أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
31850 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-08-2009, 10:45 PM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي (ليس كل قدح أو مدح حقًا)، للعلامة صالح آل الشيخ حفظه الله

قال الشيخ صالح حفظه الله: لا بدَّ أن نعرف أسباب القدح، يَقدح طالب علم في طالب علم؟ لِمَ يقدح مسلم في مسلم؟ لِمَ يقدح مؤمن في مؤمن؟ ما أسباب القدح عندهم؟ القدح له أسباب من الأسباب:
أن يكون هذا قرينًا لهذا، وكون هذا قرينًا لذاك يجعل القدح سهلاً؛ لأن القرين يكون مع مُنَافِسِهِ القرين في تنافس، فربما أراد أن يغلبه أو أن يكون مُقَدَّمًا عليه فجعله ذلك يقدح. الإمام مالك تكلم في ابن أبي ذئب، وابن أبي ذئب قال فيه الإمام مالك يستتاب مالك فإن تاب وإلاَّ قتل، الإمام مالك أحد أئمة الإسلام وابن أبي ذئب ثقة إمام وهذا إمام وهذا إمام بينهم وما بين الأقران، وقد قال ابن عبَّاس ما حاصله: إنَّ العلماء -أو قال نحوها- إن العلماء ليتنافسون أو يتحاسدون كما تنافس أوتحاسد التيوس في زروبها. وهذا ظاهر بيّن، فقد يكون قدح هذا في ذاك سببه أن هذا قرين لذاك، والمؤمن المسدَّد الورع يحب من ينصر دين الله، يحب من يقول الكلمة ولو كان ما معه إلاَّ واحد أو ليس معه أحد، وذاك معه أمم من الناس، المهم أن يكون دين الله جلّ وعلا منصورًا وأن تكون الكتاب والسنة منشورًا بين الخلق، ليس المهم أن يكون هذا أكثر أو أنا عندي أكثر، وذاك أفرح يخطئه، بل أفرح بصوابه ولو لم يكن معي أحد، وأحزن لخطئه ولو كان معي أمة من الناس، لهذا من أسباب القدح أن يكون هذا قرين لذاك.
من أسباب القدح الحسد، والحسد نهى الله جلّ وعلا عنه وهو يأكل الحسنات كما جاء في الحديث، قال جلّ وعلا ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا(54)فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ﴾[النساء:54-55]، وقد قال عليه الصلاة والسلام «إيَّاكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
الحسد ما سببه؟ سببه أنه حسد هذا وتمنى زوال نعمة الله عليه لشيء في صدره عليه، وحقيقة الحسد أنه عدم رضى بفعل الله، عدم رضى بقضاء الله جلّ وعلا، من أعطى ذاك؟ من الذي أعطاه الفضل؟ من الذي أحسن إليه؟ من الذي جعله هاديًا للناس؟ من الذي جعله كذلك وأمده بمال؟ وأمده بسمعة حسنة؟ الذي أمده بذلك هو الله جلّ وعلا، فإذا حسدته فتكون في الحقيقة معترضًا على فضل الله الذي يؤتيه من يشاء.
من أسباب أيضًا القدح التحزّبات المختلفة، هذا من فئة وهذا من فئة، وهذا يقدح في ذاك وهذا يقدح في ذاك؛ لأجل حزبه وفئته.
من أسباب القدح أيضًا أن يُقدح في عالم يُقدح في إمام لأجل إسقاطه، وإذا أسقط كان ثم هدف من وراء إسقاطه، فإذا قُدح في عام فزال ذلك العالم، كان السبيل لهذا أن يأتي ويقرر للناس ما يريد فيكون بعد ذلك سائدًا.
من أسباب القدح في العلماء أو من أسباب القدح في الموجّهين أن يكون لذلك القادح هدف يسعى من ورائه بعد القدح إلى إسقاط ذلك، وإذا أسقط هذا المقدوح وهو المشهود له بالخير وتفرق الناس عنه لم يكن موجهًا ولم يسمع الناس كلامه، فخسر الناس وخسر الدين ناصرًا من أنصاره.
المدح أيضًا له أسباب: من أسباب المدح الذي يكون تارة بحق وتارة بغير حق:
من أسباب المدح زيادة الإعجاب: يعجب بشخصية، يعجب برجل فيكون إعجابه هذا سببًا لأنْ يمدحه بدون استثناء، يملك عليه قلبه، يملك عليه مشاعره حتَّى يكون هو الكامل الذي لا عيب فيه، هذا الإعجاب يجعله يمدح بإطلاق ولا يرى عيوبه كذلك.
كذلك من أسباب المدح الزائد أو غير الحق، تارة يكون حقًا وتارة يكون على غير الحق، من أسباب المدح التحزبات أيضًا والجماعات المختلفة والآراء المختلفة، يمدح لكي يظهر هذا فيقبل الناس عليه لأنه من الفئة الفلانية، يمدح آخرلم؟ لأنه من الفئة المقابلة.
والقاعدة التي تضبط لك هذا (أن ليس كل قدح أو مدح حقًا) فلا بدَّ أن تتثبت، والوَرِع يتخلص من الهوى، يتخلص من أن يرى بقلبه، بل تنظر بالعلم، تنظر في هذا في المقدوح فيه وفي الممدوح تنظر فيه بعلم، والموازنة في هذا الأمر بأن تكون مع نفسك متحرِّيًا للحق طالبًا الصواب، وألاَّ تكون ذي هوى لا على هذا ولا على ذاك؛ بل نتج من جراء إهمال هذه القاعدة أن كان من يتوسط فلا يمدح بإطلاق ولا يقدح بإطلاق كان متهمًا من الفئتين، لا هؤلاء يرضون عنه يعني المادحين ولا القادحين يرضون عنه، وكلٌ كان مدحه أو قدحه متجاوزًا للحد أو ليس بدقيق في وصف من وصفوه، ويكون فيه نوع فيه خير وفيه غير ذلك، والمؤمن إذا كانت حسناته كثيرة وكانت سيئاته قليلة فإنه هو المسدَّد كما قال بعض أهل العلم: إذا زادت حسنات الرجل وقلَّت سيئاته فهو العَدْل.


من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها كفى المرءَ نُبلاً أن تعدَّ معايبه

...........والتوسط هو شعار هذه الشريعة وشعار هذا الدين وأن هذا الدين وسطا بين الأديان السالفة وهذه الطائفة أهل السنة والجماعة وسط بين الطوائف المختلفة
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.