد شهادته .
أما مذهب أحمد فقال عبدالله ابنه:سألت أبي عن الغناء ؟فقال :الغناء ينبت النفاق في القلب،لا يعجبني ،ثم ذكر قول مالك :إنما يفعله عندنا الفسّاق".
وأما الدف:قال بن عباس رضي الله عنهما:"الدف حرام،والمعازف حرام،والكوبة حرام،المزمار حرام " أخرجه البيهقي (10/222) من طريق عبد الكريم الجرزي عن أبي هاشم الكوفي ،صحيح كما في كتاب تحريم آلات الطرب .
وروى أبو بكر الخلال عن الحسن البصري:" ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء وأصحاب عبدالله ( يعنى ابن مسعود ) كانوا يشققونها".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :لما كان الغنا والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثاً،ويسمون الرجال المغنين مخانيث ( مجموع الفتاوي ج11/565) ونص الإمام أحمج على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها باستثناء الدف إلا إذا كان مع الرجال.
وقد حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع على تحريم السماع،الذي جمع الدف والشبابة والغناء،فقال في فتاويه:وأما إباحة هذا السماع وتحليله،فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين،ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف .
وبمناسبة ما ذكرناه عن الدف ألحق هذه الكلمة به لما فيه من حق وباطل وبالله استعين "الدف للرجال حرام لا يجوز استعمال وهذا قول جمهور أهل العلم ونقل بذلك الإجماع ابن الصلاح والأئمة الأربعة بالمشهور عنهم ،وانظر تلبيس إبليس ومسائل السماع لابن قيم الجوزي ،أما النساء فهو جائز في موضعين في الأعياد وفي الأعراس لما في ذلك من أدلة -والله أعلم- .
وهو خاص في الجواري-صغيرات السن - ما بقي من آلات الطرب فهو حرام باتفاق أهل الملة إلا المبتدعة منهم أو من غفل عن شيء منها أو اجتهد فأخطأ ومن تتبع رخص العلماء فقد تزندق .قال ابنُ القيم رحمه الله:
حُبّ الكتابِ وحُبّ ألحان الغِنَا…فِي قلب عبدٍ ليس يجتمعانِ
ثقُلَ الكتابُ عليهمُ لَما رأوا… تقييده بشرائع الإيمانِ
واللهوُ خفَّ عليهمُ لَما رأوا…ما فيه من طَرَب ومن ألحانِ
يا لذّةَ الفُسّاقِ لستِ كلذّةِ الْـ…أَبرارِ في عَقْلٍ ولا قُرآنِ
وختاماً :-
فهذا الحق ليس به خفاء
فدعني من بنيات الطريق

جمع وترتيب :الأخ "أيمن الأثري" بتصرف

[ابو اميمة محمد74]

جزاك الله خيرا على الفائدة

[أبو معاوية البيروتي]

جزاكِ الله خيراً على هذه المقالة،
وكم عمّت بلوى الغناء بين المسلمين،
حتى أصبحنا نسمع هذه الأيام بالمغني الإسلامي الذي يصدر أغانيه زعماً منه - بل كذباً وزوراً - أنها في سبيل الدعوة إلى الله، وهي ممزوجة بالموسيقى، والله المستعان !!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلفية وافتخر

[SIZE="5"][COLOR="DarkRed"]
عن أبي أمامة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، ولا تجارة فيهن، وثمنهن حرام، إنما نزلت هذه الآية في ذلك(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )وحتى فرغ من الآية، ثم اتبعها:والذي بعثني بالحق ما رجل عقيرته بالغناء،إلا بعث الله –عزوجل- عند ذلك شيطانين يرتقيان على عاتقيه،ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره – وأشار إلى صدر نفسه –حتى يكون هو الذي يسكت) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/7749و7805و7825و7855و7861و7862) من طريقين عن القاسم بن عبدا لرحمن عنه.

بارك الله فيكِ، هذا الحديث ضعّفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ( 2922 ) .

[محمد زين العابدين]

بارك الله فيك على هذا النقل الطيب ونفع الله بك، آمين