"إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنُكم أخلاقا،"

[ابو عثمان الجزائري]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين.
اما بعد .
قال عليه الصلاة والسلام "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنُكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون.
قالوا: يا رسول الله!! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفهيقون؛ قال: المتكبرون"فهذا حديث
نبوي عظيم فيه اشارة الى مكانة وفضل الاخلاق الحسنة في شريعة الاسلام السمحة .فقد خصها الشارع الحكيم بمنزلة رفيعة ومكانة عالية ودرجة علية .ولهذا رتب على من اتصف بها في هذا الحديث اجرا عظيما ومن جملة ما خص به صاحب الخلق الحسن من الفضل والاجر انه من احب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم .وهو كذلك من اقرب الناس اليه صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة .فاصحاب الاخلاق الحسنة هم اهل محبة النبي صلى الله عليه وسلم .وهم كذلك اهل قربه وجواره .فالاولى وهي المحبة و هي الاصل .وهو القرب المعنوي القلبي .والثانية وهي الفرع هو القرب الحسي .وهو لازم وثمرة الاولى وهي المحبة .وبالتالي يجتمع لصاحب الخلق الحسن يوم القيامة فضيلتين وقربين .قرب معنوي اصلي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو محبته .وثانيا قرب حسي تبعي وهو القرب من مجلسه صلى الله عليه وسلم .فما اعظم هذا الفضل .ان تكون من احباء واقرباء النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .كفى بهذا لصاحب الاخلاق الحسنة فضلا وشرفا ان تكون للنبي صلى الله عليه وسلم حبيبا قريبا .فطوبى لمن رزقه الله اخلاقا حسنة طوبى له .
وانظر يرحمك الله الى ضد ماذكرنا .وهم اصحاب الاخلاق .فهم يوم القيامة من ابغض الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم و وهم كذلك من ابعد الناس مجلسا من النبي صلى الله عليه وسلم .فما اعظمها من عقوبة وما اعظمه من حرمان.ان تكون من النبي صلى الله عليه وسلم بغيضا الى قلبه .بعيدا عن مجلسه.فانت محجوب عنه .يا له من حرمان .وما اعظمه من خسران .وهناك لطيفة مليحة اختم بها القول .وهي ان اصحاب الاخلاق الحسنة هم اهل محبة وقرب النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة.والعكس صحيح .وبالتالي فما نراه من سب وشتم وفحش وكذب وغيرها من الاخلاق السيئة من بعض من يزعمون انهم ينتسبون الى الدعوة السلفية المباركة فان هذا الامر بعيد كل البعد على الصراط المستقيم والمنهج النبوي القويم . بل هم بنص الحديث النبوي الشريف الذي تقدم انفا .هم من ابغض و ابعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .وكذلك في الدنيا فهم من ابعد الناس عن
المنهج النبوي .فلا يلبسوا على الناس ولا يلبسوا على انفسهم .فما ذلك الفضل يوم القيامة لا صحاب الاخلاق الحسنة .الا ثمرة اخلاقهم التي كانوا يتعاملون بها في الدنيا .فلاخلاق الاخلاق يا اخوان حتى ننال محبة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى نظفر بكان قربب من مجلسه صلى الله عليه وسلم .واستغفر الله العظيم واتوب.والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
اخوكم الفقير ابو عثمان الجزائري .