أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
52186 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-24-2009, 09:33 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي الاعتناء بأحكام المواليد وتربية الأبناء ( مفهرس )

بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتناء بأحكام المواليد وتربية الأبناء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإن المرأة بحاجة ماسة إلى المواضيع التربوية وأهمها "تربية الأبناء " منذ ولادتهم إلى سن التكليف، فتربية الولد تربية سليمة صحيحة ما هي في الحقيقة إلا أساس متين في إعداد الفرد الصالح المتفقه في دينه والمتمسك به ,العامل به والداعي إليه على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وعلى نظامه تتكون أجيال صادقة تتحمل مسؤولياتها, وتؤدي واجباتها,وتسعى لتسخير قواتها في الخير والفضيلة وتجنيب الشر والرذيلة.
فلتكن هذه الصفحة لوضع النصائح والأحكام و الفوائد المتعلقة بتربية أولادنا تربية حسنة لاسيما أن هذا من أهم مسؤوليات المرأة المسلمة حيث قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم "( متفق عليه ) مشكاة المصابيح 3685
وقَالَ عُثْمَانُ الْحَاطِبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: " أَدِّبِ ابْنِكَ، فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ وَلَدِكَ، مَاذَا أَدَّبْتَهُ ؟ وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ، وَإِنَّهُ مَسْئُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ"شعب الإيمان - (11 / 135)(8295 ) .
وسأشرع في تنزيل هذه الفوائد تباعا ؛ والمشاركة مفتوحة لجميع الأخوات الكريمات ؛حتى نفيد ونستفيد جميعا .


------ فهرسة فوائد الموضوع -------
- تعريف التربية لغةً واصطِلاحًا.
- أهداف التربية.
- التربية الصحيحة الصالحة المتكاملة.
- كلمة للشيخ صالح الفوزان : لا بد من تعلم التوحيد وتعليمه.
- حقوق الطفل التربوية في الإسلام - للشيخ علي الحلبي.
- من دواعي التهيئة لذرية صالحة تقر بها أعين الآباء.
- لماذا يستهل الصبي باكيًا.
- البشارة بالمولود والتهنئة به.
- الأذان في أذن المولود.
- استحباب تحنيك الصبي.
- رأي الشيخ فركوس في مسألة التحنيك.
- تسمية المولود.
- التسمية حق الأب.
- ضوابط تسمية المولود.
- ضوابط الأسماء المنهي عنها.
- ينسب المولود إلى أبيه لا إلى أمه.
- فوائد حول تسمية المولود.
- تكنية الآباء.
- الآثار النفسية والفوائد التربوية المترتبة على التكنية.
- أحاديث ضعيفة وموضوعة في الأسماء والكنى.
- من سنن الفطرة: الختان.
- يستحب الختان في حق النساء.
- فتاوى في مسألة ختان البنات.
- تتمة: يستحب الختان في حق النساء.
- تتمة: الختان واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء.
- الحكمة من الختان.
- ثقب أذن المولود.
- سؤال حول الدليل على أن تربية الأبناء أمانة في أعناق الآباء، وأن وصية الله للآباء سبقت وصيته للأبناء.
- جواب على السؤال السابق.
- العقيقة.
- صفة العقيقة المشروعة.
- هل عق النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه بعد النبوة؟
- تتمة : هل عق النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه بعد النبوة.
- حكم العقيقة على ولد الزنا.
- هل يجزئ في العقيقة غير الغنم؟
- فتاوى صوتية للألباني حول العقيقة.
- هل يجوزلغير المولود له أن يعق عن المولود؟
- وليمة العقيقة.
- حلق شعر المولود.
- وقت الحلق والحكمة منه.
- حلق شعر المولود شامل للذكر والأنثى.
- النهي عن القزع في حلق رأس الصبي.
- التصدق بوزن شعر المولود فضة.
- هل يجوز تدمية رأس الغلام بدم شاة العقيقة؟وماذا عن تلطيخ رأسه بالخلوق.
- تربية الأبناء -توطئة-.
- نصائح للأم حول ضرب الأطفال.
- فتوى لابن عثيمين حول ضرب الأطفال - نور على الدرب.
- لعب الأطفال.
- غرس مراقبة الله في نفوس الأبناء بالترغيب والترهيب.
- حاجة الأبناء إلى الحب والحنان.
- مقال حول حاجة الأبناء للحنان.
- تعليم الأبناء التوحيد وأمور الدين.
- وصية ابن عثيمين للآباء بالأبناء.
- العناية بأخلاق أبنائنا.
- مصير أطفال المؤمنين.
- عدم إهمال الثناء على الأبناء.
- فضل تربية البنات.
- العدل بين الأولاد.
- متى يُربى الولد على الصلاة (ابن عثيمين - اللجنة الدائمة).
- تعليم الأبناء الصلاة وتعويدهم عليها.
- حكم تعويد الأبناء الصلاة مع الجماعة (ابن باز).
- حكم الأغاني الوطنية للأطفال - حكم وضع اليدين على الطفل عند تعويذه.
- تعليم الأبناء القرآن.
- السن المناسب لتحفيظ الأبناء القرآن.
- لباس الأطفال (ابن عثيمين).
- دور الآباء في تكوين القدوة الحسنة لأبنائهم.
- تدارك من يراد تربيته قبل تأثير الوراثة فيه.
- تمرين الأبناء على الصيام.
- تربية الأبناء وتعويدهم على حفظ الأوقات.
- الاهتمام بنظافة الأبناء ومظهرهم وحاجتهم للحب والعطف.
- أيتها الأم : أنت قدوة لابنك فتنبهي!
- آداب نربي أبناءنا عليها.
- اجتناب القسوة مع الأبناء.
- نهي الأولاد عن سب الدين (ابن عثيمين).
- الرحمة بالأبناء.
- حفلات أعياد الميلاد.
- من وصايا ابن الجوزي في تدبير الأولاد.
- تربية الأولاد على صيانة ألسنتهم من كل سوء من الكلام (مشهور حسن).
- الحرص أن لا يصحبوا إلا صالحًا (مشهور حسن).
- كما نصونهم من نار الدنيا فلنَصُنْهم من نار الآخرة.
- أخطاء في تربية الأولاد.
- إذا حاضت الصغيرة.
- تعامل المرء مع أولاده، للشيخ صالح آل الشيخ.
- محادثة الصغار.
- مباحث في تربية الأولاد (1).
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-24-2009, 11:24 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

موضوع في قمة الأهمية لنا نحن الأمهاتِ!

ومن فترة في البال طرح مثله فجزاك الله خيرًا أختي أم سلمة على هذه المبادرة، وأحسنت على تثبيته.

وإن شاء الله أشارك معك الطرح، ولكن بانتظار افتتاحيتك للفوائد؛ فأنت صاحبة الموضوع، ومن ثم القافلة من ورائك ستسير.

وأقترح:

أن تكون الفوائد مرقمة ومعنونة، بحيث يسهل الرجوع لها، وحتى يكون الموضوع كملف شامل متكامل -مستقبلا- في تربية الأبناء.

فالترقيم بأن تضعي الفائدة الأولى؛ فيكون رقمها (1)، وإن وضعتُ بعدك أخرى أضع (2)، وإن وضعتُ فائدة وأخت سبقتني لذلك ثم نزلت مشاركتها بنفس الترقيم؛ بإمكانكِ التعديل عليها -وفقك الله-.

ومثال العنونة التي أقصدها: إن كان النقل فائدة -مثلا- متعلقة بتأديب الأبناء بالضرب؛ فتضع العضوة عنوانًا قبل الفائدة بلون مميز -أحمر-مثلا-: (مسألة ضرب الأبناء - فتوى - الألباني ) إن كانت فتوى، وإن كانت مقالا أو محاضرة فيبيَّن ذلك ...

ولو يتم التأكيد على ذكر المصادر بعد كل نقل.

يعني هذه أمور أقترحها للتسهيل، وليكون الموضوع أكثر تنسيقًا.

والأمر إليكِ أيتها المشرفة الكريمة!

وفق الله الجميع لطرح كل ما هو مفيد وقيم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-24-2009, 11:26 PM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
افتراضي

بارك الله فيك أختي الغالية
أم سلمة
فكرة طيبة
أثابك الله الجنة
بانتظار ما تنوين إنزاله من فوائد
جزاك الله خيرا

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-25-2009, 01:23 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي توطئة

أولا: تعريف التربية

1-التربية لغة:
( ربا ) رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً زاد ونما وأَرْبَيْته نَمَّيته وفي التنزيل العزيز:" ويُرْبي الصدَقات" ومنه أُخِذَ الرِّبا الحَرام قال الله تعالى:" وما آتَيْتُم من رباً ليَرْبُوَ في أَموالِ الناسِ فلا يَرْبُو عند الله" لسان العرب لابن منظور14-304


وفي موضع آخر:" ورَبَّ ولَدَه والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً ورَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً عن اللحياني بمعنى رَبَّاه وفي الحديث لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها أَي تَحْفَظُها وتُراعِيها وتُرَبِّيها كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه وفي حديث ابن ذي يزن أُسْدٌ تُرَبِّبُ في الغَيْضاتِ أَشْبالا أَي تُرَبِّي وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ بالتكرير الذي فيه وتَرَبَّبَه وارْتَبَّه ورَبَّاه تَرْبِيَةً على تَحْويلِ التَّضْعيفِ وتَرَبَّاه على تحويل التضعيف أَيضاً أَحسَنَ القِيامَ عليه وَوَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةَ كان ابْنَه أَو لم يكن.

وأَنشد اللحياني

تُرَبِّبُهُ من آلِ دُودانَ شَلّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لا تُضيعُ سِخَالَها ...

...وقولُ حَسَّانَ بن ثابت:

ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لنا ... يَوْمَ الخُروجِ بِساحَةِ القَصْرِ
مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافيةٍ ... مِمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ


يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ والحائرُ مُجْتَمَعُ الماءِ ... "لسان العرب:1- 399
ورَبَّ: جَمَعَ، وزادَ، ولَزِمَ، وأقام، كأَرَبَّ، والْأَمْرَ: أصْلَحَهُ، والدُّهْنَ: طَيَّبَه، كرَبَّبَه، والشَّيْءَ: مَلَكَهُ، والزِّقَّ رَبًّا، ويُضَمُّ: رَبَّاهُ بالرُّبِّ، والصَّبِيَّ: رَبَّاهُ حتى أدْرَكَ كَرَبَّبُهُ تَرْبيباً ... القاموس المحيط الفيروزآبادي:1-65


وفيه [ترُبُّها ألَك نِعْمَةٌ] أي تَحْفَظُها وتُراعيها وتُرَبِّيها كما يُرَبِّي الرجل ولده . يقال : رَبَّ فُلان ولده يَرُبُّهُ رَبًّا ورَبَّتَه ورَبَّاه كلُّه بمعنى واحِد ..
." النهاية في غريب الأثر 2- 450


"وقال الإمام البيضاوي في "أنوار التنزيل وأسرار التأويل:"الرب في الأصل بمعنى التربية,وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا, ثم وصف به تعالى للمبالغة"ونستحضر مع هذه الكلمة شرح الراغب الاصفهاني..وهو :إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام".


والتربية تفعلة من ربا إذا زاد ونما فهي تعهّد الشيء ورعايته بالزيادة والتنمية والتقوية,والأخذ به في طريق النضج والكمال الذي تؤهله له طبيعته" كلمات في مبادىء علم الأخلاق للدكتورمحمد عبد الله دراز من كتاب التصفية والتربية للشيخ علي بن حسن الحلبي ص:97

2- التربية اصطلاحا:

هي تعلم مهارات أساسية ولازمة لاستمرار المجتمع .... وتهتم التربية بتعليم أفراد المجتمع من جيل الصغار - وعن طريق التعليم الرسمي وغير الرسمي سواء أكان ذلك عن طريق الأسرة أو المدرسة - كيف يسلكون في المواقف الاجتماعية المختلفة على أساس ما يتوقعه منهم المجتمع الذي ينشؤون فيه .


وتشير أكثر استخدامات هذا المصطلح عمومًا إلى التنشئة والتدريب الفكري والأخلاقي وتطوير القوى العقلية والأخلاقية وبخاصة عن طريق التلقين المنظم سواء في الأسرة أو في منظمات أخرى تتولى عملية التربية طوال اليوم . . . ." دور التربية الأسرية في حماية الأبناء ص:5
والتربية"تنشئة وتكوين إنسان سليم مسلم متكامل من جميع نواحيه المختلفة,من ناحية الصحية والعقلية والاعتقادية,والروحية ,والإدارية والإبداعية"أهداف التربية وغاياتها مقداد يالجن:ص:20من كتاب كيف تربي ولدك ليلى الجريبة ص:6


"وعلى هذا الأساس تكون التربية في مجال تنشئة الأولاد عملية بناء ورعاية وإصلاح شيئا فشيئا حتى التمام، أي المضي مع النشء بالتدرج من الولادة حتى سن البلوغ، والتربية بهذا المعنى فريضةٌ إسلامية في أعناق جميع الآباء والأمهات والمعلمين، لغرس الإيمان وتحقيق شريعة الله وهي مسؤولية وأمانة لا يجوز التخلي عنها قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب"المنهاج النبوي في تربية الأطفال لعلي بن نايف الشحود:1-8
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-25-2009, 05:44 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

بارك الله في الأختين الكريمتين أم زيد ومناصرة الرسول وجزاكما الله خيرا
وأرجوا أن تشركا وتدليا بدلوكما في الموضوع
وكذلك كل أخواتي الكريمات
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-26-2009, 11:49 AM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي تابع للتوطئة

ثانيا: هدف التربية:


إن أي تربية لا تتوجه نحو هدف معين هي تربية فاشلة لأنها هيام على غير هدى ومآلها تخبطٌ في أودية الدنيا، ولهذا كان هدف التربية واضحًا جليًا عند إبراهيم عليه السلام { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } )؛ نعم هدف التربية هو الوصول بالمربي والنشء إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبودية." (1)


"تلعب الأسرة الدور الرئيس في حياة الفرد ويكتسب من خلالها كل القيم والمعايير وبها يبدأ أولًا بتعلم الاتجاهات وكما تشير الكثير من الدراسات النظرية حول هذا الموضوع من أن الوالدين هما المؤثر الأساسي في تكوين الاتجاهات وذلك من خلال التواصل معهما وأيضًا من خلال التربية الأسرية وبالتالي ينطبق ذلك على الاتجاه نحو التعليم والعمل وإبراز قيمته وأهميته ..." (2)


وقد أكد الإمام ابن القيم رحمه الله هذه المسؤولية فقال رحمه الله (3) : قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فللابن على أبيه حق فكما قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة العنكبوت، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} سورة التحريم، وقال علي بن أبي طالب: "علموهم وأدبوهم " (4) وقال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِى الْعَطِيَّةِ » (رواه البخاري) (5) .
و قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (6) " فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم قال الله تعالى { وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } الاسراء 31 فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا ".(7)


وهذه بعض النقاط حول أهداف التربية:


*لأنها سبب في دخول الجنة والنجاة من النار بإذن الله .

* لأنها عبادةٌ عظيمةٌ ومُتعة ولذَّة في الحياة الدنيا .

* لأنها عملٌ بالأسباب المشروعة ونحن مطالبون بذلك بل إنه فرضُ عيْنٍ على وليهم .

* لأن الأُمة تحتاج إلى شبابها .

* لأننا بحاجة إلى أبنائنا في الدنيا والآخرة .

* لأن الولد الصالح هو واحد مما يبقى للإنسان بعد الموت .

* لأن أطفال اليوم هم رجالُ الغد .

* لأن الأبناء يُولدون على الفطرة ؛ وللتربية الأثرُ الأكبر في ثباتِ الفطرة أو فسادِها .

* لأن الأبناء يحتاجون للتربية الصحيحِة في بداية حياتهم .

* لأن وصيّة الله للآباء بأولادهم سابقةٌ وصية الأولاد بآبائهم .

* لأنها مسؤوليةٌ يُحاسب الله الآباء عليها .

* لأن أغلب المشكلات في مراحل العمر المتقدمة سببُها التهاونُ في التربية في الصِّغر .

* لأن الأولاد زينةُ الحياة الدنيا .

* لأن تربية الأبناء بركةٌ لوالديهم ومجتمعاتهم .

* لأن من حق الأبناء على الآباء أن يعيشوا حياةً طيبةً، والتربيةُ السليمة سببٌ في ذلك بإذن الله .

* لأننا مطالبون بمواجهة التحديات بتربيةٍ مُتوازنةٍ صحيحة .
وكم هي الأمور العظيمة والجميلة التي تعرفونها في أهمية وفضل تربية الأبناء . (8)



__________
(1)- أساليب التربية والدعوة والتوجيه د. وسيم فتح الله (69)
(2)-دور التربية الأسرية في حماية الأبناء من الإرهاب سارة صالح عيادةالخمشي(26)
(3) - موسوعة كتب ابن القيم - (234 / 5)
(4) - تفسير الطبري - مؤسسة الرسالة - (23 / 491) وشعب الإيمان - (11 / 127)(8281 ) صحيح لغيره
(5)- صحيح البخارى- المكنز - (9 / 338)12 - باب الْهِبَةِ لِلْوَلَدِ . ( 11 ) معلقا ووصله أبو عوانة في مسنده (4597 ) صحيح
(6)- موسوعة كتب ابن القيم - (234 / 5)
(7)- المنهاج النبوي في تربية الأطفال علي بن نايف الشحود. ( 10-11 )
(8)-انظر الإجمال في تربية الأطفال من كتاب المنهاج النبوي في تربية الأطفال علي بن نايف الشحود(5)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-26-2009, 03:07 PM
أم عبد البر الجزائرية أم عبد البر الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: سطيف ... الجزائر
المشاركات: 89
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
مشكورة - أستاذتي وأختي في الله أم سلمة - وبارك فيك وفي أبنائك .
أطبع - بحول الله ما تتفضلين به - لنستفيد منه مستقبلا بحول الله .
ونصيحتي للأخوات : المواضيع المهمة في المنتدى ، أرى أنه من الأفضل طبعها ووضعها في ملفات ليسهل الرجوع إليها .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-26-2009, 07:19 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر الله لك أختي الحبيبة " أم سلمة السلفية " وبارك في جهودك وجعلها في ميزان حسناتك إن شاء الله - تعالى .

وجزاك الله خير الجزاء والأخوات الحبيبات " أم زيد وأم عبد البر الجزائرية " على طرح هذا الموضوع والإقتراحات وبارك الله فيكن وعليكنّ.

ابنتي الحبيبة " أم سلمة " بعد إذنك وإذن الحبيبة " أم رضوان " حفظكن الله - تعالى - ورعاكنّ، لديّ بعض الإقتراحات أرجو أن تلقى منكن أحبتي القبول ومن الأخوات الفاضلات في منبرنا الغالي منبر" كل السلفيين " وهي :

1. وضع ملفات خاصة بعناوين متفرقة لكل مادة مثل : ملف خاص بشؤون الأسرة والحياة الزوجية يحوي مواضيع مستقلة خاصة بالأسرة. وملف خاص بشؤون الطفل، والتربية. وآخر خاص بالسيرة النبوية وأمهات المؤمنين والنساء القدوة من الصحابيات الجليلات، ومن تبعهن بإحسان، ... وآخر خاص بالحج ... بالصيام ... وبالشعر ... باللغة العربية ... ومتفرقات .

وأن يضاف ملف جديد كلما احتاج الأمر إليه كملف للفقه ... والعقيدة ... والتفسير ... وهكذا.

2. أن توزع المواضيع والمحاضرات السابقة أيضا وما أضيف إليها من مشاركات على عناوين الملفات الدالة على محتواها.

3. بعد فتح الملف يسهل على من تبحث اختيار المادة التي تريد، بيسر وسهولة بالرجوع إلى فهرس المحتوى.

4. وضع رجوع للأعلى. أسفل الصفحة.

5. للفت النظر وانتباه من يتصفح : وضع أسماء بعض المقالات الأخرى أو الفتاوى في نهاية الموضوع للإطلاع عليها ... أو اقرأي للشيخ ... أو للكاتب ...

أسأل الله - تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ، وأن يجعل عملنا خالصاً ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-31-2009, 11:47 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي البشارة بالمولود والتهنئة به:

البشارة بالمولود والتهنئة به


قد ذكر القرآن البشارة بالولد في أكثر من مناسبة تعليما للمسلمين بهذه العادة لما لها من أثر هام في زرع الألفة والمحبة في قلوب المسلمين (1) فقال تعالى : {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}، وقال تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} وقال : {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}، وقال : {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ"وغير ذلك من الآيات.

"ولما كانت البشارة تسر العبد وتفرحه استحب للمسلم أن يبادر إلى مسرة أخيه وإعلامه بما يفرح" (2)

" فتبشير المسلم بالولد هو إدخال السرور إليه بهذه البشرى وهو من عوامل تقوية المحبة والأخوة بين المسلمين .

ويشرع للمبشَّر أن يهدي شيئا للمبشّر,كما أهدى كعب بن مالك للرجل الذي بشره بالتوبة رداءه ,وقصته معروفة كما في الصحيحين.وهذا من شدة السرور بالبشرى" (3)



التهنئة لأهل المولود


" لا يعرف في السنة شيء من ذلك, لكن نقل بعض التابعين كالحسن البصري, تهنئة الوالد بقوله : "بارك الله لك في المولود لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره "، ويرد الوالد: "أجزل الله ثوابك ", ونحو ذلك (4).

واستُحب هذا القول لدخوله تحت الكلمة الطيبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبالكلمة الطيبة "(5)، وكما قال في رواية أخرى: " والكلمة الطيبة صدقة "(6)(7).

وقال ابن قدامة في " المغني": " ... وروينا أن رجلا قال لرجل عند الحسن يهنئه بابن له ليهنئك الفارس فقال الحسن وما يدريك أنه فارس هو أو حمار ؟ فقال كيف نقول ؟ قال قل بورك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره " (8) .

و" عن الحسن البصري سأله رجل عن التهنئة كيف أقول ؟ قال قل: "جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم " (9) .

وعن حماد بن زيد قال كان أيوب (السختياني)إذا هنأ رجلا بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم"(10).

فهذه الآثار هي خير بكثير مما نراه اليوم من استعمال بعض الألفاظ المخترعة .التي لا يجيزها أحد من أهل العلم " (11) .

" لذلك يستحب للمسلم أن يبادر إلى مسرة أخيه وإعلامه بما يفرحه ولا يقصر بتهنئته والدعاء له ولوليده , ويؤيده ما ثبت إسناده مقطوعا عن معاوية بن قرة قال : " لما ولد إلياس دعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتهم فدعوا , فقلت : إنكم قد دعوتم فبارك لكم فيما دعوتم وإني إن أدعو بدعاء فأمنوا, قال :فدعوت له دعاء كثيرا في دينه وعقله " (12) (13) .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

(1) من كتاب أختي المسلمة كيف تستقبلين مولودك الجديد تأليف نشات المصري عن أحكام المولود في السنة المطهرة ص(25)
(2) تحفة المودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية (29)
(3) أحكام المولود في السنة المطهرة لسالم علي راشد الشبلي و محمد خليفة الرباح(25)
(4) وله أن يرد عل المهني بقوله :بارك الله لك وبارك عليك, أو جزاك الله خيرا ورزقك الله مثله(الأذكار للنووي :256)
(5) أخرجه البخاري (6539) ومسلم (1516)من حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه
(6) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
(7) أربعون سؤالا في أحكام المولود للشيخ محمد فركوس (52)
(8) المغني في فقه الإمام أحمد لعبد الله بن قدامة المقدسي(11-120)
(9) أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء... قلنا (أي: المؤلفان)فمثله لاينزل حديثه عن رتبة الحسن
(10) أخرجه الطبراني في الدعاء (2-1244)بسند فيه ضعف
(11) أحكام المولود في السنة المطهرة لسالم علي راشد الشبلي و محمد خليفة الرباح(27).
(12) أربعون سؤالا في أحكام المولود للشيخ محمد فركوس (53)
(13) أخرجه البخاري في الأدب المفرد(1255)باب الدعاء في الولادة .أنظر صحيح الأدب المفرد للألباني (485)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-06-2010, 10:43 AM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي التأذين في أذن المولود

التأذين في أذن المولود



قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) : (موضوع) .

رواه أبو يعلى في " مسنده " و عنه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " وكذا ابن عساكر من طريق أبي يعلى وابن بشران في " الأمالي " وأبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان الأنصاري وغيره " من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .

قلت : وهذا سند موضوع ، يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث . وعزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي ، ثم قال : و قال : إسناده ضعيف .

قلت : وفيه تساهل لا يخفى ، ونحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) : رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك . فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه ، و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن العلاء البجلي الرازي ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب وضاع ، و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع ، ثم أورد له أخبارا هذا منها .

قلت : وقد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار والأوراد، كالإمام النووي رحمه الله ، فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير ولو إلى ضعفه فقط ، وسكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه تلميذه ابن القيم ، فذكره في " الوابل الصيب " ، إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر ، و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن تضعيفه ، فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا ، فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس بموضوع ، و إلا لما أورداه إطلاقا ، و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما ولا يخفى ما فيه ، فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا وهما الإمامان الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به ، ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد ضعفه ، و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت.

فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ، و قال الترمذي : حديث صحيح ، و العمل عليه .


فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ؟ قلت : نعم هو ضعيف ، لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع ، و ما ذلك إلا لعدم علمه بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء ، و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله ، فانتظر .

نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى . أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ، ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .

قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع والله أعلم .

فإذا كان كذلك ، فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع ، و أما الإقامة فهي غريبة ، والله أعلم .

و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ، فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .

وجاء تحت الحديث رقم:6121" ( أَذَّنَ في أُذُنِ الحسنِ بنِ عليّ يومَ وُلِدَ ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى ) (موضوع).

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (6/390/8620) من طريق محمد بن يونس : حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السَّدوسي : حدثنا القاسم ابن مطيب عن منصور بن صفية عن أبي معبد عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ : أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذّن ... الحديث . وقال - وقد ذكر قبله حديث أم الصبيان المتقدم في المجلد الأول برقم (321) من رواية الحسين بن علي - ؛ "في هذين الإسنادين ضعف "!
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.